أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - صوملة ليبيا















المزيد.....

صوملة ليبيا


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 13:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



.....واضح جداً بأن ما يسمي بالربيع العربي لم يجلب لليبيين لا سمناً ولا عسلاً ولا ديمقراطية ولا حريات ولا تحسناً في الظروف والحياة الاقتصادية ولا حتى في تحقيق الأمن والأمان،فالأمور في عهد ما يسمى بالربيع العربي،لم تبقى على ما كانت عليه في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي،بل تراجعت الى الخلف مائة وثمانون درجة،حيث ان ثروات البلاد وبالأخص النفطية منها تخضع للسيطرة الغربية،بعد طلب ما يسمى بالثوار ومفتي الناتو القرضاوي من الغرب الاستعماري التدخل في ليبيا من اجل "تحريرها" من النظام الديكتاتوري،ليجد الشعب الليبي نفسه كمن"هرب من تحت الدلف لتحت المزراب"،حيث بات مطلوباً منه تسديد ثمن كل طلقة استخدمتها تلك القوات او طلعة جوية قامت بها لصالح هؤلاء"الثوار"،وليبيا التي كانت من الدول المصدرة للنفط،وجدت نفسها في ازمة نفطية،فالنفط تنهبه الشركات الغربية والمواطن الليبي ينتظر بالساعات على محطات الوقود للحصول عليه،تماماً كما حصل في العراق،عندما جرى إحتلاله من قبل امريكا والغرب الإستعماري.
الان في ليبيا يجري الترحم على عهد الرئيس الديكتاتور معمر القذافي،كما هو الحال في العراق،حيث يجري الترحم على عهد الرئيس الشهيد صدام حسين،ففي ليبيا تغيب الحكومة المركزية،وهناك مجموعة او حفنة من الفاسدين المرتبطين بأكثر من جهاز مخابرات عربي وغربي من يسيطرون على الحكم،وتحيط بهم دوائر من المافيات والعصابات المسلحة،يتقاسمون معها السلطة والنفوذ والمال والثروات،والسلطة تقوم على النفوذ والمصالح العشائرية والقبلية والجهوية والتوزيعات الجغرافية،ووصلت الأمور بسبب ذلك الى حد التقسيم الجغرافي لليبيا الى ثلاث دويلات،وفق مخططات دعاة الفوضى الخلاقة ورؤيتهم للمنطقة العربية في عملية التجزئة والتقسيم والتفكيك والتذرير.
ليبيا أصبحت بعد ما يسمى بالربيع العربي مرتعاً خصباً لكل اجهزة المخابرات والعصابات والمافيات،حيث تنشط فيها اكثر من الفي عصابة،وانعدام الأمن فيها وغياب السلطة المركزية،جعل منها ماوى ومقراً وملاذاً لكل الجماعات الإرهابية والعصابات،فهناك القوى التكفيرية والإسلامية المتشددة من سلفية وقاعدة وإخوان وعرب افغان وغيرهم،تلك الجماعات التي مولها ورعاها الغرب الإستعماري لخدمة اغراضه واهدافه في ضرب المشروع القومي العربي وتدميره،وجد الغرب والأمريكان،بأن هؤلاء أصبحوا كما هم جماعة القاعدة وطالبان الذين رعوهم واستخدموهم ضد الروس،ليخرجوا عن طوقهم وطوعهم وينقلبوا عليهم ويشكلون خطراً على مصالحهم،من حيث محاولاتهم إقتسام الثروات النفطية معهم في ليبيا،فأقدمت امريكا على اختطاف احد قادة القاعدة هناك أبو انس الليبي،تحت سمع وبصر النظام،وربما بضوء اخضر منه،وهذا التصرف دفع بالعصابات المسلحة من القوى الإسلامية المتشددة إلى اختطاف رئيس الوزراء الليبي على زيدان من قلب العاصمة الليبية وبملابس النوم،حيث تعرض للإهانة والشتم والسباب قبل ان يحتجز لعدة ساعات ومن ثم يجري إطلاق سراحه،وما حدث في ليبيا لم يحصل حتى في الصومال،ففي ليبيا "المحررة" العصابات تصول وتجول في طول البلاد وعرضها تقتحم الوزارات والبرلمان والمطارات والموانىء وقتما تشاء وتعتقل وتقتل من تشاء،وتفرض الاتاوات والخاوات،،وكذلك اضحت ليبيا مرتعاً خصباً لأجهزة المخابرات الغربية وبالذات الأمريكية،وكذلك ماوى ومعاقل لجماعة القاعدة والعرب الأفغان،واتت عملية اختطاف رئيس الوزراء الليبي كرد على اختطاف واعتقال المخابرات الأمريكية لآبو انس الليبي ابرز قيادات القاعدة هناك، والأمور ليست وقفاً على هذا الحد،بل ينشط تجار ومهربي السلاح هناك،حيث جرى نقل الكثير من الأسلحة الليبية التي كانت موجودة في عهد الرئيس الراحل معمر القذافي ونظامه،الى سيناء المصرية لجماعات ارهابية متعددة الأسماء (قوى سلفية والقاعدة والإخوان والجهادية وغيرهم)،وكذلك الى مناطق اخرى في مصر لنفس تلك القوى،وواضح ان تلك الأسلحة هي التي يجري استخدامها من قبل تلك الجماعات والعصابات ضد النظام المصري الان،ولا ننسى ما قامت به عربان مشيخات النفط والكاز من شراء للكثير من تلك الأسلحة وارسالها الى العصابات وجماعات الإرهاب في سوريا من ما يسمى بجبهة النصرة والقاعدة ودولة الإسلام والجيش الحر من أجل اسقاط النظام السوري وفي سياق نفس المخطط لتدمير سوريا وتفتيتها وادخالها في حروب مذهبية وطائفية، جرى نقل الألاف من الليبيين للمشاركة في القتال مع تلك القوى ضد النظام السوري.
وباختصار تحولت ليبيا كما هو حال الصومال الى ماوى وملجأ لكل القوى الارهابية والعصابات وقطاع الطرق، حيث تجري عملية صوملة لليبيا من اجل تحويلها الى دولة فاشلة،بل وتشظيتها الى دويلات وكيانات اجتماعية هشة،تتحكم فيها العشائرية والقبلية،وبما يمكن الإستعمار القديم من العودة اليها وبسط سيطرته عليها.
ان ما كشفت عنه صحيفة نيوزويك الأمريكية بشأن تقسيم خمس دول عربية الى اربعة عشر كيان اجتماعي ضعيف،يؤكد حقيقة ما قلناه بأن هناك مشروع استعماري جديد،عنوانه الفوضى الخلاقة وانتاج لمشروع استعماري سايكس- بيكو جديد يقسم المنطقة العربية على اساس الثروات ويدخلها في حروب طاحنة مذهبية وطائفية،والخارطة باتت واضحة ومن لا يراها فهو اعمى البصر والبصيرة،مشروع بيكر- هاملتون يجري تنفيذه وتشارك فيه ادوات عربية واقليمية،الصومال تحولت منذ زمن الى دولة فاشلة تتحكم فيها العصابات والتي تمول نفسها من تجارة وتهريب السلاح والمخدرات،وكذلك فهي تقوم باختطاف السفن والمطالبة بالفدية لكي تمول عملياتها،والسودان جرى تقسيمها وتستمر عملية تشظيتها وتدميرها،وكذلك اليمن ومن قبلها أفغانستان والعراق،والان الدور على سوريا ومصر،وستطال تلك المشاريع مشيخات النفط والكاز،والتي كانت تراهن بان مشاركتها في هذا المخطط والمشروع،ستوفر لها شبكة امان تحفظ لها عروشها واماراتها وممالكها وإقطاعيتها،ولكن الغرب ليس له صدقات دائمة،بل مصالح دائمة،وسيضحى بها كما ضحي بغيرها من قبل.
هؤلاء دعاة الثورة الليبية،قدموا أسوء النماذج في الحكم،وهم لم يبنوا دولة مؤسسات،ولم يطلقوا الحريات او يشيعوا الديمقراطية،ولم يوفروا الأمن ولا الأمان للشعب الليبي،بل أمعنوا في القتل والإرهاب والتجويع وإفقار الناس،وحولوا ليبيا الى نموذج أسوء من الصومال،فهل هذه الثورات التي كانت تنتظرها الشعوب العربية..؟؟؟؟
القدس- فلسطين
11/10/2013
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران تفرض معادلات جديدة في المنطقة
- ثمة تساؤلات مقدسية كثيرة
- المنطقة تغلي والوضع قابل للإنفجار
- آه ...آه ....آه .... يا قدس
- هل سيضعنا الكيماوي السوري أمام يالطا (2)..؟؟؟
- المعركة على المنهاج في القدس جزء من المعركة على السيادة الوط ...
- المبادرة الروسية دلالات ومعاني....
- جامعة الدول العربية تبول على نفسها مرة أخرى...
- لماذا تراجعت امريكا عن شن حربها على سوريا...؟؟؟
- هدف الحرب على سوريا تدمير روافع المشروع القومي العربي
- تفجيرات طرابلس والضاحية الجنوبية وكيماوي الغوطه/ تحمل نفس ال ...
- الأقصى....الأقصى....الأقصى....الأقصى...
- لماذا يرفض الإخوان في مصر،ويحتضنون في الشام...؟؟
- القدس إجتماعياً ما بعد الخطوط الحمراء
- تفجير الضاحية الجنوبية تعبير عن عمق أزمة بندر
- كر يم يونس....وليد دقة ...ياسين أبو خضير....بلال أبو حسين... ...
- هل تلوح الحرب في الأفق...؟؟
- الأسير المناضل محمد الريماوي-أبا اماني- رمز وعنوان إعتقالي
- حماس عودة الإبن الضال
- الإخوان -شهداء - في سبيل السلطة لا الوطن


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - صوملة ليبيا