أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس تصنع الحدث مرة ثانية















المزيد.....

القدس تصنع الحدث مرة ثانية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4158 - 2013 / 7 / 19 - 14:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


.....القدس تتعرض لحرب شاملة من قبل الإحتلال الصهيوني،حرب تستهدف إخراجها من دائرة الصراع والسيطرة عليها بشكل نهائي،حرب تطال سكانها في كل مناحي وتفاصيل حياتهم اليومية الإقتصادية والإجتماعية منها،وهي حرب تتقدم على جبهتين،جبهة التهويد من خلال الإستيطان المكثف والمتصاعد،والسيطرة على الممتلكات والأراضي والبيوت العربية،من خلال المصادرة والتزوير للملكية او التواطؤ ما بين أجهزة الإحتلال الأمنية والقضائية والسياسية،والجمعيات الإستيطانية المتطرفة او الشراء بطرق ملتوية من قبل بعض ضعاف النفوس والمتعاملين مع الإحتلال،والأسرلة من خلال محاولة إحتلال الوعي الفلسطيني المقدسي و"كيه"،مترافقاً ذلك مع سياسة تطهير عرقي وإجراءات وممارسات وتشريعات وقوانين عنصرية،كلها تصب في خانة الطرد والترحيل القسري للمقدسيين عن مدينتهم،والإحتلال بلغت فيه العنجهية والصلف حداً غير مسبوق عندما حشد في الذكرى السادسة والأربعون للضم القسري لمدينة القدس اكثر من نصف مليون مستوطن،مارسوا كل أشكال شعوذتهم وشذوذهم وطقوسهم وعربدتهم وزعرنتهم في المدينة وأغتصبوا بلدتها القديمة وساحات المسجد الأقصى تحت حماية وحراسة ألآلاف من قوات حرس حدوده وجيشه وشرطته ومخابراته ومستعربيه،وامام هذا التوحش والتغول والصلف الصهيوني،حاول الشباب المقدسيون واهل المدينة بقدر إمكانياتهم وطاقاتهم التصدي لهذه البلطجة والعربدة والزعرنة،وكانت هذه الهجمة الصهيونية بمثابة لطمة قاسية للمقدسيين،وتعلموا الدرس جيداً بأنه لا بد من توحدهم وتكاتفهم معاً،من أجل ان يجعلوا العدو يفكر ألف مرة،قبل ان يقدم على إقتحام أقصاهم وممارسة كل أشكال الشذوذ والعربدة في ساحاته،او ممارسة الشعوذة والطقوس التوراتية والإستفزازات المتعمدة في قلب مدينتهم.
وبالفعل جاء يوم النكبة،وكان يوماً فلسطينياً بإمتياز،حشد له شعبنا من الداخل الفلسطيني والقدس،وكان جوهر هذا الحشد من الشباب الذين كان عمل الإحتلال منصباً عليهم،من اجل تخريب وتشويه وعيهم،واخراجهم من دائرة الفعل الوطني،ولكن اثبت الشباب المقدسيون للعدو،بان كل محاولته لن تنجح في سلخهم عن حركتهم الوطنية،وكانو هم القادة الحقيقيون في الميادين،وأثبتوا بالفعل انهم لن يكونوا خارج خيارات شعبهم،بل سيبقون جزء أساسي من حركتهم الوطنية،سيكونون الجنود الافياء المخلصين لقدسهم وأقصاهم ومشروعهم الوطني،فكان يوم النكبة في القدس،ليس يوم طقوس إحتفالية أو إستعراض للقدرات الكلامية والإنشائية في مهرجانات او مسيرات مدجنة،كما جرى في اكثر من منطقة خارج مدينة القدس،بل يوماً رفرفت فيه اعلام فلسطين والنكبة في كل شوارع القدس عبر مسيرة حاشدة وعمليات كر وفر في كل زقة وشارع مع قوات الإحتلال والاشتباك معها ومع مستوطنيها لأكثر من ست ساعات متواصلة،فرض فيه شبان سيطرتهم الكاملة على المدينة،وأثبتوا انهم يختزنون الكثير من الطاقات والابداعات،والقدرة العالية على التضحية والعطاء،وهم بحاجة فقط الى قيادة ترتقي الى مستوى تضحياتهم ونضالاتهم وابداعاتهم،قيادة تعرف جيداً كيف تستثمر في هؤلاء الشباب،ليس من منطلق الإستثمار السياسي لمشاريع واجندات مشبوهة او الفئوية المفرطة،الإستثمار باتجاه تعميق وعيهم وحسهم الوطني،وجعلهم جزء فاعل من القرار الوطني والمرجعية للمدينة،فهم اسود الميدان،وحجر الرحى في المواجهة والفعل،وهؤلاء الشباب حركتهم وحراكهم،يجب إخراجها من دائرة الفئوية والتشتت الى دائرة التأطير والتنظيم والمأسسة، فالتنيظم يتضاعف الجهد ،ويعمل على صقل وتنمية قدرات وابداعات الشباب،ويفجر طاقاتهم ويوسع مداركهم وينمي ويصلب وعيهم،وهم بحاجة الى حواضن تنظيمية وسياسية،حتى يتم مراكمة الجهد والفعل،ومن اجل ان يستمر ويتواصل العمل الكفاحي والنضالي والجماهيري والشعبي،ولا يكون عملاً موسمياً او جهدا وفعلا غير متناغمين وموحدين،وهذا رهن بالأساس بالحركة الوطنية المقدسية ومؤسسات العمل الأهلي والمجتمعي والشخصيات المقدسية،المطالبة بوضع خطط وبرامج ورسم استراتيحيات،من شأنها ان تؤطر وتنظم وتصهر كل الطاقات والفعاليات المقدسية في بوتقة واحدة،يكون الشباب جزء أساسي فيها،فالتاريخ والثورات تعلم بان القائد من يتقدم الصفوف،لا من يسير خلف جنوده في المعركة،والشباب هم قادة الميادين،ويستحقون القيادة عن جدارة.
ويبدو ان الحركة الوطنية،لم تتعلم الدرس جيداً،ولم تجري عملية مراجعة للأوضاع،على ضوء ما حصل في يوم النكبة،حيث ان الإحتلال كثف من هجماته على مدينة القدس،وكان واضحاً بان المسجد الأقصى في صلب الإستهداف الصهيوني،حيث اصبحت عمليات إقتحامه شبه يومية،والهدف واضح جعل عمليات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بين المسلمين أصحاب الحق الحصري في المسجد الأقصى كمكان مقدس لهم وبين الدخلاء المستوطنين حقيقة قائمة.
فالحركة الوطنية،لم تمارس دورها ومهامها ومسؤولياتها،تجاه الشباب المقدسيين ولم تنجح في تاطيرهم ونظم حركتهم بشكل فاعل ومنظم،فكان الحراك في العديد من الأحيان يتسم بالعفوية والهمة والفردية.
وعلى الرغم من ذلك ما حدث في يوم النكبة،كان بمثابة بروفا لما ستكون عليه الأمور والمواجهات والمعارك في المرات القادمة،فجاء يوم الخامس عشر من تموز، حيث كان يوما للتصدي ولمقاومة مشروع"برافر" لتهويد النقب،وإقتلاع ابناء شعبنا هناك من أرضهم،طردهم وتهجيرهم في نكبة جديدة،تقتلعهم من أرضهم وبيوتهم وقراهم.
فقد إنتفض وإلتحم شعبنا الفلسطيني على طول مساحة فلسطين التاريخية في حيفا ويافا واللد والرملة والمثلث والجليل والنقب والضفة الغربية والقدس،في ملحمة بطولية من اجل إسقاط مشروع"برافر" العنصري ،وكانت القدس ساحة مشتعلة،حيث سجل فيها الشباب المزيد من البطولات،التي تنم عن إستعدادات عالية للتضحية والفداء،فقد إشتبكوا مع قوات الإحتلال من الساعة التاسعة مساءاً وحتى ساعات الفجر الأولى،ولم يسمحوا لجماعة ما يسمى بخراب الهيكل،من القيام بمسيراتهم العنصرية والإستفزازية على أسوار مدينة القدس،وكان لمسيرتهم وإشتباكهم مع قوات الإحتلال الدور البارز في منع المستوطنين من إقتحام المسجد الأقصى في اليوم التالي،وليحول المقدسيين ساحات باب العامود الى ساحات حرب،إضطر العدو على أثرها لأغل ق منطقة باب العامود وإعلانها منطقة عسكرية.
نعم إشتعلت القدس غضباً وكفاحاً،وما جرى في القدس كان مواجهات حقيقية،اثبتتب ان الشباب المقدسي في الخنادق الأمامية للنضال،وهذا الشباب تقدم على غيره في ساحات المواجهات الأخرى،فالقدس كانت وستبقى البوصلة وساحة الإشتباك المتقدمة،وسيبقى شبابها شعلة وراية النضال والكفاح وقادة الميدان الفعليين،وصانعي الحدث في كل مرة.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب قال كلمته.......إسقاط -برافر-...............وإسقاط الم ...
- -طلبنة- حلب
- ما هكذا تصنع الثورات يا ثوار تسليم المفتاح...؟؟
- تمرد....تمرد...وعدوى التمرد
- نهاية حقبة الإخوان
- في مصر المطلوب:- عدم فقدان البوصلة
- جولة كيري الخامسة مقاربات الحل النهائي غير متوفرة
- لمصلحة من كل هذا الشحن المذهبي والطائفي ..؟؟
- لمصلحة من يتم إسقاط الهوية القومية والوطنية....؟؟
- الدوحة ليست هانوي...؟؟؟
- مرجل المنطقة يغلي في كل الإتجاهات
- وقاحة غير مسبوقة ..؟؟؟
- -سلام- كيري ....هو - سلام- نتنياهو بإمتياز
- شتان ما بين الشيخين ..؟؟!!
- قراءة في العدوان الإسرائيلي على سوريا ..
- متى يتوقف مسلسل التنازلات العربية المتدرجة..؟؟
- شتان ما بين نصر الله وحمد ..؟؟؟
- القرضاوي رمز المذهبية والطائفية والإقصائية
- مرة اخرى حول التطبيع .....والتطبيع ليس وجهة نظر
- إنتصار سامر يبنى عليه


المزيد.....




- بكلمات -نابية-.. ترامب ينتقد إسرائيل وإيران بشكل لاذع أمام ا ...
- قمة حلف الأطلسي: نحو زيادة تاريخية في ميزانية الإنفاق الدفاع ...
- من هو نورمان فوستر الذي سيتولى تصميم نصب تذكاري للملكة إليزا ...
- قطر تستدعي سفير طهران بعد الهجوم الإيراني على قاعدة العديد
- قبل ساعات من الهدنة.. إسرائيل تشن غارات عنيفة على أهداف في ط ...
- ما هي جماعة -سرايا أنصار السنة- التي تبنت تفجير كنيسة مار إل ...
- إسرائيل تقول إنها -امتنعت- عن ضرب إيران بعد مباحثات مع ترامب ...
- ميرتس يأمل في التوصل إلى اتفاق في النزاع الجمركي مع واشنطن
- بعد إعلان وقف إطلاق النار.. ما الجديد في إسرائيل؟
- اجتماع حاسم لحلف الناتو.. الدول الأعضاء تتجه نحو زيادة نفقات ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس تصنع الحدث مرة ثانية