أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - مدينة كانت هناك!!..














المزيد.....

مدينة كانت هناك!!..


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 10:41
المحور: المجتمع المدني
    




عندما زرتُ مدينة حلبجة لأول مرّة بعـد المجزرة الأليمة عام 1992م، وجدتها مقوّضـة الاركان،متلاشـية البنيان،معدومةَ الوجودِ جراءَ القصف
الكيمياوي البغيض في عام 1988م، ولم تسعفنِـي الذاكرة غير هذه الكلمات المتواضعة في رثائهـا،ورثاء أبنائها الشهداء البررة. القصيدة مهداة الى ضحايا مجزرة حلبجة الدامية 1988م:
مدينةٌ كانَتْ هناكْ ،
تعانقُ السَّحابْ
طاهِـرةَ الثِّيابْ
هائمةً فِي حسنِها،
تُغـازلُ الأفلاكْ
وتكرهُ الضَّبابْ
وتنسجُ من حُلمِها الشَّـفّافْ
نسائماً زاهيةً للزَّهرِ ؛
والصَّفصافْ ..
ولصَبايا الحَـيّ ، للشَّبابْ
و تـَهدي للجميعْ ..
معانِـيَ الجمالْ
في باقـةٍ ثَمْـلى من الوقارِ،
والدَّلالْ
منْ قممِ الجبالْ
لكنَّ مَنْ لـم يستطعْ قراءةََ الجَمالْ
داهَمَهمْ عندَ الصَّباحْ
ليقتلَ العبيرَ والقدَّاحْ
هاجَمَهمْ جيشٌ من الذِّئابْ
بالنَّـابِ ؛
والسّمومْ
كالهَمجِ الرُّعاعْ ..
كالذُّبابْ
وأَحْرقُوا الدَّيارَ، والبقاعْ
لأنَّـها تعانقُ النُّجومْ
وتكرهُ الطّغيانْ
صارخةً :
الظلمُ لنْ يدومْ
فقطَّعوا أوصالَـها
ليدفنُوا آمالَـها ..
أطفالَـها
تحتَ بقايا الدُّورِ،
فِي المدينَةْ
فِي الغرفِ الحزينَةْ
الناهضونَ منهُمُ، والنائـمْ
ومَنْ بَدا منهمْ على السلالمْ
أنظرْ الى مهدِ الرّضيعْ ..
وانظرْ الى تلكَ الرضيعَةْ
فِي عينِها غابَتْ أزاهيرُ الطبيعَةْ
قافلةُ الموتى ..
تفيـقْ !!
على هامِ الطَّريقْ
تمشي بأرواحٍ ،
وحاديها الرَّحيقْ
وماتَ حتى الضيفُ ؛
والطارقْ
وكلُّ مَنْ فِي حرمِ الدارِ ..
وصبيَةُ الجارِ ..
مِن نائمٍ ، وناهضْ
وجالسٍ ،وراكضْ
والحالمونَ بين طيّاتِ الأسرّة
وربَّـةُ البَيتِ
والخبّازْ ..
وبائعُ الزَّيتِ
والقانتونَ في بيوتِ الله للعبادَةْ
وسالَتِ الدمـاءُ..
منْ فوقِ الوسادَةْ
يقودُهم وحشٌ مخيفٌ ..
و بغيضْْ
ليزرعُوا صنوفَ موتٍ وحِمامْ
هيا املأوا أمعاءَكم ،
ناراً ضرامْ
من تُحــفِ النِّظامْ
هديةً من قائدٍ همـامْ
من وارثِ النّمرودْ
**-**
هلْ هذا يومُ عرسِكُمْ !!..
دماؤكم خِضابْ
ويسقطُ الجميعْ ..
فِي موسمِ الرّبيعْ
لكنْ أتانـا هاتفٌ ..
منْ صَحوَةِ الأثيرْ
منْ مبدِعِ الضميرْ :
الحقُّ لنْ يَضيعْ
يا ثلّـةَ الضّباعِ ،
والذّئابْ
كنّا تراباً، وهَـا عدْنا ترابْ
نعانقُ التّرابْ
لكنَّنا نبقى تراباً للوطنْ
ولنْ نضيعْ ..
ننهضُ فِي مواسمِ الأعيادِ..
والرَّبيعْ
نعانقُ البلادَ ... من جديدْ
وأوجهَ الكِرامِ ،وجبهةَ الصِّحابْ
ونلعنُ الجُناةْ
فالشَّعبُ لن يموتَ كالحياةْ
**-**
رغمَ الدّواهي والصّعابْ
والعارُ للخَردلِ ؛
والذّئابْ
وقاصفينا السُّمَ ؛ والتِّيزابْ
وكلّ من شاركَ فِي حملِ القذائفْ
تلحقُـهُ لعائنُ التّأريخِ
فِي الصَّحائفْ
**-**
احمد الحمد المندلاوي
حلبجة-1992م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
**من قصائد حقوق الانسان كتبت في المهجر/ 19/11/ /2001م



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية خانقين
- هاهنا في كربلاء طفٌّ جديدٌ..
- كتان كتانه:سفيرة الغناء الكوردي الفيلي
- ثورةُ الزّهرةِ البريّة
- مرثيّة حي مندلي
- اللغوي نعمت علي في الذاكرة
- هذا العراقُ و مجدُهُ ..
- مذكرات جدار..
- جراحي ما لها مرفأ..
- القمر لا يظمأ ..
- نخلة كركوش..
- ليلة التهجير وتمزّق الأثير
- حوار في الحافلة
- تكريم متأخر لإمرأة مجهولة
- حسين صفر المندلاوي..شاعر الحكمة و الحنين
- إنّما عيدي مضى..!!
- في استقبال النبأ
- وأد الطفولة..
- مندلي يا نسرين
- طيارتي من الورق


المزيد.....




- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - احمد الحمد المندلاوي - مدينة كانت هناك!!..