أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت هوشيار - المعارضة الكردية ما لها وما عليها















المزيد.....

المعارضة الكردية ما لها وما عليها


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اهمية المعارضة السياسية :
لا يستقيم النظام الديمقراطي في اي بلد من دون وجود معارضة سياسية شرعية وقانونية معترف بها من قبل الدولة . والمعارضة السياسية تنشأ في العادة لوجود تناقضات داخلية لا يخلو منها أي مجتمع، .لذا فأنها ضرورية للتوازن بين القوى و الحركات السياسية المتنافسة وللتقدم الأجتماعي عموماً ، ولا يمكن الأستغناء عن مثل هذه المعارضة ، من دون أدخال البلد، مهما كان نظامه السياسي ، في دوامة الأزمات.
المعارضة لا تقوم فقط بمراقبة أعمال السلطة التنفيذية و متابعة سياستها و نقدها من اجل تصحيح مسارها ، بل هي ضرورية ايضا كآلية للتواصل بين المواطنين و مؤسسات السلطة السياسية. ولكي تكون المعارضة فعالة لا تكفي ان تشخص المشاكل العالقة و تنتقد مؤسسات الدولة فقط ، فالمعارضة الحقيقية ينبغي ان تمتلك رؤيتها الخاصة وبرامجها المعلنة ، التي تختلف عن رؤية وبرامج الحكومة لسبل التنمية والتطور و التقدم الأجتماعي
المعارضة الكردية الناشئة :
لا شك ان ظهور معارضة سياسية شرعية و علنية في أقليم كردستان في السنوات الأخيرة ، ظاهرة صحية وضرورية ، ولكن ثمة اختلاف جوهري بين المعارضة السلمية العلنية ، التي تعمل لكسب الرأي العام و الفوز في الأنتخابات التشريعية و المحلية وبين الحركات و التنظيمات السرية و شبه السرية التي تعمل في الخفاء و تستخدم وسائل غير ديمقراطية و تلجأ للعنف ،لتغيير النظام القائم و الوصول للسلطة .و مثل هذه المعارضات تنشأ في ظل الأنظمة التسلطية و لا مكان لها في فضاء الديمقراطية الحقيقية .
المعارضة لا تعني على الأطلاق معارضة أي أجراء أو قرار حكومي و ان كان يخدم المجتمع ، ولا تعني تضخيم السلبيات ، التي قد تتحمل الحكومة مسؤوليتها الى هذه الدرجة او تلك ، كما لا تعني السكوت عن الأيجابيات و الأنجازات و المكاسب و النظر اليها من زاوية المنافسة الحزبية وليس من زاوية خدمة المجتمع و مستقبل القضية الكردية ، التي لم تحل لحد الآن ، رغم تمتع أقليم كردستان أو بتعبير أدق " كردستان الجنوبية " بوضع أشبه بالأستقلال ، و لكن الطريق ما يزال طويلاً امام الكرد في أجزاء كردستان الأخرى و حتى في كردستان الجنوبية نفسها للوصول الى ما يتطلع اليه الشعب الكردي من أستقلال و حرية وتطور في شتي مجالات الحياة ومواكبة التطور الحضاري العالمي الراهن و ضمان حياة كريمة لكافة شرائح المجتمع .
الخطاب السياسي للمعارضة الكردية و بخاصة فصائلها الرئيسية الثلاث ( حركة التغيير ، الأتحاد الأسلامي الكردستاني ، الجماعة الأسلامية ) خطاب أنتقادي لاذع على الدوام ، يبحث عن السلبيات وهي سلبيات لا أحد يشك في وجود البعض منها أو حتى الكثير منها فى الواقع الكردستاني اليوم . و لكن من حقنا أن نتساءل : الا يوجد أي ايجابيات في أقليم كردستان ؟ و اذا كان الجواب بالنفي ، أذن كيف تحققت هذه الأنجازات، التي يلاحظها القاصي و الداني ، في البناء و العمران و في شتى جوانب الحياة في الأقليم . لم اسمع لحد الآن من الأعلام المعارض كلمة حق حول أي انجاز أو تطور شهده الأقليم في السنوات الأخيرة .
والأهم من ذلك ان مكاسب الشعب الكردي في الأقليم تحققت بفضل تضحيات سخية و أنهار من الدماء الزكية و نضال طويل ودام على مدى مائة سنة في الأقل ، وليس من حق أحد – كائناً من كان – ان يجازف بها أو ينال منها على ساحة المنافسة الحزبية من اجل جني امكاسب سياسية .
ما تحقق لحد الآن من حقوق مشروعة للكرد كان بفضل أنتفاضة آذار 1991 المجيدة وصمود شعب كردستان بوجه الحصار المزدوج ومن ثم الأسهام الفاعل في أسقاط النظام الديكتاتوري السابق ، هذه الحقوق ، و لا أقول المكاسب ، أنتزعت أنتزاعا ً من الحكومات المركزية المتعاقبة بالنضال البطولي الدامي ، و ليس من حق أحد التفريط بها ، اذا كان حريصاَ حقاً على حاضر ومستقبل الكرد وكردستان ..
توحيد البيت الكردي :
يخوض الشعب الكردي اليوم في اقليم كردستان نوعا آخر من النضال وهو النضال السلمي ( السياسي و الدبلوماسي ) وحقق في هذا السبيل خطوات كبيرة الى الأمام وفي مقدمتها ، أنتزاع المزيد من الأعتراف الدولي بقضيته العادلة ، حيث تتعامل الدول مع الأقليم على اساس العلاقات الثنائية و المصالح المشتركة ووجود أكثر من 30 قنصلية أجنبية في أربيل يعد في حد ذاته أعترافأ بخصوصية كردستان و حق شعبها في العيش في وطنه على قدم المساواة مع مكونات العراق الاخرى ضمن عراق فدرالي ، ديمقراطي ، تعددي . شعبنا لن يقبل العيش في ظل نظام تسلطي جديد مهما رفع من شعارات براقة و زائفة . العقلية التسلطية المتخلفة السائدة اليوم لدى الطبقة السياسية الحاكمة في بغداد لا تختلف من حيث الجوهر عن العقلية الصدامية ، ولا يقل خطراُ عن النظام الصدامي ، اذا سنحت له الفرصة لفرض ارادته على القوى السياسية الأخرى .
الصراع السياسي و الأقتصادي الذي يخوضه الأقليم مع نظام يحاول اعادة عجلة التأريخ الى الوراء ، صراع مفصلي في تأريخ الحركة التحررية الكردية . ومن واجب المعارضة الكردية الوقوف الى جانب حكومة و شعب الأقليم عندما يتعرض مصير الأقليم و مكاسب شعبه للخطر و هذا أضعف الأيمان .
و لكن ما نجده اليوم من مغازلة بعض أطراف المعارضة للقوى السياسية الشوفينية التي تحاول تحجيم دور الاقليم وعرقلة تطوره ، أمر يدعو الى التساؤل عن مدى حرص هذه المعارضة على مكاسب الشعب الكردي و مستقبله .واذا كانت هذه القوى تعامل أبناء جلدتها في القومية و الدين بمثل هذه المعاملة اللاأنسانية القاسية و بمثل هذا التمييز الطائفي ، فهل يكون تعامله مع الشعب الكردي أفضل . أن أي عاقل لا يمكن ان يتوقع خيراً من نظام يضطهد شعبه و يهدر ثرواته و يصادر حرياته . و ها هو العراق بعد عشر سنوات من سقوط النظام السابق يئن من فقدان الخدمات العامة و تفشي الفساد و الفقر و التخلف في كافة جوانب الحياة . ماذا تتوقع المعارضة الكردية من مثل هذا النظام ؟
في النظام الديمقراطي ،الحكومة والمعارضة تعملان يدا بيد عند إتخاذ القرارات المهمة ،لأن الأهداف الإستراتيجية دات العلاقة بحياة الناس ومستقبل البلاد ومصالح الوطن العليا ،اهداف مشتركة بينهما وإن إختلفت الرؤى حول طرق واساليب تحقيقهاْ.
لقد آن الأوان للمعارضة الكردية ان تغير نهج عملها وخطابها السياسي وتضع مصالح الشعب الكردي و مستقبله فوق المصالح الحزبية الضيقة وتلجأ للحوار البناء لان توحيد البيت الكردي
مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى ، حيث يمر الأقليم بظروف محلية و أقليمية في غاية التعقيد وتواجه تحديات تتطلب التكاتف من اجل تجاوزها بسلام



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبء جديد على - الرجل الأبيض -
- ما قل ودل : - كلاوات - المالكي
- ما قل ودل :عش ودع غيرك يعيش !
- فلك الدين كاكائي كما عرفت
- أيطاليا تحتفل بمرور ‏500‏ عام على كتاب - الأمير - لنيكولو مك ...
- المشهد المصري لن يتكرر في العراق !
- جوزيف ناي ونظرية القوة الناعمة
- - سترابادو - على الطريقة الأخوانية
- أسباب وتداعيات الحراك الأحتجاجي في تركيا
- أزمة الصحافة الورقية في العصر الرقمي
- هل الكتابة اليدوية في طريقها الى الزوال ؟
- اشكالية العلاقة بين الأخلاق و السياسة
- وشهد شاهد من اهلها : لماذا خرج المالكي من المولد بلا حمص؟
- المعايير الأخلاقية للعمل الصحفي
- الرجل الذى أضحك العالم -قصة للشاعر الفرنسى جيوم ابولينير
- الثورات العربية من وجهة نظر روسية
- ما قل ودل : أسلحة للأستخدام الداخلي
- ما قل ودل : مياه المالكي الراكدة
- ما قل ودل : حلم المالكي المستحيل
- نداء أوجلان التأريخي الى السلام ، ألقى الكرة فى ملعب أردوغان


المزيد.....




- قاعدة العديد بقطر.. صورة أقمار صناعية تُظهرها شبه خالية قبل ...
- تحديث مباشر.. إيران تستهدف قاعدة العديد وقطر -تحتفظ بحق الرد ...
- صواريخ إيران باتجاه قطر والعراق.. إليكم ما صرح به مسؤولون
- غضبٌ بعد تفجير كنيسة في دمشق، والشرع يعِد بالـ-جزاء العادل- ...
- بريطانيا تتّجه لتصنيف -بالستاين أكشن- كمنظمة إرهابية.. وحراك ...
- الاحتفال بيوم الأب في لاهاي
- الحرب تتوسع... إيران تستهدف قاعدة العديد الأمريكية في قطر
- أسباب الالتفاف الإسرائيلي حول تأييد ضرب إيران
- ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
- قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت هوشيار - المعارضة الكردية ما لها وما عليها