أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نهاية حقبة الإخوان














المزيد.....

نهاية حقبة الإخوان


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4141 - 2013 / 7 / 2 - 21:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



..... شهد الثلاثون من الشهر الماضي منازلة كبرى،إنتصر فيها الشعب والجماهير المصرية بإمتياز،حيث ان الحشود الجماهيرية التي خرجت الى الشوارع،كانت اكبر حشد ليس في تاريخ مصر،بل في تاريخ كل الثورات الشعبية ليس على المستوى العربي،بل وعلى المستوى العالمي،تلك الحشود لم تكن لتقنع المتعطشين للسلطة من المتأسلمين الجدد(الإخوان المسلمين)،بأن ممارساتهم وسياساتهم وبرامجهم ورؤيتهم القاصرة وفكرهم الإقصائي والإنغلاقي وجهلهم الإداري وعماهم السياسي قادت الجماهير الى الخروج عليهم،في زمن قياسي،فهم اثناء وجودهم في المعارضة،كانوا يختبئون خلف شعارات المقاومة والمدافع عن حقوق الجماهير والمعبر عن همومها ونبضها،وساعدهم في ذلك الإتكاء على اخطاء وممارسات النظام السابق،وكانت الجماهير منخدعة بهم ومصدقة بأنهم نساك وصلاح ومتدينين،وبأنهم يريدون الخير والصلاح لمصر ولشعبها،ولكن منذ صعودهم إلى السلطة كشروا عن انيابهم،وبدأت تتكشف حقيقتهم وتنحرق اوراقهم حيث لم يروا غير الإخوان من مكونات ومركبات المجتمع المصري،ودخلوا في صراع وصدام مع كل تلك المكونات والمركبات،بما فيهم أقرب حلفائهم من الإسلاميين(السلفيين)،ونفس اللغة الخشبية وعبارات النظام السابق التي رفعت في وجه الشعب المصري اعادوا رفعها في وجه الجماهير الثائرة والمطالبة برحيلهم،فلول،بلطجية،كفرة،خونة،ماجورين،متأمرين...الخ،ولم يكتفوا بذلك بل جندوا محيطهم العربي والإقليمي،من اجل دعمهم ومساندتهم من خلال التظاهرات والمسيرات الداعمة لهم.
الأزمة كشفت عن عمق التعاون والتنسيق،ما بين الإخوان وامريكا،ولذلك وجدنا التردد الأمريكي في الدعوة والطلب من الرئيس التنحي عن السلطة،حيث تحدث الأمريكان عن ان الرئيس منتخب ديمقراطياً،وفي حالة مبارك دعمت أمريكا المجلس العسكري المتعطش للسلطة والحكم،من اجل تنحية مبارك،والمسألة هنا مختلفة،فالإخوان لهم دور إقليمي ومساعد قوي لأمريكا،في الحرب التي تشن على سوريا،وكذلك لعب الإخوان دوراً بارزاً في نسج علاقات وتقديم ضمانات امنية لإسرائيل،لم تكن موجودة حتى في عهد مبارك البائد،وايضا تصرفت الجماهير الشعبية بحكمة عالية،من حيث عدم اللجوء الى العنف،وبما قد يدفع بالأمور نحو حرب اهلية،وهنا واضح في هذه اللحظة بأن الجيش يتصرف بنضج سياسي عالي،وبعيداً عن الضوء الأخضر الأمريكي،وهو يظهر بمظهر مؤسسة الشعب المصري والجيش القومي،وهو في بيانه يرسم خارطة لمعالم طريق،قد تقود البلاد الى بر الأمان،وتجنبها الوقوع في الحرب الأهلية، طريق تقود الى تشكيل مجلس رئاسي او حكومة مؤقتة،وكل ذلك رهن بما سيكون عليه موقف الإخوان،وواضح ان الإخوان بدؤوا يتحدثون عن إنقلاب عسكري،وبانهم لن يسلموا،وسيقومون بحشودات وإستعراض عضلات،وسيفتعلون ازمات وصدمات مع القوى المعارضة والجيش،وسيعملون على تحريك محيطهم العربي والإقليمي في سوريا وتركيا والأردن وغزة لنصرتهم ومساندتهم،ولكن هذه المرة يبدو ان الجيش سيحسم الأمور بأقصى سرعة ممكنة،ولن يسمح للإخوان القيام باعمال عربدة وبلطجة وإدخال مصر في أتون حرب اهلية،فإما ان يوافق مرسي على التنحي ويجري الإتفاق على إنتخابات مبكرة،وإما ان يلجا الجيش الذي تصرف بذكاء وحنكة عالية،من خلال قطع الطريق على كل العبث والتدخلات الداخلية والخارجية،بمنحه فرصة لتزيد عن 48 ساعة،للإستجابة لمطالب الشعب،الى اعلان عن إنتهاء ولاية الرئيس الدستورية وتشكيل حكومة مؤقتة.
السيناريوهات ستتضح خلال الفترة القريبة القادمة،والشعب هذه المرة ربح الجولة بالضربة القاضية مع الإخوان، هؤلاء الإخوان الذين إنكشف مشروعهم بأسرع ما يمكن،هذا المشروع الذي بدأ في 1928،والذي كان فيه الإخوان في دوائر السدنة وبطانة النظام في وجه القوى القومية والوطنية والبعثية،كانوا في كنف الأنظمة التي تدور في فلك أمريكا والغرب،صمام الأمان لها،وبعد تراجع القوميين العرب،وجد الإخوان بان الفرصة مؤاتية لهم،من أجل الصعود للحكم،وبصعودهم الذي جاء بفعل ثورات لم يشاركوا فيها،بل إختطفوها،لكي يعملوا على اخونة ليس السلطات في العالم العربي،بل والمجتمع العربي،وبحيث غدا مرسي ليس رئيساً لمصر،بل يتلقى تعليماته كاخونجي،من المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين،ولم يلتفتوا الى هموم ومشاكل ومصالح المصريين،بقدرما كان همهم الأول والأساس،سيطرة الحركة على الحكم في الأقطار العربية الأخرى،وبالتحديد في سوريا،ولعل موقفهم من سوريا،وخطاب مرسي الأخير،بقطع العلاقات مع سوريا،وإغلاق سفارتها في القاهرة،والإعلان عن تشكيل"كتائب جهادية" ل "تحرير" سوريا قد عجل بما حصل في مصر،حيث الأزمة في مصر تتعمق وتتصاعد على كل الصعد،الفقر والبطالة والفوضى وإنعدام الأمن،وازمات الكهرباء والبنزين والنفايات وغيرها تتسع وتتواصل،وعلى الصعيد الوطني التفريط بالسيادة الوطنية،وتوثيق العلاقات مع اسرائيل وامريكان،والوقوف في وجه المشروع القومي العربي،وإستعداء معظم مكونات ومركبات المجتمع المصري،من خلال ممارسات وسياسات أنغلاقية وإقصائية،وسيطرة على كل منحي ومفاصل السلطة والدولة والمجتمع،وكذلك الخطر على الحريات العامة والشخصية والتعددية السياسية والفكرية ..الخ.

إننا مهما ستؤول إليه الأمور في مصر،حيث رفض الإخوان بلسان مرسي بيان القوات المسلحة،وقالوا بأن الرئيس سيعمل على إجراء إصلاحات وتفادي الأخطاء،ولكن كل ذلك أصبح من خلف ظهر الشعب والحركة الجماهيرية،التي لم تعد تثق بالإخوان،وهنا سأورد مثالاً على ذلك،فالملك عبدالله الثاني،والذي كانت الأردن احد القواعد الأساسية للأخوان،ويحظون بدعم ورعاية الملك،سياساتهم وممارساتهم دفعت بالملك عبدالله الثاني للقول،بانهم "ذئاب في ثياب حملان"،وانه ليس لهم هم سوى السلطة،وهذا الإستنتاج خلص إليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،قبل اكثر من خمسين عاماً.
إن ما يحدث في مصر الان مؤشر على نهاية حقبة الإخوان والمشروع الإخواني،وليس كما يحاول الإخوان اللعب بعقول الناس،وخداعهم وتضليلهم،والقول بأن ما يجري يستهدف الإسلام والمسلمين،فهم ليسوا حجة لا على الإسلام ولا المسلمين،بل هم من شوهوا وأساؤوا للإسلام.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مصر المطلوب:- عدم فقدان البوصلة
- جولة كيري الخامسة مقاربات الحل النهائي غير متوفرة
- لمصلحة من كل هذا الشحن المذهبي والطائفي ..؟؟
- لمصلحة من يتم إسقاط الهوية القومية والوطنية....؟؟
- الدوحة ليست هانوي...؟؟؟
- مرجل المنطقة يغلي في كل الإتجاهات
- وقاحة غير مسبوقة ..؟؟؟
- -سلام- كيري ....هو - سلام- نتنياهو بإمتياز
- شتان ما بين الشيخين ..؟؟!!
- قراءة في العدوان الإسرائيلي على سوريا ..
- متى يتوقف مسلسل التنازلات العربية المتدرجة..؟؟
- شتان ما بين نصر الله وحمد ..؟؟؟
- القرضاوي رمز المذهبية والطائفية والإقصائية
- مرة اخرى حول التطبيع .....والتطبيع ليس وجهة نظر
- إنتصار سامر يبنى عليه
- إنكشاف حقيقة الدور والنظام التركي في المنطقة
- ماذا انتم فاعلون يا عرب ....ويا مسلمون/ اسرئيل ستقسم الأقصى. ...
- شهر نيسان شهر الحزن والمآسي ورحيل العظماء...
- دور الرأسمال الإجتماعي في تقويم ثروات المجتمع وقدرته على الت ...
- شهيدنا أبو حمدية عذراً لم يعد الكلام مفيداً..؟؟


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نهاية حقبة الإخوان