أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - متى يتوقف مسلسل التنازلات العربية المتدرجة..؟؟















المزيد.....

متى يتوقف مسلسل التنازلات العربية المتدرجة..؟؟


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ تم إقرار المبادرة العربية التي طرحها الأمير خالد بن عبد العزيز ولي عهد السعودية انذاك في قمة بيروت العربية عام/2002،والمتعلقة بحل الصراع العربي الإسرائيلي وفي جوهرة القضية الفلسطينية،تلك المبادرة التي حملت في طياتها تنازلات جوهرية لجهة حق العودة الفلسطيني،حيث ان تلك المبادرة كانت تريد تجاوز حق العودة للشعب الفلسطيني،ولكن إصرار سوريا التي تتعرض الان للدمار على يد العرب انفسهم،هي من أصرت على ان تتضمن تلك المبادرة البند الخاص والمتعلق بحق العودة الفلسطيني،وإن جاءت صياغة البند الخاص بذلك،تحمل تنازلاً عن حق العودة، فرغم الإشارة الى القرار الأممي 194 الخاص بحق العودة،إلا انه صيغ بطريقة مبهمة وضبابية،واعطى الحق لإسرائيل بالرفض والقبول،عند القول حق العودة بموافقة الأطراف المعنية،وهذا مخرج وضع خصيصاً لإسرائيل،واسرائيل في حينها ردت على تلك القمة بإجتياح الضفة الغربية ومحاصرة الرئيس الراحل أبو عمار في مقر المقاطعة برام الله،ولم يجرؤ أي من أصحاب الفخامة والجلالة والسمو على مهاتفته،أو حتى السماح لله بمخاطبة القمة من مقر حصاره في المقاطعة، وطبعاً اسرائيل رفضت تلك المبادرة ومن خلفها أمريكا،وكانت تلك القمة ترحل من قمة عربية الى أخرى،وفي كل مرة يجري تشذيبها وتطويعها وتعديلها، لكي تتناسب مع الشروط والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية، وعمليات التنازل المتدرجة كانت تجري تحت شعارات خادعة وزائفة ومضللة وتعبيراً عن حالة عجز وانهيار عربي غير مسبوقة،ألا وهي "الواقعية" و"العقلانية" وكشف وتعرية اسرائيل عالمياً، شعار ندرك جميعنا انه لا صحة له على أرض الواقع،فإسرائيل كانت تركل قرارات تلك القمة وتدوس عليها ولا تلتفت اليها،وترى انها ليست اكثر من"جعجعات" إعلامية وشعارات ترفع من اجل دغدغة عواطف ومشاعر الجماهير العربية المسكينة والمخلصة،ولكن في السر يجري الطبخ للتنازلات لكي تتلائم وتتوائم مع الشروط والإملاءات الإسرائيلية والأمريكية،وكلما امعنت اسرائيل في الرفض والتعنت،تقوم أمريكا بالضغط على العرب من اجل تقديم المزيد من التنازلات،فالعرب لم يتخذوا أي إجراء عملي يحفظ لهم ماء وجوههم او كرامتهم او يلزم امريكا وإسرائيل بقبول تلك المبادرة،بل على العكس من ذلك كانوا يرفعون من وتيرة إستجدائهم وتوسلهم أمام البيت الأبيض والمؤسسات الدولية،وكان الرهان أن يكون ما يسمى بالربيع العربي رافعة للنضال والمقاومة العربية وبالذات المقاومة والقضية الفلسطينية،ولكن بالنتيجة ان هذا الربيع لم يخرج عن كونه مشروعاً أمريكياً مغلفاً برداء وعباءة إسلامية،لكي يجري من خلاله بيع وتصفية القضية الفلسطينية بموافقة وشرعنة من المتاسلمين الجدد،ولم نكن نتصور في يوم من الأيام ان تصل الأمور الى حد أن يصبح امير قطر بأسطول ماله وإعلامه المشبوه والمستثمر والموظف والمجند ضد مصالح الأمة العربية واهدافها،لكي يصبح ناطقاً باسم أصحاب القضية ،ويقدم هو ووفد الجامعة "المتعبرنة" على تقديم تنازلات مجانية تمس الجوهر والمرتكز الأساسي للقضية الفلسطينية،ألا وهو حق العودة، وهذه التنازلات ليس فقط تجاوزاً لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية،بل تحمل مخاطر تصفية القضية الفلسطينية،والمشروع القطري المغلف والمغطى من قبل الجامعة المتعبرنة والتي تتغوط في برازها وتبول على نفسها،والمسطي على قراراتها من مشيخات النفط والغاز،أرى في مشروعها بمثابة وعد بلفور جديد لدولة الإحتلال الصهيوني،فالحكومة الإسرائيلية ردت على المبادرة العربية والتي جاءت قراراتها نتيجة لما فرضه حمد بن جاسم من قرارات عليها في القمة العربية الأخيرة التي عقدت في الدوحة،والتي لم تشر الى القضية الفلسطينية،بل تحدثت عن السلام مع اسرائيل،والمفاوضات كخيار استراتيجي، وكان واضحاً أن حمد يريد ان يقدم المزيد من التنازلات فيما يخص القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بالأرض واللاجئين،حيث كان القرار المتعلق بالإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 مع الأخذ بعين الإعتبار التطورات على أرض الواقع والتبادل بالأراضي،اما فيما يتعلق باللاجئين فلم يتم الإشارة بالمطلق الى القرار الأممي 194 والخاص بحق العودة للاجئين الفلسطينيين،وذهب الوفد العربي المشكل من قبل الجامعة المتعبرنة تحت عباءة "إمبراطورية" قطر،ولكي يقدم تنازلات مجانية وإضافية لإسرائيل لجهة القبول بتبادل الأراضي،وبما يعني قبول طرح نتنياهو لما يسمى بالسلام الإقتصادي،تحسين الشروط والظروف الإقتصادية للفلسطينيين تحت الإحتلال مع تأبيده وشرعنة مستوطناته وإجراءاته فوق الأرض الفلسطينية،وهذا واضح من رد الحكومة الإسرائيلية على تلك التنازلات وقد جاء على لسان رئيس وزرائها نتنياهو بأن المشكلة مع العرب ليست حول الأرض،بل حول الإعتراف بيهودية الدولة،وهذا الجزء الثاني من التنازل القادم الذي سيقدمه حمد لأمريكا واسرائيل كوعد بلفور جديد،بمعنى فرض الرواية الصهيونية الكاملة على التاريخ العربي،بحيث يصبح إغتصاب فلسطين وتشريد اهلها ليس نكبة،بل "إستقلال" لدولة إسرائيل،وتصبح الصهيونية ليست حركة عنصرية قائمة على الإحتلال والإحلال،بل حركة"تحرر وطني"،وعلينا كعرب وشعب فلسطيني ان نعتذر لها عن كل تاريخنا ومقاومتنا،فنضالنا ليس بالمقاومة بل "إرهابا".
نعم المشروع القطري والدور القطري على المستوى العربي له الكثير من الأهداف المشبوهة والتي تنفذ خدمة لأجندات وأهداف ومصالح متناقضة ومتعارضة مع مصالح الأمة ومشروعها القومي،فالمال والأعلام القطري الموظف في اكثر من بلد عربي،هو من أجل التدمير والتخريب وخدمة لدعاة الفوضى الخلاقة في المنطقة،ولذلك فإن المواقف الباهتة والمتلبسة فلسطينياً،تستوجب من الجماهير الفلسطينية ان تقف عند مسؤولياتها،وتقول بشكل واضح لا شرعية لمن يتساوق او يتعاطى مع المشروع القطري لتصفية القضية الفلسطينية،فسلطة رام الله عليها ان لا تترك الأبواب مواربة وتنتقد المشروع القطري على إستحياء،فهناك تنازل مجاني خطير يمس جوهر المشروع الوطني الفلسطيني وقضيته الوطنية،وحركة حماس المرتمية في احضان قطر،بعد ان إستكانت الى السقاية والرفادة والإحتضان والتمتع بالنعم والدولارات القطرية،بدلاً من ان تصب غضبها وإنتقاداتها على سلطة رام الله،فلتمتلك الجرأة وتقول بشكل واضح،بأن هذا المشروع القطري والقائمين عليه،لا يمتلكون حق الوصاية والتحدث باسم شعبنا الفلسطيني.



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتان ما بين نصر الله وحمد ..؟؟؟
- القرضاوي رمز المذهبية والطائفية والإقصائية
- مرة اخرى حول التطبيع .....والتطبيع ليس وجهة نظر
- إنتصار سامر يبنى عليه
- إنكشاف حقيقة الدور والنظام التركي في المنطقة
- ماذا انتم فاعلون يا عرب ....ويا مسلمون/ اسرئيل ستقسم الأقصى. ...
- شهر نيسان شهر الحزن والمآسي ورحيل العظماء...
- دور الرأسمال الإجتماعي في تقويم ثروات المجتمع وقدرته على الت ...
- شهيدنا أبو حمدية عذراً لم يعد الكلام مفيداً..؟؟
- إتفاق عبد الله -عباس حول الأماكن المقدسة سياسي بإمتياز .
- ما أحوجنا إليك في هذه المرحلة قائدنا وديع حداد ..!!
- مع زيارة أوباما والمصالحة التركية - الإسرائيلية باتت الحرب ا ...
- في عيد الأم ....الأم الفلسطينية ليست ككل الأمهات...؟؟
- قضية الإبعاد نقاش هادىء وضروري
- أيه العرب والمسلمون إذا لم يحرككم الأقصى لفن تتحركوا أبداً.. ...
- لا نقول وداعاً رفيقنا القائد تشافيز
- عنصرية غير مسبوقة...؟؟
- أسرى......شهداء......إعتداءات عنصرية .....وإستيطان متغول ..
- ما هي اهداف التفجيرات الاجرامية في دمشق...؟؟
- حوار المصالحة الفلسطينية في القاهرة -تيتي تيتي مثل ما روحتي ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - متى يتوقف مسلسل التنازلات العربية المتدرجة..؟؟