رابطة الأنصار الشيوعيين: اشكاليات جدية

طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4193 - 2013 / 8 / 23 - 17:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كتب الاستاذ ناصر عواد مقالا بعنوان "المؤتمر السابع للأنصار الشيوعيّين"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=374474
والمقال يثير العديد من التساؤلات بخصوص الهوية الفكرية والتنظيمية لرابطة الأنصار الشيوعيين وايضا بخصوص هويتها كرابطة مستقلة. اوجز هذه التساؤلات في الفقرات ادناه.
------------
عزيزي الزميل ناصر عواد
شكرا جزيلا على مقالك الذي اثار لدي قدرا من القلق الذي لربما تتحدد مشروعيته اذا تفضلت انت او الآخرون بالاجابة على تساؤلاتي التالية.

اولا, ففي حين تدعو بحق الى إلى تأكيد الاستقلال التنظيمي والفكري لرابطة الأنصار الشيوعيين, فانك تذكر ان الرابطة "تعتمد في نشاطها على تبرعات الأنصار وريع الفعاليات والدعم الحكومي".
فما هى اشكال هذا الدعم الحكومي؟ كما اللا تعتقد انه من حقنا هنا التساؤول الا يقلل, او يمكن أن يقلل, الدعم الحكومي, وبغض النظر عن اشكاله, من استقلالية الرابطة, او يعطي انطباعا كهذا؟ فكيف يمكن حل هذا الاشكالية؟

ثانيا, تقول
"وكان واضحا أن الأنصار البيشمه ركَه، بسبب تجربتهم المسلحة، درجوا على تبني الأفكار الثورية",
فكيف توفق الرابطة بين ثورية اعضائها من جهة مع استلامها دعما حكوميا من حكومات رجعية, وبالتاكيد غير ثورية, من جهة اخرى؟
الا يشكل هذا براغماتية غير مقبولة بعرف الثورية؟
ونفس الشئ يمكن قوله بخصوصية دعوة البعض من اعضاء الرابطة بالانضمام تنظيميا الى حشع, في حين انك تذكر عدم قناعة الرابطة بموقف الحزب "من الاحتلال وفي علاقته الملتبسة بالأحزاب القومية الكردية".

وكيف سيكون انتماء الرابطة تنظيميا الى الحزب اذا حصل؟ هل سيكون الانضمام على هيئة رابطة مستقلة نسبيا؟ وهذه مسألة يمكن تقريرها في مباحثات مسبقة مع الحزب وباتفاقيات مكتوبة. فهل اجريت مثل هذه المباحثات وما هو مآلها؟ اما اذا كان الانتماء على هيئة افراد, فانت نفسك تقول "ليس سرا القول أن الأغلبية الساحقة من الأنصار الشيوعيّين هم اليوم خارج صفوف الحزب الشّيوعي العراقي. هم لم يتخلوا عن مبادئهم ولكنهم ابتعدوا عن الحزب الذي احتكر تلك المبادئ..."
فهذا يعني ان بعضا من اعضاء الرابطة كافراد لا زالوا اعضاءا في الحزب. لذلك لا معنى برأيي لتبني الحزب للرابطة اذا لم تدخل الرابطة الحزب كمنظمة ذات استقلالية متفق عليها. وبسبب معرفتنا بالتركيبة الفكرية والتنظيمية للحزب الشيوعي العراقي, فانه من المشكوك جدا قبوله صيغة انتماء الرابطة اليه كتنظيم وليس كافراد. اللا تعتقد ان هذه اشكالية اخرى؟

ثالثا, هل تستطيع الرابطة الاحتفاظ بكونها منظمة مدنية في حالة انتماءها كتنظيم الى الحزب رغم صعوبة تصور حدوث هذا السيناريو؟

ان مقالك يعطيني الانطباع بكون الرابطة تعاني من اضطراب او غموض في هويتها, ولذلك تبحث عن من "يتبنيها", وكأنها قاصرة وينقصها النضوج مما يجعلها تحتاج الى جهة تاخذ على عاتقها تبنيها او قيادتها(؟).

اعتقد ايضا ان الرابطة تشتق هويتها بشكل رئيسي من عاملين رئيسيين. الاول: تجربة النضال المسلح في الماضي. ثانيا, اعتراضها على موقف الحزب "من الاحتلال وفي علاقته الملتبسة بالأحزاب القومية الكردية". وكلا العاملين بتقديري لا يشكلان ارضية صلدة لتكوين هوية صلبة للرابطة, فاهدافها التي ذكرتها في نهاية المقال من
"المساهمة في الحياة السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة وتوطيد السلم الأهلي (كما جاء في المادة الثالثة من النظام الداخلي للرابطة)، إضافة إلى أنها تستطيع الدفاع عن حقوق المجتمع المدني وفضح السرّاق والوصوليّين",
تبدو عمومية الى حد كبير مما يفقدها مصداقيتها الى حد ما, كما ان آليات تنفيذها غير واضحة.

ويجب ان اضيف ان قلقي يزداد بخصوص الاهداف عندما نعلم, كما تقول, ان الرابطة تحصل على دعم حكومي, حيث لا استطيع ان افهم كيف يمكن لها تحقيق هدفها هذا في حالة حصولها هي على دعم من قبل السرّاق والوصوليّين انفسهم, اي الحكومة نفسها ايضا, هذا اللهم الا اذا اعتقدت الرابطة ان الحكومة لا يشملها هذا التوصيف.

كما ساكون شاكرا لو اطلعتنا على فعاليات وانجازات الرابطة في السنوات الاخيرة من اجل تحقيق اهدافها المشار اليها اعلاه.

اتمنى للرابطة كل النجاح في مؤتمرها السابع وفي تحقيق اهدافها وتعميق منجزاتها.

#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل