صدمة لغوية:الحج هو الحك

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4200 - 2013 / 8 / 30 - 14:15
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

طالما أن كل الديانات السابقة على الإسلام كانت مهتمة بثقافة الغذاء والتكاثر طالما كان الإنسان مثلها تماما مهتما بالتكاثر,ولكن ما يلفت الانتباه هو أن عملية الحج إلى مكة نفسها كانت أولا وأخيرا بهدف تحقيق التكاثر بالحفاظ على النوع والمشكلة أن غباء المواطن العربي المسلم لا يستطيع أن يدرك هذه الظاهرة وأي إنسان يحرك وينكش مخه قليلا ويبحث في معنى كلمة الحج والحك يدرك فورا أن الحج هو نفسه الحك ,وأن الناس كانوا فيما مضى مثل بعضهم البعض مهتمون بالتكاثر وعلى استعداد للتضحية بأي شيء في سبيل الحفاظ على النسل والتكاثر, وما زالت الناس إلى اليوم يقيمون الصلوات ويتقربون من الإله من أجل زيادة نسبة الإخصاب فيهم من كل النواح وحتى اليوم ما زال الإنسان مهتما بالتكاثر ولكن بشكل أقل كما سيتضح لنا بعد قليل ,وبإمكان القارئ مراجعة قواميس اللغة ليكتشف أن معنى كلمة حج مثل معنى كلمة حك شريطة أن تلفظ الكلمة على الاتجاهين,كأن تقول(قُلت)و(كُلت)و(كعك) و(جعج)فهذه وغيرها الكثير في اللغة يتم فيما بينهم تبادل الحروف.

الإنسان الأول اهتم بشيئين مهمين لتحقيق وجوده على هذا الكون وهما(الغذاء والتكاثر) وكان الغذاء شغله الشاغل والتكاثر أيضا شغله الشاغل ولم يكن مهتما أبدا بتحقيق ثقافة التواصل الاجتماعي فهذه لم تكن من مهمات وجوده ولم يكن غبيا لهذا الحد ليشغل فكره في شيء لا ينفع أو ليس مهما,أولا يعبر عن روح العصر,لقد كانت الديانات القديمة تعبيرا عن ثقافة العصر الذي كانت فيه وتعبيرا عن روحها,والذي يشغل تفكيرنا اليوم مختلف نوعا ما ونسبيا عن الذي شغل فكر وبال عقول أسلافنا الذين سبقونا على هذه الحياة والذين خطوا بسواعدهم الفتية قصة وجودنا عن طريق تحقيق مفهوم النماء والتكاثر فجاءت أديانهم ومعتقداتهم وأساطيرهم مهتمة فقط لا غير بالنماء وبالغذاء وبالتكاثر,والمهم في الأمر أن اهتمام الإنسان بثقافة النماء والتكاثر والغذاء احتلت 99% من تفكيره,وهذا لا يعني أننا اليوم غير مهتمين بالغذاء وبالتكاثر ولكن هذا الاهتمام اليوم يأتي إلينا بشكل مخفض تخفيضا ظاهرا,فما زلنا إلى اليوم نهتم بالغذاء وبالدواء وبالتكاثر ولكن بشكل أقل ذلك أن الكرة الأرضية أصبحت تغص بالسكان والقنبلة السكانية التي تنبأ بها آينشتاين ذات يوم قد انفجرت وامتلأت القارات بالسكان.

وهنا علينا أن نلاحظ ملاحظة هامة إلى معنى كلمة(حج) أو(الحج) وعلينا أن نتكلم عن الموضوع بشكل لغوي وسماعيا ,فمثلا حرف الجيم يلفظ بشكله القاسي واللين, ويلفظ أيضا بأصوات مختلفة مثل(الكاف) فنقول عن (حكا) نقول عنها(حجا) حيث يتغير حرف الجيم وينقلب إلى كاف باختلاف الناطقين به,وكذلك كانت كلمة (حج) كانت في البداية تعني(الحك) ولفظها من الاحتكاك بالشيء,فكان الذي يحك يقول:( حكيت )أو( حجيت),وهذا ما حصل مع قصة الحج أو الحك والنماء والانتماء والغذاء والتكاثر.

كانت العرب مثل غيرهم من الأمم السابقة مهتمون نوعا ما بقصة الخصب والنماء والغذاء والتكاثر وكانت طقوسهم الدينية من أجل الخصب والغذاء والتكاثر فجاءت عقيدة الإنسان البدائي منذ القِدم مهتمة فقط لا غير بالتكاثر وبالغذاء وكان الإنسان وما زال على استعدادٍ ليفعل أي شيء في سبيل المحافظة على غذاءه وعلى تكاثره فمارس عقيدة الخصب والنماء وصلى للآلهة من أجل أن تزيد من مسعاه للتكاثر ومن أجل أن تُمطر الدنيا أكثر ويزداد حقله بالمنتوجات الزراعية أكثر,وقارن الإنسان في هذا الشأن بين عضوه التناسلي وبين الغذاء والآلهة.

وهنا مربط الفرس,وأرجو أن لا أكون قد تسببتُ لكم بصدمة لغويةحين أقول أن الحج الذي يحج إليه اليوم الملايين من المسلمين كان في الأصل(حكاً) وليس(حجا) فكانوا يذهبون إلى مكة من أجل تقديم طقوس الحك أي حك أعضاءهم التناسلية بالحجر الأسود من أجل أن يزيد الآلهة في تكاثرهم وفي زيادة غذاءهم وتحقيق ثقافة الخصب,فكان كل رجل يقف أمام الحجر الأسود ويمسك عضوه التناسلي بيده ويحكه بالحجر الأسود وكذلك كل امرأة تقف أمام الحجر الأسود وتحك عضوها التناسلي بالحجر الأسود وتقول للناس:حكيت ويقول الرجل حكيت وتطورت هذه الظاهرة من الحك إلى الحج..,وهذه هي كل المشكلة,وهذا هو الهدف الأسمى من الحج,وكانت هنالك قبل مجيء الإسلام حوالي عشر كعبات يحج إليها العرب ويحكون فيها أعضاءهم التناسلية وما لباس الإحرام إلا إحدى هذه الظاهر وكانوا في البداية يحكون أعضاءهم التناسلية بالحجر الأسد وهم عراة تماما ولكن شيئا فشيء لبست العرب وغطت النساء والرجال أعضاءهم التناسلية بقطعة قماش,وفترة على فترة وسنة على سنة تحول الطقس من طقس حك الأعضاء التناسلية بالحجر الأسود إلى تقبيل الحجر الأسود قبلة من الشفايف(الشفاة).

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل