أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض















المزيد.....

الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 1069 - 2005 / 1 / 5 - 10:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


يومَ طُرِحَ اسم حسين الشهرستاني كمرشح لوزارة خبراء " أو ذوي خبرة وكفاءة " انتقالية خلال ما عرف بمبادرة الأخضر الإبراهيمي وجدَ البعض ومنهم كاتب هذه السطور الكثير من النقاط الإيجابية التي تُعَّوِّمُ هذا الترشيح ومن ذلك : أن الرجل عالم فيزياوي معروف بعدم تحزبه " رسميا " وبمواقفه المناهضة للنظام الشمولي بقيادة صدام ومجموعته على الرغم من أنه عمل ونشط علميا في كنف ذلك النظام كثيرا وطويلا قبل أن ينتهي به الأمر إلى السجن فالفرار منه إلى إيران . صحيح أن البعض الآخر من عراقيين تكلم صراحةً أو تلميحا إلى أصول الرجل الفارسية غير أن الأمر لم يتعدَ حينها طفوحات متسرعة وردود أفعال غريزية لأناس لا يجيدون إخفاء حماسهم وانحيازهم الطائفي ، ولكن ذلك كله لم يكن – على المستوى العام و الجماهيري - سببا للتشكيك بمواطنيته العراقية ولا بأحقيته في الترشح والترشيح لأي منصب سياسي في البلد سوى أن الرجل –كما يلوح - تناسى أن هذا البلد محتل من قبل أعتى قوة عسكرية على وجه الأرض حاليا وكان عليه أن يحتفظ باستقلاله السياسي عن الجهات المتورطة بالتحالف مع الاحتلال كحزب الدعوة " الجعفري " والمجلس الأعلى " الحكيم طباطبائي " والمؤتمر الموحد " الجلبي " لا أن يتحول إلى رأس رمح سياسي لهؤلاء الثلاثة الذين هم مثله من أصول غير عربية مع احترامنا لمواطنيتهم العراقية . ومع الأخذ بنظر الاعتبار حساسية هذه النقطة بالذات – نقطة الأصول القومية في بلد مستهدف الهوية القومية أصلا - ولكن التعويل على حل سياسي يجمع الحركة الوطنية العراقية ويحشر سلطات الاحتلال وحلفاءها المحليين في الزاوية تكتيكيا كان يبرر وبقوة الميل لصالح تأييد ترشيح الشهرستاني لرئاسة حكومة انتقالية لا تتعدى العام الواحد ولا يهيمن عليها الحزبيون المؤيدون للاحتلال .
بقية القصة معروفة للقاصي والداني : قذفت إدارة بوش بخطة الأمم المتحدة " مبادرة الإبراهيمي " إلى سلة المهملات ونصبت حكومة ذات لون واحد من الأحزاب المتحالفة معها رغم أنف الجميع عنينا حكومة المسؤول البعثي السابق أياد علاوي .
واليوم ، وبعد اشتداد حدة الاستقطاب الطائفي وصعود مختلف أنواع النعرات والولاءات اللاوطنية ، ومع تقدم مشروع "انتخابات الطوارئ" الذي تصر على تنفيذه الإدارة الأمريكية والتي تلقت هدية غير منتظرة البتة من الحكومة الإيرانية التي نزلت بكل ثقلها لصالح هذا المشروع التقسيمي الخطير ، ومع تصاعد رفض هذا المشروع من قبل الأطراف المناهضة والمقاومة للاحتلال والتي يغلب عليها – شئنا أم أبينا – التصنيف الطائفي المقابل مع وجود مهم لحركات أخرى تصنف شيعية هي الأخرى ولكنها مناهضة للاحتلال كالتيار الصدري ، اليوم ، وفي خضم هذه الدايلما المأساوية يأتي تعين الشهرستاني من قبل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني عضوا فعالا وربما عضوا أولا في ما يعرف بلجنة التنسيق الخاصة بقائمة "الائتلاف الوطني " إلى جانب أحمد باشا الجلبي الولد المدلل السابق لحزب وزارة الدفاع الأمريكية واللوبي الصهيوني " إيباك "والمطرود لاحقا من " الجنة الأمريكية "، و عبد العزيز الحكيم الطباطبائي " عن حزب المجلس الأعلى " وإبراهيم الأشيقر الجعفري وشخصيات أخرى مثيرة للجدل ليغير وجذريا الصورة التي كان قد ظهر بها الشهرستاني ذاته في المرة الأولى ..
في تلك المرة نُظِرَ إلى الشهرستاني كتكنوقراط عراقي مستقل حزبيا يمكن أن يقود حكومة مؤقتة لمدة عام قادم تشرف على انتخابات ذات مصداقية وتشرف على جدولة انسحاب القوات المحتلة وبدء العملية السياسية الديموقراطية الحق . في المرة الثانية خرج علينا ، أو دُفِعَ إلينا الشهرستاني كشخص عراقي من أصول إيرانية " فارسية " معين من طرف المرجع الديني الأعلى ذي الأصول الإيرانية الفارسية هو الآخر السيد علي السيستاني ليكون عضوا فعالا في لجنة سياسية حزبية يهيمن عليها ذوي الولاءات والأصول المعروفة لهندسة قائمة انتخابية تسكت سكوتا مطبقا ومريبا عن موضوع الاحتلال وتحاول الانفراد بالتمثيل العربي العراقي في أقاليم الجنوب والفرات الأوسط وبغداد .بين هاتين الصورتين ثمة فرق كبير يعكس الاستسهال والسذاجة السياسية الممتزجة بنوع من الاستهتار لدى النخب السياسية العراقية المتحالفة مع ، والمدافعة عن الاحتلال الأجنبي ، ولقد بلغ ذلك الاستهتار وفقدان أبسط أشكال الفهم السياسي درجةً رأينا معها أحد الرموز السياسيين الطائفيين والمتهم بالولاء لإيران قبل العراق ومن مجموعة السيستاني ذاتها هو عبد العزيز الحكيم الطباطبائي يصرح علنا وبحضور مسؤولين بريطانيين وأمميين أن لإيران الحق في طلب تعويضات حرب من العراق تصل إلى مائة مليار دولار !
إن في هذا الفرق بين صورتي الشهرستاني السابقة واللاحقة يكمن وبوفرة الحطب السياسي الذي ستحترق به الطموحات السياسية للشهرستاني ومجموعته وستكون بداية النهاية للمشروع الطائفي " الشيعي المتأيرن "، هذا المشروع الذي سيقربه من نهايته ظهور وتقدم المشروع الوطني المستقل والرافض للاحتلال وللطائفية معا سيؤخره عن تلك النهاية بروز وتقدم الضد الطائفي "السني ذي الهوى السعودي " والذي أصبح الناطق الرسمي باسمه - ولأسباب أمريكية - الملك الأردني صاحب اختراع " الهلال الشيعي "!
وأخيرا فمن المرجح أن محاولة تمرير هذه الانتخابات المرتبة النتائج سلفا ستتمخض عن أخطار جدية ليس أقلها : وجود تقسيم طائفي فعلي وعلى الأرض للعراق الأرض والسكان ، واحتمال شبه مؤكد لنشوب حرب أهلية داخل الطائفة الشيعية العراقية بين الخاسرين والرابحين انتخابيا ، أما الراجح الأبرز في هذا السياق فهو أن الشهرستاني وأصدقاءه في القائمة السيستانية ، وحتى لو حصلوا على النتائج التي يطمعون بها ، فهم - وبمجرد أن تنتهي "زفة " الانتخابات ويخفت صخب طبولها - سيجدون أنفسهم عاجلا أم آجلا أمام مرشح إجماع وطني يمثل العراقيين الرافضين للاحتلال ولأي نظام عميل يدور في الفلك الإمبريالي الصهيوني و لا نعتقد بأن اسم هذا المرشح سيفاجئ الطائفيين الشيعة ذوي الهوى الإيراني فهم يعرفونه حق المعرفة أو أن صعوده سيعرقَل من قبل الطائفيين السنة ذوي الهوى السعودي خصوصا إذا كان صاحب هذا الاسم قائدا وطنيا وإسلاميا من عرب العراق ،قاوم نظام صدام ومجموعته الدموية وقاتل المحتلين الأجانب بشراسة وقاد ضدهم انتفاضتين مسلحتين بطوليتين وله شعبية واسعة في صفوف الأغلبية السكانية ومن الكادحين والبؤساء خصوصا ...
حقا، ألا يصلح اسم السيد مقتدى الصدر ليكون مرشح إجماع وطني للحركة الوطنية الاستقلالية العراقية للفترة الانتقالية في مواجهة مرشح مشروع الاحتلال متعدد الأسماء : الشهرستاني ، علاوي ، الباججي ، الحكيم ، الياور ، جعفري ..؟!
سنكتفي الآن بطرح هذا السؤال المهم ولنا عودة مستقبلا لمقاربته تحليليا .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في النموذج السويسري للديموقراطية المباشرة والدولة الا ...
- تصاعد التفجيرات الإجرامية وواجب المقاومة العراقية الجديد .
- الانتخابات العراقية بين استراتيجيتي بوش والسيستاني
- مجزرة الخميس الدامي وسياقات اتفاق السيستاني الصدر .
- أياد علاوي تلميذ نجيب في مدرسة الكذب الصدامية !
- نعم ، نعم ، لآية الله الكبرى الطفل علي إسماعيل إماما وقدوة
- المعركة هي بين الاحتلال والحركة الاستقلالية وليس بين مقتدى و ...
- تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !
- حلبجة النجفية بدأتْ ..سلاماً للمقاومين الزينين ،واللعنة على ...
- نص الرد الذي نشر في مجلة الآداب البيروتية على اتهامات جماعة ...
- لمعركة الكبرى لم تبدأ بعد :بوش يريد الصعود إلى الرئاسة على ج ...
- توصيات التقرير وخلط السم الأيديولوجي بالدسم العلمي ./قراءة ف ...
- /قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 6لكي لا ننس ...
- كيف ينظر العراقيون إلى مأساتهم وجلاديهم وقضائهم /قراءة في تق ...
- القنبلة الطائفية والعنصرية جاء بها الاحتلال وسيفجرها العملاء ...
- نظام القمع والحروب والاضطهاد الشامل وصمت الغرب .قراءة في تقر ...
- /قراءة في تقرير معهد العدالة الانتقالية 2مشهدية الانتقال من ...
- الاحتلال هو النقيض التام للعدالة ولا يمكن للنقيض تحقيق نقيضه ...
- الموجبات التاريخية والمجتمعية لمشروع المجلس التأسيسي الوطني ...
- تحالف الدوري والزرقاوي سيدمر المقاومة العراقية من الداخل !


المزيد.....




- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...
- DW تتحقق - هل خفّف بايدن العقوبات المفروضة على إيران؟
- دعوة الجامعات الألمانية للتدقيق في المشاريع مع الصين بعد مز ...
- الدفاع الروسية تعلن ضرب 3 مطارات عسكرية أوكرانية والقضاء على ...
- -700 متر قماش-.. العراق يدخل موسوعة -غينيس- بأكبر دشداشة في ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي يصادق على خطط المراحل القادمة من حرب ...
- زاخاروفا: روسيا لن تساوم على أراضيها الجديدة
- اكتشاف ظاهرة -ثورية- يمكن أن تحل لغزا عمره 80 عاما
- بري عقب لقائه سيجورنيه: متمسكون بتطبيق القرار 1701 وبانتظار ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - الشهرستاني من مرشح إجماع وطني مأمول إلى حصان طائفي مرفوض