وتريات الحب والحرب : رواية الفصل20

حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 22:09
المحور: الادب والفن
    

- 20 -
لأول مرة في حياته يشعر نبيل أن هناك من يراقب أعماله، يعد عليه أنفاسه، يسجل كل أفعاله، ولم يكن يخطر بباله قبلئذ أن يكون مهماً لهذه الدرجة . هذا الشعور أعطاه أهمية لم تكن في الحسبان، ولكن كيف نما هذا الشعور وما هي دوافعه ؟ هذا السؤال حيره كثيراً، أكثر مما كان يتصور، ومع ذلك، لا جدوى من التفكير في هذا الأمر على حساب الأعمال الأخرى، يكفي أن يعرف المرء أن هناك من يراقبه حتى لا تساوره نفسه الإقدام على الأعمال التي لا ترضي الذين يعيشون معه، فضلاً عن أن هناك من يراقبه ويسجل كل صغيرة وكبيرة، وهذا وحده يكفل تقويم السلوك مهما كان عصياً ومعوجّاً فيما مضى !
على أية حال، معظم الناس جاءوا لأداء فريضة الحج والوضوء بماء زمزم والشرب منه والدعاء لما شربت له . جاءوا ليتخلصوا من ذنوبهم والعودة إلى أوطانهم كما ولدتهم أمهاتهم، ولكن لماذا لم يسأل أحد أين تذهب هذه الذنوب ؟ هل يحصدها أناس آخرون ؟ أوليس المكان أصبح ملوثاً بالخطيئة والذنوب المتروكة في محيط الجبل ؟ إن عقل الإنسان قاصر عن استيعاب هذه الحكمة والنفاذ إلى عمقها مهما بلغ من التضلع في علم الغيبيات . ولكن الأكيد أن الله يضع أمام الناس الذين أحبهم وأحبوه مهاماً مستحيلة التحقيق لولا هذه المحبة المتبادلة .
وعندما تطفو الرغبة في التخلص من الذنوب على سطح اليومي في حياتنا ونحن في حضرة المكان الذي فرضه الله كأحد أركان الإسلام، فان الحالة التي تنتاب كل الحضور هي حالة ورع وتعبد ووعي لما هم فاعلون كما أمرهم الله بانتظار حلول البركة والتخلص من الذنوب .
وهنا، لا بد بتذكيركم بزمنين متباعدين بمقدار الثواب عن صلاة في مسجد، أي مسجد، والصلاة في المسجد الحرام . في هذين الزمنين علينا فيهما أن نجمع الحصى من أي مكان، من جبل عرفة ، أو مزدلفة ، أو منى ؛ ثم نرمي بها حسب الترتيب . اليوم الأول جمرة العقبة، واليوم الثاني الصغرى والوسطى والكبرى. واليوم الثالث هو تكرار لليوم الذي سبقه .
هذه الأزمان الثلاث مضافاً إليها الزمن الأول الذي تم فيه جمع الحصى، مقدارها يساوي الفرق بين صلاة وصلاة

#حبيب_هنا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل