أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مايدفعك لتصبح عنصرياً!














المزيد.....

مايدفعك لتصبح عنصرياً!


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4157 - 2013 / 7 / 18 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مايدفعك لتصبح عنصرياً :ـــ
جارتي غريبة اللكنة والسحنة...تعرف الابتسام ولا تعرف الكلام...فما يعنيها مني ..أن أكون هادئة لاأعبث بمسار حياتها وسكون أيامها...تصمت كثيراً وترغي وتزبد...حين تهتز أركان بيتها من صوت نشاز يغطي على ليلها وليلي...قادم من العالم السفلي...المتطفل على عالم فرنسا...العالم الثالث أو الرابع...لايهم..لكنه عالم يقذف إلى عالمها بحمم تقاليده وسننه...وأصواته الزاعقة حتى عند المخاطبة...يحيل ليلنا جميعاً ..إلى جحيم صيفي...يدفعك دفعاً...نحو أحضان " مارين لوبين"، وتسأل نفسك: لماذا لا أرى شاباً فرنسياً يسند الحائط حتى الثالثة صباحاً ويصرخ بأعلى صوته مخاطباً مجموعته ؟ لماذا لايركب الموتوسيكل ويشحط عن قصد وتعمد مع صراخ هستيري ليوقظ الشيخ والطفل ويزعج المريض ، إلا هؤلاء المقذوف بهم إلى فرنسا من أفريقيا وبلاد العربان؟ ..نعم أتفهم أنه الصيف ومثل هؤلاء لايذهب بعطلة...كما أنه لايعمل مثل بقية الشباب الفرنسي خلال فصل العطلة، ـ فقد كانت ابنتاي تبحثان عن عمل قبل أن تنهيا فحوصاتهما وبمجرد الانتهاء تبدآن بالعمل معظم فصل الصيف ومن تعبهمها تقدمان لأنفسهما عطلة معقولة وراحة تستحقانها...لأننا فقراء ولا نستطيع تقديم مايحلمن به..ومثلهن يفعل معظم أبناء فرنسا...أما هؤلاء فلا عمل نهاراً خاصة مع رمضان ..." غالبيتهم تنتمي للإسلام ديناً" ...بل نوم حتى آخر النهار إلى أن تقترب ساعة الإفطار ...فيسندون الجدران ويعتدون على المارة أو يلقون بكلمات بذيئة تطال هذا وذاك...ويختفون حين تحل ساعة الطعام فقط...وتنتهي راحتنا...حتى الثالثة صباحاً...غالباً مايتشاجرون مع المارة...ويأتي البوليس ليفك الشجار بزج بعضهم داخل الأقفاص..ومع هذا يعيدون الكرة...منذ أيام اعتدوا على امرأة تمر بسيارتها ليلا من الطريق العام...كان عليها أن تخفف من سرعتها ...لأن مجموعة منهم تريد المرور ولا تحترم الإشارات الضوئية..وهي المسؤولة لاهُم!!! وماكان مني سوى أن أتفرج كيف تضرب هذه المرأة من أحد الشباب الأفارقة!!! وعندما صاحت بهم امرأة من بناية مقابلة...نعتوها " بالشرم...." وأن ادخلي بيتك أفضل لك!
وعلى نفس المنهج تم اعتداءهم على راكب دراجة ...لأنه لم يخفف سرعته عند مرورهم بل طالبهم بزمور طويل... أنه صاحب الطريق!...فقذفوه بالنعوت والصرخات...وكادوا يطيحون به لولا تدخلات البعض ــ مع أني أعلم يقينا ويعرف القاصي والداني والبوليس كذلك أن كبار هؤلاء الشباب يعمل في تجارة المخدرات..ويكفيك أن تنظر للسيارات الفارهة التي يركبونها أو لأنواع الباسكيت والجينز التي يرتدونها..وعلى أيديهم يتم تدريب جيل المراهقين من أخوتهم...." ابن جيراني سنغالي الأصل يقطن نفس البناية أحدهم.. ومنذ شهر تقريباً عاد من السجن بعد أن قضى أربعة أعوام كموزع مخدرات ومازال يعاشر نفس الأشخاص ، علماً أنه قال: أنه أصبح في السجن مؤمناً ومسلماً يمارس طقوس الصلاة والصيام والإيمان!! ".....بدأت دوريات البوليس تجوب نهاراً وتختفي ليلاً، وكأني بالبوليس يخشى الصدام معهم..هذا مايحصل في وسط باريس وفي حي ينتمي لمنطقة مهمة تاريخياً تسمى " البوت أوكاي" ــ وتعتبر من المناطق التاريخية المحافظ على تراثها وأهميتها مثلها مثل الحي اللاتيني ، أننشئت منذ القرن السابع عشر، وأخذت اسمها من " بيير كاي "، ــ وبالطبع لاتخلو منطقة من أمثالهم...وبعدها نقول ..: لماذا تزداد ظاهرة العنصرية في فرنسا وفي أوربا كذلك؟!....أصرخ بصوت مرتفع..".أريد أن أنام فلدي من الهموم ماتنوء بحمله الجبال...وأنتم يامن تنعمون ببيت منحته لكم الحكومة الفرنسية وبمدارس يحلم بها كل طفل سوري أو عربي أو قرد...وبعمل لآبائكم...حسب مؤهلاتهم...ناهيك عن المساعدات الاجتماعية ، التي تطالكم ولا تطال الفرنسي وتأخذونها من دافع الضرائب الفرنسي أو العامل بجد وكد ونشاط...وعن الضمان الصحي الذي تتداوون به وتدخلون أفضل المشافي وتلقون أفضل الرعاية...بينما كان الذباب يأكل وجوهكم والغذاء لايتوفر في صحونكم...وبهذه التصرفات تشكرون فرنسا!!!، ربما هناك تمييز ..لكني حين أمر بشوارع باريس وتطالعني السحنات الأجنبية أكثر من الفرنسية...واللغات الغريبة العجيبة من كل بقاع الأرض...اسأل أين هو الشعب الفرنسي؟...ولماذا تتضخم أعداد المتعاطفين مع اليمين المتطرف يوماً بعد يوم؟!...
أقارن مايجري حولي بمايحدث للسوريين الهاربين من الموت وبشكل مؤقت حيث أشقاءهم العرب ، في مصر والأردن ولبنان والعراق....ولم يمر على استضافتهم إلا عاماً ونيف في أسوأ الأحوال...ومقدار مايعانيه السوري من سلوكيات تطفو على السطح السياسي والمجتمعي...مع أن هذه الدول المضيفة لاتقدم للسوريين أي شيء يذكر ، بل تمد يدها للدول الغربية كي تساعدها على إيواء أخوة لهم!!!...وهؤلاء العرب والأفارقة المقيمين في فرنسا والهاربين من ويلات الفقر والجوع...ودون شك معظمهم كان من المستعمرات الفرنسية سابقاً....لكن حياتهم هنا أفضل بعشرات المرات من حياتهم في موطنهم الأصلي، وإلا لماذا يموتون في قوارب المافيا هاربين من جحيم بلادهم...ويخرجون في مظاهرات تطالب بحرية النقاب والحجاب ...وحرية ...وحرية وحقهم في مسكن وووو...مع أنهم لايستطيعون التعبير عن رأيهم في موطنهم الأصلي ويزجون في السجون لو تفوهوا بكلمة تطال نظام بلدهم...!
يمكن هاي الحرية اللي بدنا إياها....ومن لايعرفها ولم يمارسها بحياته يبصق عليها ويسيء إليها عندما يعيشها بعد غفلة وحرمان لسنين طويلة.
باريس 18/7/2013 ــ



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقرار والثبات السياسي!
- ستأخذوننا إلى أين؟
- للحلم شروطه، فهل تملكونها؟
- مَن المنتصر ومًن المهزوم؟
- رسالة مفتوحة للمجتمعين في إستنبول
- بين حاضر قبيح وماضٍ جميل
- سوريا من البارحة إلى اليوم:
- سوريا الأنثى تقرر مصيرها:
- مَن سيحرر جُزركم العقلية من الخراب؟
- هل أنجح وتنجحون في السير على شفرة الحب؟
- بلسان سجينة:
- إلى الغالية تغريد...الأسيرة بين يدي جلادي الأسد:
- مزقوا شرانق المنع، ولا تخجلوا من رؤية أنفسكم عراة في المرآة:
- خاطرة نسوية:
- خاطرة طفولية:
- حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:
- انقذوا غزالتنا الدمشقية خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:
- ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :
- دائرة طباشير ترسم بعض ملامح الثورة وتؤشر لأماكن الخطورة:
- المرأة السورية وجحيم الموعد


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - مايدفعك لتصبح عنصرياً!