أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الإستسلام ما قبل السقوط














المزيد.....

الإستسلام ما قبل السقوط


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4217 - 2013 / 9 / 16 - 17:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البدء كان العراق،إذ وافق النظام السابق على إدخال المفتشين الدوليين ليجوبوا العراق بكافة جهاته الأربع ،ويتمكنوا من دخول غرف نوم كبار القادة آنذاك،والله وحده يعلم ماذا زرعوا من جراثيم وآفات في أرض العراق .
لم تشفع هذه الموافقة للنظام العراقي الذي كان في عين العاصفة الأمريكية عقابا له على قيامه بقصف إسرائيل بعدد من الصواريخ من الأراضي الكويتية إبان كانت القوات العراقية تتواجد هناك. وجرى ما جرى ،ورغم طريقة إخراج القوات العراقية من الكويت إلا أن العراق إستمر بالخضوع لحصار حرمه من حبة الدواء ورغيف الخبز ،وفي النهاية كان الغزو الذي أفرز الإحتلال فسقوط النظام العراقي.
النظام السوري هذه الأيام سار على نفس المخطط ..ولذلك يحسن القول أنه الإستسلام قبل السقوط،بمعنى أن موافقة هذا النظام على تسليم أو تدمير أو سمها ما شئت ،لمخزونه من السلاح الكيماوي ،سوف لن يشفع له دعمه لحزب الله الذي إستطاع الصمود المبهر أمام الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان صيف العام 2006 ولمدة 33 يوما ،وتمريغه أنف إسرائيل بالوحل،إضافة إلى توقيعه إتفاقية مع الحكومتين العراقية والإيرانية لمد خط أنابيب تنقل الغاز من جنوب إيران إلى أوروبا عبر العراق وسوريا ولبنان ،وقضايا أخرى لا مجال لذكرها.
أخطأ النظام السوري بموافقته على الشروط الأمريكية،وكان ظنه أن ذلك سيشكل له طوق نجاة ،في غير محله ،كما أن هرولته للأمم المتحدة كي ينضم لمعاهدة حظر السلاح الكيماوي كانت خطوة غير موفقة بغض النظر عن الدوافع .علما أن التبرير كان أنها إرضاء لموسكو وليس خوفا من واشنطن.والغريب في الأمر أن هؤلاء المسؤولين يحاولون الظهور بمظهر الصمود.

كان على النظام أن يحسبها جيدا ويقدر العواقب قبل التورط في الحرب الدموية ضد الشعب السوري ،وكان عليه رغم كل المسببات ألا ينزلق بما وصلت غليه سوريا هذه الأيام من إنفلات أمني وحرب أهلهية إرتقت إلى حرب كونية بعد أن أصبحت مرتعا لكل ظلامي ضاقت به الدنيا ولم يعد يرى من الواجبات الإسلامية سوى : تحرير " سوريا من نظامها.
عندما بدأت التهديدات الأمريكية بضرب سوريا بعد مسرحية الكيماوي في الغوطتين ،إستنفر الجميع مؤيدا للنظام عله يصمد في وجه أمريكا ،وقيل كذبا أن من وقف مع النظام نقل بندقيته إلى الكتف الآخر،علما أننا في نهاية المطاف ننظر إلى الأمور من خلال نظرتنا لوحدة سوريا ،لأننا لا نرغب بتفتيتها كما هو مخطط لها.
أخطأ النظام ،وتساوقت معه شظايا المعارضات التي تتحرك كالعرائس عن بعد ويدعي قاداتها أنهم نسجوا ثوب صداقة مع أمريكا،وأقول أيضا أن حلفاء النظام في سوريا ورغم حجمهم الدولي لم يحسنوا اللعب على أطراف المعادلة ،ولا أدري ماهو السر الكامن خلف الطلب من دمشق أن تتجاوب مع الضغوط الأمريكية ويظهر علينا من يقول أن ذلك يعد نصرا لقوى الممانعة في المنطقة.
أخطأ الجميع لأنهم وعلى ما يبدو لم يحسنوا قراءة المخطط المرسوم ليس لسوريا فحسب بل للمنطقة كلها ،ولعلي لا أغالي إن قلت أن نهايات الأزمة السورية حددتها بداياتها ،فالجميع دفع إلى أتون النار دفعا ليحترق حتى التفحم ظنا منه أن يمارس الصمود.
هناك العديد من الممارسات التي إرتكبت في سوريا ،وتنم عن قصور نظر في قراءة الموقف ،ولعل الطلب من الفنانات والفنانين السوريين التجمهر على ظاعلى نقطة في جبل قاسيون المطل على دمشق لرد العدوان الأمريكي وإرتداء بعض الفنانات الزي العسكري وإنضمامهن للجيش ،إنما هو ظاهرة معيبة متقدمة ،لأن المفروض ان يكون الجيش السوري العريق مستعدا وجاهزا لكل طاريء.
أما شظايا المعارضات السورية التي تدعي أن الصجيقة العظمى أمريكا لن تتخلى عنها ،فإنها إرتكبت خطأ فاحشا بإبلاغها أن النظام نقل سلاحه الكيماوي إلى كل من العراق ولبنان ،وهم بذلك كشفوا إحدى المهام المنوطة بهم وهي أنهم باتوا مخبرين لأمريكا ومن لف لفيفها ولعل الواجب يدعونا أن نصف هذه الخطوة بالخيانة ،رغم أن كل ما إرتكب في سوريا وضدها يعد خيانة عظمى من قبل الجميع.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أم الجرائم
- أسرار العدوان الأمريكي على سوريا
- الحراك الشعبي العربي..دروس وعبر
- ضربة سوريا ..قراءة أخرى
- قطر ..سهيل 1 ..العزّ في العزّة
- الأردن ..دولة فلسطينية ..مبادرة حوتوفلي
- عودة حكم مبارك
- مكالمة من الكاهن عبد الله السامري ..العرب اليهود وصل وتواصل
- حماية المسيحيين في مصر ..دعوات مشبوهة
- مصر السيسي تحت الحصار الدولي
- أوّاه يا مصر..ذهبت ريح العرب
- إسرائيل لا تريد التفاوض ولا ترغب بالسلام
- المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية ألغاز وأسرار
- سوريا ..عبث مقصود لا ثورة محقة
- دم مصر في رقبة الأزهر
- رسائل داغان المسمومة
- أخطأ الفلسطينيون بالعودة إلى المفاوضات
- العراق بلد النفط وأهله يشتكون قلة البنزين
- القاعدة في سوريا ..الخطر على الأردن
- إختطاف مصر


المزيد.....




- مشهد وليد اللحظة.. مواجهة وديّة بين دبيّن في ألاسكا تثير الإ ...
- تحليل: هذا ما يريده بوتن حقًا من ترامب وليس السلام في أوكران ...
- ناجية من إبستين تكشف تفاصيل ما كان يحدث بمنزله.. وتشكك في أن ...
- 62 دولة منها عربية.. خارطة وجهة المرحلين من أمريكا منذ يناير ...
- إدانات عربية لنتنياهو بعد حديثه عن ارتباطه برؤية -إسرائيل ال ...
- القادة الغربيون وأوكرانيا يحددون خمسة -خطوط حمراء- لترامب قب ...
- المصادقة على خطة توسيع الهجوم في غزة ومنظمات تشكو من القيود ...
- بعد حجبها منصات تواصل غربية... روسيا تفرض قيودا على واتساب و ...
- حوامل غزة بين الجوع والحصار.. أجساد منهكة وأجنة مهددة
- الشرطة الإسرائيلية تزعم إحباط عملية طعن شمال القدس


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الإستسلام ما قبل السقوط