أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - أخلاقيات الثورة والمعاملة بالمثل














المزيد.....

أخلاقيات الثورة والمعاملة بالمثل


محمد زهير الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 3753 - 2012 / 6 / 9 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قام الثوار في سورية يطالبون بالحرية والكرامة والعدالة، فحري بهم أن يتحلوا بالشجاعة والصدق والصبر والرفق، فانهم إن كانوا يألمون فأعداؤهم يألمون كما يألمون ولكنهم يرجون النصر وعدوهم سيبوء بالخذلان. ولئن كانت شيمة عدوهم الكذب فلتكن شيمتهم الصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وعليهم بالصبر فما اوتي أحد خيراً من الصبر، ورغم بطش العدو فعليهم بالرفق فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وليكن ديدنهم أن يوطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن يحسنوا وإن أساؤوا فلا يظلموا.
ومن جانب آخر نهانا الله عز وجل عن السب فقال (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) الانعام 108
وقال (ادع إلى سبيل ربك بالحكم والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هو أحسن) النحل 125
فليكن كلامنا نقداً بناءً مفيداً وليكن حيادياً (قل لا تُسألون عما أجرمنا ولا نُسأل عما تعملون) سبأ 25
هذه أخلاقيات الثواروالباحثين عن الحرية الابطال، ولكن هل تنفع هذه الاخلاق مع عصابات الشر الحاكمة في سورية؟!!! إن كثيراً من الناس بدؤوا يشكون في إمكانية تطبيق هذه الاخلاق في مواجهة حثالة من الوحوش التي لا تعرف الاخلاق ولم تسمع بالرحمة، حثالة من الوحوش والشبيحة تقوم بمجازر جماعية وحالات حرق واغتصاب ودفن أحياء... بينما المجتمع الدولي يقف متفرجاً ومتلكئاً لا يحسن إلا الادانة اللفظية والشجب.
لقد بدأت تظهر بين بعض الثوار رغبة باللجوء إلى المعاملة بالمثل لردع البادئين بالاعتداء، أو لفرض ما يسمى بتوازن الرعب، وهذا أمر يحتاج إلى نظرة متأنية لانه قد يفسد الثورة ويفتح أبواب الشر ويوقع مزيداً من الضحايا من المدنيين والمسالمين والنساء والشيوخ والاطفال، ووجب التنبيه لوقف هذا الاتجاه من التفكير وضبطه بالقواعد الاخلاقية والقانونية والشرعية.
فقتل المدنيين مرفوض عالمياً وقانوناً وشرعاً، والاعتداء على أهل وأقارب وأصدقاء المحاربين مرفوض، ولا تزر وازرة وزر اخرى، وكل إنسان مسؤول عن عمله، وأخذ الرهائن المدنيين مرفوض ويجب إدانته من الجميع.
وإذا قتل مجرمون نساءً دون وجه حق فليس القصاص أن نقتل نساءهم بل أن نجلب القتلة إلى العدالة ونقتص منهم دون أهلهم، فكل شخص مسؤول وحده عن أفعاله وإجرامه.
ولكن عندما يتعذر القصاص من الفاعل الذي يعتدي على النساء والاطفال لسطوته واحتمائه بآلته العسكرية وعتاده، وأمكن الاعتداء على أهله ونسائه وأطفاله بمثل ما اعتدى على الآخرين، فهنا تُطرح قضية المعاملة بالمثل، وهو باب شر أجارنا الله منه، لانه معاقبة لمن لم يجرم نيابة عن مجرم لم نقدر عليه، ولا شك أننا لا يجب أن نبدأ به ونسنّ سنته، ولو بدَأنا به العدو فعلينا أن نصبر ونحتسب ونعمل بالصبر الذي وجهتنا إليه الآية الكريمة، (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ). فالله عز وجل حثنا على الصبر فلا شك أنه خير لنا، وعلينا أن نستعين بقوى الخير والمنظمات الانسانية والدولية التي تحرّم هذه الاعمال لتساعدنا في حماية أنفسنا ومعاقبة المعتدين علينا، ولايزال في الناس بقية من خير نأمل عونها.
إن منظر النساء المغتصبات والاطفال المذبوحين والاشلاء المتناثر في مجازر الحولة وحمص والقبير تجعل الحليم حيران وتكاد تذهب بالعقل.
فهل ستترك لنا عصابات الاسد بقية من عقل نحافظ بها على أخلاقيات الثورة؟



#محمد_زهير_الخطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيادة رئيس المجلس الوطني، أين الخلل؟
- الحمية (الريجيم) وغياب الحريات
- ذكريات يوم في المخيمات
- عبارة: -إتخاذ كافة الوسائل اللازمة- لاتكفي
- طلب التدخل العسكري: نريده واضحاً كالشمس
- مؤامرة كونية أم فضيحة كونية؟
- تفصيل الدستور على مقاس الديكتاتور
- الدعوة لتحالف أصدقاء سورية الديمقراطية
- حتى أنت ياحسون!!!
- فلسفة الثورة السورية
- على خطى القذافي
- بشار: شاهد ما شافش حاجة
- أحزاب سوية المستقبل
- النظام السوري: ألاعيب لا تنتهي
- أسئلة تبحث عن أجوبة
- اجاك الدور يادكتور
- أسماء الاسد: وردة في صحراء أم شوكة في بستان؟
- الثورة المستحيلة
- أيها المجلس، انجزت الامرالاول فلا تتردد في الثاني
- زينب حية!!! افحمتمونا، ولكن من هي فتاة الثلاجة؟


المزيد.....




- قبل قمة ترامب وبوتين.. زيلينسكي يطرح 5 مبادئ لـ-مفاوضات السل ...
- الكأس السوبر الأوروبية: باريس سان جرمان يحرز اللقب بفوزه على ...
- نتنياهو ينكر مجددًا وجود مجاعة في غزة.. وحماس تدعو إلى -مسير ...
- غرامة بـ110 آلاف دولار لسائق ملياردير في سويسرا.. ما السبب؟ ...
- خلال استقباله لاريجاني.. رئيس وزراء لبنان يوجه -رسائل حازمة- ...
- رئيس أركان إسرائيل من جنوب لبنان: غيّرنا الواقع الأمني
- محادثات في برلين تسبق قمة ترامب وبوتين بألاسكا
- غياب الأغلبية في الكنيست يؤجّل التصويت على تمديد أوامر استدع ...
- رسالة “الجمل” لشباب الجامعة العمالية: قاوموا اليأس ودافعوا ع ...
- -تعاون في حدود السيادة-.. قراءة في زيارة لاريجاني إلى لبنان ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زهير الخطيب - أخلاقيات الثورة والمعاملة بالمثل