أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - بطّة البحيرات














المزيد.....

بطّة البحيرات


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1199 - 2005 / 5 / 16 - 11:10
المحور: الادب والفن
    


( نُظمت في الذكرى الخمسين لضياع فلسطين وبداية كارثة العراق )
يا بطّةَ العُرْبِ يا أمَّ الزَّغاريـدِ
رِقّي لنا، نحن أبنـاءَ المناكيـدِ
نحن الذين أضاعوا كلَّ ما ملكوا
وليس ما هـو مفقـودٌ بمَردود ِ
لا نبتغي منكِ إحساناً ومَكْرُمـة
فنحن نعرفُ أخلاقَ الأجاويـدِ
لكنـَّنا، وظلامُ اللّيل طـَوّقـنا،
في قعْرِ داهيةٍ من قومِكِ الصِّيدِ
دارتْ علينا كؤوسُ الموتِ حاصِدةً
أرواحـَنا دون تمـييزٍ وتحديدِ
خَبتْ مصابيحُنا، والليلُ مُعْـتَكِرٌ
فكيف نسلك درباً غيرَ مشْهودِ؟
يا بطّةَ العُرْبِ لا نشكو إلى أحدٍ
لكنْ سئِمنا ثُغاءَ العنْزِ في البيدِ
كمْ من حروبٍ، وكمْ من أنفسٍ زهَقتْ
وأنتِ لاهيةٌ في الزقِّ والعودِ؟
هذي البلادُ عليها البـومُ ناعبةٌ
والموتُ يفـتك فيها بالأماجيدِ
وقدْ رأيتِ ألوفاً منهمُ طـُمِرَتْ
بكفِّ باغـيةٍ وسْـطَ الأخاديدِ
وأنتِ لمْ تذرفي دمعاً، ولا ارتعشتْ
منكِ الجوارحُ منْ غيْظٍ وتنديدِ
بلْ كان قلبُكِ صَـلداً قُدَّ من حجَر ٍ
لكنَّه لسـِوانا قلـبُ مَـعْمـودِ
تبختري في رياض الورد سادرةً
ومنْ حَواليْكِ كلُّ الخـُرَّدِ الغيدِ
وقَرقـِري في مياهٍ جِـدِّ دافـئةٍ
ولا تبالي بمصـفودٍ ومَـوْؤودِ
وزغردي ترقصِ الدنيا مُباهـيةً
بكِ البرايا، ويَـشْدو كلُّ غِـرّيدِ
وغازلي كلَّ أفّـاقٍ ومُـرتزِقٍ
فريشُكِ الحُـلوُ يُغري كلَّ عِربيدِ
وإنْ تحَـدّاكِ شمْشونٌ وعصْبتُه
فطوِّقـيهمْ بحـبْلٍ غيرِ مَمسـودِ
وإنْ بدا لكِ مـنهمْ آثـمٌ أَشـِرٌ
فسَـدّدي سهْمَ ريش الذيل والجِّيدِ
وإنْ تبيَّـنْتِ منه حُسْنَ مُنطلق
فاستقبيليه بـتَـرْحابٍ وتمْـجـيدِ
وقَـبِّـليهِ وضـُمّـيه بعاطفةٍ
أرقَّ من نسماتِ الفجر في العـيدِ
وصَفّـقي بجناحيْكِ اللذيْنِ هما
رمزُ السّلام، سلامِ الشاةِ والسِّـيـدِ
وأطْلِقي وقْوقاتِ النَّصْر عنْ مَرَح
فآلُ شمشونَ في رقصٍ وتغـريـدِ
خمسونَ عاماً كحُلْمٍ مَرَّ في وَسَن
ولمْ نـزَلْ نمزجُ الشَّـكوى بتهد يدِ
ولمْ يَـنَلْ منكِ تَسْهيدٌ ولا شَجنٌ
ولا غَـمرْتِ بعـطْفٍٍ أيَّ منْـكودِ
بلْ كُنتِ ساهيةً، في الغيِّ لاهيةً،
للسِّـلْمِ داعـيةً طـوْعاً لمـِرِّيـدِ
ورُحْتِ هائمةً في ظُلمةٍ حجَبتْ
مِنكِ البصيرةَ عنْ نـيْلِ المـقالـيدِ
كَـزورقٍ لعبتْ أيدي الرياحِ بهِ
فراحَ يرسـو على شُـطْـئانِ داودِ
هناكَ تجري مياهُ البحر دافـئةً
ويلـثـمُ المـوجُ فيها كُلَّ جُلمـودِ
فلا تبالي بـلومٍ راحَ قـائـلُه
يُـبَدِّدُ العُمـْرَ فيه شـَرَّ تبـديـدِ
فإنَّ هامتَكِ الشَّـمّاءَ شامـخةٌ
لها تُطَـاْطِئُ هامـاتُ الصَّـناديدِ

15– 5 – 1998



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شعر نيتشه 1844 –1900
- المغني الأعـمىDer blinde Sänger
- الـنِّـمْـرُ... راينر ماريا ريلكه
- جينات فعالة على كروموسوم عاطل
- من شعر راينر ماريا ريلكه
- راينر ماريا ريلكه - قصيـدتان
- سادة الحرب
- من ذكريات ثورة 14 تموز 1958 - 2 / 2
- من ذكريات ثورة 14 تموز 1958 - 1 / 2
- صـديقي العربي
- ترنيمة الأرواح فوق المياه
- هل تستطيع شجيرة الصفصاف الأفـريقـية أنْ تفعـل مـا عجـزتْ عنه ...
- المنبـوذ
- الآن إلى أين ؟ Jetzt Wohin ?
- خطـرات
- عويـلُ الفـتاة
- خبز وخمر – للشاعر الألماني هولدرلين - 1770-1843
- من أشعار هاينريش هاينه
- كيوبيد كرسّـام منظر طبيعي
- ألمانيـا


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - بطّة البحيرات