أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - مائدة الزعيم :














المزيد.....

مائدة الزعيم :


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4190 - 2013 / 8 / 20 - 01:04
المحور: الادب والفن
    


مائدة الزعيم :ــ
عامرة مأدبة الزعيم ابن الزعيم...فزعماء العرب ورثوا الكرم الحاتمي..خاصة عندما يكون من مال الشعب .....على مائدة المعلم ..القائد ...الخالد ...الأب ...القاتل، المجرم ...الديوس التقى كل الخصيان ...والجباة والسماسرة والمقامرين...حضر قطاع الطرق ، قاطعي الأعناق والأرزاق...وكتاب الأوراق الصفراء...من إذاعيين وإعلامين وأبواق مُسَّخرة...لإنقاذ وجه السيد الأصفر...دون حياة ...الشاحب دون ملامح من مقصلة التاريخ.....واقتعد العسكر طرفاً يحتمل رنين أوسمتهم ونياشينهم ...المعلقة فوق صدور ...خالية من القلوب الآدمية...وأكتاف منفوخة كطبول تقرع فوق فراغ رؤوس ...تهلل وتبجل ...للسيد ابن السيد... والتحقت بهم عمامات بيضاء وأخرى سوداء...الجميع يركع ...يبسمل ويحوقل..يُطري ويمدح ..يعد حبات سبحته ويمسد على لحيته...يغمض عيونه ..إمعاناً في الخشوع...والخنوع ...للسيد أو لأرباب السيد ..إنهم علماء العصر والخُسر...إنهم أتباع الله وجامعي مجد إسلامه من طرفيه الأعظمين المتناقضين...إنهم علماء السلاطين...حفاري القبور...يحملون النذور والبخور...لتعطير ما أفسده الحضور وتبرير كل الفجور وعظائم الأمور...عند السيد صاحب القصور ..." قصور الشعب" !! هكذا رنينها أكبر ووقعها على الأذن أعظم وأطرب ....اجتمع القوم ...ليتباحثوا ويتبادلوا الأنخاب ...احتفاء بما حققوه من نصرٍ وماجنوه من أرباح وألقاب في حربهم الضروس...ضد المندسين والمتآمرين من إمبريالية دولية وإرهاب ...كانت المائدة عامرة وطويلة ..فاخرة ومرصعة بلآليء نادرة وجميلة...صحون تروح وكؤوس تُملأ ...وأنخاب ترفع...وصيحات تطلق ...فالغلة وافرة ...والكَّرَم دَوار..مفخرة أهل الدار...إكرم يابن أبيك ..واقفل الباب على مواليك...كي لاتحسدهم العيون ولا تشكيهم البطون...فمن حولهم أقوام تجوع...بين غائب ومفجوع ...منحور ملدوغ ومفجوع...فلا ضير من إقفال الأبواب والاقتصار على الأصحاب والأحباب من زمرة السلطان ورهطه..المتآلف والمتجانس...في نوعه غريب الأطوار والأفعال...يدخل موسوعات الكون من باب الجرائم ضد الإنسانية...والفظائع بحق البشرية..
دارت الأواني وارتفعت الصواني...فهذا جسد طفل يرتعد من البرد...مثقوب العضد ...مجروح الفخذ والخد...بيده نصف رغيف...يرتدي بنطالاً غير نظيف......لكن هزاله يثير لعاب القواد والجلاد...دماءه الرقيقة ...تشبه الخمر الفرنسي في صفائه ونقائه ...اعصروه واهصروه ...فهو لكم حلالاً زلالاً...بمقياس نصر الله وحسون..لأنكم الأقرب لعائشة ..والأشد حرصاً على فاطمة وزينب... اشربوه وامسحوا بأكماكم ..ماابتلعته أشداقكم...كي تظل الرائحة بكم لصيقة...تُذَّكر الخلق بأعمالكم الصفيقة....هذه ظفيرة صبية...تتدلى كعنقود من سلة حصادكم الأخير في مدينة القصير....أما الأحداق والأعناق...من رقاب تحمل الأطواق والقلائد...وأسنان كالمشط بيضاء تلمع ...تضيء سواد أيامكم وترتسم...ابتساماتها في سهواتكم وكبواتكم...لاتغمد سكينك يابن الزناة...في جسد مازال ينبض بالحياة...لرضيع...فقد ثدي أمه...ومازال يتلمظ بحليبها... ادفن وجهك ...لأن التاريخ...يمر بأصابعه فوق مائدتك...ويسجل كل ماحفلت به...من أطايب الأجساد ...من أبناء بلدٍ...كان يوماً لك فيه ريح....سيدفنه الوطن مع وجهك القبيح حين يفيء لرشده ...ويهرع نحو أحفاده وجده...يستيقظ ..من كبوته وسباته...يسد أبوابه بوجهك ووجه المغامر والمقامر...بوجه الحالم والمطرود من الماضي إلى الحاضر المسدود...نحو آفاق الحرية..والحضارة الإنسانية... ويعيد لسوريا وجهها المليح...ونهجها الصريح...
ــ باريس 19/8/2013



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحوة أهل الكهف!
- لغة التقديس والاحترام عند العرب
- مايدفعك لتصبح عنصرياً!
- الاستقرار والثبات السياسي!
- ستأخذوننا إلى أين؟
- للحلم شروطه، فهل تملكونها؟
- مَن المنتصر ومًن المهزوم؟
- رسالة مفتوحة للمجتمعين في إستنبول
- بين حاضر قبيح وماضٍ جميل
- سوريا من البارحة إلى اليوم:
- سوريا الأنثى تقرر مصيرها:
- مَن سيحرر جُزركم العقلية من الخراب؟
- هل أنجح وتنجحون في السير على شفرة الحب؟
- بلسان سجينة:
- إلى الغالية تغريد...الأسيرة بين يدي جلادي الأسد:
- مزقوا شرانق المنع، ولا تخجلوا من رؤية أنفسكم عراة في المرآة:
- خاطرة نسوية:
- خاطرة طفولية:
- حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:
- انقذوا غزالتنا الدمشقية خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:


المزيد.....




- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...
- باللغة الفارسية.. شيخ الأزهر يدين استمرار الغارات الإسرائيلي ...
- “اخر كـلام “موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان 195 الموسم السابع في ...
- فيلم -المخطط الفينيقي-.. كم تدفع لتصبح غنيا؟
- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - مائدة الزعيم :