أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أم الجرائم














المزيد.....

أم الجرائم


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف إثنان سويان عاقلان ،لم يرهنا نفسيهما للأجنبي مهما كان الثمن ،على أن الظلم جريمة،والتمييز جريمة،والإقصاء جريمة والتهميش جريمة ،والإستحواذ على مقدرات الوطن لفئة واحدة جريمة،لكن كل نواميس الطبيعة وكل من يمت للمنطق بصلة يجمعون على أن الإستعانة والإستقواء بالأجنبي مهما كانت الأسباب ،يعد أم الجرائم،وكبيرة الكبائر ،وأجزم أن الله لن يغفر هذا الذنب لأنه كالشرك به ،ومعروف ان الله يغفر الذنوب لمن يشاء إلا أن يشرك به.
أختلف مع النظام السوري فيما يخصني وهو الموضوع الإسرائيلي ،ومع ذلك ،فإنني أرفض وبشدة العدوان الغربي عليه ،وأن يتورط أي بلد عربي أو إسلامي في هذا العدوان ،من منطلقات كثيرة ،أهمها تجريم الشراكة مع المعتدين في شن عدوانهم على أي بلد عربي ،فهذا ليس من شيم الكرام،وإن كان لنا خلاف مع هذا البلد العربي أو الإسلامي أو ذاك فبالحوار ،ثم إن الركون للأجنبي يعد جريمة أيضا.
لو أن الشعب السوري ثار على نظامه وكانت له معارضة منهجية تعرف طريقها جيدا ،لوقفنا معها وآزرناها،لكن أن يتم توظيف البعض للقيام بالتمرد من اجل تنفيذ أجندات خارجية ،فهذا مرفوض ولا يمكن أن نوافق عليه.
ما يحدث في سوريا ليس ثورة مع اٌلإقرار بضرورة أن تجرى إصلاحات في سوريا للحفاظ على الإنجازات المتحققة ، رغم ان الوقت قد فات وما عاد هناك للصلح مطرح ،لأننا رأينا كافة زناديق الأرض تعيث فسادا وتقتيلا في سوريا.
الخطأ هناك جر إلى خطايا وأصبحت الأمور تسير وفق الأجندة الصهيونية ولو كان الأمر غير ذلك لما وجدنا الرئيس الأمريكي متحمسا أكثر من المستأجرين السوريين لضرب سوريا،ولو كان صادقا –مع رفضنا للتدخل الأجنبي - لسعى إلى الضغط على النظام ليجد له مخرجا ،لكن هيهات ان يكون الغرب وفي مقدمته امريكا هذه الأيام لديه لحظة صدق.
من هنا أقول أن الإستقواء بالأجنبي لإسقاط النظام جريمة نكراء وعمل لا أخلاقي وعمالة واضحة للأعداء،ولنا في العراق وليبيا خير مثال،إذ أن الغرب لن يتدخل إلا إذا كانت مصالحة تتصدر الأجندة .
لذلك فعلى المتمردين السوريين الذين ينفذون الأجندة الغربية ،أن يعلموا جيدا انهم خارجون من الملة وهم في صف أعداء الأمة ،وهم أشد كفرا ونفاقا من الأعداء ،لأنهم إرتضوا ان يكونوا حصان طروادة لإدخال الأمريكان وغيرهم إلى سوريا وتدميرها على رؤوس من تبقى من اهلها وتراثها وتاريخها.وليعلموا أنه في حال نجح الأمريكان في تدمير سوريا فإنهم أي المتمردين سيكونون أذل الأذلاء بالنسبة للحاكم العسكري الأمريكي .
نعود إلى المشروع الإجرامي الامريكي المقبل الذي يتمثل بالضربة لسوريا ،فهي إعلان حرب ليس على سوريا بل على الأمتين العربية والإسلامية ،ومن يقبل أن يخدع نفسه بالقول ان الضربات ستكون محدودة تستهدف مواقع محددة تابعة للنظام،لإنما قبل على نفسه أن يكون في هذه الدنيا أعمى بل وأضل سبيلا ،لأن الحرب هي الحرب ،وقد قبل العرب بل وطلبوا ضرب العراق وليبيا وهاهم يقبلون وتطلب الجامعة العربية من المجتمع الدولي ان يعاقب سوريا بعد مهزلة السلاح الكيماوي في الغوطة ،ولعلنا عربا ومسلمين لا نتعظ ولا نستفيد من خطايانا ،ولذلك ما ان نخرج من كارثة حتى ندخل في غيرها أشد فتكا من سابقتها.
كل من يدعو ويوافق ولو بينه وبين نفسه أو يسهم أو يقف متفرجا على ضرب سوريا ،إنما هو خارج من الملة ،ويستحق غضب الله وسوء العاقبة.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار العدوان الأمريكي على سوريا
- الحراك الشعبي العربي..دروس وعبر
- ضربة سوريا ..قراءة أخرى
- قطر ..سهيل 1 ..العزّ في العزّة
- الأردن ..دولة فلسطينية ..مبادرة حوتوفلي
- عودة حكم مبارك
- مكالمة من الكاهن عبد الله السامري ..العرب اليهود وصل وتواصل
- حماية المسيحيين في مصر ..دعوات مشبوهة
- مصر السيسي تحت الحصار الدولي
- أوّاه يا مصر..ذهبت ريح العرب
- إسرائيل لا تريد التفاوض ولا ترغب بالسلام
- المفاوضات الفلسطينية –الإسرائيلية ألغاز وأسرار
- سوريا ..عبث مقصود لا ثورة محقة
- دم مصر في رقبة الأزهر
- رسائل داغان المسمومة
- أخطأ الفلسطينيون بالعودة إلى المفاوضات
- العراق بلد النفط وأهله يشتكون قلة البنزين
- القاعدة في سوريا ..الخطر على الأردن
- إختطاف مصر
- حزب الله ..قرار إسرائيلي بقلم أوروبي


المزيد.....




- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...
- إسرائيل: أخّرنا إمكانية امتلاك إيران سلاحا نوويا سنتين أو 3 ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - أم الجرائم