أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طلال الربيعي - الشخصية الأستبدادية: روبوت ام انسان؟















المزيد.....


الشخصية الأستبدادية: روبوت ام انسان؟


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 22:37
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


تناولت في مقالات سابقة كيف ان القمع او الكبح الجنسي يوفر ألأرضية الخصبة لنشوء وتكاثر ما يطلق عليه في التحليل النفسي -الشخصية الشرجية-. وقد تطرقت آنذاك الى بعض سماتها الرئيسية كالجشع او الطمع, وما يمكن ان يؤدي اليه ذلك من فساد, خصوصا اذا كان الشخص الحامل لهذه الشخصية في موقع القوة او السلطة, وكذلك في حالة غياب رقابة كفؤة وفعالة.
من اهم صفات الشخصية الشرجية ألأخرى هي انها شخصية سلطوية او استبدادية.

http://psycnet.apa.org/psycinfo/2011-24646-001/
----------------------------------
وفقا ل-أدورنو-( عضو مدرسة فرانكفورت)، فان العناصر المميزة للشخصية الاستبدادية هي:
• الولاء الأعمى للمعتقدات التقليدية المتعلقة بالخطأ والصواب
• خضوع كامل وانقياد اعمى للسلطة كدليل على ألأعتراف بها او احترامها
• العدوانية تجاه اولئك الذين لا يتفقون مع الفكر التقليدي، أو لكونهم مختلفين ففط
•وجهة نظر سلبية تجاه الناس بشكل عام - أي الاعتقاد بأن الناس سوف ولا بد ان تغش أو تسرق إذا ما أتيحت لها الفرصة
• وجود حاجة لقيادة قوية وغير مهادنة بالمرة
• الاعتقاد في امكانية معالحة مسائل معقدة من خلال أجوبة او اطروحات بسيطة - مثلا, ان سبب جميع مشاكلنا هو فقدان الأخلاق او ألأبتعاد عن الدين في هذه الأيام
• مقاومتها للأفكار الخلاقة=الخطيرة والنظرة الى الحياة بمنظار اسود او ابيض
• الميل إلى اسقاط مشاعر المرء بالأحباط والغضب او الخوف على شخص آخر او مجموعة اخرى فيستخدمون ككبش فداء.

كما اظهرت بحوث أدورنو ان الشخصية الاستبدادية لا تريد ولا تود اعطاء الأوامر، بل تفضل أخذ ألأوامر. ان هذا النوع من الشخصية يسعى للتكيف او التلون حسب الظروف. وهم هذه الشخصية ألأساسي هو تحقيق امنها واستقرارها الشخصي. انها تعاني من القلق او الشعور بانعدام ألأمن عند مجابهتها امورا طارئة او ليست في الحسبان, او عند حدوث امور مزعجة لا تتفق ورؤيتها المسبقة للأمور. وهي متعصبة جدا وتعارض تماما اي انحراف عما تعتبره شيئا طبيعا او عاديا ( بخصوص الدين، والعرق، والتاريخ، والجنسية واللغة والثقافة، وغيرها), وهي تميل إلى ألأيمان بالخرافات والشعوذات وتضفي نوعا من المصداقية على الحكايات الشعبية. وتفكر بطرق نمطية للغاية حول الأقليات كالمثليين جنسيا، او حول النساء، وما إلى ذلك. وترى العالم كثنائية: اما حق مطلق (طريقها) ,او شر مطلق ("الآخر" سواء اكان ذلك يعتي العلمانية, او اليسارية, او عدم ارتداء الحجاب او عدم ممارسة طقوس الدين الخ.) اضافتها الى هوسها بالعنف و(قمع) الجنس.

لقياس سمات الشخصية المستبدة, صمم ادورنو اختبارا يسأل فيه الشخص اسئلة محددة لتبيان مقدار اتفاقه من عدمه مع كل من البيانات اعلاه. مثلا:
س: رجل الأعمال والمنتج أكثر أهمية لبلدنا من الفنانين والكتاب. (عدم الثقة في الفنانين والكتاب)
س: هل يجب على كل شخص ليس لديه ثقة كاملة في كيان خارق للطبيعة انه يطيع دون سؤال؟ ( الخضوع إلى السلطة القائمة)
س: ينبغي دائما معاقبة من إهان شرفنا. (العدوانية تجاه الذين لديهم افكارا غير تقليدية)

http://www.gossamer-wings.com/soc/Notes/race/tsld007.htm

http://www.psychologistworld.com/influence_personality/authoritarian_personality.php

--------------------------------------------------------------------------------

لربما يجدر الذكر ان شخصا مثل آدولف آيخمان الذي ساق الملايين الى الموت في معسرات ألأعتقال النازية هو مثال بارز للشخصية الاستبداديه. فبرغم جرائمه الكارثية, فان الذين قبضوا عليه وقاموا بالتحقيق معه تملكهم ألأستغراب الشديد, لانهم عكس توقعاتهم, قد وجدوا رجلا ذي شخصية ضعيفة ومتخادلة, وكان موضع دفاعه دوما اثناء محاكمته انه كان ينفذ ألأوامر. وهذا بالطبع صحيح, وان كان لا ينفي مسؤوليته الفردية ابدا في ما اقترف هو من جرائم. فالشخصية الأستبدادية تعشق اخذ وتنفيذ ألأوامر, ومهما كانت كارثية عواقبها على صعيد البشر وألأخلاق. اي انهم يعملون كما لو انهم روباتات همها الأول وألأخير اخذ ألأوامر وتنفيذها وبدون اي وازع من ضمير.
فلقد اعلن آيخمان نفسه اثناء محاكمته بصراحة انه تنازل عن ضميره من أجل تنفيذ
Führerprinzipen
افكار القائد او الزعيم
وادعى آيخمان أنه كان مجرد ناقل لا يتمتع بالسلطة إلا القليل جدا منها. قال في شهادته : "أنا لم افعل شيئا، كبيرا كان أو صغيرا، من دون الحصول على تفويض صريح من الزعيم النازي ادولف هتلر أو أي من رؤسائي".

تعريف الروبوت:
-هو الجهاز الذي يبدو وكأنه إنسان ويؤدي أعمالا معقدة مختلفة (مثل المشي أو الحديث) ، أيضا: جهاز مماثل خيالي يتميز بعدم القدرة على امتلاك او تحسس المشاعر الإنسانية.
http://www.merriam-webster.com/dictionary/robot
لذلك الا يحق لنا ان نتسائل: ما الفرق بين آيخمان او غيره من المستبدين من جهة وجهاز الروبوت من جهة أخرى؟

--------------------------------.

-الثمن الذي يدفعه الطيبون لقاء لا مبالاتتهم هو ان يحكمهم ألأشرار-
افلاطون

لقد ذاعت اقوال آيخمان المفزعة في كل ألأصقاع وقتها. وهذا مما حدى بعالم النفس ألأجتماعي -ميلغرام- الى اجراء تجربته الشهيرة المسماة باسمه من اجل تحديد ألأسباب التي تجعل اشخاصا مثل ايخمان ان يسلكوا بهذه الشاكلة.
http://psychology.about.com/od/historyofpsychology/a/milgram.htm
وقد استنتج ميلغرام ان الوجود (المادي) للشخصية السلطوية يزيد كثيرا الرغبة في الامتثال والطاعة. كما اظهرت تجربته انه في كثير من الأحيان ليس المهم هو نوع الشخصية في تحديد مستوى الطاعة للأوامر بقدر ما ان الوضع الذي يجد الشخص فيه نفسه هو الذي يحدد كيف سيتصرف. ولكن هذا صحيح فقط الى حد ما, لأن الشخص (قد) يختار ان يضع نفسه هذا الوضع.
كما اظهرت تجربته ان العديد من ألأشخاص يعتورهم غضب شديد مع انفسهم او مع من يعطيهم ألأوامر عند تنفيذهم لتلك ألأوامر, ولكنهم مع هذا او بالرغم منه يستمرون في تنفيذ ألأوامر. اي ان مشاعرهم الخاصة بخصوص عدم اخلاقية ألأوامر او عدم جوازها لا تلعب دورا معيقا امام تنفيذهم الأوامر وانقيادهم بشكل اعمى بتنفيذهم لأوامر مخالفة لما يتوقعوه هم من انفسهم او ألأخرون منهم, وذلك اذا توافرت ظروف او شروط محددة من العوامل الداخلية والخارجية والداخلية، مثل المعتقدات الشخصية والمزاج العام.

يقول ميلغرام:
"Ordinary people, simply doing their jobs, and without any particular hostility on their part, can become agents in a terrible destructive process. Moreover, even when the destructive effects of their work become patently clear, and they are asked to carry out actions incompatible with fundamental standards of morality, relatively few people have the resources needed to resist authority
-ان الناس العاديين الذين يقومون فقط بادائهم لعملهم، وبدون أي عدائية خاصة من جانبهم، يمكن أن يصبحوا مشاركون في عملية تدميرية رهيبة. علاوة على ذلك, ان عددا قليلا من الناس نسبيا لديها الموارد اللازمة لمقاومة السلطة عندما يطلب منها القيام بأعمال تتنافى مع المعايير الأساسية للأخلاق، وذلك حتى عندما تكون الآثار المدمرة لعملهم قد أصبحت واضحة بجلاء-.

كما ان التجارب التي أجراها ميلغرام في وقت لاحق تظهر بجلاء أن وجود اشخاص متمردين مشاركين في التجربة يخفض بشكل كبير مستويات الطاعة . فرفض البعض تنفيذ ألأوامر في تجربته, حدا بالأغلبية الساحقة الى ان يرفضوا تنفيذ ألأوامر.
وتجربة ميلغرام تشير بوضوح الى دور العامل الفردي في تحديد سلوك الجماعة, فوجود شخص -متمرد- قد غير بشكل ساحق رأي المجموعة وادى الى كسبها الى جانبه.
وهذا يذكرني بفيلم كلاسيكي اسمه المحلفون
وعنوان الفيلم ألأصلي
12 Angry Men
ويمكن مشاهدة الفيلم بالكامل في الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=1KeHD9J5PKI&feature=share

وفيه تطلب المحكمة من المحلفين ان يقرروا فيما اذا كان المتهم قد ارتكب جريمة القتل المنسوبة اليه. وفي بداية الفيلم , فان ١١ من المحلفين يصوتون بكون المتهم مجرما بالفعل, ولكن محلفا وحيدا -لعب هذا الدور باقتدار كبير الممثل هنري فوندا والد الممثلة التقدمية جين فوندا- قد استطاع ان يقف بالضد من رأي ألأغبية ويقنعهم ببرائة المتهم.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

درس المحلل النفسي الماركسي فيلهلم رايخ ألأسباب التي هيأت لنشوء ارض خصبة لصعود الفاشية ( أستبدادية اليمين المتطرف) في اوربا في النصف ألأول من القرن الماضي. وتوصل الى تحديد هذه ألأسباب كالتالي: العائلة ألأستبدادية المعادية للجنس, والتي وصفها بكونها -خلية مركزية رجعية-, اضافة الى تعليم قمعي صارم, ومشاعر وطنية تقدس الزعيم الكاريزمي, ودينية تلقينية.
بخصوص القمع الجنسي, يؤكد رايخ بان كبح التطور الطبيعي للجنس لدى الطفل يؤدي لجعله جبانا خجولا وطيعا, ويخشى السلطة ومتكيفا معها, ولذلك يحوز على رضاها. وان كل هذا يقتل فيه روح التمرد, فالتمرد يسبب له القلق والرعب. كما ان كبح التفكير والفضول الجنسي يؤدي الى كبح القدرة على التفكير وحب ألأستطلاع بشكل عام, وباختصار، فإن محصلة القمع الجنسي هي إنتاج فرد متكيف مع النظام ألأستبدادي, بالرغم من كل البؤس والشقاء الذي يسببه له النظام.
في البداية، يؤكد رايخ, يتكيف الطفل مع بنية الدولة الاستبدادية المصغرة، اي الأسرة، وهذا يجعله قادرا على التبعية في وقت لاحق للنظام الاستبدادي العام. ان تشكيل (الشخصية) السلطوية او ألأستبدادية يحدث من خلال ارتباط الكبت الجنسي مع القلق الجنسي.

http://www.whale.to/b/reich_b.html

-----------------------------------------------

اود ان يفهم الجنس هنا ليس بمعناه الضيق, بل على النحو الذي عبر عنه عنه -ديلوز- و -غواتاري-:

-Sexuality is everywhere, in the way a bureaucrat fondles his files, a judge gives out justice,a businessman makes the money flow, the way the bourgeoisie fucks the proletariat-

-النشاط الجنسي موجود في كل مكان, في الطريقة التي يداعب الموظف فيها ملفاته، والقاضي يحكم بالعدالة، ورجل ألأعمال يجعل ألاموال تتدفق، والبرجوازية تنكح البروليتاريا-

Deleuze, G, & Guattari. 1977. Anti-Oedipus. New York: Badic Books. p. 292.

ولكن كما يقول الفونسو لنغيز:
"It is through a reduction and isolation that the libido is fixed on persons or objects... But these persons or objects are nexus of disjunction and conjunction in the biological, social and historical fields which have been invested libidinally and unconsciously-

"من خلال ألأختزال والعزل يجري التركيز في الرغبة (الجنسية) على الأشخاص أو الأشياء ... ولكن الأشخاص أو الأشياء هم وشيجة الأنفصال وألأقتران في المجالات البيولوجية والاجتماعية والتاريخية التي تم استثمارها جنسيا وبلا وعي"

Lingis Alphonso. 1987. A phenomenological approach. In: J. H. Geer, & W. T., W. T. O´Donouhe (Eds.) Theories of Human Sexuality. New York: Plenum Press. p. 153
--------------------------------------------

"كل ما يتطلبه الطغيان للوجود هو بقاء ذوي الضمير الحي صامتين"
(توماس جيفرسون, الرئيس الثالث للولايات المتحدة ومساهم في كتابة اعلان ألأستقلال)

ان الثقافة لا تعني حصرا نظم الشعر او اجترار النظريات. ان دور الثقافة, كما قال البير كامو -ان تقول لا للسلطة-. بالطبع فان العديد من الذين يماشون السلطة او يدعمونها لا يفتقروا الى الحجج لتبرير مواقفهم, ولكن هؤلاء في النهاية ينطبق عليهم حكم جان بول سارتر بان حججهم لا تعدوا ان تكون مظهرا لما سماه هو -ألأعتقاد السئ- او -النية السيئة-
Bad Faith
ويقصد فيه الغش والخداع والنفاق, التي يخفيها الشخص عن نفسه
-In bad faith, it is from myself that I am hiding the truth-
http://philosophy.fullcoll.edu/resources/profiles/sartre.pdf

كمثال على ألنية السيئة هو خداع النفس عند انكار الشخص حريته في ألأختيار, كما يقول نيل برتون:

"For Sartre, people may pretend to themselves that they do not have the freedom to make choices, but they cannot pretend to themselves that they are not themselves, that is, conscious human beings who actually have little or nothing to do with their pragmatic concerns, social roles, and value systems.

In pursuing such and such pragmatic concerns or adopting such and such social roles and value systems, a person may pretend to himself that he does not have the freedom to make choices, but to do so is in itself to make a choice, namely, the choice of pretending to himself that he does not have the freedom to make choices

-بالنسبة لسارتر، فإن الناس لربما يزعمون في قرارة أنفسهم أنهم لا يمتلكوا حرية الاختيار. لكنهم لا يمكن أن ينفوا انهم انفسهم, كبشر واع, لهم علاقة ضعيفة او معدومة مع اهتماماتهم النفعية، ادوارهم الاجتماعية، او نظم قيمهم.
ان الشخص, في سعيه لتحقيق مهمات نفعية أو لعب أدوارا اجتماعية معينة, او تبني قيما محددة، لا يجوز له ان يدعي لنفسه انه لا يملك حرية الاختيار، فذلك هو في حد ذاته اختيار. اي الاختيار بالتظاهر في قرارة نفسه بانعدام حرية الاختيار-.

http://www.psychologytoday.com/blog/hide-and-seek/201203/jean-paul-sartre-bad-faith

لقد قضى فكتور فرانكل, الطبيب النفسي الوجودي النمساوي, سنواتا في معسكرات ألأعتقال النازي, واسس لاحقا المدرسة الثالثة للعلاج النفسي في فينا ( فرويد اسس ألأولى وادلر الثانية) ,
يقول فرانكل ان الحرية هي جزء من الأقصوصة والجزء ألآخر هو المسؤولية, ولذلك اقترح بناء نصب للمسؤولية على السواحل الغربية للولايات المتحدة ليكمل نصب الحرية في السواحل الشرقية.

http://www.heraldextra.com/news/article_21e93a1f-94db-5533-9e5c-0560fff08972.html

------------------------------------------------------
الشخصية الأستبدادية مدانة بوجودها الى الشخصية الشرجية ولذلك لا تتوان هي الاخرى عن اتباع خطواتها وارتداء اقنعة لا حصر لها, كما اكد ذلك ادورنو اعلاه . فقد ترتدي قناع الثوربة والنضال الحزبي= الجهاد الديني، أو أن يكون القناع على شكل رسالة كالتالي:
"أنا جندي في الحزب ومستعد لتنفيذ أية واجبات اُكلف بها "!
http://www.iraqicp.com/2010-11-21-18-13-02/20657-2012-07-02-07-24-44.html
وكأن الحزب ثكنة عسكرية مما يستدعي الغاء صوت العقل الفردي, وهو نمط تفكير يناقض بالضرورة الدعوة الى تاسيس دولة مدنية.
ان الغاء العقل الفردي لصالح العقل الجماعي للحزب او العشيرة او خلافه هو تعبير ملطف ومكثف لانتصار غريزة القطيع كضمان للأمان, ولكنه يقدم الى الملأ بكونه ترياق فعال ضد الانانية (كمرض للبرجوازية -الصغيرة-). وهنا يمكننا أن نضيف -الترياق- إلى الأسماء التي لا حصر لها لسوء النية (حسب سارتر). ان الغاء او كبح عقل الفرد يعني ايصا عودة الى عصور الظلمات, العصور التي سبقت عصر التنوير الذي دشن ظهور النفس بمفهومها الحديث.
http://www.thegreatcourses.com/tgc/courses/course_detail.aspx?cid=4117
كما ان ذلك يشكل تعزيزا للأنتروبي وبالتالى انتصارا للموت.
http://www.anus.com/zine/articles/lemmonliekki/entropy/

-----------------------------------------------------------------------------

لفد اكمل فريدرك غارسيا لوركا كتابة مسرحيته -بيت برنارادا البا-
La casa de Bernarda Alba
قبل شهرين من موته اثناء الحرب ألأهلية ألأسبانية في عام 1936. في هذه المسرحية يتنبأ لوركا بان القمع الجنسي (ممثلا في قمع ألأم برناردا الجنسي والعاطفي لبناتها واهتمامها بالمظاهر المزيفة واصول النفاق ألأجتماعي) سوف يؤدي لا محالة الى انتصار الفاشية. وقد تحققت نبؤته هذه بانتصار الفاشية في اسبانيا ووصوفها للسلطة في اكتوبر من نفس العام. لقد قتل الفاشيون لوركا بسبب معاداته للفاشية, ولكن لربما لعبت جنسيته المثلية دورها هي ألأخرى.
لقد كانت معاداة الفاشية الأسبانية, كأية فاشية اخرى, للأفكار والمعتقدات الحرة, اضافة الى معاداتها لكل انواع الفنون (عدا موسيقى ورقص الفلامنكو لأنهما كانا بعرف فرانكو وحزبه الوطني رمزين للوطن),
http://www.enforex.com/culture/spanish-music-history.html
موازية لمعاداتها للجنسية الملثية (ارتبط فرانكو بعلاقة طيبة مع هتلر الذي ارسل المثليين مع اليهود والغجر والمرضي النفسيين والشيوعيين والاشتراكيين الديموقراطيين الى معكسرات ألأعتقال وقام بحرقهم).
وفي هذا الصدد يذكر -بوزويل- بان معاداة الجنسية المثلية تتزامن مع معادات ألأقليات الدينية وألأثنية. كما يؤكد بان معاداة الجنسية المثلية لا تعكس موقف الدين بحد ذاته, بل ان الدين, في فترة تاريخية معينة, يسلك سلوك المرآة التي تعكس المعاداة هذه على الصعيد ألأجتماعي.

Boswell J. 1980.Chrsitianity, social tolerance and homosexuality. Chicago: University of Chicago Press

تتفق آراء -بوزويل- مع استناجات -التيماير- في بحوثه الأستقصائية لاحقا حول الشخصية اليمينية المتطرفة. يستنتج التيماير بان الشخصية اليمينية المتطرفة تتسم بثلاث سمات رئيسية :
1) تقديسها للسلطات وشرعيتها
2) موقفها المعادي للأقليات
3) التمسك بقيم ومعتقدات ينظر إليها على انها مشجع عليها ضمنا من قبل القيادة.
Altemeyer, B. (1998). "The other “authoritarian personality”. Advances in Experimental Social Psychology, 30, 47-91

ان مسرحية لوركا آنفة الذكر التي تنبأ فيها بصعود الفاشية في اسبانيا قبل عشرات السنين تدفعني للقول -ما أشبه اليلة بالبارحة!- عندما استذكر وضع العراق ألآن كمثال.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية الشرجية واغواء الجسد او الشيطان
- الجنسية المثلية/ حمورابي وكلكامش
- الشخصية الشرجية وعبادتها للرب والشيطان معا
- الشخصية الشرجية لدى ساسة العراق وعبادتهم للغائط
- الماركسية والتحليل النفسي


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طلال الربيعي - الشخصية الأستبدادية: روبوت ام انسان؟