أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المعركة على المنهاج في القدس جزء من المعركة على السيادة الوطنية















المزيد.....

المعركة على المنهاج في القدس جزء من المعركة على السيادة الوطنية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 19:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعركة على المنهاج في القدس
جزء من المعركة على السيادة الوطنية
بقلم:- راسم عبيدات
......الخطوة النوعية التي خطتها وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية ممثلة بدائرة معارفها التي تشرف على التعليم الحكومي في القدس،والمتمثلة بفرض المنهاج الإسرائيلي على خمسة من مدارس القدس الحكومية،هي مدرسة ابن خلدون في بيت حنينا ومدرسة البنات الإعدادية (عبد الله بن الحسين) سابقاً،ومدرسة ابن رشد الشاملة في صورباهر ومدرستي صورباهر الإبتدائية بنين وصورباهر الابتدائية بنات،تثبت ان الإحتلال يواصل معركته من اجل الأسرلة الكاملة للمنهاج الفلسطيني في مدينة القدس،حيث سبق تلك الخطوة بخطوات عندما وجهت مديرة دائرة المعارف العربية في بلدية الإحتلال(لارا امباركي) رسالة لمدراء المدارس الخاصة والأهلية تطالبهم فيها بعدم تسلم الكتب المدرسية للطلبة من الصف الأول وحتى الصف العاشر من قبل السلطة الفلسطينية،بل عليهم تسلمها من قبل بلدية الإحتلال،وكان واضحاً ان هذه الخطة تجاه المدارس الخاصة والأهلية،هي ليست بالعفوية أو الإرتجالية،بل هي تسير ضمن نسق خطة سياسية وتربوية ممنهجة ومدروسة جرى إقرارها في اعلى المستويات،فالمدارس الخاصة أصبحت بحكم ظروفها وواقعها وزيادة إحتياجاتها،وبغض النظر عن مدى دقة وصحة هذه الإحتياجات،غالبيتها تتلقى مالاً مشروطاً من قبل بلدية الإحتلال ودائرة معارفها يناهز ال(102 ) مليون شيكل سنوياً،ولذلك كان ثمن هذا المال الهجمة على تلك المدارس وإلزامها بإستخدام المنهاج الفلسطيني المشوه والمحرف،والذي طالت عملية الحذف والتعديل فيه بشكل أساسي كتب اللغة العربية والتربية الإسلامية والاجتماعيات،حيث كان الحذف يركز على القضايا التي لها علاقة بهوية القدس العربية والإنتماء اليها،والقصائد والأشعار الوطنية وتحديداً المتعلقة بالانتفاضة او الدروس التي تدعو الى الجهاد ودعم الأسرى واسر الشهداء او الدروس التي تتحدث عن الإستعمار الغربي لفلسطين والغزوة الصهيونية لها كذلك.
ورغم عدم تعاطي تلك المدارس مع تلك الكتب المحرفة والمشوهة لكنها لم تعلن رفضها الواضح والصريح لتطبيق المنهاج المعدل والمحرف،بل هي تراجعت تحت ضغط شعبي وجماهيري مورس عليها من قبل الهيئات والمؤسسات والاتحادات الشعبية المقدسية،وكانت هناك لغة تبريرية اعتمدها العديد من المدراء،بانه حتى لو طبق هذا المنهاج،فالأصل في ذلك المدرسيين الذين سيلعبون دوراً فاعلاً في تصحيح ذلك،وكذلك أغلب تلك المدارس،بل99% منها تسلمت الكتب من بلدية الإحتلال ووضعتها في مخازنها،إحتياطاً لأية علمية تفتيش مفاجئة قد تقوم بها دائرة المعارف الإسرائيلية للتاكد من توزيعها الكتب على الطلاب وفق تعليماتها،فالمال المشروط سيف مسلط على رقاب إداراتها.
جهود شعبية ومؤسساتيه بذلت في هذا الجانب،ولكن لم تكن ضمن خطة ممنهجة او وفق استراتيجية كاملة للمواجهة،أو رسم خطط وبرامج وآليات تنفيذية،وبهت الفعل الشعبي والمؤسساتي،وغاب الفعل الرسمي وأثبت عجزه.
الآن الإحتلال صعد وخطا خطوة نوعية،باتجاه محاولة فرض المنهاج الإسرائيلي كاملاً على مدارس القدس العربية،حيث كان تطبيقه في خمسة مدارس بمثابة "بروفا"،يعمل على توسيعها في الأعوام الدراسية القادمة،الإحتلال في تطبيقه للمنهاج الإسرائيلي على مدراس القدس، يراهن على ما احدثه من حالة إختراق في المجتمع الفلسطيني المقدسي،ومن تراجع لدور الحركة الوطنية والمؤسسات والاتحادات الشعبية المقدسية،وكذلك حالة الضعف الفلسطيني العامة،وايضاً فهناك من نمت لديهم مصالح خاصة ومنافع،وبالتالي نظروا لتطبيق هذا المنهاج والموافقة عليه من زاوية المصلحة والمنفعة المادية،وليس من زاوية خطورته على الوعي وتدميره لطلبتنا.حيث لمسنا كهيئة عمل وطني واهلي واتحادات شعبية في لقاءتنا المتعددة سواء مع فعاليات واهالي ومدراء مدارس جرى تطبيق المنهاج الإسرائيلي على ابنائهم وفي مدارسهم،بأن هناك العديد من المدراء واللجان المساندة للتعليم في تلك المناطق والأهالي قد لعبوا دوراً اساسيا في تطبيق هذا المنهاج مستجيبين للتوجه والخطة السياسية لحكومة الاحتلال ودائرة معارفها والتي يعمل على تطبيقها مستشار رئيس البلدية "ديفيد كورن" والحاصل على شهادة الدكتوراه في الدراسات الاسلامية والعربية،ويعرف جيداً كيف يدس السم في العسل ويروج لهذا المخطط.
والمأساة هنا عملية المواجهة والتصدي لهذه الخطوة النوعية،لا تجري بشكل منظم وممنهج وبتكامل وتوحد الجهد والفعل،بل تبذل جهود شعبية ومؤسساتية،ولكنها غير منسقة او موحدة الخطة والبرنامج،على الرغم من اهمية وخطورة هذا القضية،وهذه الجهود والفعاليات،اذا لم يجري توحيدها في بوتقة واحدة وبرأس قيادي موحد،فإنها ستخبو وتبهت الى ان تغيب بشكل كلي.
والمعركة هنا على المنهاج،هي جزء من معركة السيادة على المدينة التي يسعى الإحتلال الى تهويدها بالإستيطان وبمئات الإجراءات والممارسات القمعية والأنشطة والقرارات والقوانين التي يجري اتخاذها وسنها وتطبيقها على المقدسين في اطار سياسة التطهير العرقي الممارسة بحقهم،وهو ايضا يسعى الى اسرلة سكانها عبر "كي" واحتلال وعيهم والسيطرة على ذاكرتهم الجمعية. واسرلة المنهاج جزء من هذه العملية،ويريد الإحتلال من خلالها ،أن يسلخ الحركة الطلابية عن واقعها وجسمها الوطني،وان يخرجها من دائرة الفعل الوطني والمقاوم،وان يتنكر الطالب لهويته وقوميته وانتماءه الوطني،وسيشعر الطالب ويعيش حالة من الاغتراب والتناقض الداخلي، فهو مطلوب منه ان يتعلم عن مدينته القدس ذات التاريخ العربي – الاسلامي العريق بأنها عاصمة دولة الإحتلال وليس مدينة فلسطينية وعربية واسلامية،والتسليم بأن مسرى الرسول محمد (صلعم) المسجد الأقصى هو جبل الهيكل،وجبال الضفة الغربية،هي مملكتي يهودا والسامرة،وانه لا وجود لا نكبة فلسطينية ولا مسؤولية سياسية وأخلاقية للإحتلال عن تلك النكبة وطرده وتهجيره لشعبنا،بل سيتعلم بدل من ذلك عن ما يسمى بإستقلال دولة الاحتلال،وعن الشخصيات اليهودية السياسية والتاريخية التي كانت لها بصمات واضحة في بناء دولة الإحتلال،مثل بن غوريون وبيغن وشامير،تلك الشخصيات التي لعبت دورا فاعللاً وباراً في طرد وتهجير شعبنا،وارتكاب الجرائم والمجازر بحقه.
نعم هذه معركة بحاجة الى تضافر وتوحد كل الجهود شعبية ورسمية،فالعامل الأساس في إفشال هذه المخطط هو الجهد الشعبي،وبالذات اهالي الطلبة،الذين يستطيعون أن يقولوا لا قاطعة لتطبيق المنهاج الاسرائيلي على ابنائنا ولا لتخريب وعيهم وتجهيلهم،فالذرائع القائلة بأن تطبيق المنهاج الإسرائيلي يفتح لهم افاقا للعمل والتوظف في المؤسسات الإسرائيلية،في ظل عدم الإعتراف بجامعة القدس،هو عملية خداع وتضليل يسهم فيها العديد من المنتفعين وفاقدي الضمير والانتماء،وكذلك المروجين لنظرية وفكرة سهولة المنهاج الإسرائيلي و"البجروت"،فالمخاطر على ابنائكم وهويتهم كبيرة جداً.
والجانب الرسمي الفلسطيني،بات عليه التحرك بشكل فعلي لحماية ودعم العملية التعليمية في القدسي،لأنه لا سيادة وطنية بدون منهاج وطني،يكفي شعارات براقة فقد دقت ساعة العمل الجدي،تخصيص موازنات كاملة للتعليم في القدس،ورواتب مجزية للعاملين في مدارس وزارة التربية والتعليم الفلسطينية،واصلاح جذري في المنهاج التعليمي وبالذات امتحان الثانوية العامة،وتخفيض معدلات القبول في الجامعات المحلية الى ما دون الستين،والعمل على استئجار واقامة ابنية مدرسية جديدة تحد من ظاهرة التسرب الكبيرة من المدارس المقدسية،والإهتمام الجدي بالتعليم المهني والصناعي،ومنع قبول طلبة القدس من حملة "البجروت" في الجامعات المحلية وحتى العربية،وعدم تصديق كشوفات طلبة المنهاج الإسرائيلي،والتحرك على المستوى العربي والدولي لحماية العملية التعليمية في مدينة القدس.

القدس- فلسطين
12/9/2013
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادرة الروسية دلالات ومعاني....
- جامعة الدول العربية تبول على نفسها مرة أخرى...
- لماذا تراجعت امريكا عن شن حربها على سوريا...؟؟؟
- هدف الحرب على سوريا تدمير روافع المشروع القومي العربي
- تفجيرات طرابلس والضاحية الجنوبية وكيماوي الغوطه/ تحمل نفس ال ...
- الأقصى....الأقصى....الأقصى....الأقصى...
- لماذا يرفض الإخوان في مصر،ويحتضنون في الشام...؟؟
- القدس إجتماعياً ما بعد الخطوط الحمراء
- تفجير الضاحية الجنوبية تعبير عن عمق أزمة بندر
- كر يم يونس....وليد دقة ...ياسين أبو خضير....بلال أبو حسين... ...
- هل تلوح الحرب في الأفق...؟؟
- الأسير المناضل محمد الريماوي-أبا اماني- رمز وعنوان إعتقالي
- حماس عودة الإبن الضال
- الإخوان -شهداء - في سبيل السلطة لا الوطن
- في ذكرى يوم القدس العالمي
- رسالة الى كل أقلا مفتح الشرفاء
- الإستثمار في القدس...بحاجة الى استراتيجية وطنية
- قرار الاتحاد الأوروبي تجاه حزب الله قمة الوقاحة والمعايير ال ...
- القدس تصنع الحدث مرة ثانية
- الشعب قال كلمته.......إسقاط -برافر-...............وإسقاط الم ...


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المعركة على المنهاج في القدس جزء من المعركة على السيادة الوطنية