أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - المغني الأعـمىDer blinde Sänger














المزيد.....

المغني الأعـمىDer blinde Sänger


بهجت عباس

الحوار المتمدن-العدد: 1186 - 2005 / 5 / 3 - 09:38
المحور: الادب والفن
    


للشاعر الألماني هولدرلين – ترجمة د. بهجت عباس

أين أنتَ، أيـّها الفتى! الـذي يوقـِظـني دوماً
في ساعة الصّبـاح، أين أنتَ، أيّها الضِّـياء!
القلـبُ صـاح،ٍ ولكنَّ اللـيلَ يُطـوِّقـُني
ويُـقـيِّـدُني في سحـر مُـقـدَّس على الدوام.

وطالما أصغيتُ إلى الفجر باشـتياق،
وطالما انتـظرتُـكَ بلهـفةٍ على التّـلِّ،
ولكنْ ليس دون طائـلٍ!
لمْ تخـدعْـني قطّ ُ، يا رفيـقي، رُسُـلُـكَ، ونسائـمُـكَ،
وكنتَ تأتي دومـاً.

أتيتَ مُـبهِجـاً المَـسالـكَ الطبيعيةَ كلَّـها بجـمالِكَ،
أينّ أنتَ، أيّها الضِّـياءُ!
القلبُ صاح ٍمرةً أخرى، ولكنَّ اللـيلَ الذي لا ينتهي
أبداً يُطـوِّقُـنـي ويَهـصِرنـي دومـاً.

وطالما اخضَوضَرتِِ العرائـشُ لي; وتـألّـقتْ
الأزهارُ لي; كما تومضُ عينـايَ،
وليست بعيدةً عني كانت سـيماءُ رفاقي،
أضاءتْ لي وفَـوْقـي.

وعندما كنتُ صبيّـاً، رأيتُ أجنحةَ السّماء
مُـتَجـوّلـةً حـول الغـابـات.
والآن، أجلـسُ هـنا وحـيداً خاشـعاً،
من ساعة لأخرى وفي سَـحْـنتي التي لا تتغيّـر.

الآن تصوغ مُخيّـلـتي من لـذّة الأيّـام الرائـعة
وعنائـها سـروراً خاصاً بها،
وبعيداً أ ُرهِـفُ السَّـمعَ، فَـلَـربّمـا لا يأتـي
إليَّ مُـنقِـذ عَطـوف.

ثمَّ إنّي أسمع صوتَ الرَّعـد غالـباً
في الظّـهـر، عندما يأتي القاسي مقـترباً،
عندما يهتـزّ بيتُـه، ويُـقَـعْـقِـعُ تحته أسـاسُـه،
والتَّـلّ يُـردّد الصَّـدى.

ثمَّ إنّي أسـمع المُـنقِـذَ في الليل، إني أسمع
قاتـلاً له، مُحـرِّراً، باعـثاً فيه الحـياةَ،
أسمع الرّاعـدَ من الغرب إلى الشرق
مُسـرِعاً، وأنتم تتـرنَّـمـونَ من بَـعـدِه.

وراءه، يا أوتاري! إنَّ أ ُغـنـيـتي تعـيش معه،
وكما تّـتـبع الموجـةُ النّـهرَ، أيـنما يفـكِّـرُ،
كذلك يجب عليَّ المُضِـيّ ُ قُـدُماً واتِّبـاعُ
ما هو مُـؤَكَّـد ٌفي المتاهـات.

إلى أين ؟ إلى أين ؟ إنني أسـمعك هنا وهناك،
أيّها الـرائـعُ! وكلّ ما يُحـيط بالأرض يترنّـم.
أين تنتهـي ؟ وماذا، وما الذي
يتّجسَّـدُ فوق السّـُحُـب، أوه وماذا عنّـي ؟

يا يومُ! يا يومُ! إنَّ الذي فوق الغيوم المُتَرنِّـحة هو أنتَ!
رَحِّـبْ بي! إنَّ عينـي تُـزهـرُ لك.
آه! يا ضياءَ الشبابِ! آه أيتها السعادة! القديم مرةً أخرى!
ولكـنَّـك أكـثـرَ روحانيةً تـنحدر إلى أسفلَ.

أنتَ أيّها النَّـبعُ الذَّهـبيّ ُ من الكأس المُـقَـدَّسةِ! وأنتِ،
أيتها الأرضُ الخضراء، مَهـدُ الطّـفولة، وأنتَ،
يا بيتَ آبـائي! وأنتم يا أحبّـائي!
الذين لَـقـوني ذاتَ مرّةٍ، أوه إقـتَـرِبـوا!

أوه تعالـوا، أنـتم، أنـتم الذين يُـْسعَـدُ بهم،
أنتم جميـعاً، الـذين يبـاركـكُم الرّائـي!
أوه خُـذوا ما أعـاني، خُـذوا منّي
هذه الحـياةَ، الإلهـيَّـةَ، مـن قلـبي.



#بهجت_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـنِّـمْـرُ... راينر ماريا ريلكه
- جينات فعالة على كروموسوم عاطل
- من شعر راينر ماريا ريلكه
- راينر ماريا ريلكه - قصيـدتان
- سادة الحرب
- من ذكريات ثورة 14 تموز 1958 - 2 / 2
- من ذكريات ثورة 14 تموز 1958 - 1 / 2
- صـديقي العربي
- ترنيمة الأرواح فوق المياه
- هل تستطيع شجيرة الصفصاف الأفـريقـية أنْ تفعـل مـا عجـزتْ عنه ...
- المنبـوذ
- الآن إلى أين ؟ Jetzt Wohin ?
- خطـرات
- عويـلُ الفـتاة
- خبز وخمر – للشاعر الألماني هولدرلين - 1770-1843
- من أشعار هاينريش هاينه
- كيوبيد كرسّـام منظر طبيعي
- ألمانيـا
- الصحافة الإلكترونية ودورها – الحوار المتمدن نموذجاً
- عشرون وثيقة وهوية عراقية لا تكفي لإقناع السفارة العراقية في ...


المزيد.....




- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهجت عباس - المغني الأعـمىDer blinde Sänger