أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - أحلام طرايرة - أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!














المزيد.....

أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 21:11
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


قد لا أكون الشخص المناسب للحديث عن "ازدواجية الهوية" للفلسطينيين في فلسطين المحتلة، ما يسميها العالم اليوم ب "اسرائيل"، لكني أتطرق له ولو من على الهامش لما استوقفني من أحداث وشخوص ومواقف مؤخراً، ولأن الموضوع يبدو مجهولا تماماً للبعض خارج فلسطين. فالوضع الذي آلت إليه الأمور في فلسطين منذ عام النكبة 1948 (وهو العام الذي أُعلنت فيه دولة الاحتلال) يبدو معقداً وعصياً على الفهم للكثيرين. ولكي لا يكون درساً مملاً في التاريخ لنذكّر أن احتلال فلسطين جاء على مرحلتين أساسيتين أولاهما في عام 1948 لجزء من فلسطين حيث أقيمت دولة الكيان الصهيوني وسميت "اسرائيل" والتي يسميها الفلسطينيين اليوم (فلسطين الداخل) وجاءت المرحلة الثانية باحتلال باقي فلسطين عام 1967 فيما يعرف اليوم بالأراضي المحتلة أو الضفة الغربية وقطاع غزة.

وفيما عدا اللاجئين الفلسطينيين الذين تشرذموا خارج فلسطين وداخلها، يسأل سائل: أين يقطن الفلسطينيين اليوم؟ والجواب هو أن جزءا من الفلسطينيين لم يتركوا البلاد عام النكبة فاضطرت دولة الكيان للتعامل معهم كأمر واقع وأدرجت بعضهم لاحقاً في نظامها كمواطنين يحملون الهوية الاسرائيلية وشملت بعضهم (كسكان القدس مثلا) ببطاقات إقامة دائمة دون أن يحملوا الجنسية الاسرائيلية. ويجدر بالذكر أن هذه الدولة ما فتئت تبذل كل ما بوسعها لتهجير الفلسطينيين الذين "منحتهم" جنسيتها بكل الوسائل التي لا مجال لذكرها هنا. أما الجزء الأكبر من الفلسطينيين فيتوزعون في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويحملون بطاقات هوية فلسطينيية، وأنا من هذه الفئة الأخيرة ( فقط لتوضيح لماذا أعتقد أني ربما لست الشخص الأمثل للحديث عن "فلسطينيي الداخل").

كفلسطينية من الضفة الغربية، نشأت وأنا أستمع لمصطلحات مثل: عرب 48، عرب اسرائيل، وعرب الداخل. كلها لتشير لأولئك الفلسطينيين الذين يحملون الجنسية الإسرائيلية، ولم تكن هناك أماكن لتجمعنا بهم في الحياة اليومية بشكل عام، فقد كانوا بالنسبة لنا عالماً آخراً، إلى أن أصبح تواجدهم مألوفا في السنوات الأخيرة خلال أيام نهاية الأسبوع في قوافل للتسوّق في الضفة الغربية (جزء كبير منها ينظّم كنوع من الدعم للسوق الفلسطيني) وفي المطاعم والمقاهي، وكذلك كعاملين في مؤسسات فلسطينية وغير فلسطينية في الضفة الغربية حيث يسكنون أيضا. هذا الحضور المكثف وغير المألوف سابقا لفلسطينيي الداخل في الضفة الغربية وتواصلهم وتفاعلهم مع الحياة الفلسطينية على الطرف الآخر لم يكن عفوياً، بل كان نتيجة طبيعية لمسيرة وتطور الأحداث والبنية التاريخية في الداخل ولصراع ذاتي-جمعي عميق لا ينتهي حول ازدواجية الهوية. هذا ما سنحت لي الفرصة أن أعرفه من خلال لقاءات وأحاديث متفرقة مع فلسطينيين من حملة الهوية الإسرائيلية. هذا بالإضافة لاطلاعي على صفحات التواصل الاجتماعي لرموز من الداخل الفلسطيني في عالمي السياسة والفن.

اليوم مثلا، تابعت نقاشاً على موقع "تويتر" بين الفنانة الفلسطينية ريم بنا وناشطة اسرائيلية عقب استدعاء مخابرات الاحتلال للفنانة يوم أمس للتحقيق معها على خلفية زيارتها لدولة معادية (والمقصود بذلك سوريا) باعتبار ريم "مواطنة اسرائيلية". وكانت الناشطة الاسرائيلية قد غردت بشيء تقول أنه للتضامن مع الفنانة كمواطنة اسرائيلية يتم التمييز ضدها كونها من الاقلية العربية الفلسطينية في "اسرائيل"، ولكن الفنانة الفلسطينية بدت حادة جداً مع الناشطة الاسرائيلية محذرة إياها أن تطلق عليها "مغنية فلسطينية-اسرائيلية" ومصرّة على أنها فنانة فلسطينية من الناصرة التي هي أرض فلسطينية بالنسبة لها، رغم محاولات الناشطة لجرّها أن تعترف انها تسكن في الناصرة الواقعة في "اسرائيل" لأنها تحمل الهوية الاسرائيلية، فبغير ذلك لا يمكنها أن تكون في الناصرة لو كانت فلسطينية فقط! فالفلسطينيون الآخرون لا يمكنهم الدخول إلى الناصرة والوصول لحدود سوريا بحريّة، كما يفعل حملة الهوية الاسرائيلية. هذا ما حاولت أن تقوله الناشطة الاسرائيلية ولكنها لم تفلح بإقناع ريم التي أجبرتها في النهاية أن تحذف المنشور الذي وصفها بأنها " مغنية فلسطينية-اسرائيلية".

استوقفني موقف ريم كثيرا، فالفنانة تجوب الأرض بجواز سفر اسرائيلي لا يذكر في أي جزء منه أنها فلسطينية. أخذتُ أتخيلني مكانها، أحمل جواز سفر يقول أنني اسرائيلية، وعليّ طوال الوقت وأينما ذهبت ومتى تكلمت أن أذكّر الناس أني فلسطينية الدم والوطن. مؤلمٌ ذلك وكفى.

ربما هنا المقام لأذكر كم كنت أتألم في السنوات الماضية عندما كنت أحاول التسجيل بأي موقع على الانترنت أو لفتح حساب بريد الكتروني ولا أجد "فلسطين" أو أي اسم آخر يدلّ عليها لأختاره كبلد. لم يكن سوى "إسرائيل" في قائمة البلدان لتدل على هذه البقعة من الأرض، وأذكر أنني كنت أختار الأردن كأقرب شيء يمكنني أن أنتمي له ولو افتراضيا، فأنا لست من "اسرائيل"!



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - أحلام طرايرة - أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!