أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 1














المزيد.....

وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 1


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4112 - 2013 / 6 / 3 - 21:32
المحور: الادب والفن
    


الوتر الأول :
اثنان فقط لا يبكيان مصيرهما .. أحدهما عاش مختلف المآسي فلم يجد جدوى من البكاء بعد أن جربه كثيراً وفضل العيش صعلوكاً لا يحسب حساب المصائب .
والثاني الذي وهب نفسه للوطن والدفاع عنه، ولم يعد يعبأ بالدموع التي لا طائل منها، ولا تستطيع تحرير شبر واحد من الأرض .





-1-
منذ الصباح أخذت تنظر إلي هاتفها المحمول كعادتها تنتظر رنينه الخاص الذي يعلن عن اتصال خطيبها قبل بدء عمله اليومي، كي يسمع صوتها ويمني نفسه بقرب موعد الزفاف، غير أنها انتظرت طويلاً هذه المرة ..
أعدت أمها وأختها التي تصغرها سناً مائدة الإفطار ، ثم استدعتا أفراد العائلة ..
تحلقوا حول المائدة وكأن على رؤؤسهم الطير ، غابت ابتسامة تالا عن التحليق والمداعبة التي لا تنقطع عنها ، والمزاح الذي لا يتوقف والتعليقات التي لا تنتهي إلا مع الانتهاء من الإفطار بعد كل اتصال بينها وبين خطيبها خليل .
لم يجرؤ أحد على سؤالها عن سبب عدم اتصاله ، ثم أن لا أحد يملك الإجابة التي من الممكن معالجتها لأي خلاف قد يكون طرأ بينهما ، فغدا كل ما يهمهم هو الانتهاء من تناول الإفطار ومغادرة المكان قبل أن ينصب وابل من الغضب على رأس من تسول له نفسه التدخل في أمرها الخاص .
وهكذا ، قرأ أفراد الأسرة ما ينتظرهم من تقاطيع وجه تالا الذي قل ما كان على هذا النحو من العبوس، لاسيما وأنها تمتاز عنهم بالمرح وحلو الحديث والشهادة العليا التي حصلت عليها حديثا وأهلتها بالتالي للعمل في واحدة من المؤسسات غير الحكومية التي يتقاضى موظفوها راتبا مضاعفا عما يتقاضاه غيرهم في المؤسسات الحكومية .
على أية حال ، تباشير اليوم بدأت منذ صباحه ، فض عن وجهه غموض المفاجآت ولم يعد أليفاً كعهده، جعل الأمر معلقاً بين الاحتمالات المفتوحة على المجهول والتي توجس بكثرة الخيارات التي يتوصل إليها كل من حاول الانغماس في التساؤلات المغلقة ، العصية على التنبؤ بما يمكن أن تؤول إليه الأحداث جراء عدم الاتصال المفاجئ .
وكان صوت تالا يعلو في الداخل دون سماعه من أحد ، كان يحاول الوصول إلى أمر قاطع غير الذي قررته بعد أن مضى على عدم الاتصال قرابة ساعة :
لن أسأل عنه ما دام لا يسأل عني !
وفجأة ، أمعنت في الموقف بعيدا : أغلقت الهاتف الخلوي في تطور نم عن عصبية مفرطة وهي تحدث نفسها بصوت مسموع كمن يؤشر للذين يسترقون النظر إليها من حين لآخر : هكذا أفضل حتى تأتي زاحفاً إلى باب البيت !
خرجت صوب المؤسسة التي تعمل بها وهي تقول لأمها :
- لا تنتظروني على الغداء ربما أتأخر اليوم أكثر من المعتاد ..
- أين ستتأخرين ؟
- أين سأكون ؟ في العمل طبعاً .
- إن تأخرت اتصلي بنا ..
- لقد أغلقت الهاتف ولا أريد استخدامه اليوم .
- كما يحلو لك ..
في العمل ، غدت عصبية المزاج والسلوك معا .. تحاشاها الموظفون الزملاء خوفاً من مشادة هم في غنى عنها .. حاولت أن تكون طبيعية وتمارس عملها وفقا للأصول ولكنها لم تستطع ، بين الفينة والأخرى ، كانت تضبط نفسها متلبسة بالتفكير في خليل خطيبها الذي لم يتصل فخلق من نفسه محور تفكيرها على نحو ما ، وكلما جهدت للتقليل من أهمية الحادث دخلت في متاهة جديدة لم تحسب حسابها فتنصب على نفسها باللائمة ، وأخيرا قبلت بالأمر وهي تعترف في سريرتها : إنه الحب الذي لا يستطيع المرء الفكاك منه بمجرد قرار انفعالي لا قيمة له .



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمودالغرباوي الغائب الحاضر
- أحمد سعدات .. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تونس بين الأمس واليوم
- الفصل 30 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 29 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 28 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 27 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 26 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 25 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 24 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 21 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 20 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 19 من رواية تصبحون على غزة
- الأول من أيار
- الفصل 18 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 17 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 15 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 14 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 13 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 12 من رواية تصبحون على غزة


المزيد.....




- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 1