أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 5














المزيد.....

وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 5


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4129 - 2013 / 6 / 20 - 23:26
المحور: الادب والفن
    


-5-
تقول تالا اسمعي يا أماه :
- الصورايخ تشتبك في سماء المدن الإسرائيلية لأول مرة ، الأرواح تهرب من أجساد أصحابها اعترافاً بمشيئة الخوف . يا للهول عند البعض والفرح عند البعض الآخر .. ماذا يحدث يا الله ! وأخذها البكاء إلى حنينه وهي تسمع الخبر الذي تمنت أن تعيش كي تسمعه منذ الحرب الأولى ، ولم تفكر بموعد الزفاف الذي بقى عليه أيام معدودات .
- هل تعلمين يا أماه أن الاحتلال أخطأ خطأ فادحاً عندما فرض علينا الحصار ، قد تستغربين هذا القول ، ولكنه بمعنى من المعاني جعلنا نتماثل بشكل شغوف مع الموت ، لدرجة لم تعد الحياة هاجسنا الوحيد بعدما فقدنا جميع مقوماتها كبشر فاستوت في نظرنا مع الموت وبتنا نماثله على نحو فريد لا يفهمه الكثيرون .
دعيني أشرح الفكرة بطريقة أوضح من خلال السؤال التالي : ماذا يمكن للإنسان أن يخسر عندما يموت ؟
ببساطة الذي لا يملك شيئاً من مقومات الحياة وأعمدتها الرئيسية ، التي سلبت منه على مدار أعوام من الحصار، لا يخسر شيئا وبالتالي تصبح الأشياء جميعاً متساوية في نظره بما فيها الحياة والموت، أما الذين يتمتعون برفاهية زائدة هم وحدهم الذين يخسرون، ونحن على مدار هذه السنوات من الحصار والحرمان من أبسط الحقوق وصلنا إلى مرحلة فقدنا فيها كل ما نملك وبالتالي خسرنا كل شيء ، إلا ما ندر . هذه المعادلة تشكل حجر الأساس في التماثل ما بين الحياة والموت ويستوي كلاهما في نظرنا ، الأمر الذي يؤكد خطأ الاحتلال ومن سانده في هذا السياق، لا سيما وأن طوال هذه المرحلة تشكل جوهرنا الخاص على هذا النحو الغامض والفريد في ظل عدم وجود عدالة دولية توقف الاحتلال عن لعب دوره القذر، وبتنا نسعى إلى الذهاب نحو الموت بنفس راضية وبراحة ضمير،إننا تخلصنا من عبء ثقيل كان يقع على كاهل من يتبقى من أهلنا وأحبائنا باعتبارنا غدونا كمّاً إضافياً فائضاً ، والأخطر من ذلك أصبحنا على قناعة تامة أننا نستحق عن جدارة القتال من أجل الموت الذي من شأنه تخليصنا مما نحن فيه ..
ربما يكون هناك سبب وحيد للتمسك بالحياة ، سبب كاف للدفاع عنها بقوة وضراوة لم يعهده الاحتلال من قبل : أن نرى الخوف في عيون المحتل ، أن نرى قتلاه في الطرقات ، أن نرى حالة الذعر التي نعيشها عند كل حملة انتخابية يعيشها المحتل ، وبابتكار وسائل قادرة على توفير هذه المناخات مثل وصول الصواريخ إلى المدن الكبيرة وحتى الملاجئ المحصنة، أن نراه وهو يسعى بكل قوة إلى توفير أجواء التهدئة ووقف إطلاق النار بأقل الخسائر وحفظ ماء الوجه ! .
ألا تعلمين يا أماه أن الأمر برمته أضحى لعبة تتماشى مع الحرب والسلم مع المهزوم والمنتصر ، الأحياء والشهداء ، صانع الأسلحة ومشتريها ، إنها معادلة صعبة على الفهم وليس هناك دليل حتى اللحظة يفضح مختلف الأطراف المتورطين فيها ولكن هذا لا ينفي إمكانية ظهوره لاحقاً وفضح المستور ومحاولة لملمته بطريقة مخزية،ولكن متى، لا إجابة بين يدي الآن !.



#حبيب_هنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 4
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 3
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 2
- وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 1
- محمودالغرباوي الغائب الحاضر
- أحمد سعدات .. الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
- تونس بين الأمس واليوم
- الفصل 30 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 29 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 28 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 27 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 26 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 25 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 24 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 21 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 20 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 19 من رواية تصبحون على غزة
- الأول من أيار
- الفصل 18 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 17 من رواية تصبحون على غزة


المزيد.....




- إيران تحظر دخول غابات مدرجة على قائمة التراث العالمي بعد أن ...
- اكتشافات بجنوب شرق تركيا تشرح حياة البشر في العصر الحجري الح ...
- عمليات جراحية على نغمات الموسيقى: اكتشاف علمي يغير قواعد الت ...
- متاحف قطر تحصد جوائز مرموقة في النسخة الثالثة من جوائز قطر ل ...
- الألكسو تكرم ستيفاني دوجول عن ترجمة -حكاية جدار- وتختار -كتا ...
- تشييع الممثلة الراحلة -بيونة- إلى مثواها الأخير في مقبرة الع ...
- نساء غانا المنفيات إلى -مخيمات الساحرات-
- شاب من الأنبار يصارع التحديات لإحياء الثقافة والكتاب
- -الشامي- يرد على نوال الزغبي بعد تعليقها على أغانيه
- وثائقي -المنكوبون- التأملي.. سؤال الهروب من المكسيك أم عودة ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - وتريات الحب والحرب : رواية الفصل 5