أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - نشيد الكراهيه














المزيد.....

نشيد الكراهيه


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 19:47
المحور: الادب والفن
    


لن أنتظر طويلاً ، فقريباً ستشتد العتمه وسأغادر المنزل على الفور وبأقصى سرعه ذاهباً لتنفيذ مخططى بمجرد أن أنتهى من قرأة أحدى هذه الكتيبات الموجوده بمكتبتى الصغيره التى كلفتنى كثيراً من الجهد والمال ولا تحتوى إلا على الكتب والمؤلفات التى طالما نهى وحذر منها أتباع الوحيد لأنها تنمى وتقوى خاصية النقد وتدعوا للتساؤل وتشكك فى المسلمات وتبصق عليها وتهزء من المحرمات وتدعى عدم وجود مبررات منطقية لتحريمها مما يؤدى فى النهايه إلى ضياع العقل بحسب قولهم .
ها قد أنتهيت من القرأه ، يا له من كتيب رائع لكاتب شاب غير معروف بالمره ، وتكمن روعته فى كونه مرهق فكرياً لقيامه على كثرة النقد والتساؤل المتكرر، ولكن هذا أفضل كثيراً من قرأة القاذورات المنتشره تحت مسمى كتيبات متفق على حرفية وشهرة وجودة وسلامة فكر كتابها فهم أعلام ورواد،بالرغم من عدم أحتياج الأنسان بعد قرائتها لشئ سوى التقئ الهستيرى والتطهر، فهى لا تستحق سوى جمعها من الأسواق وتوضع ومعها من كتبوها فى مكان واحد فسيح جداً ثم تمارس عليهم أكبر عملية بصق وتقيئ وتغوط وتبول جماعى وأستمناء وقذف أنثوى وذكورى مشتركه فى التاريخ، إنها ليست إلا مخازن وصناديق متنقله لتفريغ وأعادة أنتاج فضلات وروث كتابها الذين يستمتعون بأخراجها لألقائها بداخل نفوس وعقول قرائهم ومصدقيهم لأنهم هم أنفسهم لا يفعلون سوى أجترار روث من سبقوهم ، تماماً كما تجتر بعض الجمال جيفتها من عمق جوفها حين تجوع فلاتجد ما تأكل ، فتدفع بعصارة مافي داخلها كي تمضغهُ من جديد و تستمتع بطعم القيئ الذي يرافق أبتلاعها أياه من جديد .
لقد خرجت الأن من منزلى متجهاً لمنزل الوحيد ، لا أستطيع أن أتخلص من خوفى وترددى ولكن فى ذات الوقت تعطينى رغبتى فى التخلص من سلطته القوه لمتابعة خطاى وأستكمال مسيرتى، حقاً أن القوه التى توجدها الكراهيه ويدعمها الأحتقار والغضب لا تضاهيها قوه أخرى ، فكثيراً ما أدت الطاقه الناتجه عن الكراهيه والغضب للأستناره وساعدت على فعل الأشياء الصحيحه ،
كم هو ممتع ولذيذ ذلك الشعور الذى ينتابنى الأن بعكس ما قيل لى وما كنت أعتقده، ما أجملك وأروعك أيتها الكراهيه ويالقبحك وضعفك وحقارتك أيتها المحبه،فالكراهيه دافع قوى فى حد ذاته،فهو قدره على الرفض والتخلى وتعبير عن عدم الاحتياج،بينما الحب تعبير عن التفكك والضعف والأحتياج،وخدعه أبتكرها البشر لتسهيل أخصاء وأبتزاز وأستنزاف السذج والتعساء والجبناء، ولتبرير رغباتهم وتجميل علاقاتهم القائمه فى حقيقتها على الأستغلال لتسديد أحتياجات بيولوجيه أو أقتصاديه أو نفسيه .
إياك أن تحب ، فالحياه غير صالحه للحب ، والحب لا يملك مقومات البقاء على قيد الحياه، بل يملك فى داخله أهم اسباب فنائه ،
و لكن إن كان الحب قدر ، أحب نفسك و أعشقها وتعبد فى محرابها ، فهى الوحيده التى ستخلص لك إن أحببتها بصدق .
حقاً كم نحتاج لفضح مؤامرة كافة المؤسسات بدون أى أستثناء،خاصةً مؤسسة الأسره الفاسده النفعيه الحقيره التى أرضعتنا الجهل من ثدى الخرافه، كم نحتاج لرفض كل ما يدعوا له من ضحكوا علينا وأطعمونا الأكاذيب،كم نحتاج للخداع والأنتهازيه والأنانيه والعدوان والقسوه والعنف وأحياناً الوحشيه، كم نحتاج لأن نكون سخفاء حتى نجابه ما هو أسخف وهو الحياه ذاتها .
إنهم لا يريدوننا إلا عنينين لا هم لنا إلا أنتظار الفتات الساقط من موائدهم،لا يريدوننا إلا خدم ولاعقى أحذيه وكل ما يطلبون لعقه
يريدوننا حكائين بكائين لا هم لنا إلا ندب الحال ولعن الحظ و أستدرار العطف من قلوب ليست إلا مراحيض صخريه متسخه .
إياك أن تطلب أو تنتظر المسانده أو التعاطف أو الرحمه من أى كائن مهما كانت درجة قرابته البيولوجيه أو الأجتماعيه أو النفسيه ، لأنك إن فعلت ذلك لن تحصد شيئاً سوى الأحتقار والذل والمهانه ، وأحذر أشد الحذر من فيروس الثقه ، فهو فيروس
شديد الخطوره ومدمر، وإلى المنتهى تمسك أشد التمسك بالشك فهو ترياق يشفى ويوفر الوقايه ، فلا تتخل عنه ولو لحظه .
إن الأنتقام أمر ممتع فى كثير من الأحيان ولا يخيف إلا الديدان والكائنات الطفيليه والبعوض المتلهف لأمتصاص الدماء بغدر فى غفلة الغافلين،ولهذا نجد أن من يدعون إلى القناعه واللطف والعفران والمحبه والتضحيه والتهذيب والتواضع وإنكار الذات والزهد والخجل والعفه وقمع الشهوات وكل ما شابه تلك القيم العبوديه المخنثه الضاره الفاشله والتى قد تسببت فى عدم الأستمتاع الكافى الحر بما يمتلكه الإنسان و تدمير حياة الكثيرين لأسباب تافهه غير عقلانيه،أكثرهم لا يختلف كثيراً عن خدم ومساعدى الوحيد ذلك الكائن الذى يتمنى الكثيرين أن يحظوا بشرف التخلص منه وإنهاء وجوده المادى والمعنوى .
إن جسدى لن يحصده الموت ويحظى به التراب صائراُ وليمه للديدان ومداساً لقطعان الروث إلا بعد قضائى على ذلك الوحيد قبطان سفينة الجهاله ، فلن ينال هذا الشرف غيرى واليوم وليس غداً .

( نقلاً عن رواية : رحلة القتل اللذيذ للكاتب سامح سليمان )



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقتباسات هامه جداً 4
- استعباد النساء 4
- استعباد النساء 5
- استعباد النساء 3
- المرأه فى أدب المازنى و السحار
- أستعباد النساء ج 1
- استعباد النساء ج 2
- سلسلة الأدب الفلسفى الإيروتيكى : 1 _ حبيبتى الشبقه تدخن السج ...
- سلسلة الأدب الفلسفى الإيروتيكى : 1 _ حبيبتى الشبقه تدخن السج ...
- البعوض النسخه الكامله 4
- البعوض النسخه الكامله 3
- البعوض النسخه الكامله 2
- البعوض النسخه الكامله 1
- فن المقابله الشخصيه وكتابة السيره الذاتيه 1
- الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 5
- سلسلة حقائق الحياه
- سلسلة حقائق الحياه 2
- الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 3
- الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 4
- الوحيد مات يا بلد النسخه الكامله 2


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح سليمان - نشيد الكراهيه