أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحمدان - الضربة الامريكية ... بدأت















المزيد.....

الضربة الامريكية ... بدأت


ابراهيم الحمدان

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قطة لأحد الأفلام الأمريكية القديمة التي أنتجت في هوليود.. يظهر فيها سجين لدى (السي آي إيه) يخضع للتحقيق.. وبسبب رفضه التعاون مع المحققين.. يأتي به فريق المحققين، أمام لجنة مؤلفة من عدد من القضاة ليتم الحكم عليه بالإعدام.. بعد عدة أيام يتم إبلاغه بتاريخ تنفيذ الحكم، وبالوقت عينه يحاول المحققون أن يفاوضوه بصفقة لينقذ نفسه من الموت وأن يقدم معلومات مقابل إلغاء الحكم وتخفيفه، أو تنفيذ الحكم.. وقبل تنفيذ الحكم، يُتاح له أن يطلب رغبته الأخيرة قبل تنفيذ الحكم في الصباح، وأنه لا يمتلك إلا القليل من الوقت ليقبل الصفقة وينقذ نفسه.. وتأتي ساعة تنفيذ الحكم.. يسوقون الرجل مكبلاً.. وسط حراسة إلى غرفة الإعدام.. يضعون في رقبته حبل المشنقة.. يسأله المحقق إن كان قد غير رأيه.. فلا يجيب، يُعطى الأمر بتنفيذ الحكم.. وتُسحب المنصة من تحت قدميه ليقع ويقطع به الحبل، ويصرخ المحقق خذوه إلى زنزانته.. إنها خدعة أمريكية لمحاولة ابتزاز السجين!!.

هذه هي أمريكا، تعتمد على إضعاف خصومها وتحاربهم نفسياً لابتزازهم لآخر رمق.. تعتني بالتفاصيل الصغيرة والكبيرة لتصل بعدها إلى أن نصدق تهديداتها.

هل ما تجهزه أمريكا من ساحة المعركة، تمثيلية وخدعة متقنة لابتزاز سورية؟؟.. وهل الأساطيل والمدمرات والوعيد والتهديد خدعة تم إنتاجها وإخراجها في البيت الأبيض ومن (السي آي إيه)؟؟.

لنعود بذاكرتنا إلى ما قبل التهديد الأوبامي، ونتذكر الحالة النفسية للأعداء من دول ( قطر، السعودية، تركيا) إلى الحاضنة السياسية للمجرمين الخارجيين منهم والداخليين.. والحالة النفسية للمجرمين المسلحين في سورية، لنستنج أنهم كانوا جميعاً في حالة من اليأس والانهيار والاعتراف بالهزيمة أمام انتصارات الجيش في القصير وقبلها معركة المطار وبابا عمرو والكثير من المعارك التي فتكت بهم.. وإذا ما قارناها بحالتهم النفسية الآن نصل إلى نتيجة أنهم أخذوا من تهديدات اوباما، جرعة من المخدر التي أعطتهم الوهم بأنهم ولدوا من جديد، وأنهم قاب قوسين من الإنقاذ!!.

إذاً، أمريكا استطاعت فقط لمجرد التهديد بالضربة العسكرية تحقيق هدف حقن المجرمين بالمورفين، رغم حصارهم عسكرياً وإعطائهم أملاً جديداً.. لكن بالتأكيد، وللعارفين بالحقائق يعلمون أن ذلك وهم وتلك الحقنة لم تغير شيئاً في أرض المعركة... فهم عسكرياً محاصرون.. واهمون، مخدرون، مهزومون.. لكن لا نستطيع نكران أن أمريكا حققت هدفها بإعادة النشاط لهم ولبندرهم بن سلطانهم.

ما حققته التهديدات الأوبامية أيضاً هو إعادة تسليط الضوء على اللعبة القديمة الجديدة (السلاح الكيميائي في سورية) فبعد أن كانت لجنة التحقيق آتية إلى سورية للتحقيق في جريمة خان العسل، وتجريم المسلحين بإطلاق الصواريخ الكيميائية، انقلبت الأمور رأساً على عقب!! وبدل أن تتوجه لجنة التحقيق إلى خان العسل توجهت إلى غوطة دمشق، وبدل اتهام المجرمين باستخدام السلاح الكيميائي تم اتهام الجيش العربي السوري.. وهوّلت الأمر بالضربة العسكرية السريعة لإخراج لجنة التحقيق من سورية ورفض طلب القيادة السورية تمديد عمل اللجنة بحجة الضربة العسكرية، ومنع توجه اللجنة إلى خان العسل!!.. بل أكثر من ذلك غاب موضوع الأسلحة الكيميائية المستخدمة في خان العسل من قبل جميع الأطراف الدولية المؤيدة والرافضة.

بل تم إعادة موضوع امتلاك الدولة السورية للسلاح كيميائي وإثارته من جديد وكأنه موضوع العصر وأنه المشكلة الأساسية وليس المشكلة بالحرب القائمة على سورية، ولا باستخدام المجرمين (للكيميائي في خان العسل).. وأعتقد أن أمريكا ومعها إسرائيل، سيعملان الآن على التخلص من هذا السلاح والمطالبة بالسماح للجنة التحقيق بتوسيع تفتيشها لمعرفة أماكن تواجده والمطالبة بوضعه تحت الإشراف الدولي للتخلص منه!.

أما أهم ما أنجزته أمريكا وإسرائيل، فهو إعادة شخصنة الحرب من جديد، وأن المشكلة بشخص الرئيس الدكتور بشار الأسد، وإقران اسمه بالمسؤولية عن كل ما يحدث في سورية!! وكأن سورية ليست دولة ذات مؤسسات حكومية، وكأن سورية ليست وطناً، وقيادة سياسية، وقيادة عسكرية، ومؤسسات حكومية.

ويجب التركيز من جميع الإعلاميين على هذه النقطة، بأن من يشخصن الموضوع السوري هم أمريكا وإسرائيل والأعداء العرب.. بهدف الإساءة لرمز سورية.. ولسنا نحن السوريين، لا قيادة ولا شعب، من شخصن الحرب منذ البداية إلى الآن.. نحن فقط ندافع عن وطن مستهدف وعن رموز وطن مستهدفين بدءاً من علم الجمهورية العربية السورية، إلى الجيش (حماة الديار) إلى رئيس الجمهورية العربية السورية الشرعي.

إذاً وبعد استعراض سريع نصل إلى نتيجة مفادها: أن الضربة الأمريكية تمت وحققت الجزء الأكبر من أهدافها.. وأنها ضربة إعلامية ليس إلا!!... وعلينا الاعتراف بحقيقة أن العدو انتصر علينا بكل جولاته ومعاركة الإعلامية.. مقابل انتصارنا عليه بكل جولاتنا العسكرية.. وهذه حقيقة حاصلة من بداية الحرب إلى اليوم.

كل المؤشرات المنطقية والعقلانية تقول إن لا أمريكا ولا أوروبا ولا حلف الناتو، تستطيع أن تطلق رصاصة واحدة على سورية.. لأن المعادلة سهلة ممتنعة.. فأي تدخل عسكري خارجي على سورية سيضع إسرائيل تحت رحمة صواريخ سورية وحزب الله وإيران.. ولا أحد في الكون يستطيع حماية إسرائيل.. لا بوارج أمريكا ولا القبة الحديدية الإسرائيلية، ولا بعير السعودية وقطر، ولا حتى موزة بنت ناصر المسند.

وكل الدلائل على الأرض وفي البحر والمحافل السياسية والمحافل الإعلامية تشير إلى أن اليد الأمريكية على الزناد وبأي لحظة قد تنفذ تهديدها بضربة عسكرية محدودة كما يقول أوباما!!.. لكن دعونا نعود إلى الرجل الذي حوكم في الفيلم الأمريكي.. لنعرف أن أي إنسان في العالم لو كان مكان ذلك الرجل الذي كُبّلت يداه ووضع حبل المشنقة في رقبته، لعاش الظرف النفسي الذي عاشه أي مواطن سوري، ليس خوفاً من تهديد الرجل القابع في البيت الأبيض.. بل مما رآه من بوارج ومدمرات عسكرية تحيط بسورية كما أحيط حبل المشنقة بعنق الرجل المحكوم بالإعدام. فهل هما حبل من الخدع الأمريكية؟؟!!!... وأننا خُدعنا بحبال أمريكا الإعلامية ؟؟.. أعتقد أن الأمر (خدعة) خاصة وأن أمريكا ضربت عدة عصافير بحجر واحد:

العصفور الأول.. إعطاء إبرة المورفين للخونة القتلة وحاضنتهم السياسية والاجتماعية وإظهار نفسها أنها لم تخذلهم.

العصفور الثاني.. محاولة ابتزاز سورية لآخر رمق ممكن.

العصور الثالث.. استعراض عضلاتها العسكرية في الجو والبحر.

العصفور الرابع.. ابتزاز الغربان الخليجية وسحب الأموال منهم بحجة تحريك بوارج ومدمرات لتخليصهم من دولة عربية جديدة!!.

العصفور الخامس.. محاولة إعادة موضوع السلاح الكيميائي السوري وكشف مخابئه ومحاولة التخلص منه.

العصفور السادس.. تخلصت من موضوع خان العسل.

العصفور السابع والأهم.. إعادة شخصنة الحرب على سورية ومحاولة تشويه صورة رئيسنا العربي السوري في أعين العالم، كاستباق لانتصاره وتزعمه الشرق الأوسط بجدارة الزعماء.

العصفور الأخير.. أمريكا ومعها الأخوة الأعداء وإسرائيل، لم يبقَ لهم (الحيل والقوة) للذهاب إلى مؤتمر جنيف 2 فهم سيصلون جنيف دون أي ورقة بعد انتصارات الجيش العربي السوري، وبعد الانتصارات الدبلوماسية والسياسية للقيادة السورية.. فصعدت وهوّلت الأمور لتعيد امتلاك ورقة واحدة.. الضربة العسكرية الوهمية وتخوّف العالم من حرب عالمية جديدة.

يبقى أن أقول: كل الاحتمالات واردة.. احتمال الحرب وارد، لكن لن يكون بضربة عسكرية على سورية.. بل إن تم، سيتم بحرب واسعة النطاق ويبدأ بضربة ثلاثية قوية جداً وبنفس التوقيت على كل من إيران وسورية وحزب الله... وتكون إسرائيل مستعدة لتقديم خسائر كبيرة في أحسن الأحوال.. ويكون هدف الحرب ليس ضربة محدودة.. بل يكون تغيير الشرق الأوسط والسطو على الاكتشافات النفطية في المتوسط وإعطاء الرسن العربي لإسرائيل.. وهذه الأهداف لا تتحقق بوجود سورية وإيران وحزب الله.. إذاً ستكون حرباً غير تقليدية..

بالمقابل محور المقاومة يمتلك الساعد القوي الذي سيغير المعادلة ويضرب بيد من حديد، ضربته التي ستجبر إسرائيل على الاستغاثة لوقف الحرب.. لكن الاعتقاد المرجح بالنسبة لي أننا قريباً سنتوجه إلى جنيف اثنين.. وجنيف اثنين ليس حلاً سياسياً بل هو جردة حساب لأرض المعركة... الأعداء في جعبتهم انتصارات إعلامية، وفي جعبتنا انتصارات عسكرية وبذلك نكون انتصرنا وتكون أمريكا حافظت على ماء وجهها القذر.

النصر لسورية بجيشها وشعبها وقائدها..

النصر لحلف المقاومة إيران سورية حزب الله..

الرحمة والهيبة للشهداء العسكريين والمدنيين وشهدائنا من حزب الله.



#ابراهيم_الحمدان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما ... وحرب الحيص البيص
- انتبهوا يا عرب !!! ... الخائن حمد يريد منصب أكبر من قطر
- الرئيس مطالب بالتوضيح للشعب ** ماذا حدث يوم 5 5 /2013
- نبيل فياض ( سليل إقطاع أم سليل ابن رشد )
- أخوة المقاومة
- ( على الوعد يا كمون )
- حرب .. حرب .. حرب .. مايحدث على سوريا حرب
- اللعب مع الكبار
- الكرت الأحمر السوري
- أمريكا وروسيا ..... ووهم الحل السلمي
- لن نغلق المدارس والجامعات
- قمة الربيع العربي
- زيارة أوباما ... سبوبة ، أم إعلان حرب ؟؟
- ( المطمورةُ السورية )
- رد على مقال باتريك سيل (( هل يمكن إنقاذ سورية من الدمار ))
- تفاصيل الرد السوري على اسرائيل .. والي ما يدري يقول كف عدس
- (( سوريا تقول علي وعلى أعدائي ))
- يوسف عبدلكي ... والربيع الأحمر
- الخطر قادم !!!!
- حرب استنزاف أم حرب جديدة ؟؟


المزيد.....




- بعيدا عن الكاميرا.. بايدن يتحدث عن السعودية والدول العربية و ...
- دراسة تحذر من خطر صحي ينجم عن تناول الإيبوبروفين بكثرة
- منعطفٌ إلى الأبد
- خبير عسكري: لندن وواشنطن تجندان إرهاببين عبر قناة -صوت خراسا ...
- -متحرش بالنساء-.. شاهدات عيان يكشفن معلومات جديدة عن أحد إره ...
- تتشاركان برأسين وقلبين.. زواج أشهر توأم ملتصق في العالم (صور ...
- حريق ضخم يلتهم مبنى شاهقا في البرازيل (فيديو)
- الدفاعات الروسية تسقط 15 صاروخا أوكرانيا استهدفت بيلغورود
- اغتيال زعيم يكره القهوة برصاصة صدئة!
- زاخاروفا: صمت مجلس أوروبا على هجوم -كروكوس- الإرهابي وصمة عا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الحمدان - الضربة الامريكية ... بدأت