أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحلام طرايرة - هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!














المزيد.....

هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4124 - 2013 / 6 / 15 - 01:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


هناك من يدّعي التفتّح الفكري وتقبّل الآخر والدعوة للتحرر، تماما مثلما يدّعي آخرون التقوى والورع والتدين، ومثلما يدّعي آخرون آخرين الوطنية والفداء بالدم والأهل من أجل تراب الوطن. أكاد أصنّف "الادعاء" كدين أو مذهب أو فكر قائم بحد ذاته، له نهجٌ ثابتٌ، واضحٌ، بقواعد ومبادئ لا كنهَ فيها ولا لُبس، واسم منظريه واتباعه "المدّعين". إنه فنّ ليس باستطاعة أي كان أن يتقنه. يخيّل لي أحيانا أن ثمة من يولدون هكذا، مدّعين بالفطرة. ولكني أعود لإيماني بأن فطرة الإنسان صافية، طبيعية، لا ادعاء فيها ولا تمثيل، وأن شيئا ما، او أشياء مجتمعة بالأحرى في بيئته هي التي تصنع منه مدّعيا حتى العظم!

قد أتفهم الادعاء الديني في المناطق الأكثر محافظة على وجه الخصوص، وهو أن يحرص الإنسان على أن يظهر بصورة التقيّ الورع العفيف المحب لله والمخلص لدينه وهذا بصرف النظر إذا كان كذلك أم لا، فالمهم هو الصورة التي يظهر عليها، لما يحققه ذلك من قبول اجتماعي يعود على الشخص بما يعود عليه من منافع اجتماعية واقتصادية وسياسية! ما نشهده اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، وفيسبوك تحديدا يقول الكثير في ذلك. ترى شخصا ما يشترك بكل ما يمر عليه من صفحات دينية ويغرق صفحته وصفحات الآخرين بكل ما يقع بين يديه من منشورات وصور ومقولات وعظات وفتاوى دينية تحرص على تذكير الناظر بأهمية أن تكون متدينا وأهمية أن تقوم أيضا بإعادة نشرها لما سيعود بالفائدة على الناشر والمنشور له بمضاعفة الحسنات إلى أضعاف أضعافها، ولخطورة أن تقوم بإهمالها فتوصم نفسك بحليف الشيطان أو على الأقل بشخص يسيطر عليه شيطانه فيمنعه من عمل الخير، أي نشر المنشورات الدينية، وبالتالي تخسر فرصتك بمضاعفة حسناتك، مما سيقلل من أسهمك عند الله بالضرورة. فالخوف من أن ينقص رصيدك من الحسنات يجعلك لا تهمل إعادة نشر أي منشور ديني تحديدا تلك التي تحمل توقيع "اذا لم تعيد نشرها فاعلم أن الشيطان قد منعك". ولا يخلو موضوع الادعاء التديني من صبغة "تعنصرية" كنوع من التحدي بالولاء بين اتباع الأديان المختلفة في الكثير من الأحيان إذا لم يكن في جميعها، فيجد الشخص نفسه ملزما أن يذكّر بولاءاته لدينه حتى وإن لم يكن متدينا في الحقيقة. لهذا كله ولغيره من الاعتبارت التي يطول شرحها أتفهم أن يلجأ البعض للادعاء التديني وأن يتقنوه إلى حد الإقناع- لمن لا يعرفهم عن قرب!

وتنطبق – إلى حد كبير- أسباب الادعاء التديني مع الادعاء الوطني. فالتنظير على الآخرين بتدينك وبوطنيتك هو ضرورة حياة بالنسبة للكثيرين في مجتمعاتنا العربية.

لكن دوافع الادعاء الانفتاحي، إن صحت التسمية، لا تزال مبهمة الملامح لديّ. لا أفهم أن يدّعي شخص منغلق في حقيقته الانفتاح على الآخر وأن يعرض نفسه كمنظّر في عالم الحريات وحقوق الإنسان وغيرها مما تدعو اليه الحركات التحررية. فلا "الله" هنا ليضاعف أي حسنات، ولا قبول اجتماعي يترتب على ذلك. ولكن لا بدّ أن ثمة قبول ما يسعى إليه المدّعي الانفتاحي ولو مؤقتا، فهو ما يلبث أن يكشف نفسه بنفسه ويسقط قناعه كاشفا عن جوهره الحقيقي. كل ما توصلت إليه- حتى اللحظة- هو أن الادعاء الانفتاحي قد يكون ضرورة وجسرا يقود المدّعي إلى جهة مقابلة له فيها مآرب أخرى.

كل ما يمكن الإيجاز به الآن، هو أن نعرف أن ثلة من المدّعين التفتحيين الانفتاحيين التحررين الذي ليسوا كذلك أبدا، يعيشون بيننا ويؤدون دورهم هذا ببراعة يصعب التشكيك فيها إلا لمن له باع طويل وخبرة عميقة مع عالم الادّعاء والمدّعين. فاحذروهم!

برأيي، الادعاء الانفتاحي هو الأخطر تحديدا في ظل الحركة التنويرية التي بدأت براعمها بالتفتح في العالم بشكل عام، وأخشى ما أخشاه أن يكون أتباع ديانة الادعاء قد أدركوا بحنكتهم ودرايتهم أن العصر القادم هو عصر التنوير وبذلك بدأوا يعدّون عدتهم لركوب الموجة- كما ألفناهم.



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- وزراء خارجية دول عربية و-مسار أستانا- يدعون إلى حل سياسي للأ ...
- مصدر عسكري سوري: لا صحة لأنباء دخول الإرهابيين إلى مدينة حمص ...
- قوات إسرائيلية إضافية إلى الحدود السورية
- الحكومة اللبنانية تجتمع في صور لبحث تعزيز قدرات الجيش
- الطيران الحربي الروسي والسوري يحيد أكثر من 300 إرهابي خلال ا ...
- الخط المباشر مع بوتين في 19 ديسمبر
- مصادر لـRT: الجيش السوري سحب قواته من مدينة حمص وهي الآن عند ...
- هل توقف تركيا هجمات -النصرة- في سوريا؟
- وزير الخارجية الإسرائيلي: لا نتدخل في الصراع الداخلي في سوري ...
- ليبيا.. المنفي يعلق على اجتماع بريطاني يخص بلاده ولم يُدعَ إ ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحلام طرايرة - هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!