أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - اختباء الأمكنة في حقائب الغرباء














المزيد.....

اختباء الأمكنة في حقائب الغرباء


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 22:43
المحور: الادب والفن
    


أسلمتُ قناديلي لذاك الظلام الخاسر
ودوّنتُ فجيعتي الحمراء
على ضوء غابر في الرحيل
تركت ُعناويني خلفي متأرجحة
بين هطول بعيد وجفاف يدانى
مرّة أخرى تركتُ للذكريات عناويني
وغلّفتهُا بوشمها الغريب
أنا الطاعن بالغربة
أستفيق الآن من الترحال
لأناشيدي شكاية إله
وآه طويلة تغالب المسافة باستباقها البطيء.
00
إذن قندلتُ الظلام خلفي
وتركت سُرّتي هناك
أمانة الفرات الولي
أجهشتُهُ ذاك المليء بذكرياتي
الموازي لوفرة لي من الحكايا
أخذتُ الشحوب كله معي
الشيبَ وأقفال الكلام
صرير بوّابة الموتى
الشهادات الاخيرة
لرفاق مضوا الى الشهادة
أو لحياة ليست كما هي
قندلتُ الظلام ورائي
وأوسعتُ المماشي
زينتُ الدروب بحتفِ ضحكاتي
بدم الاحلام وفورة الّصِبا.
00
أخفيتُ عنك َ خاتمة لهذا التطواف
وجيب الدمع على رقّة الورق
وتشظّي الروح في أسرها المستديم
(من ينقذ أغانيّ من الخسران)
مطرٌ وفيرٌ هنا وموت وفير هناك
ملائكة يقودون الحب
حيث تشاء القلوب
يلمّون شمل الغيم
(وطني قفر
وقصائدي ملساء
,لا تقف على ارض
لتموت أو لتحيا)
مطر أسود داخلي
اختلاج صاخب للدمع
تلاطم لنشيجي
. ماالذي يعج إذن بالحكايا؟
قلنا الفرات: الفرات
الفرات وحده.
00
صليتَ إذن يا طفلُ لغاشم الذكريات
تشبعّتَ بما يُدعى غربة
وتشرّبتْ روحكَ مزيجا من خمرها
ومن يقظة متأخرة لجوع
ما أحسستَ به هناك
كم احتجتَ من الشيب
لتستفيق هكذا؟
ــ أخذتُ الشيب معي وأقفال الكلام
تركتُ حرية تنمو في غيابي
أمي وأطفالي يلموّن وجهي
عن وجع الرغيف
تركتْ للرصيف خطاي رسائلهَا الأخيرة.
00
ماالذي يجرّكَ من تلابيبك إليه؟
سياطهُ وشمتْ أيامك بتلاوينها
أدنتْكَ من عطش مديد
وكأنّ قدراً عليك وقوعها.
(وطني ليل وقصائدي جرداء
(لاتستقي من ارضها لتحيا)
سألتُ أمّي عن رائحة الرحيل العالقة بي منذها:
من أورثني إيّاها
كان دمعها أجوبة الترحال الطويلة
منذ نزيفها عن هناك
ألف رائحة في ذات اللحظة
بساتين كردستان
كرومه ينابيعه شجر لم تسمّه
بلّوطه وحجله الفاغر
شهداؤه، قتلاه
اغترابه الغارق في الزمان
(آنىّ أكون
فعلى الفرات صليبي)
والفرات شبيهي وشبهتي
فينا إلتقاء شعبين
والفرات نطفة التلاقح في وريدي
لا يستطيع الموت فصل قطرة دم عن أخرى
نحن تشكيل لهذه المفازة
جريان روح واحدة في الفرات
(يا الله سألتُ الفرات
تدفقاً أبديّاً لكي لا أموت
ولتزهر هذه الشعوب حبّاً خالصاً
وزماناً حرّاً
لا رادّ لقضائه)
00
الثاكلُ كم اتشحتُ به
كفني كان وحُلّة طفولتي الباكية
رقراقة تعاليمه التي شربتها
لكنّ الزمان كدر
ومالح ماء الحكايا.
00
من يسبقني إليه لأعتذر عن رحيلي؟
من يدانيني بعشق له؟
لأستكين قليلاً في هذا الغياب.
00
تعبتُ من المراثي يا فرات
أما من لغة أُخرى؟
لأغتسل في ينابيعها مرّة
أما من خلاص لبلائي؟
00
أسندْ جبهتك علي ورمّم انكساري
يا مرآتي
بُحْ بشكواكَ يا عريس الحقول الفارع
يا عشيق المدى السهلي
يا حلما لآلاف الغيوم التي تشكّلتْ
على تصاعد أزليّ لك
ها أمدّ جسور تضوّري إليك
أقنطر الروح على المسافات
لعلّه يلتئم هذا الفراغ الذي بيننا
لعلّه!
المقاطع من مخطوط (شهادات ليست اخيرة) قصيدة طويلة



#فواز_قادري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخضر الحلم أخضر
- ألعاب صبيانيّة
- يوم الطفل السوري في ميونيخ
- ورود الأمل.
- صمود
- الذي يحدث ليس قابلاً للتصديق!
- هذه سوريتنا يا أولاد الضّباع.
- يحقّ لها أيضاً أن ترتاح الجسور
- رسائل
- أحوال عينيكِ هذا المساء
- زيد الرحباني طلع فالصو يا محمود.
- أمكنة
- كيف ستكون ذاكرتنا القادمة؟
- لا تشبهني هذه القصيدة تماماً
- وجوه
- ماذا بعد؟
- أيّها العيد، قف على باب قلبها.
- قصيدة -استشراف- والثورة السورية بعد عشرين عاماً
- تغريبة السوريين
- غبار الأصدقاء.. غبار المدن


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - اختباء الأمكنة في حقائب الغرباء