|
سيناريوهات تشكيل حكومة الأقليم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 4224 - 2013 / 9 / 23 - 19:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد ان توّضحتْ الصورة وظهرتْ النتائج الأولية ، لإنتخابات برلمان أقليم كردستان ، من الممكن ، الإشارة الى عدة سيناريوهات لكيفية تشكيل الحكومة القادمة : - السيناريو الاول : ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة ، بتحالُف الفائز الأول ، أي الحزب الديمقراطي ، ذو حوالي 39 مقعداً ، مع الإتحاد الوطني صاحب ال 18 مقعداً . علماً ان الحزب الديمقراطي يضمن أيضاً ما لا يقل عن ستة ، من مقاعد " الكوتا " الأحد عشر . أي بمعنى آخر ان الديمقراطي ، حائز عملياً على حوالي ال 45 مقعداً . فإذا تحالفَ مع الإتحاد ، فسوف يُشكل حكومة ذات أغلبية مُريحة . من الطبيعي ، ان يكون " التحالف الجديد " مُختلفاً عن القديم بين الحزبَين .. إذ ستكون سيطرة الحزب الديمقراطي على المفاصل الأساسية للحكومة ، أكثر بروزاً من السابق .. وسوف يرضى الإتحاد بما يجود بهِ الشريك الأكبر ! . وإذا رفضَتْ حركة التغيير والحزبَين الإسلاميَين ، المُشاركة في الحكومة ( بشروط الكتلة الأكبر ، أي الديمقراطي والإتحاد ) .. وذلك وارد على الأغلب .. فستبقى هذه الأحزاب ، كمعارضة في البرلمان ، في السنوات الأربع القادمة . - السيناريو الثاني : ان يتم تشكيل الحكومة ، بتحالف الديمقراطي ، مع حركة التغيير ذات ال 27 أو 28 مقعداً .. وسيشكلان كتلة ذات أغلبية قوية . ولكن هنالك العديد من المعوقات بوجه هذا السيناريو . فليس من المعقول ، ان ترضى حركة التغيير ، بمُشاركة ( شكلية ) ، أو ان تقبل ببعض الفُتات من الإمتيازات والمكاسب .. لأنها لو فعلتْ ذلك ، فأنها سوف تفقد مصداقيتها وشعبيتها ، بنفس السُرعة التي إكتسبَتْها . ولو أصّرَتْ ان يكون لها دورٌ حقيقي في " صُنع القرار " ، فأن ذلك سوف يُؤثر سلباً على قُوة ونفوذ الحزب الديمقراطي .. وليس من المُتوقع أن يرضخ الديمقراطي الى هكذا نوع من الضغوطات . ولكن " كُل شئ جائز في السياسة " ! . ووفق هذا السيناريو ، من الممكن أن يصبح الإتحاد الوطني والحزبَين الإسلاميَين ، مُعارضة في الأربع سنوات القادمة . - السيناريو الثالث : وهو الأكثر غرابة .. أن تتفق " حركة التغيير 28 مقعد " ، مع " الإتحاد 18 مقعد " ، مع " الحزبَين الإسلاميَين 16 مقعد " . فيصبحون ( 62 ) مقعداً ، ويُشكلون الحكومة الجديدة ، [ بدون الحزب الديمقراطي الكردستاني ] ! . ووفق هذا السيناريو العجيب ، فأن الإحتمال الأقرب ، سيكون ما يشبه التقسيم : منطقة بهدينان وقسم من أربيل ، التي تدين بالولاء للحزب الديمقراطي ، ستتمرد على الحكومة الجديدة ولن تعترف بها ! .. وستزداد التدخلات الأقليمية في الشأن الداخلي ، وتحدث مشاكل وخيمة العواقب ! . - السيناريو الرابع : أن تتشكل حكومة توافقية ، من جميع الأحزاب الفائزة ، وحسب حجومها الإنتخابية .. فإذا كانتْ للحزب الديمقراطي حصة الأسد في هذه الحكومة ، فأن حركة التغيير ، لن تقبل بأقل من حصة النمر ! .. ولعل الإتحاد الوطني سيكون مرتاحاً بحصة الثعلب .. في حين سيتنافس الحزبان الإسلاميان ، على حصص الذئاب ! . ومن المتوقع أن تقتات " الكوتات " والأحزاب التي لها مقعد واحد أو إثنان ، على ما يتبقى من مائدة الأقوياء في هذه الغابة ! . هذه الحكومة التوافقية المفترضة .. ستكون ضعيفة ومُهلهلة وغير مُستقرة . .......................... أعتقد ان [ إنتخابات مجالس المحافظات ] التي ستجري في تشرين الثاني القادم .. سيكون لها دور بارز ، في أعادة تشكيل الخارطة السياسية .. إذ لو سيطرتْ حركة التغيير ، على الحكومة المحلية في السليمانية وكَرميان " وذلك متوقع تماماً " .. فأنه من الأسلَم بالنسبة للحزب الديمقراطي ، ان يتفاهم منذ الآن ، مع الحركة على خارطة تشكيل الحكومة في أربيل .. لئلا يحدث إنقسامٌ عملي بين بهدينان والسليمانية ، لايخدم أحداً وليس في مصلحة الجميع . أرى .. انه رُبما ستُشكل حكومة خلال شهر من الآن ، وِفق أيٍ من السيناريوهات أعلاه .. ولكن ستكون في إعتقادي حكومة " مؤقتة " نوعاًما .. بإنتظار نتائج إنتخابات مجالس المحافظات في تشرين الثاني .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنتخابات .. وصوت البَطة !
-
هُواة سياسة
-
أصحاب عوائل وأطفال
-
أحلام
-
المُفارَقة .. والإختيار الحُر
-
إنتخابات الأقليم ، والعودة الى الصَف الوطني
-
الوكيحون .. والعُقلاء ، في إنتخابات الأقليم
-
إفتراضات إنتخابية
-
قُبيلَ إنتخابات أقليم كردستان
-
المُدير
-
الموت الرحيم
-
المالكي يُدافع عن السُراق
-
لِمَنْ أعطي صَوتي ؟
-
ضوءٌ على إنتخابات أقليم كردستان
-
حتى الأموات .. ينتخبون
-
أيها المصريون .. لاتُبالغوا في إمتداح السعودية
-
لا تَقُل : حَجي ولا أبو فلان !
-
هزيمة اليمين الديني في مصر
-
ما أغبانا .. ما أغبانا !
-
المُشكلة في : الثلج
المزيد.....
-
وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي
...
-
الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني -
...
-
-لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق
...
-
أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
-
شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر
...
-
قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل
...
-
وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال
...
-
أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
-
الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا
...
-
آلهة الحرب
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|