أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طلال الربيعي - الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (2)














المزيد.....

الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (2)


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4120 - 2013 / 6 / 11 - 21:17
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


عندما يولد اطفل فان تطوره الجندري من ناحية نفسية يعتمد, الى حد كبير, على الطريقة التي يترعرع فيها, وهذا يستند بداية على ملاحظة جنس المولود تشريحيا: "انه ولد". تمتلك هذه الملاحظة, البسيطة ظاهرا, اهمية بالغة. ليس هنالك من مشكلة اذا تم التطور التشريحي للطفل بشكل طبيعي. ولكن المشاكل لربما تحدث عندما يكون هنالك غموض في الاعضاء التناسلية الخارجية بدرجات مختلفة (كما جاء في مقالة سابقة). وفي هذه الحالة, فان تحديد الجنس, رغم كونه يحدد اعتباطيا, له تبعاته المسقبلية الكبيرة.
ولكن ما الذي سيحدث عندما يتم تنشأة طفلة, ولدت كأنثى بيوليوجيا, وكأنها ذكر, او بالعكس؟ هل ستؤثر تربية الطفل على نشؤء جندره النفسي؟ تظهر التجارب السريرية التي اجريت مع ما ىيسمى احيانا الخنوثة الكاذبة
Pseudohermaphroditism,
او
ما بين الجنس
Intersex-;-
اي الحالات التي يكون فيها تناقض بين الصفات الجنسية الثانوية (الثدي في الانثى, واللحية وعقدة الحنجرة في الذكر) من جهة والتركيبة الجينية من جهة اخرى, وكذلك في حالات الغموض في تحديد الاعضاء التناسلية الخارجية, بان هنالك مرحلة حرجة يصبح فيها شعور الطفل بكونه ذكرا او انثى شعورا ثابتا. سمى الباحث Stoller هذه المرحلة Core Gender Identity (الهوية الأساسية للجندر), والتي تتشكل في عمر 4-2 سنة وبالتزامن افتراضيا مع تطور مفهوم الجندر ذهنيا لدى الطفل (1).
هنالك عدم يقين حول ثبات الهوية الأساسية للجندر في فترة ما بعد اجتياز المرحلة الحرجة, وهل انه من الممكن تغيير الجندر في مرحلة لاحقة. يذكر الباحث Diamond حالات امكن فيها تحديد الجندر الصحيح وعكس الاتنساب الخاطئ في عمر 14- 13سنة (2). ومع ان هذا الامر يبقى موضع جدل, فان تصحيح الجندر لاحقا يبدو انه يعتمد على درجة اليقينية في تحديد الجندر في المقام الأول. ففي حالة شعور الطفل بدون لبس بانه ذكر (اوانثى), فان محاولات تصحيح الجندر لربما ستفشل. اما اذا كانت الهوية الجندرية مشكوك فيها او تعاني من التباس بحيث ان الشخص يكون غير مرتاحا مع انتسابه الجندري, فان نجاح تصحيح الجندر يكون اكثر رجوحا. ويمكن ان تؤدي اضطراب الهوية الجندرية الى مضاعفات نفسية وعائلية واجتماعية اذا لم يتم معالجتها بالشكل المناسب طبيا ونفسيا واجتماعيا, كما نتلمسه في القصة المؤثرة التالية.
«الحكم على ريم و التنفيذ على خالد» بهذه العبارة تصف زوجة سعودية حال زوجها اليمني خالد بعد ترحيله بعامين ونصف نتيجة للحكم عليه في قضية كان أثناءها يعيش حالة نفسية سيئة نتيجة لمشكلته في مرض اضطراب الهوية الجنسية (الاصح: الهوية الجندرية, تصحيحي) «Trans-sex»
وكان جنسه وقتها أنثى، إذ بسبب ما يعيشه من ألم لمحاولة تصحيح جنسه وعدم وجود المبالغ المالية لإجراء العملية أدى ذلك لتزويره محررات تجارية و مصرفية بـ 150 ألف ريال وحكم عليه في ديوان المظالم بالسجن ثلاث سنوات و غرامة 3000 ريال، إلا أنه تم إيقاف تنفيذ حكم السجن نتيجة تقدير القاضي لظروفه الخاصة التي قدرها القاضي وأوقف العقوبة في حين تم ترحيله بعد أن تم تصحيح جنسه وزواجه من فتاة سعودية.
في حين أوضحت مصادر صحيفة «عكاظ» أن الجهات المعنية تحفظت على معاملة السيدة في هذه القضية دون أن يتم إيضاح التفاصيل لحين انتهاء مدة الإبعاد.
وبحسب أم يزن زوجة خالد «بدأت قضية زوجي قبل عدة سنوات من زواجي به، حيث إنه ولد في أحد مستشفيات العاصمة المقدسة وظل 24 عاما يعاني من مشكلة اضطراب هوية الجنس، حيث كان وقتها أنثى وفي سن العشرين عملت بأحد المستشفيات الخاصة وبسبب (اصابتها) باضطرابات الجنس زورت بعض الأوراق حيث قيد عليها مبلغ 150 ألف ريال إلا أنه أعاد المبلغ و كان ذلك كله تحت ألم المرض الذي يعاني منه وبسبب ظروفه المعيشية لم يقدر على البوح وعلاجه».
و أضافت أم يزن «بعد فترة قصيرة وقبل صدور الحكم صحح زوجي وضعه وعولج من مشكلته ونظرا لحالته وبعد نظر القضية من القاضي الذي رأف بحاله أسقط عنه حكم السجن، حيث بعدها بفترة تقدم لخطبتي وتزوجته إلا أن هاجس الترحيل ظل يلاحقه وحاولنا مرارا وتكرارا بطلب استثناء له نتيجة لوضعه لكن دون جدوى حيث تم إبعاده عن البلاد».
وأكدت أم يزن «رفعت قرابة 20 طلبا ما بين استثناء واسترحام لحال زوجي الذي ارتكب القضية تحت ضغوط صعبة، كما أنه أعاد المبلغ، حيث إنه بعد وفاة والدي قبل قرابة العامين أعيش وحيدة مشردة في ظل ابتعاد زوجي عني وترحيله ولا يمكنه العودة مرة أخرى إلا بعد عدة سنوات، حيث إنني أتنقل ما بين منزل أعمامي وأهل زوجي وأعيش حياة قاسية. لافتة؛ أطالب باستثناء زوجي وتقدير وضعه الصحي السابق."

المصادر
1) Stoller, R. (1968) Sex and Gender: On the development of masculinity and femininity. London: Hogarth.
2) Diamond, M. (1965) A Critical evaluation of the ontogeny of human sexual behaviour. Quarterly Review of Biology, 40: 147-175.
3) http://www.okaz.com.sa/new/Issues/20130426/Con20130426593784.htm (زيارة الموقع في 11.6.2013)



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنس/الجندر: جسم وطب ما بعد الحداثة
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (1)
- المرشح المنشوري: التجارب النفسية القذرة لوكالة المخابرات الم ...
- احتلال العراق هو امتداد وتحقيق للسياسة الامبريالية
- إن الله ميت ولكنه لايعلم إنه ميت: الإلحاد وصنمية السلعة
- طقوس عاشوراء: ادمان و سادية-مازوخية
- الشخصية الأستبدادية: روبوت ام انسان؟
- الشخصية الشرجية واغواء الجسد او الشيطان
- الجنسية المثلية/ حمورابي وكلكامش
- الشخصية الشرجية وعبادتها للرب والشيطان معا
- الشخصية الشرجية لدى ساسة العراق وعبادتهم للغائط
- الماركسية والتحليل النفسي


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طلال الربيعي - الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (2)