قطر ..سهيل 1 ..العزّ في العزّة

أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 17:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

آلحمد لله الذي يبدل من حال إلى حال ،ويكون الحال الجديد أفضل من سابقه،وبالشكر تدوم النعم،فالحمد لله مرة أخرى على أن بلّغنا أن نرى بلدا عربيا دخل في سباق إيجابي مشرف مع الغرب الذي نهض من سباته ونفض عنه ذل وإذلال العصور الوسطى وصكوك الغفران ،وأصبح سيدا في كل شيء،فيما نحن العرب والمسلمين إرتضينا أن نقعد مع الخوالف وتركنا كتبنا وقيمنا جانبا ،وقبلنا أن نكون في مؤخرة الركب العالمي،وأبعد من ذلك أصبحنا عبئا وعالة على الغرب ،ندفع له حتى أجرة وثمن قتلنا .
في غمرة إنشغالنا وإهتمامنا بمجريات الأمور في كل من فلسطين حيث تهويد القدس وإنهيار الأقصى جراء حفريات الإحتلال والمفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية التي تستحق أن يطلق عليها "إسرائيل تفاوض نفسها"،وما يجري في العراق من قتل يومي مبرمج ودخول المحروسة مصر على خط التفتيت بعد إنقلاب الجنرال عبد الفتاح السياسي ،وإنتظارنا للهجوم الغربي المرتقب على سوريا ،بعد قصة كيماوي الغوطة ،ومراقبة ما يجري في تونس الخضراء التي أصبحت حالكة السواد،ناهيك عما يجري في ليبيا والحبل على الجرار، بالنسبة للدول العربية
التي تنتظر حفار الشرق الأوسط الوسيع ...ها هي قطر ذات المساحة الصغيرة تنير الفضاء فرحا في وقته .
وها هو القمر الصناعي القطري سهيل-1 ينطلق صعودا منيرا مفرحا إلى الفضاء السحيق من جزيرة غويانا الفرنسية حاملا إسم قطر التي وضعت بكل الفخر بصمتها في الفضاء الخارجي الذي كان قبل تلك الفرحة حكرا على الغرب الذي سرق علماءنا منا وأكرمهم بأن سمح لهم بممارسة إنسانيتهم وحفظ لهم كرامتهم،وهيأ لهم الأجواء ليبدعوا ،ولكن إبداعهم سجل بإسمه ،وليس بإسم دولهم التي طردتهم منها وحرمتهم من التمتع بالكرامة فيها.
تستطيع دولة قطر أن تكرس فرحتنا وتعممها لتصبح أبدية في عصر الظلام القطري "بضم القاف" منذ بدايات القرن المنصرم،وتواصل هذا النهج الإبداعي المفرح الذي يخرجنا من دائرة الغم والهم والقلق على مصير أولادنا ، من خلال جمع شمل علمائنا العرب الذين إضطروا للإبداع بإسم الغرب الذي إحتضنهم ودخل عالم الإبداع بهم.
ما أحوجنا للفرح في عصر الغم والهم الذي نعيش بسبب تعس سياسات البعض الذين إرتهنوا ورهنونا معهم لسياسات الغرب ومصالحه ، وقد جاء القمر الصناعي القطري سهيل -1 في وقته ،وجعلنا ننطلق معه ونحلق بفرحتنا إلى الأعلى ،لأن الحدث كبير ويستحق منا مواكبته بمثل هذا الفرح.
قد يقول قائل مغرض أن المال يصنع المعجزات،وأقول ردا على ذلك أن هناك من إمتلك مالا يفوق أموال قطر ،ولكنه أستخدمها لغير الصالح العام وفرط بواسطتها بمصالح الأمة ،فآلت بلده وآل حكمه إلى الإنهيار فضاعت الأموال في بنوك الغرب وبين الصحاري والفيافي وعلى طاولات القمار الغربية وفي حملات الإنتخابات الغربية ،ولا أريد القول أن جزءا كبيرا منها كان من نصيب إسرائيل.
جاء في الأخبار ان القمر القطري سهيل -1 سيبدأ عمله في شهر كانون أول المقبل ولمدة خمسة عشر عاما،مع أنه أنجز فرحا غامرا في نفوسنا منذ لحظة إطلاقه وسيبقى هذا الفرح باق في نفوسنا إلى الأبد.
كم نتمنى لو أن العرب -هذا إن بقي عرب يعتد بهم- نحّوا خلافاتهم السياسية جانبا ،وإتفقوا على عمل جماعي علمي يواكب مستجدات العصر وحضارته ،ليضعوا بصمتهم المميزة في هذا القرن الذي دخل علينا بألسنة من لهب وأعمدة من نار،وعاث فينا دمارا وتدميرا وقتلا ، وأدخلنا في عصر جديد بتنا نترحم فيه على سايكس-بيكو.
ها هو نور القمر الصناعي القطري سهيل -1 ينير الفضاء في العالي ويخترق طبقات الجو العليا طبقة إثر طبقة ،فهلال إستجبنا له وأنرنا على الأقل شمعات على الأرض تنير لنا الدرب المعتم علنا نرى نتائج آثامنا وخطايانا؟ ونتذكر أننا نستحق أوطانا تنعم بالرخاء وتسود فيها العدالة وتحفظ فيها الحقوق.

#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل