أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المبادرة الروسية دلالات ومعاني....















المزيد.....

المبادرة الروسية دلالات ومعاني....


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبادرة الروسية دلالات ومعاني
بقلم:- راسم عبيدات
جاءت المبادرة الروسية التي دعا فيها وزير خارجيتها سيرجي لافروف سوريا الى وضع ترسانتها الكيميائية تحت تصرف المجتمع الدولي،تلك المبادرة التي فوراً وزير الخارجية السوري وليد معلم المتواجد في موسكو رحب بها واعلن قبول سوريا لها،ومن ثم تواردت الردود عليها،فوزير الخارجية الأمريكي الذي قال بانه يتعين على سوريا تسليم اسلحتها الكيماوية للمجتمع الدولي خلال أسبوع لتجنب الضربة العسكرية الأمريكية،هذا المقترح الذي علق عليه المسؤولين الأمريكيين لاحقاً بالقول بأن ذلك مجرد سؤال"إفتراضي" وزلة لسان وليس موقفاً امريكياً رسمياً،ولكن التصريحات الأمريكية اللاحقة من تأجيل تصويت الكونغرس الأمريكي على تفويض الرئيس بتوجيه ضربة عسكرية لسوريا،وكذلك تصريحات الرئيس اوباما بأن المقترح الروسي ينطوي على عناصر ايجابية،وما تلاه ايضاً من ترحيب حذر من قبل حليفتي امريكا بريطانيا وفرنسا،وكذلك ترحيب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بذلك.
كل ذلك يثبت بان هذا المقترح لم يكن وليد لحظته او ساعته،بل انه جرى مناقشته بإستفاضة على هامش قمة العشرين التي عقدت مؤخراً في بطرسبرغ بين الرئيسين بوتين واوباما،وان الكثير من العواصم ذات الصلة كانت مطلة على هذا المقترح،وجرى التشاور معها بشأنه،فإيران والصين وكوريا الشمالية لعبتا دوراً فاعلا في هذا الاتفاق،وكذلك القاهرة وبغداد كانتا على علم به،والاتفاق لم يخرج الى حيز التنفيذ الا بعد محادثات يبدو انها كانت صعبة وشاقة،حيث ان امريكا وحلفائها،ما يهمهم في تلك المحادثات والمقترحات ضمان امن اسرائيل اولاً قبل أي شيء،ولو ضمنت امريكا وحلفائها عدم ثبات وتزعزع الحلف السوري – الايراني- حزب الله،وكذلك تغير جوهري في المواقف الروسية والصينية والكورية الشمالية من دعمهم لسوريا،لقامت بعدوانها على سوريا،ولكن الهاجس الاول كان الخوف من ضرب وتدمير اسرائيل والتي تعتبر الخط الحمر لأمريكا والغرب الإستعماري،فأمريكا والغرب الإستعماري لا يهمهم لا ديمقراطية ولا حرية ولا جيش حر ولا غيره ولا اطفال سوريا يقتلون بالكيماوي او غير الكيماوي،فهم في سبيل مصالحهم يقتلون ويغيرون انظمة ديمقراطية ويمارسون كل أشكال البلطجة والإرهاب،والشواهد كثيرة وآخرها افغانستان والعراق،فأطفال اسرائيل وامنها هاجسهم الأول والأخير،وبالتالي ما تريده أمريكا والغرب الإستعماري تدمير ترسانة السلاح الكيميائي السوري الذي يهددها،كما ان امريكا وحلفائها حاولوا فرض مجموعة من الشروط تتعلق بعدم ترشح الرئيس بشار الاسد للانتخابات القادمة وفك العلاقة بين قوى المقاومة وتدمير الصواريخ السورية،ولكن تلك الإشتراطات سقطت،وبقي الشرط الوحيد وضع سوريا ترسانتها الكيميائية تحت الإشراف الدولي،وبما يضمن لآوباما النزول عن الشجرة.
المبادرة الروسية تحمل جملة من المعاني والدلالات يقف في اولها ان امريكا لم تعد سيدة العالم وشرطيه الذي يقرر بشأنه،بل هي أضحت قطباً من عالم متعدد الأقطاب،فهي كانت تريد خوض الحرب،لكي تثبت سيادتها وقيادتها الأحادية للعالم،ولكن اصطدمت بحقائق جديدة على ارض الواقع فروسيا ايام العراق ليست روسيا اليوم،وكذلك الصين ودول البركس وايران وكوريا الشمالية،فهذا قطب لن يسمح بتجاوزه او وقوع مصالحة تحت رحمة امريكا،وكذلك تنامي الحالة الشعبية العربية المعارضة لبلطجة امريكا وعدوانيتها وأيضاً هي الحالة الشعبية العالمية وانتصار وقيام انظمة يسارية في امريكا اللاتينية معادية لامريكا،تلك القارة التي كانت تعتبر حديقتها الخليفة،هذه الحقائق لوت ذراع امريكا وأجبرتها للتراجع عن العدوان،خوفاً من ان تدفع ثمناً باهظاً،يطال هيبتها ويفقدها دورها القائد للعالم بشكل كبير.
وكذلك أثبتت المبادرة الروسية،بان الدب الروسي تعافى وعاد الى الساحة الدولية بقوة،وأصبح قادراً على فرض مبادراته السياسية والتقرير بشان العالم،ينازع ويزاحم امريكا على قيادة العالم والتقرير في مصيره،وايضا ثبت ان حالة توازن الرعب التي خلقها(النووي الكوري الشمالي)،و(النووي الايراني) و(الكيماوي السوري) هي من جعلت امريكا تتخلى او تؤجل عدوانها على سوريا،وثبت بأن ايران قوة اقليمية قادرة ايضا على فرض شروطها،حيث أنها كانت مربط الدبلوماسية والتقرير بشأن هذه المبادرة الى جانب روسيا،فمهندس السياسة الأمريكية فيلتمان والمبعوث العماني زاروا طهران ومعهم وفود اوروبية أخرى، في محاولة لتقديم الكثير من المغريات لايران للتخلي عن سوريا،ولكن ثبات الموقف الايراني لجم الشهوة العدوانية الأمريكية.
وفي المقابل وجدنا أن من أصابه حالة من الهذيان والهستيريا هو العديد من مشيخات الكاز والنفط العربية التي كانت من أشد المبادرين والداعمين للعدوان على سوريا،وحتى دفع تكاليف الحرب عليها(السعودية وقطر والامارات العربية)،وكذلك الطامح للخلافة وقيادة العالم العربي والاسلامي في انقرة على حساب الدم والجغرافيا العربية،بالاضافة الى ما يسمى بقوى المعارضة في الداخل السوري،والتي فقدت اعصابها،واصبحت تقول بان امريكا قد باعتنا في سبيل مصالحها،ولا ننسى اسرائيل التي كانت تريد دماراً شاملاً لسوريا،يجعلها في امان لمئة عام قادمة على الاقل،ولكن أيضاً اسرائيل رغم ذلك كانت مربكة ومتخوفة من الرد العسكري من قبل سوريا وحلفائها.
الحرب العدوانية على سوريا لم تنتهي،بل تراجعت مؤقتاً،وعلى سوريا وحلفائها أن يبقوا في اعلى حالات الجهوزية،فالغرب الإستعماري وامريكا،همهم الأول والأخير من حروبهم مصالحهم وبالذات النفط والطاقة وامن اسرائيل ووجودها وتفوقها،وسيواصلون العمل من اجل تدمير أية قوة عربية تشكل تهديداً لتلك المصالح ولإسرائيل ووجودها،وسوريا ومصر وجيشيهما هما في مقدمة هذا الإستهداف.
وما حدث من تراجع امريكي- استعماري غربي ما كان له ان يتحقق لولا صمود سوريا وشعبها وعقيدة جيشها الوطني،وتحالفاتها الإستراتيجية مع القوى العربية والإقليمية والدولية المتصادمة مع المشاريع والمصالح الأمريكية في المنطقة.
القدس- فلسطين
10/9/2013
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة الدول العربية تبول على نفسها مرة أخرى...
- لماذا تراجعت امريكا عن شن حربها على سوريا...؟؟؟
- هدف الحرب على سوريا تدمير روافع المشروع القومي العربي
- تفجيرات طرابلس والضاحية الجنوبية وكيماوي الغوطه/ تحمل نفس ال ...
- الأقصى....الأقصى....الأقصى....الأقصى...
- لماذا يرفض الإخوان في مصر،ويحتضنون في الشام...؟؟
- القدس إجتماعياً ما بعد الخطوط الحمراء
- تفجير الضاحية الجنوبية تعبير عن عمق أزمة بندر
- كر يم يونس....وليد دقة ...ياسين أبو خضير....بلال أبو حسين... ...
- هل تلوح الحرب في الأفق...؟؟
- الأسير المناضل محمد الريماوي-أبا اماني- رمز وعنوان إعتقالي
- حماس عودة الإبن الضال
- الإخوان -شهداء - في سبيل السلطة لا الوطن
- في ذكرى يوم القدس العالمي
- رسالة الى كل أقلا مفتح الشرفاء
- الإستثمار في القدس...بحاجة الى استراتيجية وطنية
- قرار الاتحاد الأوروبي تجاه حزب الله قمة الوقاحة والمعايير ال ...
- القدس تصنع الحدث مرة ثانية
- الشعب قال كلمته.......إسقاط -برافر-...............وإسقاط الم ...
- -طلبنة- حلب


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المبادرة الروسية دلالات ومعاني....