أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة المراسيم ؟















المزيد.....

لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة المراسيم ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1200 - 2005 / 5 / 17 - 05:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم السادس من نيسان / أفريل وبعد تأخير وتمديدات متعددة ، انتخب أو للدقة عُيِّن السيد جلال الطالباني رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني من قبل البرلمان الانتقالي العراقي رئيسا لجمهورية العراق بموجب صفقة سياسية عقدت على أساس المحاصصة الطائفية والعرقية ، أي وفق "قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية " والذي يسميه الشارع العراقي " دستور بريمر " نسبة إلى الحاكم الأمريكي السابق للعراق .
لقد تأخر انتخاب رئيس الجمهورية كثيرا، مثلما تأخر انتخاب رئيس البرلمان الذي اتفق على أن يكون من العرب السنة، أما رئيس الحكومة الشيعي السيد إبراهيم الجعفري فلم يشكل حكومته حتى الآن أي بعد مرور أكثر من شهرين على الانتخابات "الشبحية " والتي جرت على أساس السرية الشاملة والأرقام الرمزية .
لقد قيل الكثير من التبريرات لتفسير أسباب هذه التأخيرات و ردَّ البعض إجراء انتخاب الطالباني في ذلك اليوم تحديدا إلى نوع من المصادفة المحضة ، غير أن حادثة إحضار الدكتاتور العراقي السجين وعدد من طاقمه القيادي السجين لمشاهدة مراسيم انتخاب " تعيين " الطالباني رئيسا على شاشة التلفزيون وإجراء تلك المراسيم في يوم السادس من نيسان أي قبل يوم واحد من ذكرى تأسيس حزب البعث العراقي والتي اعتاد النظام الشمولي المطاح به الاحتفال بها بفخامة وأبهة في أجواء الحصار المأساوية آنذاك ، إن كل هذه " المصادفات " تشير إلى أن وراء الأكَمَة ما وراءها .
ولعلنا إذا وضعنا هاتين الحادثتين في السياق العام للعلاقة بين العرب والكرد في العراق الراهن وأخذنا بالحسبان حالة التوتر الخطيرة في معظم أرجاء البلاد وخصوصا في محافظة كركوك الغنية بالنفط والتي تتعايش فيها أغلب مكونات النسيج المجتمعي العراقي من عرب وكرد وتركمان وكلدان وآشوريين فسنفهم بسهولة ، ودون أدنى تحيز أو تحامل ، أن هناك محاولة تقوم بها الأحزاب الكردية المستقوية بالاحتلال الأجنبي للعراق وبحلفائها من الأحزاب الطائفية العراقية للحصول على أكبر ما يمكن الحصول عليه من إنجازات وغنائم سياسية وغير سياسية ، إضافة إلى محاولة إرواء المشاعر الثأرية والانتقامية المتأججة ممن يعتقد المحازبون الكرد أنهم سبب المصاعب والمصائب التي عانوها أي من العرب العراقيين وليس من صدام حسين شخصيا ، متناسين أن صداما لم يرحم العرب العراقيين سواء كانوا من السنة أو الشيعة خلال فترة حكمه .ولا يمكن الاعتقاد بسهولة بأن هذه الحالة أو الظاهرة الثأرية هي محض حالة نفسانية بل هي سياسية واجتماعية بالدرجة الأولى كما لا يمكن الجزم بأنها قد بلغت ذروتها وستبدأ قريبا بالانحسار إن لم تكن في تصاعد مستمر ومثير للقلق فقد نقلت الأخبار قبل قليل أن الزعيم الكردي الثاني مسعود البرزاني أصدر أمرا بتغيير اسم الدولة العراقية من " جمهورية العراق " إلى " الجمهورية العراقية الفيدرالية " هكذا بكل بساطة ، وبالكثير من عدم اعتداد حتى بالهيئات التي شكلوها بمعونة المحتلين ، والأنكى والأطرف من ذلك هو أن السيد البرزاني كان قد منع رفع العلم العراقي الرسمي في المحافظات التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية في حين أدى زميله الطالباني القسم وقرأ خطاب التكليف الرئاسي تحت العلم الممنوع كرديا ذاته !!
وعلى أية حال ، وفي العموميات ، يمكن تكرار الدروس التاريخية التي تمخضت عنها تجارب الشعوب الأخرى في فترات الحروب والاحتلال ومنها : أنْ ليس للنزعة الثأرية والميل الانتقامي لدي العقلية الميليشياوية حدود يمكن الوقوف عندها ، بل ليست هناك حدود أو خطوط حمراء أساسا ، على اعتبار أن هذه العقلية هي نتاج غير طبيعي لحالة غير طبيعية كانت بدورها نتيجة لمجموعة أسباب اجتماعية سياسية غير طبيعية .
ولعل من المفيد التذكير بأن أحدا لا يمكنه أو يشرفه الدفاع عن دكتاتور ملطخ بدماء شعبه هو ونظامه من قمة رأسه إلى أخمص قدميه ، إنما من المفيد والُملح التوقف نقديا وبجرأة عند بعض التجليات الواضحة والشديد التأثير لهذه الظاهرة الخطيرة – ظاهرة الممارسات ذات المنشأ الثأري والنزوع الانتقامي - والتي ستزيد من توتير الأجواء السياسية والاجتماعية في بلد تلتهمه نيران كثيرة منها نار الاحتلال ونار الإرهاب المتبرقع كذبا باسم المقاومة إضافة إلى نيران العصابات العادية والميليشيات الحزبية المسلحة .
لقد نجح الاحتلال الأجنبي وحلفاؤه المحليون يقينا في أمر مهم واحد هو تمرير وتثبيت أساس الحكم وقواعد الدولة القادمة والتي ستقوم أساسا على مبادئ المحاصصات الطائفية والعرقية والاستقواء بالمركز الإمبريالي الغربي ممثلا بالولايات المتحدة وحليفتها المملكة المتحدة والدوران في فلكه .إن هذا المبدأ الرجعي الذي جاء به الاحتلال الأجنبي وطبقه حلفاؤه في الأحزاب والقوى السياسية الطائفية يحمل في أحشائه دمارا وخرابا ومشاريع حروب أهلية مهلكة ولابد من رفضه ومقاومته واستبداله بمبادئ المواطنة الحديثة القائمة على المساواة وعدم التمييز بين المواطنين في الحقوق والواجبات بسبب الدين والجنس واللون والقومية وضمان الحريات الفردية والعامة في دولة ديموقراطية مستقلة .إن البداية الواقعية والمعقولة لتحقيق الهدف السامي في قيام دولة ديموقراطية ومستقلة يكمن في قيام توافق سياسي ومجتمعي بين ممثلي مكونات الشعب العراقي في مجلس تأسيسي مستقل تمام الاستقلال عن الاحتلال ولا يقوم على المحاصصات الطائفية والعنصرية وليكون هذا المجلس التأسيسي المستقل بمثابة المرجعية السياسية التوافقية العليا في الفترة الانتقالية .
إن تشدق الاحتلال والقوى المحلية المتحالفة معه بالديموقراطية هو محض بروباغندا الهدف منها تلصيق وفبركة كيان مفكك ومؤلف من مجموعة من الكيانات المليشياوية ،كيان قائم على المحاصصات الطائفية والعنصرية البغيضة والقادمة من ظلمة القرون الغابرة يدور في فلك الإمبريالية العالمية ، هذا الكيان يجب أن يُرفض ويُقاوَم من قبل جميع أحرار العراق ولا يجب التعاطي معه والاندراج في مجراه .
ومن جهة أخرى ، فإن المأزق السياسي الراهن ليس مأزقا خاصا بهذه الطائفة أو تلك الأقلية القومية التي يشعر بعض مدعي تمثيلها بأنهم يخسرون سياسيا بسبب المقاطعة ومناهضة الاحتلال بل هو مأزق يشمل الجميع لأنه مأزق بنيوي وطبيعته من طبيعة المرحلة التي يعيشها العراق وللتدليل على صحة هذا الاستنتاج يمكن الإشارة إلى عجز مَن يدَّعون تمثيل الشيعة والأكراد في العراق عن تشكيل حكومة انتقالية بعد مرور أكثر من شهرين على فوزهم في الانتخابات الشبحية التي جرت تحت حراب المحتلين بجميع مقاعد البرلمان تقريبا .
وبالعودة إلى دلالات انتخاب الطالباني في ذكرى تأسيس حزب صدام حسين والى دلالات إحضار هذا الأخير بأمر من وزير حقوق الإنسان - وهو بالمناسبة كردي - لمشاهدة مراسيم الانتخاب يمكن أن نتوقع زيادة في هذه النماذج السيئة من الممارسات الثأرية وزيادة مقابلة في ردود الفعل السيئة أيضا عليها من الأطراف المستهدفة . كما سنشهد ضمورا شديدا في النشاطات والتمظهرات الديموقراطية الحقيقية والفعاليات التسامحية والمنفتحة التي اعتاد عليها الشارع العراقي المندمج مجتمعيا منذ قرون طويلة ، الأمر الذي سيقرب الوضع العام من لحظة انفجار خطير قد يطيح بالكثير مما تم إنجازه خلال قرون عديدة على صعيد الاندماج المجتمعي وربما سيعيد العراق وشعبه إلى مرحلة أسوأ كثيرا من تلك التي كان يعيشها في العهد الدكتاتوري حيث القمع الشامل والحروب المتواصلة .
إن سؤالا خطيرا قد يترسم منذ الآن في أذهان المراقبين وكذلك المواطنين العاديين مفاده : ترى هل سيشهد العراق ردة سياسية واجتماعية عنيفة إلى العهد السابق أو ما هو أسوأ منه ؟ هل يمكن لنا أن نتوقع عودة أو "إعادة " الصداميين إلى السلطة في العراق بعد أن فشل أولئك الذين اعتمد وراهن عليهم الاحتلالُ الأمريكيُّ من أحزاب ومليشيات وهيئات مفبركة في تحقيق أبسط شكل من أشكال السيادة والتشكل المؤسساتي ؟ الإجابة باختصار : كل شيء ممكن ، ولكن إذا ما عاد الصداميون إلى الحكم في العراق غدا أو بعد غد ، وتلك ستكون كارثة كبرى ،فستكون عودتهم على جسر من أخطاء وتخلف أعدائهم السياسي ، ذلك التخلف الذي تظل النزعة الثأرية والميل الانتقامي الغرائزي من أبشع تجلياته وأكثرها خطورة وشؤما .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقنيات السرد المتداخل والبنية الزمنية في رواية - غرفة البرتق ...
- مجزرة الحلاقين وضرب الطلبة الجامعيين !
- الإرهاب والتهديد بالانفصال وجهان لعملة الاحتلال الواحدة
- الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض
- تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا ...
- تصاعد التفجيرات الإجرامية وواجب المقاومة العراقية الجديد .
- الانتخابات العراقية بين استراتيجيتي بوش والسيستاني
- مجزرة الخميس الدامي وسياقات اتفاق السيستاني الصدر .
- أياد علاوي تلميذ نجيب في مدرسة الكذب الصدامية !
- نعم ، نعم ، لآية الله الكبرى الطفل علي إسماعيل إماما وقدوة
- المعركة هي بين الاحتلال والحركة الاستقلالية وليس بين مقتدى و ...
- تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !
- حلبجة النجفية بدأتْ ..سلاماً للمقاومين الزينين ،واللعنة على ...
- نص الرد الذي نشر في مجلة الآداب البيروتية على اتهامات جماعة ...
- لمعركة الكبرى لم تبدأ بعد :بوش يريد الصعود إلى الرئاسة على ج ...
- توصيات التقرير وخلط السم الأيديولوجي بالدسم العلمي ./قراءة ف ...
- /قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 6لكي لا ننس ...
- كيف ينظر العراقيون إلى مأساتهم وجلاديهم وقضائهم /قراءة في تق ...
- القنبلة الطائفية والعنصرية جاء بها الاحتلال وسيفجرها العملاء ...
- نظام القمع والحروب والاضطهاد الشامل وصمت الغرب .قراءة في تقر ...


المزيد.....




- كوليبا يتعرض للانتقاد لعدم وجود الخطة -ب-
- وزير الخارجية الإسرائيلي: مستعدون لتأجيل اجتياح رفح في حال ت ...
- ترتيب الدول العربية التي حصلت على أعلى عدد من تأشيرات الهجرة ...
- العاصمة البريطانية لندن تشهد مظاهرات داعمة لقطاع غزة
- وسائل إعلام عبرية: قصف كثيف على منطقة ميرون شمال إسرائيل وعش ...
- تواصل احتجاج الطلاب بالجامعات الأمريكية
- أسطول الحرية يلغي الإبحار نحو غزة مؤقتا
- الحوثيون يسقطون مسيرة أمريكية فوق صعدة
- بين ذعر بعض الركاب وتجاهل آخرين...راكب يتنقل في مترو أنفاق ن ...
- حزب الله: وجهنا ضربة صاروخية بعشرات صواريخ الكاتيوشا لمستوطن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علاء اللامي - لماذا انتخب الطالباني في ذكرى تأسيس البعث وأحضر صدام لمشاهدة المراسيم ؟