أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحلام طرايرة - أنا زلمة!














المزيد.....

أنا زلمة!


أحلام طرايرة

الحوار المتمدن-العدد: 4167 - 2013 / 7 / 28 - 17:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


"أنا زلمة" – أنا رجُل- كانت ولا تزال ذلك الجواب السحري الذي تسقط أمامه كل الأسئلة، وتصمت في حضرته كل الاستفسارات. جواب حقنونا به كأبجدية حياة، حتى بات جوابا مطمئنا ومقنعا وصالحا لكل زمان ومكان ولأية حالة يجتمع بها رجل وامرأة. جوابا بات بديهيا ومفهوما للدرجة التي لا يقبل بها طعنا أو حتى توضيحا، وإلا اتهموك بالشذوذ أو المروق أو الاستغراب، ففكرة أن ترد بسؤال على هذا الجواب السليقي مثل " وماذا يعني ان تكون زلمة؟" هي فكرة لا شك ليست أصيلة في تراثنا الفكري العربي وهي لا شك مستوردة من مكان ما يحيك أهله مؤامرات ما ضد تقدمنا وتطورنا ونهضتنا في الشرق! فلا أحد يجرؤ أن يتساءل: وماذا تغير حقيقة أنك زلمة في حديثنا؟، هذا الحديث الذي قد يكون في الفيزياء وعلم الفلك وقد يكون في الطبخ. لا يهم في الحقيقة محور الحديث، المهم أن قطبيّ المعادلة في جميع المحاور هما امرأة ورجل.

لا يزال علم الانثروبولوجي يبحث كيف تحوّلت علاقة الشراكة والتكامل بين المرأة والرجل عبر التاريخ إلى علاقة أفضليّة انتهى بها المطاف أن تضطهد وتخنق وتستعبد المرأة باسم هذه الأفضلية: "أنا زلمة". هذا التسلسل التاريخي الذي مرّت به البشرية جمعاء حوّل المرأة إلى أداة لمتعة الرجل فقط، وكل مهامها الأخرى في الحياة تدور أيضا حول العناية بهذا الرجل، فعليها أن تغذّيه وتنظّفه وتنجب له أطفال يحملون اسمه هو، لا اسمها هي بالطبع. فنستطيع بذلك أن نخلص أن المرأة بالضرورة ليست إلا كيانا تابعا لكيان أصيل وعظيم وهو الرجل، وهي ليست إلا أحد تلك المخلوقات التي سخّرتها الطبيعة له. هو- الرجل او الزلمة- في رأس الهرم وتليه المخلوقات الأخرى تتقدمها المرأة، كلها صاغرة منتظرة ما يقرره السيد الرجل بشأنها.

لكن ولأن البشرية هي كينونة متحركة متغيرة، فلا بد أن تتبنه العقول الحرّة لهذا "العوج" وأن تحاول تصحيحه، مع فارق الزمن بين شعوب وأخرى. فلا ننكر أن أوروبا مثلا قد قطعت شوطا جيدا في مجال إعادة اعتبار المرأة الذي أعطته إياها الطبيعة لها، لكننا لا ننكر أيضا أن الشتائم هناك لا زالت تطال الأم دون الأب وهي بالضرورة شتائم ذات دلالات جنسية يعود بنا للدور الذي تم إعطاؤه للمرأة في الحياة، تماما كما في الشرق المضطهدة أنثاه، ولا زال الرجل الضعيف المرهف هناك يوصف ب"البنت" على سبيل الفكاهة. وفي هذه الملاحظات الأخيرة إشارات كبيرة تخبرنا أن الغرب – على تقدّمه الضخم على الشرق في مجال الحريّات وحقوق الإنسان- لم يشف هو الآخر من ذكوريته بعد، ولهذا أيضا لا تزال النساء تُغتصب في الغرب- ولو بدرجات متفاوتة- ولا يزال البعض يحمّل المسؤولية للباس الضحية ومشيتها والوقت الذي كانت به خارج بيتها وليس للمجرم الذي لو كان قد شفي تماما من ذكوريته لما أخذ جسدا لامرأة عنوة، أيا كانت الدرجة التي اشتهاها بها وأيا كانت ظروف لقائهما، فالرجل يشتهي المرأة ويكون معها برضاها، أما الذكر فهو يشتهيها ويأخذها أينما طلبها وبصرف النظر عن موقفها هي من ذلك.

لم ينته الحديث في هذا المقام بعد، لكنني سأنهيه ولا تزال "أنا زلمة" هي الإجابة المقنعة للكثيرين والمستفزة للقليلين- أنا أحدهم- ولا تزال المرأة العالِمة والمعلّمة والملهمة والفنانة والطبيبة ورائدة الفضاء تعتبر فاشلة ما دامت لم تصطد رجلا وتتزوجه وتنجب له ولدا ذكرا.

وللحديث بقية...



#أحلام_طرايرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسن وجميلة، حيث وُلدت النكبة
- الإخوان المتخفّين بقناع (حماكِ الله يا مصر!)
- بلاد الموت قهراً هي بلادي
- سّحل الجثث يدوم ما دام القتل شرعياً
- مع براعم وضدّ طيور الجنة.. أطفالنا بين الحياة و الموت
- كذبة الفقر والفقراء.. إحدى أكبر كذبات التاريخ!
- هناك مدّعين بيننا فاحذروهم!
- أن تكون فلسطينياً- اسرائيلياً !!
- هذه الأرض المقدسة، هل هي حقاً مقدسة؟
- أيّ خلافة إسلامية ينتظرون؟؟


المزيد.....




- سجل الآن .. طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2 ...
- العنف الاقتصادي والاجتماعي المسلّط على النساء: مرض الرأسمالي ...
- جريمة اسرائيلية في النصيرات باغتت النساء والاطفال
- بالخطوات.. التقديم علي منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 عبر ...
- استفيد بـ 800 دينار.. كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة ب ...
- حين يكون الضرب تقليدا عمره قرنان.. مهرجان شعبي في ألمانيا يس ...
- بالصور| معرض العراق الدولي للكتاب ينظم جلسة تخص تعديل قانون ...
- خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 بالجزائر ...
- الوكالة الوطنية للتشغيل بالجزائر تعلن شروط منحة المرأة الماك ...
- نساء عربيات ضمن قائمة بي بي سي لأكثر 100 امرأة تأثيرًا حول ا ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - أحلام طرايرة - أنا زلمة!