أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - الحزب السوري الذي لم يُسمّ بعد














المزيد.....

الحزب السوري الذي لم يُسمّ بعد


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3988 - 2013 / 1 / 30 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحزب السوري الذي لم يُسمّ بعد

في حوار عن الاحزاب قال لي صديقي: "أنْ تكون عضواً عاديا في حزب كبير خير لك من أن تكون مسؤولا في حزب صغير".

إنّ تعطّل الحياة السياسية في سورية لنصف قرن جعل من الصعب على معارضة المهجر تصور إنشاء حزب كبير قوي، ومالَ سياسيو المعارضة إلى إنشاء دكاكين سياسية صغيرة يملكون مفاتيحها، ويعدّون غلتها آخر اليوم، وأحياناً لا يعدونها حتى لا تذهب البركة!!!

الاخوان فكروا بالمساهمة في إنشاء حزب وطني مستقل عنهم وبمرجعية إسلامية قبل الثورة ببضع سنين ولكنهم لم يُقدِموا على هذه الخطوة لأنهم رأوا أن الحزب يجب أن يبدأ من الداخل، ولم يكن ذلك ممكناً.

اليوم بعد الثورة عادت الرغبة لانشاء الحزب الموعود ليكون أداة في إرساء الحياة الديمقراطية في سورية الحرة المنتصرة قريباً باذن الله، وكوني من المساهمين في الاعداد لهذا الحزب أجد أن من أصعب الامور اليوم إقناع شرائح كبيرة من أطياف الوطن أن ينتسبوا إلى حزب كبير قوي ويكونون فيه أعضاء عاديين غير قياديين، ويصبروا على هذه العضوية العادية سنوات طويلة دون أمل واضح في أن يكونوا قادة أومسؤولين، ليس لأن هذا ممنوعاً بل لأن فرصة القيادة عادة محدودة جداً في الحزب الكبير.

سألت أحد أعضاء البرلمان الكندي السابقين عن عدد أعضاء الاحزاب السياسية الرئيسية في كندا، فذكر لي أن العضوية تتغير باستمرار، حيث أن طلب العضوية تكون مدته عادة سنة وأن أغلب الاعضاء يهملون تجديد العضوية حتى يأتي موعد الانتخابات التالية الذي يأتي كل أربع سنوات في الحالات العادية فيجددوا عضويتهم بتذكير وحث من السياسيين والنشطاء، ولذلك يتراوح عدد الاعضاء بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف حسب أجواء الانتخابات. وعدد السكان في كندا حوالي 33 مليون نسمة ليس فيهم أكثر من نصف مليون حزبي يتوزع أغلبهم على الاحزاب الكبيرة الثلاث، المحافظون والليبراليون والديمقراطيون الجدد، لذا فان الذي يُنجّحُ الاحزاب ليس أعضاء الحزب فقط بل الناس العاديون غير الحزبيين الذين ينتخبون من الحزبيين من يرونه يتبنى مطالبهم ويدافع عن حقوقهم، وهم قد يغيروا تأييدهم من حزب لآخر من دورة انتخابية إلى أخرى بحسب أداء الاحزاب وبرامجها وسمعتها...

إذن الحزب الكبير الناجح ليس مطلوباً منه كثرة في الاعضاء فقط بل مطلوب منه سمعة طيبة وشخصيات قيادية موثوقة كاريزمية، وتمثيل واسع لأطياف المجتمع.

حزب الاخوان في مصر وتونس، نجح في الانتخابات الاولى بعد الثورة ليس لأسباب سحرية ولا لأنه زور الانتخابات، بل لانه ضحى لفترة طويلة أيام الاستبداد وربى افراداً على الصلاح والعطاء، وبنى شبكة واسعة من الخدمات والرعاية الاجتماعية رغم التضييق الشديد.
العضو في جماعة الاخوان يتلقى الكثير من التربية والتوجيه ويلتزم بكثير من الالتزامات من ماله ووقته وجهده، الفرد في الاخوان يحضر حلقة تربوية اسبوعية تسمى (اسرة) عددها من خمسة إلى سبعة أفراد، يقرؤون القرآن ويتادرسون مواضيع منوعة ويتكلمون في السياسية ويتفقدون أحوال بعضهم ويدفعون اشتراكاً شهرياً ويواسون الفقير ويدفعون له ما يحتاجته عندما يحتاج، ويحرصون على لقاء شهري تحضره عادة عدة اسر يكون فيه قيام ليل ومبيت لمن يستطيع المبيت... وقد تدرب كثير من شباب الجماعة المثقف في المهجر فكانوا مؤسسين وقادة لمنظمات كبيرة في اوروبا وأميركا في أجواء الحرية والديمقراطية التي سهلت لهم الحركة وأعطتهم الخبرة في التنظيم والانتاج الاجتماعي، ثم اصبحوا قادة في بلادهم عندما عادوا إليها بعد انتهاء دراستهم في الغرب.

نجاح الجماعات الاسلامية بالانتخابات أول مرة ليس بالضرورة بطاقة خضراء للاستمرار، إنها ثقة وُضعت فيهم تحت الفحص والاختبار، وسيقيّم الشعب أداءهم ويضعهم في مكانهم الصححيح في الانتخابات القادمة، وهكذا تُصحح الديمقراطية نفسها إذا غاب الاستبداد والفساد.

ماذا أعِدُ أصدقائي من أطياف المجتمع غير المسلمين أو غير المتدينين عندما أدعوهم إلى حزب وطني مستقل ذو مرجعية إسلامية؟ إنني أعدهم بأن يكون الحزب قائماً على الصدق والوفاء والمساواة والتعاون، أعدهم بالنجاح المشترك، أعدهم بأن الديمقراطية ستُحترم، وأن المرجعية الاسلامية ستكون تديناً لمن أراد وثقافة وحضارة لمن أراد. وأن الحزب الجديد الذي لم يسمَّ بعد سيحترم النهج الديمقراطي ولن يستخدم اسلوب الفرض والاجبار على أحد بل سيعمل على أن يقول كل ممثل عن الشعب كلمته في البرلمان ويشهد شهادته، ثم يلتزم الجميع بالقرارات المشتركة للبرلمان.

إن هناك نبضاً للثورة السورية ووقعاً للشارع السوري يجب أن نسمعه وأن نتناغم معه، فهو حادينا في مسيرة التقدم والازدهار، ولن تستطيع فئة أو طيف واحد النهوض بهذه المهمة لوحده، إنها عمل جماعي كبير وتنازل عن الانا الصغيرة، لمصلحة جماعية تشمل الوطن وتستوعب الاطياف.

كان هناك نقاش طويل حول المرجعية الاسلامية، وأنها قد تكون سبباً لعزوف الاطياف الليبرالية عن المشاركة في الحزب، ولكن حذف المرجعية الاسلامية قد يؤدي أيضاً إلى خسارة شريحة أكبر من المجتمع ترغب في هذا اللون المحافظ وترى أنه يمثلها، لذا كان الرأي بأن تسمية الحزب حزباً وطنياً مستقلا ذو مرجعية إسلامية هو الاقرب إلى نبض الشارع والاقدر على استيعاب أكبر طيف من الشعب السوري الذي سيشابه باقي ثورات الربيع العربي في خياراته كما يمكن أن يُستشف من المشهد العام، مع الاعتراف لسورية بكثرة التنوع وثراء الثقافات.
وآمل أن يكون هناك تواصل مع الاصدقاء الذين تثير هذه الافكار اهتمامهم ويمكن تبادل الرأي على الايميل: [email protected]
والبقاء للأصلح



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نطحة بشار
- أسئلة وأجوبة في الثورة السورية:
- القط المحشور في الزاوية
- المؤتمر التأسيسي للتحالف الوطني الديمقراطي السوري في القاهرة
- كيف اخترت حزبي الكندي
- الثورة، والدستور، والحكم
- أخلاقيات الثورة والمعاملة بالمثل
- سيادة رئيس المجلس الوطني، أين الخلل؟
- الحمية (الريجيم) وغياب الحريات
- ذكريات يوم في المخيمات
- عبارة: -إتخاذ كافة الوسائل اللازمة- لاتكفي
- طلب التدخل العسكري: نريده واضحاً كالشمس
- مؤامرة كونية أم فضيحة كونية؟
- تفصيل الدستور على مقاس الديكتاتور
- الدعوة لتحالف أصدقاء سورية الديمقراطية
- حتى أنت ياحسون!!!
- فلسفة الثورة السورية
- على خطى القذافي
- بشار: شاهد ما شافش حاجة
- أحزاب سوية المستقبل


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - الحزب السوري الذي لم يُسمّ بعد