أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جودت هوشيار - ما قل ودل : مياه المالكي الراكدة














المزيد.....

ما قل ودل : مياه المالكي الراكدة


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 12:58
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أكن أدري أن دولة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ، انسان مرح يحب النكتة ويرويها للآخرين ، ليس في مجالسه الخاصة وحسب ، بل حتى في أحتفال أنتخابي .
سألت بعض أصدقائي القدامى ، الذين عرفوا دولته ، عندما كان يقيم في بيت متواضع في حي " كوران " الشعبي بمدينة أربيل، و يحضر أحيانا بعض المجالس الفكرية والأدبية في دواوين بعض الشخصيات الأربيلية . فقيل لي أن جواد المالكي ، كان باطنياً على حد وصف صديق عزيز ، كان يحضر مع المالكي بعض تلك الجلسات . قلت لصديقي : ماذا تعني بالباطني ، هل كان الأخ جواد صوفياُ ؟ قال : كلا ، بل أقصد أنه كان أنساناً غامضاً ، قليل الكلام ، حسن الأصغاء للآخرين .قلت هذه صفات حميدة ، فما الذي حول جواد الي نورى ، قال نشوة السلطة و مباهجها .
لست خبيراً في علم النفس و لا أدعي أنني قادر على تفسير هذا التحول من شخص باطني غامض وجاد ، الى أنسان مرح يعشق النكات و يلقي الخطب العصماء في كل مناسبة ومن دون مناسبة .
النكتة التي أطلقها دولته خلال احتفالية الاعلان الرسمي لقائمة" دولة الفافون " * كمنافس انتخابي هي ان ائتلافه أنقذ العراق من الأنهيار وحافظ على وحدته . قال دولته ذلك دون ان يرف له جفن ، مما يدل انه كان يمزح مع العراقيين .
أستمتعت بهذه النكتة واخذتني نوبة ضحك ، و شكرت دولته على هذه اللحظات المرحة النادرة ، لأنه حرم العراقيين من الضحك والفرح منذ أن جلس على ذلك الكرسي الساحر ، الذي يغير الأنسان من حال الى حال .
بعد كل الخراب ، الذي حل بالعراق على يد دولته في شتى جوانب الحياة ، و بعد تصفية غرمائه السياسيين الواحد بعد الآخر عن طريق فبركة التهم المزيفة ضدهم ،
وبعد الأستفزاز المتواصل لأقليم كردستان المزدهر ، ومحاربته حتى لحلفائه الشيعة في التحالف الوطني ( التيار الصدري ، المجلس الأعلى )
وبعاد ان دق أسفين الشقاق و النزاع في المجتمع العراقي وأنفض عنه معظم القوى السياسية في البلاد و الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي ،و لم يبق الى جانبه الا قلة من الأنتهازيين المنتفعين من " دولة الفساد " . بعدهذا كله يأتي دولته ليعلن أنه أنقذ العراق من الأنهيار.
العراق اليوم على حافة الأنهيارو التقسيم الفعلي بسبب سياساته و نزعته في التسلط وهوسه بالكرسي الساحر .ويا ليته أكتفى بهذه النكتة المضحكة و المحزنة في آن واحد .فقد اضاف دولته "ان شاء لله ستحصل دولة القانون على الاغلبية السياسية حتى تتمكن من تمشية المياه الراكده".
واذا كان هذا اعترافاً متأخراً بأن العراق يمر بحالة ركود ،.فأنني أعتقد أن دولته متفائل أكثر من اللازم ، لأن الحياة ليست راكدة في العراق وحسب ، بل أنها تراجعت كثيراً في شتى الميادين ( التنمية ، البنى التحتية ، التربية و التعليم ، الصحة ، الحياة الأجتماعية و الثقافية " و القائمة تطول اذا اردنا حصرها ، حتى لم يجد وزير ثقافته قاعة أو مسرحا لائقا في بغداد كلها لحفل أفتتاح " بغداد عاصمة للثقافة العربية " غير خيمة بدوية بائسة في حديقة الزوراء المليئة بالقمامة
لا شك أن المالكي ، كعادته كان يسخر من العراقيين و يستهين بعقولهم ، رغم انهم تحملوا خلال سنوات حكمه العجاف ما هو فوق طاقة البشر من ظلم ومعاناة ومن كابوس الموت اليومي المجاني بعد ان أحتكر دولته الملف الأمني .
لو كان أي شخص آخر في مكانه لأنتحر منذ زمن طويل ، ألم ينتحر المغفور له عبد المحسن السعدون عندما أنتقده بعض أعضاء المجلس النيابي في العهد الملكي ؟ .ولكن دولة نوري المالكي ، لا يفكر بالأنتحار ولا بالأستقالة رغم أنه حول حياة العراقيين الى جحيم و العراق الى أسوأ بلد للعيش في العالم .
لا يفكر في ترك الأمور لعقلاء البلد ، ما دام في مقدوره الضحك على الذقون وشراء الذمم بمليارات النفط ، التي يسيل لها لعاب قياديي ائتلافه ولعاب ضعاف النفوس العائدين الى حضنه الدافيء في المنطقة الخضراء المرفهة المحصنة قريبا من سفارة الدولة التي نصّبته حاكما على العراق .
حتى كبار المسؤولين الأميركيين يقولون ان العراق على وشك التقسيم وقلقون ، على وحدته أكثر من المالكي ، فأية نكتة سمجة تلك التي أطلقها دولته في أحتفالية " دولة الفافون "
------------------------
*كان الدكتور نزار أحمد أول من أطلق هذه التسمية على ائتلاف " دولة اللاقانون " وهو اسم يعبر عن جوهر هذا التجمع للمنتفعين من حكم المالكي ومن نهب المال العام السائب .



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قل ودل : حلم المالكي المستحيل
- نداء أوجلان التأريخي الى السلام ، ألقى الكرة فى ملعب أردوغان
- مرحلة جديدة في تطورالعلاقات الكوردستانية – الروسية
- اليوم العالمي للغة الأم
- حرية الصحافة بين التشريع والتطبيق
- ما قل و دل : البصرة تستغيث من كابوس سوري
- خمسون عاماً على صدور كتاب - الحكايات الملحمية الكردية المغنا ...
- رسائل ساخاروف دفاعاً عن الكرد و حقهم فى تقرير المصير
- رائعة العقاد عن أمه الكردية
- الأنترنيت والتلفزيون: من المنافسة المحمومة الى الإندماج والت ...
- ما قل و دل : بلطجية مرسى !
- عراق الكرد و عراق المالكى
- ما قلّ و دلْ : مرسى و لغز ( كوكب القرود)
- تفاصيل مثيرة عن صفقة مريبة
- ما قل و دل : لغة لمالكى
- صفقات المالكى التسليحية ... ما خفى كان أعظم !
- آفگوست ژابا مؤسس ( الكوردولوجيا ) الروسية
- مفارقات زيارة المالكى الى موسكو
- المذكرات الشخصية و كتابة التأريخ
- خارطة الانتفاضة الشعبية فى سوريا


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جودت هوشيار - ما قل ودل : مياه المالكي الراكدة