|
الدكتور خالد مساعد ..مؤسس أول تنظيم جهادى فى سيناء
رياض حسن محرم
الحوار المتمدن-العدد: 4197 - 2013 / 8 / 27 - 02:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
طبيب الأسنان "خالد مساعد سالم" من قبيلة السواركة الشهيرة بسيناء والتى أبلى الكثير من رجالاتها بلاءا حسنا فى إطار "منظمة سيناء العربية" التى أنشاتها المخابرات المصرية لمقاومة الإحتلال الاسرائيلى لسيناء بعد حرب 1967، تخرج مساعد من كلية طب الأسنان بالزقازيق عام 1999 وبعدها عمل بمدينة العريش، وعرف بميوله الدينية وإنتسب وهو طالب الى جمعية الشبان المسلمين وكان قد تعرف أثناء دراسته بطالب فى كلية الحقوق هو "نصر خميس الفلاحى" من محافظة البحيرة الذى إرتبط به بقية حياته وشاركه فى أفكاره ومعتقداته، وقد تدارسا معا أفكار السلفية الجهادية وقرءا كتاب منظّر تنظيم الجهاد "سيد إمام الشريف" الشهير بالدكتور فضل (العمدة فى إعداد العدة) الذى يعد مرجعا للجهاديين فى مصر والعالم، وبدأت علاقته منذ هذا التاريخ بأفكار القاعدة، وفى العريش شكلا تنظيم "التوحيد والجهاد" ومعهم ثالث هو "سالم خضر الشنوب" الذى أصبح بعد ذلك المسئول العسكرى في التنظيم وكان يتولى تدريب عناصر التنظيم على الأسلحة وتصنيع القنابل فى قرية الفرقدة المجاورة لجبل الحلال بوسط سيناء وتمكنوا من إقناع بعض الشباب بأفكار التنظيم والانضمام إليه كما تمت عمليات تجنيد أخرى من خلال مسجد الملايحة فى العريش والأوابين فى التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية وذلك منذ العام 2000 وإكتمل بناء التنظيم فى 2003، وتشكلت المجموعة القيادية للتنظيم من الثلاثة السابقين ومعهم عيد سلامة الطراوى وحماد جميعان ونايف إبراهيم الديب وبلغ عدد أعضاء التنظيم حسب بعض التقديرات آنذاك 60 مقاتلا، ويتبنى التنظيم فكرا معاديا للكيان الصهيونى ويعتبر الحكم والسلطة فى مصر كافرة ويدعو الى القتال ضد الجيش والشرطة بصفتهما من الفئة الممتنعة الذين يساعدان السلطة فى عدم تطبيق شرع الله بما فى ذلك حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين. تعتبر شبه جزيرة سيناء معقلا مثاليا لبؤر التطرف لكونها تحاذى الأراضى الفلسطينية المحتلة التى يعتبرونها هدفا لهم ووجود الأنفاق مع غزة التى تعّج بالخلايا والتنظيمات الجهادية، بالإضافة الى أن طبوغرافيا المنطقة تتكون من الجبال والوديان الوعرة التى تشكل ساترا طبيعيا يمكن لهذه التنظيمات الإحتماء به، والطبيعة البدوية للسكان تهيئ حاضنة شعبية لأبنائها حتى المارقين منهم، وقد شاهدنا ذلك فى مجتمعات شبيهه كاليمن، يضاف أيضا أن سيطرة أجهزة الأمن لم تكن قوية فى سيناء خاصة فى المنطقة ج من العريش الى رفح بسبب قيود إتفاقية كامب ديفيد، لذا كان من الطبيعى أن يكمل خالد مساعد بناء تنظيمه فى تكتم شديد مستهديا بأفكار تنظيم القاعدة وأدبيات تنظيم الجهاد المصرى واعتمد الشكل العنقودى فى بناء تنظيمه، ويتكون كل عنقود من 4 الى 5 أفراد لا يعرف أعضاء العنقود بقية أعضاء التنظيم، ولكن كل قادة هذه العناقيد على علاقة بالأمير خالد بن مساعد وليس من السهل الإتصال المباشر به الاّ بطريقة شديدة التعقيد. ساعد على نمّو تنظيم التوحيد والجهاد مبكرا الأحداث الدامية فى فلسطين إبّان الإنتفاضة الفلسطينية الثانية والغزو الأمريكى للعراق، وهروب الكثير من العناصر التكفيرية الى سيناء أثناء الصراع بينهم وبين قوى الأمن فى التسعينيات، ومن الثابت حدوث لقاء تنظيمى بين تنظيم التوحيد والجهاد وما عرف بجماعة الشوقيين فى الدلتا، وهذه الجماعة أسسها مهندس زراعى إسمه "شوقى الشيخ" واتخذت منحى تكفيريا متطرفا وحدث تعاون بينها وبين تنظيم خالد مساعد، على إثرها تم تغيير الإسم الى "القاعدة والجهاد" فى 2005 ، وبعد أن أكمل خالد مساعد بناء تنظيمه بشكل سرى تام حتى بدأ فى التخطيط لتنفيذ عمليات محكمة للتفجير فى سيناء مختارا هدفه بعناية ضد السائحين الأجانب وخاصة الإسرائيلين فى جنوب سيناء الذين يزورون المنتجعات السياحية فى شرم الشيخ ودهب ونويبع وطابا. كانت أولى عمليات التنظيم فى قرية طابا السياحية فى الطرف الشمالى من خليج العقبة فى 7 اكتوبر 2004 حيث انفجرت ثلاث سيارات ملغمة في فندق هيلتون طابا، ومخيمي أرض القمر، والبادية، بجزيرة " شيطاني" في نويبع. ووقعت الانفجارات في تزامن منظم، بدأت بانفجار طابا في العاشرة مساء، ثم وقع الانفجار الثاني في العاشرة والنصف، والثالث بعد ثلاث دقائق. وأسفر الانفجار عن تدمير عشرة طوابق من فندق هيلتون طابا بالإضافة إلى مصرع نحو 7 مصريين و24 إسرائيلياً وإصابة 135 آخرين في التفجيرات، بعدها بحوالى عام وتحديد فى 23 يوليو 2005 حدث تفجير كبير فى شرم الشيخ حيث وقعت ثلاثة تفجيرات متقاربة التوقيت في ثلاثة أماكن ليست بعيدة كثيراً عن بعضها البعض " السوق القديمة"، "موقف السيارات"، وفندق "غزالة جاردنز"، الحادث خلّف وراءه 80 قتيلاً من المصريين والأجانب كما أصيب 200 آخرين، بعد ذلك بعام آخر وفى 24 إبريل 2006 وقع تفجيرفى منتجع دهب القريب من شرم الشيخ نتج عنه قتل 23 منهم 20 مصرياً، و اختلفت عن تفجيرات طابا وشرم الشيخ في أنها نفذت بعبوات ناسفة وليست هجمات بسيارات مفخخة، وليس من الصدفة أن تتم هذه التفجيرات فى مناسبات وطنية وقومية حيث وقع الإنفجار الأول بطابا فى ذكرى حرب إكتوبر 73 والإنفجار الثانى بشرم الشيخ فى ذكرى إحتفالات ثورة يوليو أمّا الإنفجار الثالث فقد تم فى ذكرى تحرير سيناء. لقى مؤسس التنظيم الدكتور خالد مساعد مصرعه إثر المطاردات التى قامت بها أجهزة الأمن فى سيناء بعد تفجير شرم الشيخ فى 2005 وذلك فى أغسطس من نفس العام بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء وقتل معه القيادى فى التنظيم طلب مرضى وسلام عطية الشنوب، وتم الكشف عن هوية 3 فلسطينين بالتنظيم أولهما "إياد سعيد صالح" الذى قتل بسيارة متفجرة فى عملية طابا والإثنين الآخرين هما "ياسر عبدالله محيسن" وإبن عمه "أحمد ابراهيم محيسن" الذين لعبا حلقة الوصل مع التنظيمات الجهادية فى غزة. أدت الضربات الأمنية المتلاحقة لشرطة حبيب العادلى ضد تنظيم "التوحيد والجهاد" أو "القاعدة والجهاد" الى ضعف التنظيم وتشظيه، ولكن مع إنتصار ثورة 25 يناير 2011 وإنهيار جهاز الشرطة المباركى وحدوث فراغ أمنى كبير بسيناء الى إنتعاش التنظيم وجميع الحركات السلفية الجهادية، وخصوصا بعد خروج تيارات الإسلام السياسى الى النور بعد الثورة وإعلانها لأحزابها ومشاركتها بقوة فى البرلمان والشورى، وصعود جماعة الاخوان المسلمين الى حكم مصر بعد نجاح مرسى فى إنتخابات الرئاسة وإفراجه عن العديد من الإرهابيين الذين شاركوا بعمليات فى سيناء والداخل، وقد أدّى ذلك الى عودة تنظيم التوحيد والجهاد بقوة وقيامه بمعظم التفجيرات وعمليات القتل فى سيناء، ولهذا حوار آخر.
#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جين شارب .. الإمبريالية فى أحدث أشكالها
-
المرشد السرى
-
الإخوان والعنف .. صراع وجود
-
السلفية الجهادية فى سيناء
-
إشكالية المادة الثانية
-
متلازمة الإخوان -Ekhwan Syndrome-
-
القطبيون الجدد
-
عن الحسن بن على ..وحقن الدماء
-
لماذا تبدل موقف المصريين من القضية الفلسطينية؟
-
الإخوان وأوهام دولة الخلافة ..(العثمانيون نموذجا)
-
إخوان مصر ..وتكرار النموذج الجزائرى
-
30 يونيو ...صراع بين رأسماليتين
-
اليوم التالى .. Next day--
-
هانى عمار ...ذلك المقاتل العنيد
-
فكرة ربط نهرى النيل والكونغو بين الحقيقة والخيال العلمى
-
جوزيف روزنتال..ذلك الشيوعى التائه
-
تجربة اليسار فى أمريكا اللاتينية
-
من التاريخ الفضائحى للإخوان.. عبد الحكيم عابدين ونساء الجماع
...
-
إغتيال حسن البنا ... حصاد العنف
-
إيران والإخوان المسلمين
المزيد.....
-
مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب
...
-
نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
-
سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
-
الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق
...
-
المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
-
استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
-
المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و
...
-
بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي..
...
-
الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي
...
-
الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا
...
المزيد.....
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
المزيد.....
|