أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت هوشيار - حرية الصحافة بين التشريع والتطبيق














المزيد.....

حرية الصحافة بين التشريع والتطبيق


جودت هوشيار
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 16:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرية الصحافة هي المحك الحقيقي للحريات الاخرى وبخاصة حرية الراي والتعبير وأداة اساسية في النقد والمتابعة والرقابة على اداء السلطة التنفيذية , والحرية الصحفية التي نقصد بها هي تلك التي تسمح بالنقد الموضوعي من أجل تحري الوقائع وتقصي الحقائق وصولا لأيجاد الحلول لمشاكل المجتمع . وهي القوة التي تصوغ أكثر من أي قوة أخرى الآراء و الأذواق والسلوك.
وتنص قوانين الصحافة في المجتمعات الديمقراطية على منح الحرية لكل مواطن كامل الاهلية في أصدار اي مطبوع دوري دون أذن مسبق شريطة ان يتم لاحقا أخطار الجهات المعنية بذلك , وكذلك أعطاء الصحفي حق التعبير عن رأيه بحرية دون رقابة وضمان حق المواطن في الحصول على المعلومات الضرورية للأسهام في اـخاذ القرار وينا مجتمع ديمقراطي .
اما على مستوى الممارسة والتطبيق فان الحرية الصحفية غير مطلقة حتى في أكثر الدول ديمقراطية والتي تضع خطوطا حمراء أمام العديد من الموضوعات الحساسة بالنسبة اليها دون ضغط أو أكراه مباشرين بل تفعل ذلك بأساليب شديدة الفعالية والذكاء , حتى لتبدو وكأنها لا تتدخل في شؤون الصحافة .
اما الانظمة المنغلقة فأنها لا تكتفي بتكبيل الصحافة بالقبود المجحفة الواردة في قوانين المطبوعات , بل تلجأ في كثير من الاحيان الى وضع مواد وبنود فضفاضة في تلك القوانين يمكن تفسيرها بأشكال مختلفة مثل الفقرات الخاصة بمصالح البلد العليا و الأمن الوطني وتقاليد المجتمع و عاداته وما شابه ذلك فعلى سبيل المثال ثمة تقاليد بالية ومتخلفة في المجتمعات الشرقية تعرقل عملية التحديث واللحاق بركب الحضارة ( وجود ما يسمى الخطوط الحمراء او التابوهات والجمود العقائدي و محاربة التفكير العلمي و منع المرأة من الأسهام في الحياة العامة وغيرها كثير )
الصحافة رسالة قبل ان تكون مهنة و صناعة و من الضروري لها أن تلعب دوراً تنويرياً في نبذ تلك العادات وليس الحفاظ عليها وعدم المساس بها .
ورغم ان قوانين الصحافة حتى في ظل الانظمة المنغلقة تنص على ضمان حرية النقد , الا ان هذه الحرية شكلية الى حد كبير وتبقى حبرا على ورق أو يوضع لها سقف محدد لايمكن تجاوزه دون الوقوع تحت طائلة المسائلة . فعلى سبيل المثال نجد ان الأنظمة المغلّفة بغشاء ديمقراطي زائف ، تسمح بأنتقاد المسؤولين من ذوي المناصب الدنيا أو المتوسطة و تحظر توجيه النقد الى رئيس الدولة او رئيس الوزراء أو الوزراء كما كان الأمر مثلاً ، في ظل النظام الصدامي أو تمنع المساس بالأداء الحكومي عموماً و ان كان هذا الأداء فاشلاً أو فاسدأ أو ظالماً .
ومن الملاحظ ان بعض الحكومات وبخاصة في الدول النامية تلجأ الى شتى اساليب الترهيب والترغيب لمنع الكاتب او الصحفي من التعبير عما يعتمل في ذهنه او يشغل باله ومن تسجيل الوقائع والاحداث بصدق وامانة اذا كانت دلالاتها تتعارض مع وجهة النظر الرسمية , ان الهوة التي تفصل بين التشريع والتطبيق في أي بلد ، تضيق او تتسع حسب هامش الحرية الحقيقية المسموح به للصحافة .
" يرى الانجليزي " شريدان " : خير لنا أن نكون بدون برلمان من أن نكون بلا حرية صحافة ، الأفضل أن نحرم من المسؤولية الوزارية ومن الحرية الشخصية ومن حق التصويت على الضرائب على أن نحرم من حرية ا لصحافة وذلك انه يمكن بهذه الحرية وحدها أن تعيد الحريات الأخرى إن عاجلا أم أجلا. حيث تلعب حرية الصحافة دورا كبيرا ليس في الوصول إلى الحقيقة فحسب بل أنها تشعر الصحفي بالارتياح والطمأنينة ، وتكون بمثابة الغذاء بالقياس إلى أجسام البشر.



#جودت_هوشيار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما قل و دل : البصرة تستغيث من كابوس سوري
- خمسون عاماً على صدور كتاب - الحكايات الملحمية الكردية المغنا ...
- رسائل ساخاروف دفاعاً عن الكرد و حقهم فى تقرير المصير
- رائعة العقاد عن أمه الكردية
- الأنترنيت والتلفزيون: من المنافسة المحمومة الى الإندماج والت ...
- ما قل و دل : بلطجية مرسى !
- عراق الكرد و عراق المالكى
- ما قلّ و دلْ : مرسى و لغز ( كوكب القرود)
- تفاصيل مثيرة عن صفقة مريبة
- ما قل و دل : لغة لمالكى
- صفقات المالكى التسليحية ... ما خفى كان أعظم !
- آفگوست ژابا مؤسس ( الكوردولوجيا ) الروسية
- مفارقات زيارة المالكى الى موسكو
- المذكرات الشخصية و كتابة التأريخ
- خارطة الانتفاضة الشعبية فى سوريا
- 1250 عاما على بناء بغداد : مدينة عظيمة أسيرة الحاقدين عليها
- بغداد تتسلَّح و كردستان تزدهر
- ممارسة صحفية جديدة ... طال أنتظارها
- الأستشراق: محاولة للفهم و لردم الهوَّة
- نيكولاى مار و أصل الكورد و لغتهم


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جودت هوشيار - حرية الصحافة بين التشريع والتطبيق