أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - الفوضى الخلاقة, والحقيقة التاريخية والروائية















المزيد.....

الفوضى الخلاقة, والحقيقة التاريخية والروائية


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4176 - 2013 / 8 / 6 - 01:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتب الزميل العزيز مالوم ابو رغيف مشكورا تعليقا ثمينا حول مقالي
هل يمكن للأفراد تغيير التاريخ؟
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=371807
ولكون تعليقه والرد عليه من قبلي يتناول امورا لاتنحصر في الجانب الاكاديمي فقط, وانما تتعدى ذلك الى كيف ان نظام الهيمنة العالمي الحالي قد اساء بالكامل الى, وشوه, مفاهيم العلوم او الرياضيات, كمفهوم الفوضي الخلاقة في رياضيات الفوضى, واستخدامه لهذا المفهوم كدعامة فلسفية-علمية؟ في تبرير غزوه للعراق في 2003 او في سياساته تجاه منطقتنا عموما. مقالي القصير بهذا الشأن يحيط بالطبع فقط بالمبادئ الاساسية لهذا الاستخدام المسيئ للعلم. هنالك جوانب اخرى كثيرة ومعقدة يستدعى تناولها في بحوت اكثر شمولا وتفصيلا باستخدام البحث متداخل الاختصاص Inter- and multi-disciplinary research
وللاسف يندر او ينعدم وجود هذا النوع من البحوث في منظقتنا برغم ان الدول الغربية تصرف البلايين على هذا النوع من البحوث في مؤسسات البحث والجامعات.
-----------------
تعليق الزميل مالوم ابو رغيف
"الاخ العزيز طلال الربيعي المحترم
تحياتي لك وشكرا على هذا الموضوع الذي طالما كان محل نقاش في اوساط المثفين الماركسين حول دور الفرد في التاريخ، لكن، ولتسمح لي بالقول، ان العنوان اثار عندي تساؤلا واستغرابا، فانا افهم التاريخ ب سجل لاحداث منقضية، فان كان الكلام يدور حول تلك الاحداث، فلا اعتقد ان التاريخ كان معلوما لاحد او سيكون معلوما لاحد حتى يستطيع يتغيير سكته او يضعه في سكة اخرى تسير لاتجاه اخر! المصالح تحرك الناس، وهي ايضا المحرك الاساسي لاندفاعات التنافس والتحارب، لذلك قال ماركس ان التاريخ المكتوب هو تاريخ الصراع الطبقي.. والصراع الطبقي لا يمكن له ان يحمل بصمات فرد او افراد، انه بصمة لطبقات، وان تميز فرد او افراد بداخل هذا الصراع بخاصة القيادة او اتخاذ القرارات الحكيمة، فهو قبل كل شيء نتاج لتربية وصراعات طبقية،، اعتقد اننا جزء من صورة مجتمعاتنا تربيتها وعاداتها وتقاليدها مغروسة بمنطقة اللاشعور من انفسنا.
فالمجتمعات الدينية لا تنتج الا علماء الحيض والنفاس والمجتمعات العلمانية تنتج الادباء والمثقفين والمخترعين والتكنلوجيا..والفرد فيها جزء منها ومحسوب عليها..
لكني اتسائل ولعلي اجد الجواب عندك،، لماذا يتناسى الكتاب والباحثون دور القادة الذين غيروا فعلا تاريخ الانسانية كلها، بل جعلوا التاريخ بكل طبقاته يسير باتجاه يختلف تماما عن ما كان يسير عليه سابقا..فاكتشاف الكهرباء والوصول الى القمر وارسال صور من المريخ الى الارض والهندسة الوراثية بكل انواعها وصناعة الكمبيوترات وبرامجها المعقدة... هؤلاء حقا قد غير التاريخ، وهم ايضا وان كانوا عباقرة الا انهم نتاج لمرحلة معينة من التطور التاريخي.. تقبل تحياتي وشكرا لك على هذا الموضوع الجميل"
-----------
ردي:
اعتقد ان هنالك سوء فهم في تعريف التاربخ. تقول "افهم التاريخ ب سجل لاحداث منقضية، فان كان الكلام يدور حول تلك الاحداث، فلا اعتقد ان التاريخ كان معلوما لاحد او سيكون معلوما لاحد..."
كما ذكرت في بداية المقال فان هذا لا يتفق مع الماركسية, فالتاريخ لا يصنع نفسه بنفسه ولا تقوده اشباح سوداء او قوى عمياء.
اكرر ما جاء في بداية المقال:
"كما كتب كارل ماركس في العائلة المقدسة، "التاريخ لا يفعل شيئا، انه لا يمتلك أي ثروة هائلة، أنه لا يخوض المعارك". ان من يفعل ذلك هو الفرد الحقيقي..."
التاريخ ليس سجلا او ارشيفا للاحداث. والا لكنا نتكلم عن ارشفة الاحداث وليس عن تاريخها. الفرق بين علم الارشفة وعلم التاريخ ان الاول ميت والثاني حي. فعلم الارشفة يبغي المحافظة على الوثيقة او خلافها كما هي وبدون اي تغيير فيزياوي او كيمياوي-المتاحف تفعل هذا بالضبط. ولكن طبيعة علم واهداف علم التاريخ مختلفة تماما. التاريخ يتناول هذه الوثيقة ويعيد قراءتها او فهمها, اي ان الحقيقة الموضوعية=الميتة المستودعة في المصادر الارشيفية تتحول الى حقيقة تاريخية/حية على ايدي المؤرخ, ومصداقيتها تحددها ليس الحقيقة الموضوعية فقط, وانما ايضا وضعها في سياق زماني-مكاني يعيدها للحياة ويعيدها الى النطق والكلام, ولكن كلماتها وما ستقوله ستكون ذات محتوى موقتا هو الآخر, لكون الوثيقة حية. وقانون الحياة هو دوام التغيير. ما يصح على علم الارشفة يصح لربما ايضا على علوم الحفريات والتنقيب والاثريات التي لا يمكن بالطبع مساواتها بعلم التاريخ بالرغم من التداخل بين الاثنين.

البعض يقول ان التاريخ غير ممكن التنبؤ به ويجب ان يقاد بقوى الفوضى الخلاقة كما تدعي الادارة الامريكية في تعاملها مع احداث الشرق الاوسط وغزوها للعراق مثلا. ان هذه النظرية مستقاة من رياضيات الفوضى, وخصوصا ما يسمى "تاثير الفراشة" للرياضي لورنز.
http://web.mit.edu/newsoffice/2008/obit-lorenz-0416.html

هذا التاثير هو جزء من رياضيات الفوضى والانظمة اللاخطية. ولكنه استخدام لا علمي بالمرة من قبل الادارة الامريكية لتبرير سياساتها العدوانية والتنصل من مسؤوليتها الاخلاقية والقانونية بخصوص جرائمها التي ارتكبتها, وذلك لزعمها ان الخسائر الحاصلة هي فعل قانون علمي افضلياته اكثر من مساوءه, او ان الخسائر كانت احداث عارضة لا يمكن تفاديها. اي انها ضمنا تقول, انه, بالرغم ان كل او اغلب الادوية و العقاقير المستخدمة في علاج الامراض لها اعراضها الجانبية التي قد تكون بعضها خطرة او حتى اخطر من المرض نفسه. لكن هذا لا يعني, الادارة الامريكية يمكن ان تزعم, التخلي عن العقاقير في معالجة المرضى بسبب اعراضها الجانبية. تأثير الفراشة ببساطة يعني ان حدثا صغيرا مثل خفقان جناح فراشة في افريقيا قد يتسبب في اندلاع بركان بعيد جدا, في امريكا مثلا. المقارنة البشرية مثلا هي بحرق بوعزيزي لنفسه كحادثة منفردة التي ادت الى حدوث احداث جسام تتمثل بنشوب حركات الربيع العربي وعزل روؤساء في دول اخرى ايضا غير تونس.

التنبؤ في الانظمة اللاخطية صعب جدا كما في حالة الجو والهزات الارضية. اني اعتقد ان مفهوم الفوضى الخلاقة اسيئ استعماله كثيرا, اي انها اساءة او جريمة بحق الرياضيات. ولكنه منطق القوة سابقا الذي يفسر العلم كما يحلو له. وبالمناسبة, اروي لك اعتراضي في الحوار المتمدن قبل فترة قصيرة على ما ورد في مقالة كتبها احد الاصدقاء الاعزاء بخصوص احمد الجلبي, خبير الرياضيات, وتشجيعه للرياضيات بتكريمه احد المتفوقين فيها ىالفطور معه. بغض النظر عن الجانب الذوقي او الاستعراضي للحدث, فان ما اثار استغرابي هو ان الجلبي, خبير الرياضيات, وقف الى جانب الادارة الامريكية في غزو العراق بحجة وجود اسلحة دمار شامل. الغزو الذي الى ادى الى انهيار هائل في البنية التحتية للعراق وخسارته خيرة علمائه في مختلف المجالات. كاتب المقال حول الجلبي اعترض متسائلا كيف يستطيع شخص واحد, مثل الجلبي, التأثير على دولة كبيرة بحجم الولايات المتحدة بكل هيآتها ومؤسساتها. لذلك دعوته انا الى الاطلاع على رياضيات لورنز. ونصحته بالاستعانة بصديقه الجلبي, خبير الرياضيات, في فهمها ان وجد صعوبة.

حول الجوانب الثورية لهذه الرياضات والعلوم يمكن مراجعة مقالتي:
الماركسية والتحليل النفسي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=64643

الاسخاص يموتون بيولوجبا ولكنهم يستمرون بالعيش بافكارهم وبكتاباتهم او بقوة المثل على الصلابة والنقاوة. امثلة؟عديدة, اختار منها ما يناسبني مثل ماركس, سارتر, لينين, جيفارا, او سقراط قبلهم وآخرين عديدين.

اما التنبؤ في الانظمة الخطية (والناس والمجتمعات لاتحكمها هذه الرياضيات لكونها انظمة منفتحة وليست مغلقة) فهي ايضا تنبؤات بمصداقية واحتمالية معينة يحددها علم الاحصاء.

كما ان العلماء والمخترعين, وليس الساسة فقط, ايضا يخلقون التاريخ بدورهم. فلينين وقتها اكد بشكل كبير على دور الكهرباء في استتباب النظام الشيوعي. كما يمكننا التساؤل:القطار كان موجودا وقتها وهو الذي اقل لينين الى الخارج واعاده الى روسيا بسرعة مناسبة كي يفجر ثورة اكتوبر. لو افترضنا ان القطار لم يكن قد اخترع وقتها, وان لينين كان عليه ركوب صهوة جواد او عربة تجرها الخيول للعودة الى روسيا في الوقت المناسب, ولكن استخدامه الخيول بدل القطار كان لربما أخر عودته واضاع الفرصة الثورية. اي انه لا يمكن الفصل بين العلم والتكنولوجيا والاحداث السياسية عموما.

بضع كلمات ايضا حول الحقيقة التاريخية والحقيقة الروائية.
واجبي كطبيب ومعالج نفسي هو تحويل الحقيقة التاريخية الى حقيقة روائية. فعندما يقول مريض لي انه يعامل ابناءه معاملة قاسية ويشبعهم ضربا احيانا وذلك لان والده فعل نفس الشيئ معه ليخلق منه رجلا معتادا على الالم ولا يأبه به. وما خلقه ابوه فيه في المحصلة هو انسانا ساديا يشكل تربة خصبة للانظمة الفاشية والشمولية- اترك عمدا هنا الجوانب القانونية لاستخدامه العنف مع ابناءه, وهو فعل يحاسب عليه قانونيا في العديد من دول العالم. العلاج هو بتحرير الاب من عبوديته للتاريخ, للماضي, ماضيه-ضرب والده له. التحرير لا يكون بالغاء الحقيقة التاريخية, لان هذا يعني الجنون, وانما باعادة رواية التاريخ بشكل خلاق مرارا وتكرار لصياغة رواية "عاطفية" جديدة تَمَكَّنَ الاب ان يوقظ في اولاده مشاعر الثقة والقوة باساليب تربوية صحيحة. اي اننا نعيد تأويل ورواية القصة مرارا وتكرارا الى ان نعثر على الرواية المناسبة, الرواية التي تخلق حقيقة روائية صحية وان كانت مستقاة من حقيقة تاريخية مريضة.
اي اني احول التاريخ Hi)story) الى رواية Story.
يمكن الاطلاع على المزيد في
Spence P Donald: Narrative Truth And Historical Truth: Meaning And Interpretation In Psychoanalysis, 1984

اعتتقد ان ما يسمى حقائق تاريخية هي في الاغلب حقائق روائية وذلك بسبب طبيعة اللغة نقسها وتركيبة الدماغ البشري.

شكري الجزيل ايضا لعزيزي مالوم لتحفيزي من جديد بالاهتمام بمواضيع شغلت حيز تفكيري اكثر بكثير في الماصي.



#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن للأفراد تغيير التاريخ؟
- الرأسمالية الذهنية او المعرفية
- انتم متقاعدون ولكنكم ابدا لستم عاجزين
- قمع الاسلام السياسي للمرأة والجنس كنذير ومظهر لفاشيته
- حاجتنا الماسة الى بروليتاريا اكثر راديكالية
- نداء عاجل الى ابناء وبنات شعبنا العراقي الكرام
- وهم ثنائية الذاتية-الموضوعية في الفلسفة والعلم
- (عقدة) اوديب: مقتل الملك فيصل الثاني والشعائر الحسينية وجهان ...
- الداروينية الادبية: تلاقح الادب والعلم 1
- الماركسية والعلم والفن والنفس
- احمد شوقي: الثورة المصرية
- علم اعصاب اللاهوت Neurotheology والشعائر الدينية (الحسينية)
- النبي محمد: تحالف اصابتة بال Dyslexia وحنينه العارم الى والد ...
- الله وعبد الله او بالعكس
- غريزة الموت والفكر الابوي
- الماركسية في خدمة غريزة الحياة او غريزة الموت
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (2)
- الجنس/الجندر: جسم وطب ما بعد الحداثة
- الجنس (الذكورة/ الانوثة) ونشوء الهوية الجنسية (1)
- المرشح المنشوري: التجارب النفسية القذرة لوكالة المخابرات الم ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - الفوضى الخلاقة, والحقيقة التاريخية والروائية