أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب














المزيد.....

جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4232 - 2013 / 10 / 1 - 16:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على نقيض الصورة التي يحاول البعض إعادة رسمها له في هذه الأيام المفعمة بحركة المراجعات والهدم ومحاولات إعادة البناء في أكثر من نصف مجموع دول الجامعة العربية، ما من شك في أن زعيم القومية العربية الخالد جمال عبد الناصر لو كان ساءه الحظ ليبقى على قيد الحياة بيننا حتى هذه الأيام الربيعية، مثل رفيق دربه التسعيني محمد حسنين هيكل، لكان في حكم المؤكد قد انتهى به مشوار النضال، بعد عمر طويل من نكسة 67، إما بحكم بالإعدام بحقه والموت من فوق المشنقة مثل نظيره العراقي صدام حسين، أو بطعنات في كل أنحاء جسده والتمثيل بجثته حتى الموت وعرضها عارية عدة أيام لفرجة وتشفي الجمهور كما فعل الليبيون بفاتحهم معمر القذافي، أو بخلعه من الحكم بكماشة ثورة شعبية مدعومة من الجيش ورميه في زنزانة أو فوق سرير انتظار الموت كما فعل المصريون مع رئيسهم محمد حسني مبارك، أو بإشعال النيران فيه حياً وهدم المسجد فوق رأسه وهو يصلي ليدفعوه إلى تحكيم العقل والنجاة بما تبقى له من مال وبنين وسنين كما فعل اليمنيون برئيسهم على عبد الله صالح، أو، أخيراً وليس آخراً، ربما كان سينتهي به المآل إلى قتل وتشريد شعبه وخراب بلده والإصرار على الجلوس فوق تلها، مثل حال الرئيس السوري بشار الأسد. هؤلاء جميعاً هم الأبناء الشرعيين المباشرين وغير المباشرين للتجربة الناصرية؛ هم جميعاً، وأنظمتهم ودولهم، كانت نهاياتهم مأساوية، أو على الأقل هي كذلك حتى الآن مقارنة بنصف الجامعة الآخر.

التجربة الناصرية في مصر وأبنائها الشرعيين المباشرين وغير المباشرين من النظم الثورية القومية الأخرى في العراق، سوريا، اليمن، ليبيا والجزائر كانت قد اصطفت في مقابل، وتمايز عن، النظم الملكية الوراثية التقليدية الموصومة بالرجعية آنذاك في السعودية ودول الخليج والأردن والمغرب على خلفية قضيتين محوريتين: الشعب والعدو. كل النظم الثورية بلا استثناء ادعت ببجاحة وثقة مطلقة بامتلاكها تفويضاً شعبياً على بياض، لكي تنتصر لأبناء ’الشعب‘ في معركتهم الداخلية ضد ’أعدائهم‘ سواء في داخل الوطن من أذناب النظام القديم وأعوان الاستعمار والإقطاعيين والبرجوازية الرأسمالية الفاسدة، أو خارج الحدود وعلى رأسهم المستعمر الأجنبي والعدو الصهيوني وحليفته أمريكا.

في الاتجاه المعاكس تماماً، في النظم الملكية لم يكن ثمة طرح من الأصل لأي من هاتين القضيتين- ما كانت العائلات الحاكمة هناك تريد شعوباً واعية بذواتها السياسية والقانونية والحقوقية في مواجهتهم وكان العداء للغرب، خاصة أمريكا وإسرائيل، سيضرها حتى في وجودها ذاته ولن ينفعها بشيء. من هذه القاعدة الفصامية (الجمهو-ملكية) انطلقت الجامعة العربية إلى العمل على الصعيدين الداخلي والخارجي بشكل عكس بوضوح هذا الفصام ما بعد التأسيسي، إلى درجة المواجهة المفتوحة بين المعسكرين الجمهوري والملكي داخلياً على صعيد دول وكيانات عربية مثل اليمن ومنظمات فلسطينية متناحرة، وخارجياً عبر تحالف الجمهوريات العربية مع المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق وانضواء الملكيات العربية تحت لواء الرأسمالية الغربية بزعامة وحماية الولايات المتحدة الأمريكية.

مع الزمن، بردت سخونة المواجهة بين المعسكرين الدوليين الاشتراكي والرأسمالي وبالتبعية بردت أيضاً سخونة المواجهة بين الأنظمة الجمهورية والأخرى الملكية العربية. الأكثر من ذلك دهشة، أن الحلم الناصري بوحدة عربية كبرى من المحيط إلى الخليج عبر انتصار ثورات الشعوب على حكامهم الوراثيين الرجعيين لم يتحقق، لكن تحقق العكس: عاد الحنين بنفس الشعوب الثورية التحررية سابقاً إلى القبول بتوارث الرؤساء الحكم في جمهورياتهم! علاوة على ذلك، لا يزال ’العدو‘ موجود، بل وأكثر قوة وتمدداً بكثير من ذي قبل. في الواقع، بعد أكثر من نصف قرن من الزمان، قد انتهى المآل بجميع النظم الجمهورية العربية إلى التفريط حتى في أصل مبادئها الجمهورية ذاتها، ثم المهادنة والتقارب والتصالح وحتى الود الحميم مع أعدائها الخارجيين، خاصة أمريكا وإسرائيل، ومن ثم لم يتبقى لها من قوامها الأصلي شيء. وهكذا تلاشى الخط الثوري الفاصل ما بين الجمهوريات والملكيات العربية، لينتهي المآل بالأولى إلى وضعية ’الجمهو-ملكيات‘، أو الأنظمة الجمهورية التي يتوارث فيها الرؤساء الحكم.

في النهاية، البناء القومي الناصري انهار كله، ببساطة شديدة لأن عموديه الرئيسيين- الشعب والعدو- كانا قد انهارا أو تحللا قبل زمن ولم يستبدلا بأخرى. ومن سخرية الأقدار أن لولا المساعدات الشجاعة المتدفقة من أعداء المشروع الناصري أنفسهم ما وجد وطن الزعيم الخالد نفسه ما يطعم به شعبه. هل من بعد هذه خيبة أمل؟!



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن دستورنا
- حاكموا لهم إلههم، أو أخلوا لهم سبيله
- إطلالة من الخارج على المزبلة السورية
- معاقبة التدخل القطري في الشأن المصري
- إمارة قطر، محمية أمريكية أم شوكة عربية؟
- وهم أسلمة الكافر بطبعه
- في آداب الصراع المسلح بين الدولة والثوار
- الدولة الرب
- الإخوان لا يتعلمون الدرس
- على طريق الإصلاح الديني-3
- على طريق الإصلاح الديني-2
- على طريق الإصلاح الديني
- المقدمة إلى الإصلاح
- ليبرالية مفلسة من داخل الصندوق
- خرافة الليبرالية الإسلامية والتفكير من داخل الصندوق
- ليس دفاعاً عن الإخوان
- مشكلة ضمير البرادعي
- عن فوائد الحروب
- ليبراليون في بيادة العسكر
- عن ديمقراطية الإسلام السياسي الموعودة


المزيد.....




- إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
- بعد الهجمات الأميركية على منشآتها النووية.. طهران تهدد بـ-رد ...
- خبير عسكري: هكذا ألحقت -مطرقة منتصف الليل- ضررا بمنشأة فوردو ...
- كيف علق مغردون على مشاهد الدمار في إسرائيل؟
- تقرير أممي يرصد زيادة غير مسبوقة في الانتهاكات ضد الأطفال
- نيويورك تايمز: 12 قنبلة ضخمة لم تدمر موقع فوردو وإيران نقلت ...
- خريطة دراما رمضان 2026.. عودة قوية لنجوم الصف الأول
- كاتب أميركي: إنها حرب ترامب ومقامرته وحده هذه المرة
- أمير قطر والرئيس الفرنسي يبحثان الهجمات على إيران
- واشنطن مستعدة للتفاوض وأوروبا تحث طهران على عدم التصعيد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - جمال عبد الناصر، خيبة أمل نصف العرب