أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - فتاوى النكاح ..حرف للعقل عن مساره السليم














المزيد.....

فتاوى النكاح ..حرف للعقل عن مساره السليم


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4241 - 2013 / 10 / 10 - 00:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن فرحون وفي غمرة سرورنا ،ظنا منا أن صحراءنا القاحلة، أينعت ورودا وأزهارا تفرح القلب ،وتشده النفس ،وأن قطار التغيير نحو الأفضل قد إنطلق ، بفعل ما تخيلناه ثورات أطلق عليها "الربيع العربي"،طلع علينا من آثر التحجر والعودة إلى عصور الظلام وإمتهان الكرامة البشرية.
أول هؤلاء من تحدث في المحروسة مصر عن نكاح الوداع،ومفاده المقزز أنه يحق للزوج أن يضاجع زوجته المتوفاة حديثا ،ولعمري أن الشيطان الرجيم وهو في عز تجلياته لا تتفتق قريحته عن مثل هذه الفتوى التي تحمل في ثناياها كل ما هو مقرف ومقزز ،إذ كيف يمكن للزوج المكلوم والمفجوع بوفاة زوجته أن يضاجعها وهي جثة هامدة ،علما أن النفس البشرية المتمثلة بالزوج او الزوجة تعاف الإقتراب من شريكها في حالات الخصام الخفيف فما بالك بأن تكون الزوجة جثة لا حراك فيها بسبب الموت؟
ليس مبالغة القول أن من جاء بهذه الفتوى إنما هو مدسوس على الإسلام والإنسانية على حد سواء،وقد أراد بهذه الفتوى إبطال الحراك العربي الذي توسمنا فيه خيرا ،بأنه سينقلنا من حال سيء إلى واقع افضل ،نتنسم فيه طعم الحرية والكرامة .
لا أصول يعتد بها ولا جذور لنكاح الوداع في الإسلام وليس هو الحلال المنبوذ كما يحلو للبعض تسميته ،واغلب الظن أنه شطحة غير مرغوب فيها من قبل الشيخ المغربي عبد الباري الزمزمي وقام الحاج احمد السلفي في مصر إبان ثورتها الأولى بتبنيه وإشغال البرلمان فيه.
هناك فرق بين دين الفقهاء الذين يتسمون بصفات الدنيا وتقلباتها و بين دين الله القويم الذي أنزله جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم من فوق سبع سماوات قبل اكثر من 1400 عاما ،وبعده شعرت المرأة بكرامتها وعزتها .
حتى لا نجد أنفسنا أسرى لفتاوى المفتين السذج أو الذين تحركهم شهواتهم أو أجندات خارجية ،ظن واضعوها أن الله جلت قدرته يسهو عن دينه الذي قال عنه "إنا نزلنا الذكر وإنا له لحافظون"،يجب محاكمة هؤلاء المفتين الشاذين العابثين بمشاعر الناس ،وحصر الإفتاء بالمستقيمين الذين يخافون الله ولا يتخذون غيره وكيلا.
هل نسي المفتون هؤلاء أن عقد الزواج يصبح فاسخا ولاغيا عند الوفاة وتحرم الزوجة على زوجها ،ويحرم عليه النظر إلى مفاتنها وهي ميتة،فكيف اجاز البعض مضاجعة الزوجة المتوفاة وفي غضون ست ساعات من وفاتها ؟وأي متعة يتخيلها هؤلاء المرضى النفسيين الدخلاء على الدين؟ألا يحرم الأحناف على الرجل غسل زوجته المتوفاة كونه اصبح غريبا عنها؟
فتوى النكاح الأشد إيلاما على النفس البشرية التي خرجت علينا في خضم الربيع العربي أيضا هي فتوى جهاد النكاح التي تركزت في تونس وبتنا نسمع من يطلق زوجته كي تذهب إلى سوريا من أجل مضاجعة "الثوار" في ذلك ابلد المضطرب .كما ان هناك من قام بها من بعض النسوة والفتيات السوريات،ولا ادري أي جهاد هذا الذي يتطلب إرتكاب الزنى المنهي عنه في شرع الله.
ومعروف ان الداعية محمد العريفي الذي حاول "التسلل"إلى القدس المحتلة بتصريح إسرائيلي لتقديم برنامجه من المسجد الأقصى الآيل للسقوط بسبب الحفريات الإسرائيلية هو الذي أطلق فتوى نكاح الجهاد ومن ثم نفاها لاحقا.
وقد صدمتنا تصريحات وزير الداخلية التونسي قبل أيام حول عودة العديد من الفتيات التونسيات من سوريا حوامل جراء ممارسة نكاح الجهاد أو جهاد النكاح لا فرق، علما ان البعض حاول تشويه صورة ميدان رابعة في القاهرة بقوله انه شاهد بام عينه من مارس نكاح الجهاد ،لكني لا اميل إلى تصديق مثل هذه الإدعاءات.
والأغرب من ذلك ما ورد على لسان الشيخ ناصر العمر الذي اباح ل"المجاهد" ممارسة "جهاد النكاح" مع شقيقته،ولعل ذلك قمة الإنحراف عن شرع الله.
هناك فتاوى موجهة اخرى مثل توسيع دبر المجاهد باللواط من اجل الجهاد وجهاد المناكحة وهما تتعلقان بالجهاد .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيسي فرعون مصر لا عزيزها
- إيران النووية تجبر أمريكا على الإنحناء
- الكيماوي السوري-بصمة الإدانة
- الكيماوي العربي في مهب المصادرة
- التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
- القاعدة في سوريا...المدخلات والمخرجات
- الإستسلام ما قبل السقوط
- أم الجرائم
- أسرار العدوان الأمريكي على سوريا
- الحراك الشعبي العربي..دروس وعبر
- ضربة سوريا ..قراءة أخرى
- قطر ..سهيل 1 ..العزّ في العزّة
- الأردن ..دولة فلسطينية ..مبادرة حوتوفلي
- عودة حكم مبارك
- مكالمة من الكاهن عبد الله السامري ..العرب اليهود وصل وتواصل
- حماية المسيحيين في مصر ..دعوات مشبوهة
- مصر السيسي تحت الحصار الدولي
- أوّاه يا مصر..ذهبت ريح العرب
- إسرائيل لا تريد التفاوض ولا ترغب بالسلام
- المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية ألغاز وأسرار


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - فتاوى النكاح ..حرف للعقل عن مساره السليم