أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - تقسيم سورية














المزيد.....

تقسيم سورية


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد يريد تقسيم سورية، عصابات الاسد تحلم بسورية كلها، والثوار ينتظرون سقوط الاسد
في أية لحظة، ولكن الواقع يقول أن التقسيم بات اليوم أكبر الحقائق على الارض.
التقسيم لمن لا يريد أن يرى أو يصدق آيل إلى مزيد من التبلور والوضوح ما لم تتدخل عناصر جديدة في الصراع لتغيير المعادلة كتوفر أسلحة نوعية للثوار أو توفر حظر جوي...

سألني أحد الاصدقاء، هل يمكن أن تتصور عودة سيطرة عصابات الاسد على سورية فأجبته بالنفي قطعاً، والعلة في ذلك أن معظم الشعب السوري بات ينظر لعصابات الاسد كقوة احتلال غير مقبولة، إنها قد تكون قادرة على نشر الموت والهلاك ولكنها لم تعد قادرة على استئناف أي شكل من أشكال الحياة، فهي بين الحين والآخر تحتل مناطق جديدة بطريقة الارض المحروقة، فتدخل دباباتها المنتصرة على بقايا الخراب والاشلاء ثم لا تلبث أن تغادر تجر أذيال الخيبة والفشل...

لقد أساء النظام إلى الطائفة العلوية أكبر الاساءة بربط مصيرها به، وعلى الثوار من طرف والعقلاء من الطائفة العلوية من طرف آخر إيجاد مخرج لسورية بكل أطيافها وطوائفها دون عصابات الاسد، وهذا يحتاج إلى كثير من العمل السياسي وبناء للثقة. وإلا فان مئات الآلاف من العلويين الذين يحملون السلاح سيبلورون تقسيم سورية بالنزوح إلى مناطقهم وتكريس سيطرتهم عليها مما يعني التقسيم.
لا بد أن يساهم الجميع في إيجاد مخرج للاستقطاب الطائفي الدموي الذي لو تُرك دون رعاية واهتمام فإنه سيخلف جروحاً لا تندمل.
يجب أن تدرك الطائفة العلوية أن الخيارات قليلة وأن كثيراً من أبنائها قد استُجروا إلى مغامرة غير عادلة لا يمكن أن يخرجوا منها رابحين لكثرة ما استحرّ من القتل والاساءة، فلم يبق إلا الاوبة إلى الوطن كمظلة للجميع، وطن ينهض من جديد على الحرية والديمقراطية والعدل والمساوة والثقة والمسامحة دون عصابات الاسد التي أساءت للوطن ومزقت نسيجه الاجتماعي.

إذا لم يقم العقلاء من الطائفة العلوية بهذا الدور التاريخي الذي يتوجب عليهم لاصلاح ما أفسده كثير منهم، فاننا غالبا مقدمون على بلورة التقسيم الواقع على الارض والذي لا يريد أن يصدق وجوده أحد، ولن يكون التقسيم بر أمان للمقتسمين، فالشعب السوري متداخل ومختلط، وسيسبب التقسيم له مزيدا من الآلام والترحال والتطهير العرقي الذي سيؤذي الجميع.

وبكل الاحوال لا بد أن تتضاعف الجهود لتوفير الاحتياجات المدنية والمعيشية لكل الناس في كل المناطق بحيث لا نعلق الخدمات على النصر والحسم بل يجب أن تتم بكل الاحوال فما ذنب الناس الآمنين المسالمين ليجوعوا ويعطشوا ويعيشوا عيشة العصر الحجري دون ماء أو كهرباء أو أمن. إذا كان كثير من الثوار لا يجدون الفرصة لتنظيم هذه الامور فلا أقل من أن يسمحوا لمن يهتم بها أن يأخذوا دورهم في توفير الخدمات والرعاية لعامة المواطنين.
وتشجيع الناس للعودة إلى بيوتهم وأعمالهم قد يكون من أنسب الامور لاقامة أمر واقع من الحياة تفرض نفسها على الحرب والدمار.
إن كثيرا من الافكار المتطرفة غير الناضجة والممارسات الفجة التي يمارسها بعض الثوار يمكن أن تتعدل وتنصلح من خلال الحوار والعلم، لذا على أصحاب الافكار واساتذة الحوار والعلماء عليهم أن يعودوا إلى الاراضي المحررة في أقرب وقت، يعيشوا مع الناس ويقاتلوا مع الثوار ويحاوروهم ويرشدوهم بالحجة والبيان والعلم والقدوة، ولايجوز أن نقول لهم اذهبوا انتم فقاتلوا وإنا في المهاجر قاعدون.
أذكر عندما كنا في سجون النظام أن نوعية السجناء التي حولنا لها تأثير كبير على باقي السجناء، فهناك سجناء يحاورن ويعلمون ويناقشون ويؤلفون الاشعار وينشدون... فكيف بنا في المناطق المحررة التي هي اليوم في أمس الحاجة إلى أصحاب الفكر والعلم والادارة...
عندما يعود كثير من الناس المنظمون الواعون المتعلمون إلى المناطق المحررة فانهم لن يقبلوا بالخطأ والنقص والخلل، سيسعون جادين إلى إيجاد حلول تحت ضغط الحاجةِ والحاجةُ أم الاختراع.

لذا أدعو نفسي والمستبطئين لنصر الثورة بان يشدوا الرحيل إلى المناطق المحررة ليحرروها، هي محررة بالبندقية وعليهم تحريرها من جديد بالعلم والرعاية وتوفير الخدمات.
وعيدنا القادم في ربوع الوطن باذن الله.



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورات وانحياز الجيش للشعب
- الدرس المصري
- عناصر نجاح الحزب السياسي
- قبل شهر من اجتماع الهيئة التأسيسية للحزب الجديد
- متابعة لمقال: (تهمة التكفير في الميزان)
- تهمة التكفير في الميزان
- قراءة في مقال الاستاذ كيلو
- الشام وكندا
- بثار الثرثار
- لمحة عن المعارضة السورية في المهجر
- وزارة هيتو والفيتو
- الاخوان وديل كارنيجي
- الحزب السوري الذي لم يُسمّ بعد
- نطحة بشار
- أسئلة وأجوبة في الثورة السورية:
- القط المحشور في الزاوية
- المؤتمر التأسيسي للتحالف الوطني الديمقراطي السوري في القاهرة
- كيف اخترت حزبي الكندي
- الثورة، والدستور، والحكم
- أخلاقيات الثورة والمعاملة بالمثل


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - تقسيم سورية