أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحلام طرايرة - إسرائيل جميلة، الجزيرة تقول ذلك














المزيد.....

إسرائيل جميلة، الجزيرة تقول ذلك


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 22:57
المحور: الصحافة والاعلام
    


وسط كل تلك التحليلات والآراء والمواقف والصدامات حول "التدخل الإنساني الذي قد يشمل ضربة عسكرية" في سوريا، وكل تلك البذاءة التي تروّج لها "الجزيرة" ومن اتفق معها من وسائل إعلام حول فضائل ضرب سوريا وكمّ الإنسانية الذي يحتويه القصف الأميركي بمباركة وإذعان الأعراب، الذين وصفهم القرآن نفسه ب "الأشد كفراً ونفاقاً" وهي ليست معلومة جديدة على كل حال، وبرغم كل المحاولات البائسة لتحييد العقل والقلب عما يجري لفظاعته وقبحه، تجدُ نفسك أمام قبحِ آخر لا بد أنه نتيجة خطيرة لكل ذلك السُّعار الإعلامي والتي تتجلّى في تبنّي جزء من الشارع العربي لموقف أن إسرائيل هي النموذج الحقيقي للديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط. فهي النظام الوحيد- وفق هؤلاء- الذي لم يستهدف شعبه وأنها إن قتلت وتقتل فلسطينيين فهذا لأنهم أعداؤها، وهذا مشروع!

وبعيداً عن التساؤل الدائم عن ماهيّة هذه الشرعيّة التي أضافها التاريخ للحروب والقتل حتى بات أغلب الناس يؤمنون أن عجلة التاريخ لا تدور إلا إذا تم تشحيمها بالدماء، يأتي تساؤل آخر، كيف تجرعّنا إسرائيل، هذا الكيان المغتصب القائم على سلب مقدرات شعب بأكمله، كنظام محترم يتفوق في أية مقارنة تُعقد مع نظام مجاور آخر؟

الشكر يعود للإعلام العربي غير النزيه- شأنه في ذلك شأن أي إعلام سائد- والذي أدخل إسرائيل وجنرالات حربها إلى بيوتنا من أوسع أبوابها عبر شاشاته الكبيرة، وكم وفروا عليها-أي إسرائيل- من مال وجهد كانت لا بد قد فكرت وجاهدت من أجله طويلا، وقد يكون وجود متحدثيها كجزء أساسي في برامج ونشرات أخبار إعلامنا العربي هو نتاج تلك الجهود فعلاً! إذن، فقد أصغينا لهم- أي الإسرائيليين- طوعا أو كرها في خضم تلك "الثورة" الإعلامية التي بدأت بالجزيرة في أواخر التسعينات تحت ذريعة "الرأي الآخر" وقد حققت الجزيرة بذلك إحدى أكبر إنجازاتها وهي أن عوّدت المواطن العربي على الإصغاء للمتحدثين الإعلاميين والعسكريين الإسرائيليين حتى ألفناهم كطرف آخر له وجهة نظره المبررة جداً إن نظرنا لها من زاويته وفكرنا بها بمنطقه هو. حتى أن كثيرين من الشباب العربي يتابعون ويشتركون الآن في صفحات التواصل الاجتماعي لمتحدثين إعلاميين إسرائيليين الذين باتوا مشاهير لامعين في الوطن العربي بفضل الجزيرة وأخواتها. وبالطبع هم ظهروا علينا يتحدثون بالعربية- لغتنا نحن- وهم أيضا يتواصلون مع متابعيهم العرب من خلال صفحات تحمل أسماؤهم بالعربية وينشرون بها باللغة العربية. حتى أن صفحة تحمل اسم "الجيش الإسرائيلي" كانت نشرت صورة تظهر فيها أربع صور تقارن بين أوضاع العرب في مصر وسوريا ولبنان حيث التفجيرات والدماء، فيما تعرض الصورة الرابعة فتيات محجبات على شاطئ مدينة "إسرائيلية" يمشين بسلام وابتسامات عريضات على وجوههن فيما تحمل الصورة كلها تعليقا يقول أن جيش إسرائيل يدافع عن كل مواطنيه دون تفرقة! وهذه الصورة بطبيعة الحال وصلت لصفحات الكثيرين من غير المشتركين بصفحة الجيش من خلال مشاركات وتعليقات وإعجابات آخرين.

أما وقد صادقنا المتحدثين الإعلاميين الإسرائيليين دون قصد منا أو نيّة مبيتة، فما فتِأ الإعلام العربي إلا أن يحشونا يوميا بكل ما أوتي من صور ومشاهد دموية لما يحدث في عالمنا –العربي على وجه التحديد- مع ملاحظة متكررة تقول أنهم لا يعرضون بقية المشاهد لفظاعتها، حتى أصبح الدم مألوفا لنا هو الآخر وأصبح الموت المتكرر اليومي في الوطن العربي مجرّد عدّاد يزوّدنا بالحصيلة اليومية للقتلى والمشوّهين. وبهذا تكون الشاشات العربية "الثائرة" منذ أواخر التسعينات قد نجحت في أمرين: أن تجعلنا نتفهم وجود إسرائيل ككيان قائم له مبررات وجوده وأفعاله إلى اليوم، وأن نتفهم أن الدم العربي هو ضرورة مرحلة سواء في فلسطين أو سوريا أو مصر أو ليبيا، وأن أفعال إسرائيل الدموية التي ارتكبتها وترتكبها بحق الفلسطينيين باتت لا تُذكر بجانب ما يفعله العرب ببعضهم البعض. ولنا أن ننوه أن القنوات العربية تنجح في أمور أخرى كثيرة لها علاقة لا بدّ بإسرائيل وبصورتها "الجميلة" وسط كل هذه البشاعة العربية، والفضل كل الفضل يعود للجزيرة...



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية هي دولة الله
- مرض عضال اسمه الغباء الخطابي العربي
- أنا زلمة!
- حسن وجميلة، حيث وُلدت النكبة
- الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)
- بلاد الموت قهراً هي بلادي
- سّحل الجثث يدوم ما دام القتل شرعياً
- مع براعم وضدّ طيور الجنة.. أطفالنا بين الحياة و الموت
- كذبة الفقر والفقراء.. إحدى أكبر كذبات التاريخ!
- هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أحلام طرايرة - إسرائيل جميلة، الجزيرة تقول ذلك