|
ما هي اهداف التفجيرات الاجرامية في دمشق...؟؟
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 4011 - 2013 / 2 / 22 - 01:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
...من الواضح جداً أن عصابات الإجرام والقتل والإرهاب،ومن يقف خلفها من جماعات الفكر الوهابي التكفيري،والخونة والمتآمرين في "قطرائيل" ذات التاريخ العريق في التآمر والسلوك المشين بحق الأمة والشعب العربي،وكذلك الحالمين بإعادة إمبراطوريتهم التتريكية على حساب جثث شعبنا وخيراته وثرواته،والسيطرة على جغرافيته،وكذلك جماعات الإسلام السياسي"إلإخوان المسلمين)،والذين تكشف دورهم الخياني مبكراً في التآمر على المشروع القومي العربي،والعمل بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة من أجل إنهائه وتفكيكه،وهذه المصالح والأهداف التقت مع المصالح الأمريكية والإستعمارية الغربية وإسرائيل،في استهداف الدول المركزية العربية الثلاثة،التي يتوقف على مصيرها،مصير الأمة العربية بأكملها،ألا وهي العراق التي يجري تدميرها وتفكيكها بشكل ممنهج ومنظم بعد إحتلالها وإغراقها في الحروب المذهبية والطائفية والقبلية والعشائرية،وسوريا التي تتعرض الى حرب كونية مصغرة تشارك فيها عصابات مجرمة وإرهابية محلية وعربية وإقليمية ودولية،تدعمها وتساندها مادياً وعسكريا ولوجستياً واستخبارياً، قوى عربية واقليمية ودولية،وهي تستهدف سوريا كدولة وجيش وسلطة ومؤسسات،وجغرافيا ومواقف،حيث انه على مصير المعركة في سوريا يتوقف الكثير من المعادلات والتطورات والتغيرات والتداعيات في المنطقة، إما لجهة تعزيز النفوذ والمصالح الاستعمارية الغربية والأمريكية والإسرائيلية في المنطقة،وإقامة ما يسمى بالشرق الأوسط الكبير،أو تراجع وإنحسار النفوذ الأمريكي والغربي الاستعماري والصهيوني في المنطقة،وبما يعنيه من تغير في المعادلات القائمة،نحو التحسن الكبير في ميزان القوى لصالح قوى ومعسكر المقاومة (ايران- سوريا- حزب الله- المقاومة الفلسطينية والعربية)،وكذلك حالة الفوضى الحاصلة الآن في مصر،بسبب سياسات جماعة الإخوان المسلمين،التي فصلت دستور لشعب مصر على مقاساتها،وتريد اخونة الدولة والمجتمع،والهيمنة والسيطرة على كل مفاصل الحياة والسلطة في مصر،وهي صاحبة فكر إقصائي وإنغلاقي يختزل مصر بكل عظمتها وتاريخها ونضالاتها وتضحياتها في جماعة الإخوان المسلمين،تجار الدين وعشاق السلطة بأي ثمن. واليوم عندما يضرب الإرهاب في سوريا،وفي أشد المناطق إكتظاظاً بالسكان،يثبت اولاً مدى وحشية ولا انسانية تلك العصابات المجرمة،والتي ليس لها هدف سوى تنفيذ أجندات مشبوه وعميلة،ألا وهي تدمير سوريا كدولة ومؤسسات وسلطة وجيش وتفكيكها جغرافياً خدمة لمشاريع مشبوهة،بحيث تصبح سوريا دولة فاشلة كالصومال وليبيا ولا تستطيع ان تشكل خطراً في المنطقة على المشاريع الاستعمارية ودولة الاحتلال الصهيوني لمئة عام قادمة،وكذلك تلك التفجيرات الإجرامية والارهابية،هي ليست عامل قوة لتلك العصابات المجرمة،بل أن فشلها الميداني،هي ومن يقف خلفها من قوى مأجورة عربية وإقليمية تمدها بالمال والسلاح والخزان البشري التكفيري والاجرامي في تحقيق أي انتصارات ميدانية،بعد الأحاديث المضللة والخادعة والمغرقة في الزيف والكذب عن تحقيق انتصارات في معارك حلب ودمشق وحمص ودرعا وغيرها،تلك الإدعاءات الكاذبة التي ثبت ان الجيش العربي السوري ومعه الشعب السوري الملتفين حول النظام دفاعاً عن سوريا شعباً وأرضاً ونظاماً وجيشاً وموقفاً،يحققان انتصارات كبرى على تلك العصابات المأجورة والمجرمة،هو الذي يدفعها الى القيام بتلك العمليات الإجرامية،حيث تعتقد ان حالة الفوضى الناتجة عن تلك العمليات الإجرامية،قد تدفع الشعب السوري الى "الثورة"على النظام السوري او التخلي عنه،أو يريدون كذلك من تلك التفجيرات،أن تشكل عامل ضغط على النظام من اجل تغيير وتلين مواقفه تجاه مطالب تلك العصابات المجرمة، في أي حوار سياسي قادم كمخرج وحل للأزمة السورية. النظام السوري والشعب السوري قالا كلمتهما بشكل واضح وصريح،أنهما مع الحوار مع كل القوى الوطنية التي تريد لسوريا أن تحفظ وحدة أراضيها ومواقفها وكرامتها وثباتها على مواقفها الوطنية والعروبية،وأنه لا حوار أو مفاوضات خارج إطار ما طرحه الرئيس بشار الأسد من مبادرة سياسية كمخرج وحل للأزمة. ومن هنا فإن تلك العمليات التفجيرية والاجرامية لن تنجح في زعزعة إستقرار سوريا وثقة الشعب السوري بالجيش والنظام وقدرتهما على اجتثاث هذا الإرهاب الدموي من جذوره،وعلى الجيش والنظام أن يجتثوا هذا الارهاب من جذوره،مهما كلف الثمن وسرعة انهاء هذه الحرب التي تستنزف سوريا ومقدراتها وجيشها،ولا أخال أن تكاليف إعمار سوريا،ستكون باهظة اكثر من ما يفرضه عليها الارهاب عليها من حرب استنزافية مدمرة. الآن كل الثوريين والتقدميين العرب مدعوين اكثر من أي وقت مضى للوقوف الى جانب سوريا،سوريا بما تمثله من حصن وقلعة لقوى المقاومة والممانعة،وحملها لواء مشروع العروبة والقومية،سوريا التي بقيت ثابته على مواقفها وممسكة بمبادئها وقيمها،ولم تتخلى عن عن العرب في أية معركة،بل دفعت ثمناً باهظاً لقاء صمودها وثابتها،حيث لم تنجح كل الضغوط والعقوبات الاقتصادية والتجارية والدبلوماسية،وحملة الارهاب والترهيب والتهديدات الأمريكية والاتهامات لها بقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري،ودعم ما يسمى بقوى الارهاب"المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعلاقة الإستراتيجية مع ايران في ان تبدل او تغير مواقف سوريا او تحالفاتها وعلاقاتها،ولم تخذل كل من احتضنتهم ووفرت لهم الاقامة والحماية والوجود والحركة،في الوقت الذي رأينا كيف أن هناك بعض القوى في سبيل مصالحها ورؤيتها السياسية،سرعان ما غيرت وبدلت مواقفها وتحالفاتها،وبما يثبت أنها غير مبدئية ولا امينة لا على مواقف أو مصير شعب وقضية ونضال،بل حبها للسلطة والمال،يجعلها تبدل وتغير ليس فقط لونها وجلدها،بل مبادئها ومواقفها. أنا على ثقة تامة بأن سوريا ستنتصر وستخرج من محنتها أقوى واكثر عزة وعنفواناً،وسيندحر وينهزم المشروع المعادي،مهما مارس من إرهاب وإجرام،والمطلوب فقط الصمود والثوابت على الموقف .
القدس- فلسطين 22/2/2013
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار المصالحة الفلسطينية في القاهرة -تيتي تيتي مثل ما روحتي
...
-
أيها المقدسيون ليس أماكم إلا الصمود..؟؟
-
في حضرة المناضل الكبير -أبو نضال - الشكعة
-
مناضلون من أجل الحرية
-
قراءة في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة
-
يوم فرح مقدسي
-
مطر....هدم بيوت ....واعتقالات....؟؟
-
وما زال مسلسل القتل مستمراً......؟؟
-
القدس جرح مفتوح ونزيف مستمرين..!!
-
أسرة أبو رأفت العيساوي والعيساوية/ نموذج نضالي مقدسي متميز
-
مؤتمر ملتقى القدس للأعمال/ العبرة في التنفيذ
-
زمن -العهر-....والمعايير المقلوبة ..؟؟
-
الإتحاد الأوروبي ....والموقف من الإستيطان ..؟؟؟
-
مصر الى أين..؟؟
-
ما حذرت منه حصل ولكن لا بديل عن الوحدة للإنتصار
-
لا تثقوا بحمد ولا بكل -المنبطحين - العرب...؟؟
-
رغم شلال الدم شعبنا سينتصر
-
مطر يستشهد ....ومطر يولد ....؟؟
-
من يستحق الرجم ابليس أم حكام العرب...؟؟؟
-
عيد وراء عيد ولا أحد بخير..؟؟
المزيد.....
-
ابتكار مذهل.. طلاء ذكي يغيّر لونه تلقائيًا بحسب درجة الحرارة
...
-
ُهل تمتلك إيران منشآت نووية أخرى أعمق من فوردو؟ جنرال أمريكي
...
-
هل عادت الحياة فعلاً إلى طبيعتها في إسرائيل بعد رفع القيود؟
...
-
وسط ركام بيوتهم المهدمة.. الإيرانيون يحصون خسائرهم بعد وقف إ
...
-
مهرجان الصويرة للكناوة: القمبري والقرقاب وأنغام عالمية
-
عملية -نارنيا-: أي سلاح استخدمت إسرائيل لقتل العماء النووين
...
-
إحياء رأس السنة الهجرية في الأقصى بأعداد محدودة
-
صحف عالمية: تحرك أميركي لإنهاء حرب غزة ونتنياهو دفع إيران لت
...
-
موفق نظير حيدر المسؤول عن -حاجز الموت- بدمشق
-
زهران ممداني.. مرشح الهامش يقلب معادلة النخبة في نيويورك
المزيد.....
-
كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف
/ اكرم طربوش
-
كذبة الناسخ والمنسوخ
/ اكرم طربوش
-
الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر
...
/ عبدو اللهبي
-
في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك
/ عبد الرحمان النوضة
-
الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول
/ رسلان جادالله عامر
-
أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب
...
/ بشير الحامدي
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|