|
رنا بشارة -;- زيتونة فلسطين منقوعةً بالدم !!!
محمود كلّم
(Mahmoud Kallam)
الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 02:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لسنا بحاجة الى قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء المجزرة ، كفانا كلّ هذا الخدر الصوفيّ على مدى القرون التي مضت . علينا أن نخلع ثوب التصوف فهو الذي قادنا وأوصلنا اليوم الى ما نحن فيه من رزيّةٍ . وان نضع وراء ظهورنا الاخلاق المسيحية وهي تدعو الى التسامح والغفران ، الذي يقود الى الذلّة والقدرية . ذلك لا يعني اننا دعاة قتل وعنف ودماء ، بل لاننا ندرك حجم ما تقود اليه سياسة التسامح خاصة مع قتلة ومجرمين شكا التاريخ غدرهم وتآمرهم منذ بدأ الرسول دعوته . لا أقدم كلمات السلوى او الرثاء والعزاء وادعو لقراءة قصائد الشعر العمودي تذكارا وتذكيرا بشهداء المجزرة لحظة التصدي البطولي للآلة العسكرية الصهيونية . انني اقدم للناس مِديةً حين أغمدها في الارض تتوهج نوراً ، وفكراً ، وشجاعة . لا يمكننا الاحتجاج على هذه الكبوة التي تتكرر في نسغنا دوماَ وكأنها جزء من نسيجنا المكوّن لذاتنا ، وان كانت تشير الى الفطرية للحياة من دون فكرة غير قابلة للزوال داخل مادة تتصف بالديمومة . لأننا لو حاولنا الاحتجاج ،وهي فكرة دفاع ضد التلاشي، فكرة لا زمانية. نتاج مضاد للأنسجة اللدنة التي ستتململ ولا يبقى لها اي معنى في يوم من الايام ولأنها تنعكس في مادة لا تزيد ديمومتها عن المادة التي اخذت منها . فهل يمكننا يا ترى أن نوفَّق في مسعانا . ولكن !!!. من أين سنأتي بالمعتصم العباسي ثانيةً ، كي يّدق بكل العنف والجبروت قلاع عموّرية ، اقوى حصون الامبرطورية البيزنطية ، كي يثأر وينتقم لامرأة استجارت به فأنجدها ، ورَدَّ اليها كرامتها ، ولم يخذلها . عشرة قرون مرّت على المعتصم وعمورية نام خلالها العربي على الضيم والذلّ والهوان ، ومشى دون ارادة منه في قطيع السياسيين وتجار السياسة والصالونات واللغة الثورية التي ما قتلت ذبابة ، رغم تململه ورفضه . فالقيادات نامت في صفوف الاعداء ، ونحن المقاتلين في الخنادق ، لا ندري متى ستدَّق عظامنا . اصحاب الأظلاف اجتروا !!! هذا ليل عربي !!! تاجروا بقضيتنا -;- ستكسبون كثيراً -;- ولكن حذارِ ، سيجئ الزمن الذي نبصق فيه على وجوهكم القذرة ، ونمسح بشواربكم الارض ، وندوسكم بأرجلنا الحافية . مرّت ثلاثة عقود ، على المجزرة ، والضحايا في قبورهم يصرخون -;- متى تأتي لحظة الانتقام ؟ متى يتذكرنا بصدق من كانوا معنا ؟ متى يفِ قادتنا بوعودهم ؟ ومتى يضعون حدّا لمسلسل الموت والدمار ؟ متى ينفضوا تراب اللحد عنّا ، كي يعرف الصغار أسباب غيابنا ورحيلنا ؟. اننا نعيش في هذا الزمن العاق ؟ وهو عار وإرث بغيض نتركه لأحفادنا. رنا بشارة ، إبنة ترشيحا ومواليدها ، فنانة من الجليل الاعلى نذرت نفسها لقضية شعبها والوطن . تعاطت مع موجودات ارض ترشيحا وفلسطين فكان الصّبّار مادتها في الرسم . لقد طبعت كل الموجودات عليه فأخذت شكل نبات الصّبّار , وجوه الناس ، والاطفال ، والمساحات الخضراء ، والآلة العسكرية والمخيمات ، الموتى والاسرى . ضمّنته كتابا سمّه ارشيفا ، وان لم يكن كتاباً يحوي رسوماتها وان لم يحمل بعد عنوانا ، لكن الصّبّار ، هو النكهة التي لا تفارقه . رنا بشارة انها انسانة قبل كل شيء . إنسانة تسحقها هموم شعبها وجراحه جراحها هي . إنسانة نذرت روحها لقضية تتآكلها الايام والاعوام كالسباخ للارض وتظل تدور قضيته في دائرة الحلم ، بل تظلّ حلماً عصياً على التحقق كما يريد القائمون عليها .ولكن في حسابات رنا بشارة ان الحلم وارد التحقيق -;- فها هي تنهض من بين الخراب الذي لحق بوطنها وبيدها الفرشاة والالوان واوراقها الصبير تجسّد عليه معاناة وطن يكاد يضيع في المجهول . لم تكتفِ بهذا ، فها هي تطلق صرختها في الجليل الاعلى صرخة على شكل نصبٍ بارتفاع ثلاثة أمتارٍ ونصف وعرض ثلاثة أمتار يجسد الشهادة ، شهادة ابطال صبرا وشاتيلا المنسيين ، يأخذ شكل كرة ارادت بها ان القضية الفلسطينية تدور في اروقة السياسة وفراغاتها وستظل تدور كما الكرة الارضية . تحية من الجليل اطلقتها رنا بشارة لشهداء صبرا وشاتيلا , هي صرخة في وجوه تجار الكلمة الذين تناسوا أو نسوا أن للأموات حقاً على الاحياء . ليس بيننا نحن شهداء صبرا وشاتيلا وزيتونة فلسطين رنا بشارة دائن ومدين ما دمنا ننتمي لأرض الزيتون والجليل ارض فلسطين ، ولكن ما قدّمته رنا من اجلنا يخرج عن دائرة الكلام العابر ، انه موقف امتزجت فيه اللمسات الانسانية والمشاعر الوطنية ونكهة التراب والموقف . رنا بشارة موقف بذاته . لم تنسَ رنا شهداء المجزرة ، فأقامت النصب تحية وتكريما لنا ، وعلينا نحن ان نقول : طوبى لك ايتها الزيتونة ستبقين وارفة الظلال بعناد واصرار برغم كثرة الفؤوس التي تتغنىّ عند جذرك . تحية وفاء لك وتقدير دائم .
#محمود_كلّم (هاشتاغ)
Mahmoud_Kallam#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طفلُ الشّتات
-
ضبابُ الفجر يحجبُ الأسرار
-
الى الاسير علي عبد عيشة !!! . في الذكرى الثانيةِ والثلاثين ل
...
-
الى الأسيرعلي عبد عيشة ، كل جسور الليل تكسرت ، سوى جسرك . فم
...
-
ثمّة سرّ لا أفهمه !!!
-
لن يتوارى عمود الشمس خلف زحام الأيام !!!!!!!
-
فاض الحزن بغير مواسمه !!!!!!!
-
في رحم الليل علّقت فوانيس الزيت !!!!!!!
-
رغم أوجاع الليل !!!!!!!
-
لحن الطفولة .... فرح المنسيّة !!!!!!!
-
ندى كلّم ... ضوء النهار وغابة الشمس !!!!!!!
-
ايمان , نجمة على عاتق الليل تضيئ ّّ!!!!!!!.
-
ايمان , نجمة على عاتق الليل تضيئ !!!!!!.
-
خيوط الشمس !!!!!!!
-
خواطر من آخر الليل !!!!!!!
-
البكاء آخر الليل !!!
-
الماضي مقبرةً خَلَتْ ...!!!
-
ساقيةُ الورد لن تجفَّ !!!
-
ناجي العلي الصغير!!!
-
تموت الأزهار رغماً !!!
المزيد.....
-
بعد تحريك ترامب لوحدات -نووية-.. لمحة عن أسطول الغواصات الأم
...
-
مقبرة الأطفال المنسيّة.. كيف قادت تفاحة مسروقة صبيين إلى سرّ
...
-
الوداع الأخير.. طفل يلوح لجثامين في جنازة بخان يونس وسط مأسا
...
-
مستشار سابق للشاباك: حرب غزة غطاء لمخطط تغيير ديمغرافي وتهجي
...
-
نفاد تذاكر -الأوديسة- قبل عام من عرضه.. هل يعيد كريستوفر نول
...
-
بين الرخام والحرير.. متحف اللوفر يستضيف معرض الكوتور لسرد قص
...
-
أزمة حادة بين زامير ونتنياهو بشأن استمرار الحرب على غزة
-
فورين أفيرز: لماذا على تايوان إعادة إحياء مفاعلاتها النووية؟
...
-
فيديو الجندي الأسير لدى القسام يثير ضجة في إسرائيل
-
بلغراد تندد بتثبيت حكم على زعيم صرب البوسنة
المزيد.....
-
شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية
/ علي الخطيب
-
من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل
...
/ حامد فضل الله
-
حيث ال تطير العقبان
/ عبدالاله السباهي
-
حكايات
/ ترجمه عبدالاله السباهي
-
أوالد المهرجان
/ عبدالاله السباهي
-
اللطالطة
/ عبدالاله السباهي
-
ليلة في عش النسر
/ عبدالاله السباهي
-
كشف الاسرار عن سحر الاحجار
/ عبدالاله السباهي
-
زمن العزلة
/ عبدالاله السباهي
-
ذكريات تلاحقني
/ عبدالاله السباهي
المزيد.....
|