|
من طرائف الشعراء /.2
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 13:28
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم من طرائف الشعراء ..2 ثانياً- شعراء الماضي
شعر/أحمد الحمد المندلاوي
تمهيد بعد ان قدّمنا لقرائنا الكرام شيئاً من طرائف شعراء العصر الحديث في القسم الأول، نغوص في التاريخ لنقتطف بسمات مما قاله شعراؤنا القدامى :
أُمُك مني طالق من أخبار الحمقى والمغفلين عن أبي بكر الصولي،قال : كان لمحمد بن الحسن ابن فقال له، إنّي قد قلت شعراً، قال انشدنيه، قال فان أجدتُ تهب لي جارية أو غلاماً؟ قال أجمعهما لك فأنشده: إنَّ الديارَ طيفا هيجن حزناً قد عفا أبكيني لشقاوتي وجعلن رأسي كالقفا فقال : يا بني، والله ما تستأهل جارية ولا غلاماً، ولكن أُمُّك مني طالق ثلاثاً!!
ضيافة فريدة على الرائحة ووصف احد الشعراء صديقاً له في منتهى البخل يدعى ( أبو نوح ) استضافه على ألوان الطعام في مضيفه ولكن على الرائحة فقط : أبو نوح أتيت إليه يوماً فغداني برائحة الطعام وقدم بيننا لحماً سميناً أكلناه على طبق الكلام فلما ان رفعت يدي سقاني كؤوساً حشوها ريح المدام فكان كمن سقى الظمآن ماء وكنت كمن تغدى في المنام
ما جرى للفرزدق في خطبة النوار كان الفرزدق صديقا لخالد بن صفوان وكثيراً ما كان يمازحه ويجتمع به في مجلسه وحدث ان الفرزدق اراد ان يخطب ( النوار ) زوجة له ، فدعا خالد بن صفوان وبعض اصدقائه للذهاب معه لخطبة النوار ، فوقف الفرزدق طويلا أمام مرآة كانت معلقة وسط المجلس ، واخذ يعدل من عمامته ويسرح لحيته . فقال له خالد بن صفوان يا أبا فراس ما انت بالذي " فلما رأينه اكبرنه وقطعن أيديهن " . فقال الفرزدق : ـ ولا أنت يا أبا صفوان بالذي قالت فيه الفتاة لابيها : " يا ابت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين " .
لو عنده نابان لأكلني أدرك ( جرير ) الاخطل" غياث بن غوث" وهو شيخ قد تحطم ، فقال جرير في ذلك: ـ أدركته وله ناب واحد ، ولو أدركته وله نابان لأكلني .
مزاح الاصمعي كان بعض السقائين ينشد في اثناء سيره في الطريق وهو يحمل قربة الماء: واكرم نفسي أنني إن أهنتها وحقك لم تكرم على أحد بعدي فسمعه الاصمعي وأراد المزاح معه فقال له : ـ وعن أي شيء أكرمت نفسك وهذه حرفتك الدنيئة ؟! فأجاب السقاء في الحال : ـ أكرمتها عن ذلِّ السؤال ، وعن الوقوف على باب لئيم مثلك .
حلم الشاعر أبي دلامة كان أبو دلامة شاعراً فصيحاً اشتهر بطرائفه ونوادره مع الخلفاء العباسيين الذين عاصرهم ، قيل انه دخل ذات يوم على المنصور فانشده : ـ اني رأيتك في المنام وأنت تعطيني خيارة مملوءة بدراهم وعليك تأويل العبارة فقال له المنصور : ـ أمضي فأتني بخيارة املأها لك دراهم ودنانير فذهب أبو دلامة الى السوق واحضر اكبر ( قرعة ) وجدها هناك ، وعندما عاد سأله المنصور: ـ ما هذا ؟ قال ابو دلامة : ـ انها هي التي رأيتها في المنام ولكني نسيت اسمها فلما رأيتها في السوق تذكرت .
ذكاء الشاعر أبي تمام كان الشاعر العربي أبو تمام مولعا بتضمين شعره أبياتا تحمل معاني عميقة يصعب فهمها على كل انسان ما لم يكن متمكنا من اللغة والأدب والفلسفة ، وفي احدى المرات انشد قصيدة تحمل مثل هذه الأبيات والمعاني ، فسأله رجل : ـ لماذا لا تقول ما يفهم ؟ فقال أبو تمام : ـ ولماذا لا تفهم أنت ما يقال ؟ فدهش الرجل والحاضرون من ذكاء أبي تمام .
كيسان النحوي من بدائع الكاتب المشهور الجاحظ وطريق دعاباته ذلك التندر الكاريكاتيري البارع الذي رسم به اعجب نموذج للذاهل الحالم والصقه بكيسان النحوي فوصفه : بأنه يسمع غير ما يقال له ويكتب غير ما سمع ويقرأ غير ما كتب ويفهم غير ما قرأ " . وقد نظم بعضهم هذا المعنى فقال : " تقول له زيد فيكتب خالداً ويقرؤه زيداً ويفهمه عمرا "
الصبي والشاعر البحتري مر الشاعر البحتري بجماعة من الشعراء فرأى بينهم صبياً فقال له: ـ أ شاعر أنت ؟ قال الصبي : ـ نعم ، وإني لأشعر منك . قال البحتري : ـ مرحى . . . فهل تستطيع ان تجيز قولي : ـ ليت ما بين من أحب وبيني قال الصبي . ـ أتريد ان تقربه أم تبعده ؟ قال : ـ أقربه . قال الصبي : ـ ليتَ ما بيَن من أحبُّ وبيني مثلَ ما بيَن حاجبيَ وعيني ـ فطرب البحتري ثم قال : ـ واذا كنت أريد ان أبعده فماذا أقول ؟ قال الصبي تقول : ـ ليتَ ما بيَن من أحبُّ وبيني مثلَ ما بينَ ملتقى الخافقينِ قال البحتري : ـ أحسنت يا فتى . والله قد أحسنت وان لك شأنا في الشعر تقرُّ به عينيك . . أحمد الحمد المندلاوي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من طرائف الشعراء ..1
-
يا درّةَ الفداء..
-
ماوراء البصقة !!..
-
إبراهيم عبدكه:الثائرالشعبي ونصير المستضعفين..
-
البصقة..
-
بدرايا.. البوابة الذهبية نحو الشرق
-
بقايا ظمأ..عن مركز مندلي/5
-
تباريح ملوّنة..عن مركز مندلي/4
-
بدلَ القمحِ..
-
صهوةُ الحجر..
-
درسٌ من الحجارة
-
مفقس أسامة
-
السيد ظاهر البندنيجي .. سيرة و ذكريات
-
سألتُ يوماً ..
-
ستونَ منْ مهجِ الشّبابْ
-
ذاتي الكئيبة..
-
رسّامُنا الصَّغير..
-
مدينة كانت هناك!!..
-
مرثية خانقين
-
هاهنا في كربلاء طفٌّ جديدٌ..
المزيد.....
-
-أنخاب الأصائل-.. إطلالة على المبنى وإيماءة إلى المعنى
-
-الأشرار 2- مغامرات من الأرض إلى الفضاء تمنح عائلتك لحظات ما
...
-
محمد حلمي الريشة وتشكيل الجغرافيا الشعرية في عمل جديد متناغم
...
-
شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
-
موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون
...
-
إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم
...
-
إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم
...
-
مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
-
مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
-
أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
المزيد.....
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|