أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 10














المزيد.....

وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 10


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4148 - 2013 / 7 / 9 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


- 10-
عود على بدء..
قلنا خوفاً من تجاوز الحد الفاصل بين الاجتهاد و الإلحاد، لأنه من شأن ذلك هدر دمنا بطريقة تجسد أبشع أنواع استغلال الدين من قبل فئة انحرفت عجلاتها عن الأسفلت وذهبت بعيداً نحو القرى النائية التي لا ترى النور. فباسم الخوف من المجهول أرهبوا الناس وسطوا على عقولهم، وباسم حق الاجتهاد الذي لا يمنحونه سوى لأنفسهم حاصروا عصوراً كاملة من التاريخ. باسم الفتاوى التي لا تقبل الطعن أو المزاوجة تناوبوا بهدوء سيطرتهم وفق الإيقاع التراتبي الذي يسمح بزيادة الصراعات الجانبية التي لا تطولهم ويتصدون إلى ما من شأنه المساس بمكانتهم التي تخولهم وضع حد لحياة الناس بطريقة مأساوية، ومن حيث كان لابد من وقت لآخر الإعلان عن وجودهم بغية التأكيد أن نهاية المراحل دائماً هي بدايتهم التي لا تنتهي ما بقوا، كي يصلوا لجملة واحدة مفادها: الدين وحده هو الباقي وبالتالي هم وحدهم الورثة الشرعيون له حتى يوم تبعثون.
وهذا ما يدفع معظم الناس البسطاء إلى الوقوف باحترام أمام أي وقع للمأساة، ويصبح تمجيد الموت أمراً لا مفر منه، وهذا بدوره يدفع نحو ترسيخ المفاهيم التي تنحوا نحو توفير التربة الملائمة لإنتاج الموت بكل أشكاله، كالحرب مثلاً أو الصراع الطائفي أو العرقي أو الديني...الخ لأجل المحافظة على طقوس الاحترام المرافق للمأساة وبالتالي ديمومة إعطاء الفتاوى باسم الدين .
صحيح أن أي خلاف عميق ومتجذر بين شخصين لن ينتج عنه محبة، ولكن تحاشي وجه الخلاف عند لقائهما يجعل الجو لطيفاً على الأقل أمام الناس الذين يعرفون طبيعة الخلاف بينهما ووضعهما في حيرة من أمرهم، كيف استطاعوا القفز عن جوهر الخلاف بهذه البساطة رغم ما بذل من جهد لأجل بقائه مشتعلاً، ومع ذلك، إذا ما اندلع أي شجار بينهما يغدو من الاستحالة. بمكان رأب الصدع والظهور أمام الناس بمظهر حسن .
بهذا المعنى، فإن الحرب الناتجة عن التطرف والثقافة التي تشكل أحد أوجه التجلي، هما ضدان يعزز الأول مكانة الثاني. وفي انفصالهما التعسفي تصبح الحروب أكثر فتكاُ ودماراً وبشاعة، والثقافة أقل رواجاً وإقناعاً. أي أنهما لا يستطيعان الفكاك عن بعضهما، باعتبار ثقافة الحرب هي وحدها القادرة على استمرار حالة الكراهية وتجدد الحروب كلما لزم الأمر، بينما الثقافة بمعناها المجرد والواسع هي استمرار تدفق ما هو جديد: إبداعاً وألقاً، وتوقفهما عن هذا التجديد إنما يفسح المجال واسعاً أمام انتشار الجهل باسم الثقافة والمحافظة على الإرث الذي انتقل إلينا عبر التراتب ، وبالتالي تأليه الثقافة الوحيدة التي من شأنها التمهيد للحرب المقبلة . وباختصار، فإنها تنتج ثقافة الموت المعادل الموضوعي للنهوض بالحياة صوب الأفضل .
وعليه، فإن الثقافة التي تمر بمراحل إفلاسها اليوم هي في الواقع نتاج غياب الفكر العميق الذي يعالج مشكلات المجتمع من كافة جوانبه، وهي بكل الأحوال غير منعزلة عن الحرب التي تطول كل القيم الإنسانية، الأمر الذي يدفعها - أي الثقافة - إلى إعادة إنتاج نفسها من جديد وبما ينسجم مع نفي الآخر الذي يعزز يوماً بعد يوم في أعقاب الحروب المتلاحقة لتصبح بديلاً عن الفن بكل أجناسه.
إذن، نحن أمام إفلاس ثقافي لما هو سائد الآن، وهذا بدوره يبشر بأن الذين كانت بضاعتهم رائجة قد حان الوقت لكسادها، لا، بل حان الوقت ليقول الناس كلمتهم بأصحابها والمروجين لها بعد أن ينتصب السؤال في وجوههم :
هل كان عليكم أن تفهموا بهذه الطريقة الوقحة رأي الناس فيكم، رأي غير ما كنتم تعتقدون ومخالفاً تماماً لما اعتقدتموه عن أنفسكم طوال هذه السنين ؟ أمعقول أنكم لم تقفوا يوماً متأملين شخصياتكم أمام المرآة التي تعكس الصورة شبة الحقيقية لما أنتم ظاهرون عليه؟ وأما الدفين فلا أحد يعرفه حتى المقربين منكم طالما يبعد عن صنع القرار خطوة واحدة في أوساطكم.
آه.. ما أبشع أن تصبحوا فجأة مقيتين إلى هذا الحد في نظر الناس الذين أمضيتم عمركم في خدمتهم وخداعهم !..



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 9
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 8
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 7
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 6
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 5
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 4
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 3
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 2
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 1
- محمودالغرباوي الغائب الحاضر
- أحمد سعدات .. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تونس بين الأمس واليوم
- الفصل 30 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 29 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 28 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 27 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 26 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 25 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 24 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 21 من رواية تصبحون على غزة


المزيد.....




- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...
- الغاوون:قصيدة (مش ناوى ترجع مالسفر )الشاعر ايمن خميس بطيخ.مص ...
- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 10