أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طلال الربيعي - الماركسية والعلم والفن والنفس














المزيد.....

الماركسية والعلم والفن والنفس


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4147 - 2013 / 7 / 8 - 23:13
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


كتب الصديق العزيز جاسم الزيرجاوي مقالا بعنوان
مراجعة: مراجعات وليد مهدي في الماركسية (1)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=367716

وبسبب اهمية وحيوية المقال, اود ان اعلق هنا, وباختصار شديد, على بعض المفاهيم الواردة في المقال او بخصوص الماركسية عموما.

1- استفادت الماركسية من الداروينية كنظرية علمية. وهذا شئ يحسب لصالح الماركسية وليس ضدها. ولكن البعض من الفلاسفة الدينيين الصقوا صفة الغائية بالداروينية, ولكن هذه اضاقة قسرية وليست من صلب الداروينية.

الداروينية الاجتماعية بالطبع مرفوضة رفضا قاطعا من قبل الماركسية, وتعتبر مارغريت تاتشر ورونالد ريغان من اهم اعلام الداروينية الاجتماعية في عصرنا الحالي, اضافة بالطبع الى النازية والفاشية من قبل.

2- الابحاث البيولوجية الحديثة تظهر ان الفرق بين كبر حجم الدماغ في الانسان وصغره نسبيا في القرد هو نتاج لتطور العضلات المحيطة بفك القرد الذي حال دون توسع حجم دماغه.

3- افضل ان انظر الى الفرق بين الانسان كحضارة من جهة والحيوان كجزء من الطبيعة من جهة اخرى, كنتاج, حسب المحلل النفسي لاكان, لوجود ما يسمى قانون اسم الاب الذي يمنع نكاح المحارم, او كما تسمى عقدة اوديب لدى فرويد. وهو فرق يحدد الفاصل بين الطبيعة من جهة والحضارة من جهة اخرى.

4- ان ادراك النفس ككينونة منفصلة عما حولها, حسب مؤرخ الفكر فوكو, هو اختراع لعصر الحداثة. فالنفس قبلها كانت مفهوما جماعيا اقطاعيا (او ما قبله). في مجتمعات ماقبل الحداثة لدينا فان النفس هي امتداد للعشيرة او الطائفة. وهذا يترتب عليه مايلي:
a- عدم الاهتمام بحقوق الانسان لأن النفس, حسب تحليل فوكو, لم تخترع للآن لدينا او لا تزال في مراحلها الجنينية.

b- شيوع ظواهر مثل القتل الجماعي للآخرين بانتحار الشخص بتفخيخه لنفسه مثلا. فالمنتحر قد يموت في سبيل رضاء الله عليه كما يعبر عنه بمنحه حوريات الفردوس, و العلاقة الجنسية بين الحوريات والمنتحر بالطبع لا تحكمها, بسبب القدرة الألهية, قانون اسم الاب او عقدة اوديب, وبالتالي فالعلاقة (تعاش كخيال وكمحفز لدى المنتحر) هي رجوع الى ما قبل نشوء مرحلة نفس عصر الحداثة- الدين ايديولوجية اقطاعية , ولكنها نتيجة ايضا لعدم امتلاك المنتحر لنفسه لذوبانها في محيط عائلي, عشائري او طائفي- ديني. فالارادة البشرية هي نتاج عرضي لتكون النفس, وعدم وجود النفس يعني انه من العبث التحدث عن ارادة بشرية, حتى في حدودها الادنى.

c- ان الماركسية, كنتاج للحداثة, تتقزم في مجتمعاتنا الى فكر مجرد عموما, بدلا من ان تكون اداة تغيير انسجاما مع هدف الماركسية. لذلك تسود ذاتية القيادة وارادتها التي تترجم نفسها عمليا الى شلل الحزب نظريا وعمليا- فشيوعية هؤلاء هي لا ماركسية حتى ولو رفعوا شعار الماركسية الى السماء السابعة.

5- الشيوعية هي بالطبع صيرورة وليست مرحلة نهائية في تطور البشرية. وهذه المقولة تنطبق اساسا على اساليب العمل من اجل شيوعية اكثر شيوعية في زمان مفتوح لا متناه.
الخطأ الفادح الذي قعت فيه الاحزاب الشيوعية هو اختصار الصيرورة الى اسم. وهذا خطأ منطقي يطلق عليه
Nominalization
(1)
اي تحويل الصيرورات الى اسماء مثل المنضدة او الكرسي. الفرق هو اني استطيع بيدي لمس المنضدة او الكرسي ولكني لا استطيع لمس الشيوعية.
تبعات هذا الخطأ المنطقي جسيمة للغاية. فمثلا يقف حزب شيوعي الى جانب تدخل اجنبي (ايديولوجيا وعمليا معاد للشيوعية), مبررا ذلك بانه سيستفيد من ذلك لاحداث تغيير لاحق في القوى يصب لصالح الشيوعية او الاشتراكية. الخطأ هنا مزدج. الاول هو معاملة الشيوعية كأسم وليس كصيرورة ينبغي الشروع لتحقيقها في اللحظة الراهنة وليس كهدف بعيد يشرع الحزب يتحقيقه لاحقا. ثانيا, ان الشيوعية, لماركسيتها, بالضرورة, تهدف,الى التغيير الآن ولا ينبغي ان تسقط في رومانسية تحل التغيير الآن بحلم مستقبلي, وبسبب مستقبلية الحلم فانه حلم مفتوح وبالتالي مؤجل لانهائيا, اي حلم بالتغيير ولكن بدون تغيير. وهذا ينسجم مع تحول الحزب الى كيان ذاتوي يستطيع ان يحلم ويجيده ولكنه لايستطيع ان يفعل, لانه مشلول الارادة, حاله حال المنتحر السلفي, فانتحاره هو تجسيد مطلق لانعدام الارادة.

6- هنالك لغط يعلو صوته وينخفض, ولكنه مسموع دوما. اللغط هو بخصوص هل ان الماركسية علما ام لا. باعتقادي فان هذا اللغط يسبب القرف
Ad nauseam
ولكني اود فقط ان ادون بعض رؤوس اقلام بهذا الصدد. ان كانت الماركسية علما ام لا لا يعني الشئ الكثير, لان العلم النافع يمكن ان يتحول الى دمار اذا استخدم من قبل ايد جاهلة. فالطبيب مثلا اذا اساء استخدام علمه او طبه فانه قد يؤذي المريض او حتى يميته. ولكوني استعير الطب للتوضيح, فاني ارى ان الماركسية, وخصوصا في التطبيق, لها شبها بالفن اكثر منه بالعلم. ولذلك لربما علينا الاتفاق بان الماركسية هي علم وفن, حالها حال الطب-الفن هنا بمعنى الفعل الذاتي الخلاق.

ان الفصل الجامد بين ما هو علم وما هو لاعلم مقولة لا تصمد امام التحقيق الفلسفي, كما انها تنطلق من اعتبار العلوم الطبيعية فقط علوما حقة او كاملة, ولكن حتى العلوم الطبيعية (بضمنها الفيزياء باعتبارها ملكة العلوم الطبيعية) لا تعني حسب نيتشه أكثر من كونها وجهة نظر لتفسير العالم (2).
هنالك ايض ملاحظات اخرى لربما ساعرج عليها لاحقا وبظهور الاجزاء الاخرى لمراجعة عزيزي جاسم الزيرجاوي. اشكره كل الشكر على جهده المتميز.

المصادر
1-http://grammar.about.com/od/mo/g/nominalterm.htm

2- Nietzsche, F. (1972). Beyond Good and Evil. Harmondsworth: Penguin



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احمد شوقي: الثورة المصرية
- علم اعصاب اللاهوت Neurotheology والشعائر الدينية (الحسينية)
- النبي محمد: تحالف اصابتة بال Dyslexia وحنينه العارم الى والد ...
- الله وعبد الله او بالعكس
- غريزة الموت والفكر الابوي
- الماركسية في خدمة غريزة الحياة او غريزة الموت
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (2)
- الجنس/الجندر: جسم وطب ما بعد الحداثة
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (1)
- المرشح المنشوري: التجارب النفسية القذرة لوكالة المخابرات الم ...
- احتلال العراق هو امتداد وتحقيق للسياسة الامبريالية
- إن الله ميت ولكنه لايعلم إنه ميت: الإلحاد وصنمية السلعة
- طقوس عاشوراء: ادمان و سادية-مازوخية
- الشخصية الأستبدادية: روبوت ام انسان؟
- الشخصية الشرجية واغواء الجسد او الشيطان
- الجنسية المثلية/ حمورابي وكلكامش
- الشخصية الشرجية وعبادتها للرب والشيطان معا
- الشخصية الشرجية لدى ساسة العراق وعبادتهم للغائط
- الماركسية والتحليل النفسي


المزيد.....




- ?? مباشر: عملية رفح العسكرية تلوح في الأفق والجيش ينتظر الضو ...
- أمريكا: إضفاء الشرعية على المستوطنات الإسرائيلية في الضفة ال ...
- الأردن ينتخب برلمانه الـ20 في سبتمبر.. وبرلماني سابق: الانتخ ...
- مسؤولة أميركية تكشف عن 3 أهداف أساسية في غزة
- تيك توك يتعهد بالطعن على الحظر الأمريكي ويصفه بـ -غير الدستو ...
- ما هو -الدوكسنغ- ؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بالفيديو.. الشرطة الإسرائيلية تنقذ بن غفير من اعتداء جماهيري ...
- قلق دولي من خطر نووي.. روسيا تستخدم -الفيتو- ضد قرار أممي
- 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة
- لا ترمها في القمامة.. فوائد -خفية- لقشر البيض


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - طلال الربيعي - الماركسية والعلم والفن والنفس