|
وعلى الفايس ...السلام
عبد الغني سهاد
الحوار المتمدن-العدد: 4240 - 2013 / 10 / 9 - 15:50
المحور:
الادب والفن
(ربيع الفايس قادم لا ريب فيه .. ربيع بلا طعم ولا رائحة...كصفحات مائية ... صفحات الوجه الذي سينفذ فينا ...)
علي السلام وعليكم ولجناب الفايسبوك جائزة الشيخنوبل للسلام العام القادم .وذلك رغم كيد الكائدين ومعارضة المعرضين لهذا الموقع التواصلي الاجتماعي الذي اكتسحت شهرته الافاق وسمعته كيفما كانت كل شعوب اكتسحت جميع القارات ...لا يشك احد حتى المناوئين له والمتوجسين من غاياته اهدافه المعلنة والمبطنة يقرون باثاره الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على كل مجتمعاتهم التي ولجت مضطرة عالم النت عالم المعرفة المتاحة للجميع والتواصل المجاني للجميع. عالم ممارسة الحرية ... عمليات التواصل والتلاقي الحر تتم حتى النزع الاخير من الليل..او في البدايات المبكرة لكل يوم وخلاله الدردشة لا تتوقف والتواصل لا ينعدم والثقافات والافكار تخترق بعضها .في العمل والابدب والفن والجنس والثقافة والمتعة والترفيه بكل اشكاله ..الكل يمارس حرية في اختيار م يرضيه ويميل اليه ..فالفايس قد فتح ابواب الحرية على مصراعيها .. ولا احد يقدر على غلقها سواء ذلك الاب المقهور و المغلوب على امره امام الابناء الفايسبوكيين .او ذلك الزوج او الزوجة المغبونة التي تلاشت علاقتها الاسرية وتعوضها بعلاقات افتراضية..عليه مع عشيق غريب تمارس ما لم تستطع ممارسته في بيت الزوجية..... على الفايس بعيدا عن اعين المراقبة والمحاسبة الاسرية ...حتى اطفال الصغار يخادعون الفايس وينخدع لهم بسهولة مريبة بالسماح بوضع معرفات غريبة مع تواريخ اكبر من اعمارهم (18 سنة ) لفتح حساب خاص لهم لممارسة متعة الفايس المتعددة الوجوه والنوايا..تتعد دفيه المسميات والتعريفات في حين تقل الاسماء الحقيقة التي تقتصر على المثقفين والادباء والشخصيات العامة ..وسواها الاقنعة ...هي الحرية المقنعة بالخوف والتوجس من غرابةالموقع والوالجين اليه . في البيوت بيوتات الطبقةالوسطى والشعبية ينزوي كل شخص في ركنه اما حاسوبه الخاص اوهاتفه الذكي انكان يتوفر عليه لممارسةمتعةالفايس ..لا شيءسوى الدردشة لاجل قتل الوقت اوكسب صداقات وهمية اوحتى ممارسة ما هو ممنوع في واقع الحياة العادية المكبلة بالقيود والعادات والقيم المملة..خصوصا عنداللشباب ..تواصل خارجي افتراضي وقطيعة صرفةمع الواقع والوسط الاجتماعي الاسري ..بالتدريج يتحول الفايس الى اداةقوية في التفكك الاسري والمجتمعي ..مع تكريس السطحية الفكرية واللغوية ..(لغة الفايس لغة مهجنة لقيطة ليست لها قواعد تضبطها ).. فيه تلتم الحركات من كل الاتجاهات الفكرية والسياسية والخ مقتعة اهدافها غير واضحة سواء ضد فعل سياسي اواجتماعي او اقتصادي ..ليست ثوربة بالمرة لكنها متمردة تتحرك بايادي خفية لا يعلمها حتى المؤيدين لها وغالبا ما تنتهي بالفشل كما فشل ما سموه بالربيع العربي ...المشبوه ...ولكل ذلك فالفايس هو اعجوبة هذا الزمان النتي العجيب ...وسيحتفل العام المقبل بحيازة جائزة نوبل للسلام ...جائزة لا تساوي بعرة كلب على قارعة الطريق . خصال السلام والمودة الحقيقة بعيدة كل البعد عن هذا الفايس .... رغم شساعة فضاء الحرية المطلقةعلى صفحاته ..فما جدوى هذا النوع من الحرية في مجتعات تسود في نسبة كبيرة من الامية الوظيفية والنتية والجهل الى جانب الشعودة والتفكير الديني والاسطوري...ماجدواه في مجتمعات لم تعرف المرور من الثورة الثقافية وتدفع براسها الى ولوج الثورة الرقمية ...؟ الفايس قادر فيها (تلك المجمعات الجنوبية السائرة في طريق التفكيك القريب ) على اختراق القيم والاخلاق وتدميرها وخلق المواطن المهزوز المستلب .الشباب والجيل الفايسبوكي سواء رجالا اونساء ليس الا شردمة تزداد حجما يوما عن يوم مستواها التعليمي متدني ..شباب لا يقدر اهمية الفن والابداع والمعاناة اليومية ..مخنث نازع نحو الكسل والترف خلف الحاسوب ... جيل عاطل عن العمل مغرور بذاته وغطريس..يحسب كل منسواه متخلف ورجعي ..لا علاقة له بالواقع ..مفطوما تماما عن اكراهات المعيش اليومي للشعب .. مساهمة الفايس العظيمة في خلق وترويض الجيل هي ما ستدفع جماعةنوبل للسلام لتمنحه هدا الوسام كما اعتادت ان تمنحها لااشخاص وشخصيات عمومية لا علاقة لها مع السلام .. ولمتساهم لحظةفي اقامة السلام في هذا العالم الموبوء بالحرب والصراع والتناقضات على جميع الاصعدة .... وعلى الفايس والفايسبوكين السلام.....
#عبد_الغني_سهاد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مطر ..ملوث
-
رياح اكتوبر...
-
رياح اكتوبر.
-
ماذا حل بي
-
همسات في وجه البحر
-
على أعتاب سايكس بيكو 2 سنة 2016
-
على اعتاب سايكس بيكو 2 سنة 2016
-
اقواس ملتهبة
-
من تراث الشيخ برونشتاين
-
شاهدة
-
رأيته اليوم....
-
القضية الفلسطينية : انحصارات و انكسارات ..
-
في ساعات الليل الطويل
-
اوجاع قريتي- الفصل 3-
-
أوجاع قريتي ,,الفصل 2
-
أوجاع قريتي الفصل :1
-
في عيدنا الاممي
-
معالجة البطالة في تقويض الراسمالية
-
هكذا تحدث الحكواتي 3
-
ثلاثية حزينة
المزيد.....
-
-عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
-
الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر
...
-
بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا
...
-
قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
-
الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
-
رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025
...
-
خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب
...
-
موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية
...
-
-ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في
...
-
10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس
...
المزيد.....
-
الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية
...
/ عبير خالد يحيي
-
قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي.
/ رياض الشرايطي
-
خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية (
...
/ عبير خالد يحيي
-
البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق
...
/ عبير خالد يحيي
-
منتصر السعيد المنسي
/ بشير الحامدي
-
دفاتر خضراء
/ بشير الحامدي
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
المزيد.....
|