أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - إبراهيم عبدكه:الثائرالشعبي ونصير المستضعفين..














المزيد.....

إبراهيم عبدكه:الثائرالشعبي ونصير المستضعفين..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 17:05
المحور: المجتمع المدني
    




** هو الثائر إبراهيم حسن عبدكه،و المشهور بـ (إبراهيم ابن عبدكه) ،ولد أواخر القرن التاسع عشر في قرية ( ذيابة) التابعة لناحية أبي صيدا في قضاء شهربان / محافظة ديالى،ذاع صيته في العراق في البطولة الشعبية،و نصرة الفقراء و المستضعفين ،والأخذ بثأرهم ...و الى يومنا هذا يُضرب به المثل في هذا المجال الإنساني و الفتوة منذ عام 1919م على أثر حادث عشائري وقع في منطقتهم.
كان إبراهيم عبدكه نصير المستضعفين إبان الحكم التركي (العثماني). وضع الأتراك جائزة مالية لمن يأتي به حيّاً أو ميّتاً، لكنَّهم لم يفلحوا ولم يظفروا به. و بعد نهاية الحكم التركي، شارك في (ثورة العشرين – 30 حزيران/ يونيو 1920م)، حيث حارب البريطانيين بلا هوادة،هو وأتباعه و نجحوا في تحرير مدينة بعقوبة من القوات الإنكليزية، و من ثمّ توجه الى مدينة شهربان و حرّرها. عثر ابن عبدكه هناك على إمرأة إنكليزية عاملها معاملة حسنة،و قام بإيصالها الى بيت أحد الوجهاء لتكون في مأمن من أي مكروه.
ونظراً لأهمية هذه الشخصية الرائعة و النادرة في تاريخنا الكوردي و العراقي عموماً،وإتماماً للفائدة أودُّ ما نشره السيد حسين الحسيني الزرباطي (1) في هذا الصدد:
نذكر قصة الثائر البطل الكوردي إبراهيم ابن عبدكه أيام ثورة العشرين في العراق والذي اشتهر في الإعلام الرسمي بالشّقي ، وهي قصة طريفة تكشف عن كيفية تزييف الحقائق .
لنتأمل أولاً فيما كتبه عنه المدعو عبد الكريم العلاف ، قال: (( يعدُّ إبراهيم بن عبدكه أشهر شقي عرفه المجتمع العراقي في خلال الفترة التي امتدّت بين أواخر العهد التركي وتأسيس الحكومة العرقية، وهو كردي الأصل من قرية ذيابة القريبة من شهربان ، وقد احترف الشقاوة في العهد التركي على أثر قتله رجلاً من محلة باب الشيخ في بغداد والتجائه بعد ذلك ببساتين ديالى معلناً عصيانه على الحكومة،وجمع حوله الأشقياء من أمثاله وصار يقطع الطريق ويقاتل رجال الدرك حتى شاع ذكره بين الناس وصاروا يضربون به المثل وقد عجزت الحكومة التركية من إلقاء القبض عليه فوضعت مكافأة مالية لمن يأتي به حياً أو ميتاً. ))
ثم لنقرأ ما كتبه الدكتور علي الوردي(2) عن هذه الشخصية قال: (( المعروف عنه إنَّه كان ذا مروءةٍ لا يعتدي على الضعفاء والفقراء والنساء، وكان ذلك من الأسباب التي دفعت النّاس إلى الإعجاب به ومساعدته من التخلص من مطاردة الحكومة له.))
ولنقرأ أيضاً ما كتبه سليمان فيضي أحد أعضاء محكمة التمييز الذي أشرف على ملف الثائر الكوردي الفيلي في مذكراته قال : (( ابن عبدكه ثائرٌ شعبيٌّ من عامة الأكراد إشتهر بالشجاعة والإقدام،له أثناء الثورة العراقية مواقف مشرّفة ضد الانكليز في لواء ديالى،فلما نشبت الثورة العراقية وأخلى الانكليز بعقوبة دخلها ابن عبدكه ونصب نفسه مديراً للأمن فيها،وبطش بالجواسيس فقتل بعضهم وأحرق دورهم مما أثار حقد الانكليز عليه. و في عهد الحكومة الوطنية أُلقي القبض عليه وسيق إلى المحكمة الكبرى في بغداد بتهمة قتل موظف رسمي أثناء تأدية واجبه ، فحكم عليه بالإعدام شنقاً ، وميّز الحكم لدى محكمة التمييز، فتبين لنا أن القتيل لم يكن موظفاً رسمياً وإنّما هو أحد الأهلين المأجورين ، كان الانكليز قد عهدوا اليه بالتجسس على الناس لحساب دائرة الاستخبارات . فاتفق الرئيس وعضوانِ على تصديق حكم الإعدام،وعارضتُه أنا ورشيد عالي الكيلاني، وأجّلت الجلسة عدة مرات، وكانت تأتينا التوصيات المتكررة من المندوب السامي بتصديق الحكم فلم نأبه .
وقد شغلت هذه المحكمة الرأي العام، فكنتَ ترى قاعة المحكمة وفسحتها مكتظةً بآلاف الناس، وكانوا كلما خرجتُ أو خرج رشيد عالي هتفوا لنا وكبّروا موقفنا لإنقاذ ابن عبدكه من المشنقة، وصدر الحكم بتصديق قرار الإعدام بأكثرية الأصوات، ودوّنت معارضتنا الشديدة أنا ورشيد عالي في نص القرار،فلما اطلع جلالة الملك عليها امتنع عن تصديقه وأمر بتخفيف العقوبة إلى الحبس خمس عشرة سنة، وقد علمتُ بعد ذلك أن ابن عبدكه قضى مدة الحبس ثم أُُطلق سراحه .))
فكم فرق بين ما كتبه العلاف والحقيقة التي كشفها الكاتبانِ الأخيرانِ، علماً أن تخفيف الحكم إنما حصل بفضل جهود المحامين وتدخل السيد محمد الصدر والشيخ محمد الخالصي رحمهما الله تعإلى .
ونقل المرحوم نجم سلمان مهدي الفيلي في كتابه (3) عن أحد أقرباء ابن عبدكه قال:(( سأله أحد أقربائه من باب الاستطلاع، كم قتلت يا إبراهيم ؟ فأجابه بحدّة :" لا تقلْ كم قتلتَ ولكن سلْني كم ظلمتَ ؟ فأنا لم أظلم أحداً في حياتي، ولكني عاقبتُ القتلة والمجرمين عند غياب القانون كما ساندتُ ثورة العشرين، وأهلكتُ المتجاوزين على بلادي لضعف الحكومة فيها ". والقصة مذكورة بالتفصيل في كتاب (الفيليون) لمن أراد المزيد.))
و أخيراً قتل إبراهيم ابن عبدكه في مدينة المحاويل / الحلة يوم 5 أيلول/سبتمبر 1954م على يد أحد الشبان طلباً للثأر(حسب إدعاء القاتل)، ويمكن للاستزادة حول حياة هذا البطل الشعبي من موضوع كتبه محمد علي محيي الدين في موقع أضواء العراق(4)،بعنوان (صور من البطولة الشعبية ..إبراهيم عبدكه)،كما كتب عنه الباحث الكوردي الفيلي رياض جاسم الفيلي مقالاً جميلاً بعنوان: (( الثائر إبراهيم عبدكه و تشويه حقيقته في مسلسل الأيام العصيبة)) (5).
احمد الحمد المندلاوي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش:
1. الكورد الشيعة في العراق – سيد حسين الحسيني الزرباطي .
2. لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث - للدكتور علي الوردي،الجزء 2،ص52.
3. الفيليون – نجم سلمان مهدي الفيلي .
4. موقع أضواء العراق – محمد علي محي الدين.
5. مجلة فيلي 10 – آب 2006م – الصادرة عن مؤسسة شفق..



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البصقة..
- بدرايا.. البوابة الذهبية نحو الشرق
- بقايا ظمأ..عن مركز مندلي/5
- تباريح ملوّنة..عن مركز مندلي/4
- بدلَ القمحِ..
- صهوةُ الحجر..
- درسٌ من الحجارة
- مفقس أسامة
- السيد ظاهر البندنيجي .. سيرة و ذكريات
- سألتُ يوماً ..
- ستونَ منْ مهجِ الشّبابْ
- ذاتي الكئيبة..
- رسّامُنا الصَّغير..
- مدينة كانت هناك!!..
- مرثية خانقين
- هاهنا في كربلاء طفٌّ جديدٌ..
- كتان كتانه:سفيرة الغناء الكوردي الفيلي
- ثورةُ الزّهرةِ البريّة
- مرثيّة حي مندلي
- اللغوي نعمت علي في الذاكرة


المزيد.....




- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - إبراهيم عبدكه:الثائرالشعبي ونصير المستضعفين..