أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - بواسير النائب والشخصية الشرجية لساسة العراق















المزيد.....

بواسير النائب والشخصية الشرجية لساسة العراق


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 18:55
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بمزيد من السخرية والاستهجان تناقلت وسائل ألاعلام والاتصال الاجتماعي نبأ قيام النائب في البرلمان العراقي خالد العطية باجراء عملية جراجية لبواسيره (الشرجية) التي كلفت مبلغا خياليا قياسا الى طبيعة العملية وامكانية اجراءها في المستشفيات العراقية الحكومية بالمجان, او حتى اذا اجريت في مستشفيات اهلية فان سعر العملية لم يكن لربما ليعدو اكثر من خمسة بالمائة من المبلغ الذي كلفته هذه العملية والذي بلغ كما ذكر 59 مليون دينار او اكثر من 50 الف دولار.

هنالك نقطتان اساسيتان عند معالجة المبلغ الخيالي المدفوع لاجراء عملية من هذا النوع. الاول المبلغ نفسه. فارتفاع سعر العملية واستعداد النائب لدفع هذا المبلغ يؤكد, كمثال بارز, ما اوردته في مقالات سابقة حول ان الشخصية الشرجية, كسلوك وتفكير, هي الشخصية الشائعة لدى ساسة العراق في وقتنا الحاضر (1).

اي انه ليس من الصدفة حدوث حدث من هذا النوع. ان المبلغ الهائل بحد ذاته يدلل على الاهمية البالغة التي يوليها ساستنا لمنطقتهم الشرجية. فبسبب ضيق افقهم الفكري واعتقادهم الخاطئ ان ارتفاع كلفة العملية دليل على جودة اجراءها هو امر, حتى لو صح الى حد ما, فانه يبقى, في هذه الحالة, امر مبالغ فيه في كل المقاييس. ولكن المبلغ بحد ذاته يعكس ما هو اعمق فقط من الرغبة في الحصول على عملية جراحية ذات جودة عالية, فما يقرر جودة العملية عادة هو قدرة الجراح وعدد العمليات المثيلة التي اجراها وكذلك جودة المركز الطبي بشكل عام. اذن يكتسب عامل السعر هنا معنا رمزيا في العقل الباطن للنائب وهوسه بمنطقته الشرجية, بحيث يصبح سعر عملية البواسير مؤشرا مهما لمقدار ما تكتسبه المنطقة الشرجية على الصعيد العقلي والعاطفي لديه.

ثانيا, ولكن اذا كانت العملية قد اجريت على حساب البرلمان نفسه ومن ميزانيته, وهذا افتراض يبدو معقولا, فان ما اوردته بخصوص شيوع الشخصية الشرجية لدى ساستنا لا بد ان يتمتع بمصداقية اعلى لأن قرار المصادقة على دفع هذا السعر لمثل هذه العملية كان ولا بد قد اتخذ من هيئة برلمانية او رسمية مختصة, ولذلك فان موافقتها على صرف هذا المبلغ, بالرغم من كل مظاهر الفساد والمحاباة الحزبية او الطائفية, يعني ان الهيئة بحد ذاتها تعلق اهمية مفرطة او غير اعتيادية على المنطقة الشرجية وانها هي الاخرى تصرفت, بوحي عقلها الباطن كهيئة او كافراد, بالتناغم مع السمات الشخصية للنائب العطية التي تشغل المنطقة الشرجية حيزا كبيرا او فعالا لديه على صعيد المحفزات والدوافع الباطنية.

ومما يعزز الاعتقاد بان المنطقة الشرجية تشغل بال الساسة العراقيين وتحكم, الى حد كبير, فعالياتهم وسلوكياتهم, هو انه لم يصدر, حد علمي, انتقادا جريئا وواضحا, او على نطاق واسع, من قبل رفاقه في البرلمان او الساسة الآخرين لانتقاد هدر اموال الدولة بهذا الشكل الفاحش واجراء تحقيق بهذا الموضوع. فاذا لم تكن صفاتا مثل الجبن او مسايرة الفساد هي الاسباب وراء انعدام النقد, فلا شئ يمنعنا من المضي بالافتراض بان الساكتين هم رفاق شرجيون ايضا, فسكوتهم دليل على ان عقلهم الباطن قد كبح اي صوت دهشة او استغراب على عملية مكلفة من هذا النوع وفي هذا الجزء التشريحي من الجسم. طبعا, عند الاستفسار, فانهم سيردون, بكل كياسة ووقار, بانهم يتجنبون التدخل في امور شخصية, وكأن اموال العراق هي امور شخصية, وهو عذر اقبح من الذنب نفسه. ولكنهم بعذرهم هذا يمارسون سيطرة محكمة على النفس مماثلة تماما لاستخدام العضلة الشرجية في التحكم في الغائط.

وهذا سلوك يذكرنا باستخدام الطفل, في المرحلة الشرجية, تحكمه في غائطه تماما حسب مزاجه او رغباته والتي هي نتاج لمشاعر متضاربة وغير محددة واحيانا متناقضة ولذلك يصعب التكهن بها. وفي حالة استخدام الطفل للغائط لمعاقبة الأم او محيطه فانه يستطيع ان يملأ كل كونه بالغائط كيف ومتى ما شاء, وليس من قوة في ألأرض او في السماء لقادرة على فعل اي شئ لمنع ذلك. وقد يبلغ تدنيس الطفل بغائطه لمحيطه درجة ألأضطراب النفسي المسمى في عرف طب النفس
Encopresis
واول من اشار الى هذا ألأضطراب النفسي في ألأطفال هو سيغفريد وايزنبرج في ١-;---;--٩-;---;--٢-;---;--٦-;---;-- (2).

ان كبح الجنس في مجتمعاتنا, خصوصا لدى زعماء الاسلام السياسي واتباعهم, يرسخ ألأرضية الخصبة لأنتشار صفات الشخصية الشرجية, وخصوصا الرغبة الجامحة لجمع ألأموال كمعادل نفسي لأحتجاز الطفل لغائطه في شرجه من اجل أظهار قدرته على التحكم في عضلته الشرجية واستخدامه ذلك كمظهر لسيطرته على جسده او على من هم من حوله كأمه. فالطفل قد يرفض التغوط في الوقت او المكان المناسب, على ألأقل في عرف امه, ويفضل التغوط عندما يختار هو. ان الغائط غائطه, فهو قد يستخدمه لأرضاء امه عندما يتغوط كما تتوقعه هي منه. او على العكس, قد يتغوط في اوضاع يختارها هو للتعبير عن غضبه او كعقابا للأم, ولا يشترط هنا ان تكون ألأم اما غير صالحة فنزوات الطفل قد لا ترضيها ام توصف بالكمال.

فالغائط, كما يؤكد فروبد, هو هدية الطفل الأولى ألى امه. يعتبر الطفل الغائط جزءا من جسمه, ولذلك فهو مستعد لتقديمه كهدية ففط في حالة حبه لأمه (او الشخص المشرف على ألأعتناء به في حالة عدم وجود ألأم لأسباب مثل الوفاة او الهجران). ولكنه عندما يشعر بالكراهية تجاه امه (لأنها مثلا لا تطعمه عندما يشعر بالجوع او لأنها لا تستجيب بسرعة كافية الى تلبية رغباته) فانه يمتنع عن ألأفتراق عن غائطه ويبقيه داخل شرجه كشكل من اشكال اللؤم او العناد. ولكن لكون الشرج منطقة أثارة جنسية للطفل في المرحلة الشرجية من مراحل تطوره النفسي-الجنسي, فان امتناعه عن تقديمه الهدية بألأحتفاظ بغائطه هو تعبير عن نرجسية التي قد تصاحب الشخصية الشرجية لاحقا لأنتاج ما يسمى الشخصية الشرجية-النرجسية التي اشرت اليها في مقال سابق.

ان التحكم في المنطقة الشرجية وايلائها اهتماما غير عاديا يعني الرغبة العارمة في التحكم بوسواسية قهرية, او بديكتاتورية مقيتة, مع المحيط الخارجي والتحوط والحذر من اية مفاجئات, حتى لو كان ذلك على حساب التطور الروحي والعاطفي, على الصعيد الشخصي, او على مستوى العلاقات مع الآخرين من عموم الناس.

يتميز ساسة لعراق بجشع وهوس لا حد له بجمع الاشياء والاموال. يتحدث بول كلين (3) عن العلاقة بين الصفات الوسواسية القهرية من جهة والاثارة الجنسية بواسطة الشرج anal eroticicsm من جهة اخرى. وقد صمم علماء النفس وخبراء السلوك البشري معاييرا لقياس مقدار الشخصية الشرجية في شخص ما, مثل مقياس كراوت (4), اضافة الى مقاييس للعلاقة بين الشخصية الشرجية من جهة والعنف السياسي من جهة اخرى (5).

ان السعادة لا تتضاعف طرديا الى ما لا نهاية بزيادة دخل الفرد السنوي. فالدراسة التي نشرت في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم (6) - تحليل بيانات استطلاع رأي من منظمة غالوب لأكثر من 450،000 من المقيمين في الولايات المتحدة في عام 2008 و 2009, والتي اجريت من قبل اثنين من الباحثين - دانيال كانيمان ، الفائز عام 2002 بجائزة نوبل في الاقتصاد، و انجوس ديتون ، الرئيس السابق للرابطة الاقتصادية الأمريكية, ناقشت مسألة ما إذا كان المال يمكن أن يشتري السعادة. حيث اظهرت الدراسة ان دخلا يزيد عن حوالي 75،000 --$-- سنويا لا يشتري أكثر ( أو أقل) من السعادة (حوالي ثلث الأسر في الولايات المتحدة كان الدخل فوق 75000 دولار).

لذلك يمكن القول ان عملية البواسير المذكورة والارتفاع الباهض او الفاحش لسعر اجرائها لا تشكل حدثا عابرا. انها حدث يعزز ما قلته سابقا بان شيوع الشخصية الشرجية لدى ساسة العراق, التي تتجلى بسلوكيات لا حد لها من الجشع والرغبة في تكديس الاموال, هي تعبير عن خلل في تركيب الشخصية وسلوكا قهريا مرضيا, ولا علاقة لها بتحقيق المزيد من السعادة على الصعيد الفردي, وان كانت تفلح بالتاكيد على تحقيق المزيد من الاملاق والفقر لدى جموع الشعب.

المصادر
1-
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=309848
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=308605
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=312077
2- Weissenberg, Siegfried. (1926). Der Enkopresis. Zeitung der Kinderpsychiatrie, 1, 69
3- Kline, Paul, Obsessional traits, obsessional symptoms and anal erotism, British Journal of Medical Psychology, Volume 41, Issue 3, pages 299–305, September 1968
4- Ross Stagner, Edwin D. Lawson,J. Weldon Moffitt. The Krout personal preference scale: A factor-analytic study, Journal of Clinical Psychology, Volume 11, Issue 2, pages 103–113, April 19 1955
5- Farber, Maurice L., The anal character and political aggression,The Journal of Abnormal and Social Psychology, Vol 51(3), 486-489, 1955
6- http://www.inc.com/news/articles/2010/09/study-says---$--75,000-can-buy-happiness.html



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبيعة البشرية لدى ماركس
- لا لمافيا العراق - تعقيب على مقال الرفيق العزيز رزكار عقراوي
- اغتراب العمل 3/3
- اغتراب العمل 2
- اغتراب العمل 1
- تذكير مأساوي من العراق
- رابطة الأنصار الشيوعيين: اشكاليات جدية
- مرحلة المرآة وعلوم الدماغ
- مرحلة المرآة وديالكتيك هيغل-كوجيف
- مرحلة المرآة وعلم النفس التجريبي والايثولوجي
- مرحلة المرآة لدى لاكان
- مدخل اولي الى لاكان
- الفوضى الخلاقة, والحقيقة التاريخية والروائية
- هل يمكن للأفراد تغيير التاريخ؟
- الرأسمالية الذهنية او المعرفية
- انتم متقاعدون ولكنكم ابدا لستم عاجزين
- قمع الاسلام السياسي للمرأة والجنس كنذير ومظهر لفاشيته
- حاجتنا الماسة الى بروليتاريا اكثر راديكالية
- نداء عاجل الى ابناء وبنات شعبنا العراقي الكرام
- وهم ثنائية الذاتية-الموضوعية في الفلسفة والعلم


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - بواسير النائب والشخصية الشرجية لساسة العراق