أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لغة التقديس والاحترام عند العرب














المزيد.....

لغة التقديس والاحترام عند العرب


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 4161 - 2013 / 7 / 22 - 17:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لغة التقديس والإحترام عند العرب :ــ
في كل اللغات الحية ..انقرضت المفردات ، التي تضخم الفرد مهما كانت مكانته ...أو تقزمه وتستصغره...لأن هذه اللغة لم تعد مفهومة ...من خلال حق الحرية الفردية أولا، ومن خلال انعدام التأليه والتقديس للفرد كائناً من كان أو مهما عظمت مكانته " ملك ،أمير، رئيس ، زعيم...قائد عسكري...الخ" ، لأن هذا المنصب لايمنحه الحق بأن يكون فوق البشر أو معصوم ..أو مقدس...فهو بشر مثلنا ..حصانته تظل مؤقتة...ومن يمنحه هذه الحصانة هو الشعب نفسه ...الذي اختاره كزعيم أو ملك أو رئيس...وحتى الملكية الوراثية، أو الإمارة....إن لم يرض عنها الشعب تظل مهددة...ولاتنعم سلطتها بالاستقرار والهدوء ويحس أصحابها بأن سلطانهم إلى زوال إن لم يسارعوا لمرضاة الشعب ..أو تحسين وضعه الاجتماعي/ الاقتصادي، والصحي والقانوني..ونرى مع تطور الزمن وتغير مسيرة الحضارة التاريخية...أن التقديس والولاء للزعيم والملك أو الأمير..قد زالت من قواميس الدول المحترمة...لكيانها وسيادتها ولمواطنها. إلا معاجم العرب ...القديم منها والحديث...ففي القديم التقديس يتصل بالخليفة ...باعتبار الإسم التصق بكل خليفة جاء بعد الرسول محمد...حتى لو فصلت بينهما قرون من الزمن ...أي حتى الخلافة العثمانية...لكن الصفة لازمتنا ..واللغة التصقت بألسنتنا ...وصارت عبارة عن عسل الحديث...أو دسمه...ولا تخلو منه رواية أو لاتكاد تقفز عن ضرورته صيغة كتابية أو سماعية....في صحيفة أو إذاعة أو تلفاز...هذا إن لم ترافق بأغاني وقصائد مديح وتعظيم للسيادة وللانجازات ...التي مَنَّت بها حضرته على شعبه ...باعتبارها مكرمة من مكارمه الخلقية ...لا حقاً من حقوق شعبه عليه..ولا تقتصر مظاهر حياتنا على هذه الجرعات من الكلام والشعر والغناء...إن لم يتضح بالصورة والصوت...فصور القائد الفذ والزعيم ...الأب...تعلو الأبنية الرسمية وغير الرسمية...وتحملها الأعمدة واللافتات...ولا يخلو منها شارع...وبين كل فاصل منشط وآخر...يتم تنشيط ذاكرتك ...كي لاتسهو....أنك الابن لهذا العظيم...حتى لو كنت أكبر منه سناَ...فالأبوة هي رمز للوصاية...لأنك قاصر وضلع صغير في حضن أب مثالي يرعاك ويحميك ...ويعرف كيف يباركك ويهتم بأمرك حين تبادله الاعتراف بالفضل في الولاء والتقديس...!
ينتخب الرئيس أو يجلس الملك وورثته على عرش مملكة...معظم الممالك الغربية الملك فيها يملك ولا يحكم " بريطانيا ، السويد ، بلجيكا، النرويج...الخ"..لهذا نجد أن الحب والمحافظة على نوعية الحكم ...لاعلاقة لها بالتقديس...بقدر ماهيي طقس وعادة...تلقى النقد والرسوم الكاريكاتيرية ..والتندر ..والمسرحيات الناقدة اللاذعة...إلى جانب ...المودة...أما إن كان النظام جمهوري برلماني أو لا...فالرئيس تتناوله الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية بشكل يومي كمادة لاتنضب للتندر والنقد ...والتشريح ...وإبراز مقدار تردي تضامن الشعب مع ولايته..أو العكس.فبقدر مايقوم بمهمته الموكولة له ..زبقدر ماينال من الاحترام...لكن لامقدس فيمن يشبهنا كبشر.
إلا في بلاد العرب...أنتم أبناء الأب ...العظيم الأمير أو الملك فلان...او أنتم أحفاد القائد الملهم...أو أبونا الرئيس نسينا...وغفل عنا!...لهذا يقتلنا...نتيجة سهوه ...وأثناء كوابيسه! ...يعني الرجل بريء براءة الذئب من دم يوسف...والمشكلة الأخطر...أنا كلما تصورنا أن التطور وصل باب أفواهنا وحناجرنا ..ومدخل عقولنا..وهانحن نفجر بعد عقود طاقات الصوت ونقتل رهاب الخوف ...كلما أعدنا إنتاج ثقافتنا وكأننا أسرى لهذه الدونية الثقافية..أو استطيبنا العيش في براثن وظلال الأبوة والقيادة والريادة...وآمنا بأننا مجرد أطفال أيتام يحتاجون لأب...أو عبيد تتماهى بأسيادها..حتى لو كنا جماعة صغيرة تنتسب لحزب مغمور..فالقائد هو الأب ...وهو من يأمر وينهي ويحدد نقاط وسطور كل مايجب أن يقال ويطلق ...وحديثه آيات يجب أن تقدس...سواء كان هذا الحزب ليبرالي ديمقراطي ، اشتراكي قومي ، أو علماني يساري...مع الإعتذار من اليسار على تعدد أطرافه وتنازعها ...أو يتبع الإسلام السياسي...سلفي أم وسطي أم أخواني.....فكلها لاتسير دون زعامة تنحني لها النواصي...وأبوة لايختلف في الانصياع لها إثنان...وخاصة حين تنطق باسم الله وترفع راياته السماوية...وتحمل قرآنه وتشهر سيفه كحق إلهي وقانون سماوي...منزه ...لأنه لم يخرج من فم ابن بشر، بل من فم فقيه أو مرشد...ينتمي لديانة لا لشعب وأمة في دولة! ويمثل الله أو رسوله فيما يقول وينطق...لأنه لاينطق عن هوى!!...ماعليك إلا أن تعيد قراءة صحيفة أو مقابلة ..سواء مع فنان كبير ...أو زعيم سياسي...أو مثقف ..حتى تحس بأن أفق ومستقبل العرب...يسير إلى هاوية إن لم ينتفض في لغته كذلك أي ثقافته...سواء ركب ثوراته العسكر أو عسكروا ثوراته...أم اعتمرها المثقفين والسياسيين...رباه لماذا تنتصر الثورات في بلاد العالم الآخر ...اللاتيني والآسيوي المتشابه معنا فيما عاشه من ديكتاتوريات عسكرية...إلا نحن؟! ..حتى لو نجحنا في البداية ...نعود لنجتر الخطأ ونترك زعاماتنا بيد من يشبهون ديكتاتور البارحة...ونكرر لغتنا ...ونُجَّمِل حروفنا وننمق جملنا بمفردات ..الأبوة والزعامة والقيادة ...والخلود!!...حتى لمن كان نكرة في ولادته وتاريخه ...ومسيرته...بإمكان لغتنا العظيمة وإعلامنا أن يحوله لرمز ...ولأب ...فكيف لانريده أن ينتفخ ...ويتضخم ويرانا أمامه أقزاماً؟!
الانتفاض ليس بالحنجرة والمظاهرة والكتابة ..إن لم ننتفض على ثقافة الأتباع والملحقين ...والعبيد..إذا لم ننتفض ونعيد للغة احترامها...ونعيد للفرد المواطن إنسانيته...وحريته ...وأن نرى الكبير كبيراً فيما يعمل ويقدم للشعب وهي مهمته وواجبه ووظيفته ...لا مُنَّة ولا مَكرمة.
ــ باريس 22/7/2013.



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مايدفعك لتصبح عنصرياً!
- الاستقرار والثبات السياسي!
- ستأخذوننا إلى أين؟
- للحلم شروطه، فهل تملكونها؟
- مَن المنتصر ومًن المهزوم؟
- رسالة مفتوحة للمجتمعين في إستنبول
- بين حاضر قبيح وماضٍ جميل
- سوريا من البارحة إلى اليوم:
- سوريا الأنثى تقرر مصيرها:
- مَن سيحرر جُزركم العقلية من الخراب؟
- هل أنجح وتنجحون في السير على شفرة الحب؟
- بلسان سجينة:
- إلى الغالية تغريد...الأسيرة بين يدي جلادي الأسد:
- مزقوا شرانق المنع، ولا تخجلوا من رؤية أنفسكم عراة في المرآة:
- خاطرة نسوية:
- خاطرة طفولية:
- حين نتطهر من تربية الاستبداد، نتمكن من بناء الوطن:
- انقذوا غزالتنا الدمشقية خاطرة 2 بعد عامين من الثورة:
- ندخل خندق العام الثالث دون أقدام :
- دائرة طباشير ترسم بعض ملامح الثورة وتؤشر لأماكن الخطورة:


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - لغة التقديس والاحترام عند العرب